samedi 7 juin 2014


دونجوانية البضاعةæ عنف الإشهار

 
•  إشارة: "التعاسة تعتمد بكاملها على نوع من التفتت أو الإفتقار إلى الإندماج .." برتارند راسل (انتصار السعادة _ الفصل الأخير)  •  تكاد تكون هوية الإنسان في معيشه اليومي في الحضارة الرقمية هوية إشهارية _ بيبليسيتارية إشارية اذ أن الإشهار إنما هو متواليات من الإجراءات والتدابير والفنون والاحتياطات لشد انتباه الجوارح الغافلة: الأذن والعين وسائر الحواس وانتزاعها من "زمنها الطبيعي" للإنصراف بها بالكلية إلى الفضاءات والأوضاع والحالات المحلوم بها من قبل الفاعل الإشهاري للتصرف في رغبات "جيوش المستهدفين" ... بترسانات الإشارات والعبارات والصور .. والأنغام الإشهارية التى تخاطب الوجد والخيال والوجدان لخلق أكبر عدد ممكن من المستهلكين. المستجيبين ... الطييعين والمأخوذين "بالجديد" و "الرائع"  و "المذهل" و "المفلق" والعذب "والمفيد" .. لجعل "المستحيل" الجمالي والصحي والسياحي والعاطفي و الإنجابي والرياضي أمرا ممكنا. فالإشهار بهذا المعنى "خطاب" ثوري "تفاؤلي ضد اليأس ايأس من استعادة الضائع والهارب والمنهوب والمهروب به والمسلوب من الذات الفردية او الجماعية الإشهار بهذا المعنى هو حزم و رزم من الوعود الفياضة كتلك التي يعد بها السياسي قبيل الإنتخابات. بماذا يعد الإشهار? يعد "الطماعين والطماعات .. وهو أساسا سليل الطمع المسلح بترسانات التكنولوجيات والإستراتيجيات قصد الهيمنة والإستحواذ:. يعد "باللذة" و المتعة "و" الصحة "والسعادة و" طول العمر "بهذا المعنى تحديدا يكون الخطاب الإشهاري بمثابة المرشد والدليل الصحي و السياحى والعاطفي والعائلي و الأمني ​​خطاب الإشهار _ باختصار _ هو خطاب فى المتعة والتلذذ بمباهج الحياة بتحيين "السعادة" "وتكبير السعد وتقويته" الآن وهنا. لا معنى للإرجاء في خطاب الإشهار. لذاك هو يقوم رأسا على  "عقيدة حربية" ضد التأجيل .. الزهدي. الاشهار تصرف "عبقري" في أبعاد الزمن. اذ تعتبر مفردة الوقت واستحضار قيمة الوقت ثابتا رئيسا في الممارسة الإشهارية: السرعة والحركة. والتفاعل والإستجابة الآنية لمستلزمات الحياة .. هي مجموع الأوامر الإشهارية للإشهار: "الوقت من ذهب". و "الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك" وكم تصح  "... خلق الإنسان عجولا" على حقيقة الإنسان الإشهاري والعقلية الإشهارية و الإستشهارية. ان الإشهار يخاطب لدى الإنسان ضمن ما يخاطب خوفه من "الملل" ومقته لغول الروتين اليومي والرتابة لذلك نجد الخطاب الإشهاري يتوسل بكل الأدواة الممكنة للإثارة وقدح صوان حجر الدهشة. فاكثر خطابات الإشهار السلعي نجاعة هي أكثرها مقدرة على الإدهاش لمحاطبته غياهب اللاوعي الرغبوبي .. والذي وحده ينتزع الفرد والجماعة من سطوة العادة القاتلة التي تستحيل معها الحياة الى متواليات من الاستجابات الآلية الميكانيكية المبرمجة مسبقا كما الكلاب البافلوفية ولا يفعل الإشهار التحريضي على الإستهلاك والإستهلاك المفرط غير إعادة برمجة السلوك لدي "الحشود" التي يعتبرها معاقة أصلا ... فيخاطب لديها فعلا بأفاعيله وحيلة الإصطناعية لاوعيها الرغبوي ذاك المقهور والمكبوت والمرضرض و المهرس والمفتت فيخلق لها ببهارات الصور "جنانا اصطناعية" على طريقة "شيخ الجبل" شيخ الإرهابيين الحشاشين حسن الصباح وليس صدفة أن يعنون مشيال بوننانج ورفيقه كتابهما حول الإشهار بعنوان طريف وهو "دونجوان أو بافلوف: مبحث في التواصل الإشهاري". وليس صدفة أيضا أن تتم المقارنة بين خطط واستراتيجيات الحرب وخطط واستراتيجيات الإشهار. "في الحرب ليس المهم أن تحتل أرض الأعداء ولكن المهم أن تحذق فن الاحتفاظ بها تحت سيطرتنا". . وكذلك يفعل الفاعل الإشهاري ففي كل من الإشهار والحرب والحب أيضا وأيضا شراهة غريبة تمقت الإعتدال و "فضيلة الإعتدال" في العواطف والمواقف التى غذتها النزعة الرومنطيقية - ويا للمفارقة - ونظرتها للحياة في عمومها كما نبه إلى ذلك الحكيم الملتزم صاحب كتاب "انتصار السعادة": "القدماء كما يعلم الجميع اعتبروا الإعتدال احدى الفضائل الأساسية وتحت تأثير الثورة الرومنطقية والثورة الفرنسية هجر الكثيرون هذه النظرة وانصب الإعجاب على التقدير المبالغ فيه للعواطف (الجياشة) حتى لو كانت من النوع المدمر والمضاد للمجتمع .." ويمضي الفيلسوف "الأمبراطورة جوزيفين كانت شرهة في ما . يتعلق بالملابس وكان نابليون في البداية يدفع فواتير الحائك (...) وأخبرها أخيرا أنه في المستقبل سيدفع الفواتير إذا كانت مبالغها معقولة (...) وعندما جاءت فاتورة الحائك الموالية استبدت بها الحيرة الشديدة للحظات ولكنها في الحال أعدت لنفسها مخططا: ذهبت إلى وزير الحرب وطلبت منه دفع فاتورتها من الأموال المخصصة للحرب ولأنه كان يعلم أنها تملك القدرة على فصله (من منصبه) قام بالدفع وفقدت فرنسا مستعمرة (جنوا) نيجة ذلك .. "فلا الفيلسوف الحكيم صدق حكاية الحائك ولا أنا صدقت .. وما يعنيني إنما هو شراهة الإشهار ذاته لجمع المال ... كيفما كانت الأحوال العامة للبلاد  æ العباد .. اذ في كل إشهار بنشط إلى الشطط ما يمكن لي تسميته  "المركب القاروني المالوماني" والذي يعنى "جنون المال" ... الشقيق السري للكرسومانيا (جنون الكرسي).  نتحدث عن "الإرهاب الديني" ... وننسى "الإشهار" و "إرهاب التداين". مجتمع لا يوفر لنفسه ولأطفاله ولمرضاه .... ومعوقيه ولطلبته ومبطليه ... الحاجات الضرورية .. التى يمكن التنصيص عليها بعبارة "الشروط الحيوانية للبقاء" والعقلية السلخية الإسكافية الإشهارية تخلق الحاجة للحاجات الكمالية ... تلك "الحاجات المزيفة" وفق تسمية هربارت ماركوز وهو ما يجعل من "الإشهار" مفاعلا تفتيتيا خطيرا لإنتاج الإحساس بالتعاسة لدى عموم المستهدفين .. من الفقراء والمحتاجين و المعوزين جرحى الهوية المالية وفقر الدم البنكي ...  ومن ثمة يتم تعبيد الطريق عن طريق القوادح الإشهارية بدغمايتها الفائقة لعبادة المال التي تفتح الطريق بدورها الى "الخلاء والجبال" كما "جبل الشعانبي" التونسي. •  في زمن المنعطفات التاريخية التسمية الأخرى للأزمات والثورات المطلوب ضمن ما هو مطلوب A partir العقول النقدية إعادة النظر نقديا في البداهات والبدا هات المزيفة حول الذات والمؤسسات æ "أم المؤسسات" جميعها على الإطلاق انما هي الدولة. "السيدة الدولة" والتساؤل المحرج عن مدى الكفاءة التي تملكها في "التحكم" والحكم الحكيم "باصطناع مجموع التدابير والإجراءات التي تتخذها في تصريف شؤون اللذات والآلام لدي عموم الشعب وهل هي فعلا" الجهة المحايدة "_ كما يروج خطابها لذلك بلا كلل ولا ملل كما يفعل البلاغ الاشهاري للسلع _ و "الحكم المحايد" في قيادة الصراعات في المجتمع التصارعي أما أنها كما الحكم في مقابلة كرة القدم المباعة مسبقا بمباركة "الاله الكروي"?  لم تكن السيدة "الدولة" في يوم من الأيام جهازا محايدا ... وإنما هي "الكلية الحارسة للفقراء "و" "لكلاب المال وجراهم اللاهثة .. وإذا صادف أن انحازت" المساكين "... فهي تفعل ذلك لتلطيف الصراع بين المعدمين والمترفين وتمييعه لئلا يذهب الى مداه ... و" دولة تونس "ما بعد الثورة دليل على ذلك. فهل ثم الإقتصاد في الوجع السكنى في تونس مثلا .. أم ازدادت الكلاب العقارية النهاشة نهشا في لحم التونسيين المعدمين و المعدمات ...? هل انخفضت تكاليف الصحة أم ازداد رأسمالنا الصحي العام في التدهور و التسفل الى ما دون الدرك الأسفل? وماذا عن التعليم والبنية التحتية للطرقات? ماذا عن "فرحة الحياة" وجودة الحياة "ومتواليات الإنتحارات? ماذا عن "التوازن الجهوي" وثعالب التعيينات? ماذا عن تسعيرة الدفن _ أصلا في بعض الجبانات _ مثلا ... لتنخفض تكاليف الحياة? من الذين يموتون من الجيش والشرطة والحرس الوطني الوطني ... من الشهداء رحمهم الله? هل هم من أبناء الذوات .. أم هم من سلالة المفقرين و المبقورين و المفقرات ..? كم كانت تتكلف على التونسيين حكومة الحدث النوفمبري وكم تتكلف علينا الآن حكومة "الوفد النهضوي" الرشيدة سليلة الوعظ والإرشاد? كم كانت تتكلف علينا رشاوى الدكاترة والشعراء .... لشراء ذممهم بالأمس ... القريب وكم تتكلف هي علينا اليوم ... هنا والآن? اذا كان خطاب الإشهار يمارس الدونجوانية وهي التسمية الأخرى للغواية الرغبوية فهو بفترض ضمن يفترض الوعد "بزمن ذهبي" يمكن تأمينه ... للراغبات والراغبين شريطة الايمان والتسليم بصدقية وعوده .. وصدق وعيده ذلك أن بنية البلاغ الإشهاري كما بينية البلاغ السياسي يتلازم فيها الإغراء بالتهديد تلازم "الشفاه للإسنان" _ وهنا يكمن عنفه _ إذا سلمتم لنا جيوبكم وما في جيوبكم نسلمكم "حبوب السعادة" المستعادة من "الجنان الضائعة": سعادة الجمال والبراءة .. سعادة إمتلاك القوة .. كمال الشباب وكمال الجسم وكمال الباه والجنس. ((ذكر لا ينثني وفرج لا يحفى)) .. اما اذا تحصنتم بعقولكم النقدية ... فمصيركم الخسران المبين: الشيخوخة والمرض .. ووهن الجسم والعجز الجنسي و "الموت الشنيع" وفق عبارة لطوماس هوبز. وماذا يفعل السياسي مطلق السياسي غير أن يحلم المعجزين عن الحلم أصلا بتحين ممكن للحلم وذلك بمخاطبة لا وعيهم الرغبوي الجريح إذهم "يرغبون في ما يرغب فيه الآخرون" وفق عبارة للعظيم هيجل ...  شخصيا لا "أعتقد" في خرافة "الزمن ذهبي" في الماضي أو في الزمن الآتي إلا على سبيل "الإجراء البيداعوجي النظري لكن الحرية في الوطن و العدل في الوطن والكرامة في الوطن وشعرية الحياة في الوطن ليست مسألة نظرية ولا هي إجراء بيداغوجي ... وانما هي ممارسة عملية تتطلب ثورة ابستيمولوجية _ جمالية حقيقية للاقتصاد على أقل تقدير في النكد الوطني: تعليما وصحة وسكنا مع جرعات من الزهد الإستهلاكي العام للكماليات الى حين توفير الضروريات لحشود المحتاجين والمحتاجات هنا ... و هناك.




















Haut du Formulaire


1 commentaire:

  1. للاسف تحولت الدول إلى استوديوهات لبث الدعاية والاشهارات واﻷكاذيب للسذج من الناس...
    شكرا

    RépondreSupprimer

محرك البحث