vendredi 23 mai 2014

اُلْبِطَالة ... الذّوات الجَريحَة و السيّاسة الجَارحَة .

اُلْبِطَالة ... الذّوات الجَريحَة و السيّاسة   الجَارحَة .
( هل يُمْكن  للفلسفة أن تُشفينَا من البَطَالَة ..)؟


اشارة أولى

« La souffrance du chômeur n est pas un état mais une relation au monde et aux autres »
Jean-LouisCianni
 « la philosophie comme remède au chômage.. » p198/poche_marabout2013
اشارة ثانية :
" الفَقْــر في الوطن غُربة والمَالُ في الغربة وطَــن "
مَنسوب   للإمام علي بن أبي طالب

·     
( كيف تكون الفلسفة دليلا علاجيا ضد البِطَالة  ومُرشدا عَــمليا لإعادة التدرّب على احْترام الذّاتِ )؟
 سؤال جوابه عند  "الفيلسوف"- الصّحافي واللّغوي والمُعْنى بقضايا الميديولوجيا والشّأن التّواصلي..  جون لويس سياني في كتابه الصادر عن (( بوش –مرابو- أوت 2013)
" الفلسفة كعلاج ضد البطالة " وبعنوان فرعي " تأملات فلسفية لإعادة تعلّم احترام الذات " . غايتي بسيطة جدا . التنبيه "لقراءة"  هذا المَكتوب" بقوة" و" بلين "  أيضا لأنه بتقاسم معنا أوْجاعنا وأحلامنا  .
·     
تتوزع " تأملات " حفيد "ديكارت " فيلسوف الكوجيطو العقلاني .. وأنطونيو جرامشي  فيلسوف الممارسة 
و البراكسيس العمَلي الفعّال وفق استحضارات مُتنوعة لجمهرة من الفلاسفة من أزمنة مُتباعدة :سقراط ( مسألة معرفة الذات ).سبينوزا ( مسألة وحدة النفس والجسد ) فيتاغور ( مسألة الولادة مع الموت ) ديوجين ( فوائد المدرسة الكلبيّة ). شوبنهاور ( مسألة فقدان الأصدقاء ) القديس أوغسطين ( مسألة الزمن ). أبيقور ( مسألة الأدوية الشافية ).فيرون ( مسألة اللاّمُبالاة ) .أبيلارد (ومسألة غرابة الحب ).سيناك ( ومسألة توجيه الضمير ) .مونتانيي( مسألة تقدير الذات ) . هيدجر (مسألة الكشف ) وثاني عشر  التأملات الطريفة  قبل الخاتمة  ديدرو
 ( مسألة التشخيص الناّجع ) . إني على يقين لو كان السيد جون لويس سياني على معرفة بكتاب" مداواة النفوس "  للحكيم الأندلسي لزاد تأمّلا جديدا وطريفا عنوانه : ابن حزم ( مسألة الطّمع ).
·     
لم أستطع تصفح هذا المكتوب "الطريف"   دون أن أُحسّ بين الحين والآخر _ أنا الذي جرّب البطالة  القاتلة _  كما لو أني في حالة " احتضار " .. حين أستحضر صورة من انتحر أو نُحر  من شباب تونس من المٌبطلين والمُبطّلات إذْ يتّخذ  الإنتحار إشكالا مختلفة ويسبب علَلا قاتلة : فيزيولوجية و نفسية وعائلية  وعاطفية وعلائقــية عامّة . البطالة تـُـذلّ الذات . البطالة  تُشلّ   . البطالة تَخْصي الفحول والفَحلات فكريا وجنسيا ووجدانيا  . البطالة تكرّهُــك في الخَلق و"الخالق" والخَلائق  و أرباب العمل  وربّاته والأناشيد الوطنية  والأوطان أصلا  والتلفزيون والمجلات والصحف والساسة ... " وطننا أين نكون في أحسن حال " هكذا يقول الشّاعر الحكيم ملتون . وقد سبقه الحكيم ابي الحسنين :حين قول  " الفقر في الوطن غُربة والمَال في الغُربة وطن " . البطالة مَوت  حقيقي .. البطالة موت رمزي ..البطالة بتر للأعضاء التناسلية  وقتل فاحش حتى للحيوانات المنوية  والبويضات  .البطالة قتل "سوسيداري"  للحياة   اذ العمل – الشغل  الذي هو الشغل الشّاغل للشبيبة  ليس مجرد فرصة للحصول على " القوت " أو من أجل الربح والكسب المالي لضمان الشروط الحيوانية للبقاء . وإنما العمل  هوية وقيمة  أخلاقية وجمالية عاليّة   أصلا لذلك يقترن العمل بالحُرية  والكرامة  اقتران اللّحم بالعظم في حالات الحياة .. أما في حالات المَمات فتلك مسألة أخرى . يا لَضياع فكرة الذات  والهوية الفردية  والجماعية  ذاتها و الوطن ذاته لدى المُبطّلين والمُبطّلات ... يا لصُراخ المغْتربين والمُغربين عن أنفسهم في أوطانهم والعَالم .
·     
(كنت  نصف ميت . لقد كنت نصف ميت تماما بسبب البطالة  طويلة المدى . لقد أخذ كياني يذوي   ويذوب مَحوا تدريجيا وتَفقد ذاتي  قيمتها ومعْناها .وان كان في سلم الألم يبقى ضياع الوظيف في العمل والتبطّل  القــسْري  القَهْري  أقل وقْعا وحُزنا وألمًا   ونزولا بالرّوح  الجريح إلى قيعان الجحيم  من موت  طفلك أو أن ضياع يدك أو فقدان سَاعِد منْ سَاعديْك ومع ذلك فان البطالة إنما هي محنة حقيقية قاسية وهي حالة من حالات الموت .إنها الحالة التي تقذف فيها أنت ذاتك برا خارج ذاتك ..
" الهوية الاجتماعية " هي الهوية الفعلية "في مقابل الهوية  الشَخصيّة التي تبقى  غير القابلة للتّحديد  والتّعيّن الموضوعي في ملموسيّــتِه الحسيّة  هذه الهوية الشخصية تكاد تكُون فُنطوماتــيّة" شبَحيّة " . كلما ظهرت  أزمة هوية فان أول من يتحطم إنما هي الهوية الإجتماعية   حاضنة الهويات الأخرى  ويمتدّ التهديد سريعا إلى " القلعة " الأكثر هشاشة وهي قلعة " الأنا " الذات الفردية والشخصية في أكثر مواطِنها حميميّة  . أزمة الهوية الإجتماعية هي  التي كانت دائما تعْصف بالهوية الشخصية وليس العكس كما يرى الاعتقاد السائد منذ زمن بعيد . " إني أعتبر البطالة من امحن محن الحياة  وامتحاناتها الأكثر إفراطا في القسوة القاتلة .تجربة خصوصية هي البطالة  تترجم من خلالها موت الهوية الإجتماعية بسحب  الإعتراف بالآخر  محو عقد الإعتراف بالآخر . فان الصورة الأقرب إلى.. ذهني في حالة التخبط هذه وضياع البوصلة لهي صورة رجل تاه  في عُباب البحر  يري الباخرة التي قد  سقط منها تمضي في سبيلها دون أدني اكتراث باحتمال موته عرض البحر . إن طالب الشغل ليس كسولا  ولا "انتهازيا " ولا مُتــنفّعا طُفيليا . طالب الشغل هو أولا إنسان يعيش العُزلة في محيط يفترض أنه فضاء للعيش سويّا مع الجماعة وبكرامة  . لقد كنت نصف ميت . كنت الحي_ الميت   لكني كنت أرفض أن أنْفق كما الدابّة. كان على أن أتحرك . أن احتال لنفسي . أن" أدبّر رأسي " وفق اللهجة التونسية  . كيف لي أن أعمل من أجل الحفاظ على الجزء الحي الذي مازال حيا لدي  و أنميّه ؟)  هكذا يقول السيد جون لويس سياني في " تدَهْوره العاطفي " وفق "لغتي "
 كيف أقاوم ... التفكّك من أجل الحياة دفاعا عن شروط إمكان الحياة .. فاذا" كان العمل فصاحة " كما يقول صاحب رائعة " هاملت "  شكسبير فان " الشوماج " والبِطالة المُزمنة ... بَكَمُ وعطب في اللسان ...وسائر الجوارح  ونزول بالذات الإنسانية الفردية والجماعيّة الى ما  دون مرتبة الحيوانات العاشبة .. وما أطرف العلاقة النّسابيّة  بين كلمة "العُطلة" ( فاكنس) و"كلمة " البقرة " ( فاش )  في الفرنسية و الإيطالية . فالذي يكون في حالة عطلة  إنما يكون في وضع البقرة  .؟؟  فماذا ورثنا من "الثورة" التي هي "أنثى الثور" كما ورد الأمر في " لسان العرب "  غير المَزيد من البٍطَالة ..  أقْصد المَزيد  مِن  التــبّـــقُر و" تبقير " الآلاف من المُبطلين والمبطلات عن العمل .. عن الشغل .. عن الحياة ... وقديما ورد في الأوراق القديمة ما يهز النفس بعيدا عن خرائط المَكان المَحلي وانْ تشابهت الحَالات والأحْوال في كل الأمْكنة :
"وبدّلت من أهْلٍها وحُوشًا – وغيّرتْ حَالَهَا الخُطوبُ
أرضٌ تَوارثَـتْها شُعوبٌ  _ وكلّ منْ حلها مَحْروبُ "
هكذا حدثــتنا "مُعلقة " الشّاعر عبيد بن الأبْرص .  الأكيد أن الفلسفة بما هي حكمة عملية " تُــشفى "  و لكن الشعر في
" ملّتي واُعْتقادي  "  أشْفَى ... وأشفى ..                                   
·     
 إنّ جُرعَة من المُزاح لا تقْتل يَا وطني  العَاطفي .
( لعلّنا بخيْرٍ ولا نَدْرِي ...)
 سَلام .. و وردة




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث