vendredi 4 novembre 2016

امْرأة اُلْـمِرْآة

  امْرأة اُلْـمِرْآة
و
لقائي  تونسيّة حَزينة ...لا يَعْنيها أن تَكون جميلة


اشارة  أولى من "رُباعيات" صلاح جاهين :
" دَخل الرّبيع لَقاني حزينْ .. عـَجـَبي "
اشارة ثانية من حِكَم الصّين :          
"ان الفكر يقطع  من المَسافات أطْول مما يقْطع القلْب  لكـنّه لا يذْهب أبعْد مما يذْهب اليهِ القلْب "
اشارة ثالثة من السيد الشاعر العباس بن الأحنف :
"اذا لم يكن في الحبّ سخطٌ ولا رضَا / فأينَ حلاَوات الرّسائِل والكُتُب "
1
لاَ أحَد في الرّكن سِواي
لا أحد في الرّكن سِواها
هي تقلّبُ  دفرَ أيّامـها  في مَنامها
أو هكذا يبْدو لي
وأنا أتقلّب مع أوراق كتابي
قالت لي : مساء الخير ... لا أعرف أين أعرفك ..؟
قلتُ  لها : مساء الجميلات , قد نكون التقينا في سباق الخيل
حين هُزم الجواد العربي الأصيل أمام الحِصان الانجليزي
قالت لي : أنا حزينةٌ ولا يعنيني أن أكون جميلة
ولا أحبّ من مؤلفات الجاحظ غيْر" كتاب البِغال "
قلتُ لها : وأنا يعْنيني أن تَكوني جميلة  لا غـيْر
وأحّب من مُؤلفات  الجاحِظ كل  ما اُجْترحَتْ أنامِله
ويُضْحِكـُني   كتاب " الجواري والغِلمان "
و يُدْهِشُني  حُزْنا " كتاب  العُميانِ والحُولانِ والبُرصان "
قالتْ لي: هلْ صَادفَك " كتاب زَهْر العَريشِ في تحْريم الحشيش "
قلتُ لها : هو كذلك وأيضا ...
والآن يُصادِفني كتاب " شَقائق الأتْرُجِّ في عَجائِب الغُنج "
قالتْ لي : ولا يَعْنيك أن أكون حزينة ..؟
قلت لها : لست أنانيا :
الجمالُ منكِ لي... والحُزن منْك لكِ .
قالتْ لي : تُصْبح على خير  انتهتْ قهوتي الرابعة
وانتهتْ قهوتك الخامسة
قلتُ لها : تَصْبحين على خيْل
قالت لي : الأكيد أنّكَ وُلِدْتَ مع الجِياد في اُلْصّحْراء
قلتُ لهَا : وُلِدْتُ في " مَراحٍ غنَم "
لهذا  وغيْره...
لا أحِبّ من البَشَر  سُلوك القُطعان ...
قالت لي : ما اسمك.؟
قات لها : سليم
قالت  لي لُسِعْتَ يا عيْني : هل قرأتَ" كتاب العيْن "؟
قلتُ لها : قرأت كتاب " الشّفَتين "
المُرفق "بكتاب العُنُق "   الـمُرْفق "بكتاب المعاصم " الـمُرفَق" بكتاب الخَصْرين"
قالتْ لي : لا تَنْزل الى تَحْتَ لئلا يأخْذُنّكَ  منْك
 "كتاب الصّلْصلة في وصْف الزّلْزَلة "  والكُتب التي ذَكـرْتَ

لا أعْرف منْها ولا عُنوان

وأعْرف انّك سَوْف تَذْهبُ بي كما كلّ الرجال

"لكتاب  نواضر الأيِك" المرفق بكتاب الوِشاح  ..."


قلتُ لها : ما أحْذق نواياك ..
 الآن عَرفتُ أنّك لا تَعرفينَ نفْسك ..
ولماذا أنْت حزينة .. 
وأنّك لم  تَقْرئي  "كتاب الزّينة" ولا "كِتاب الجِنانِ"
 ما اسمك ؟
لم تقلْ لي شيئا ..
ولم أقُل لها شيئا 
اختفتْ الجميلة  التّونسية الحزينَة في الأفق ...
كما يمامةٍ تَسْتَشْعِرُ سِرْبـَها 
لم انتبِه أنّها أحْرقَتْ بسيجارتها كتابي
" أبـْجديات التّنْوير " للزّعيم الرّوحِي
الهنْدي " أوشو" .          

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث