امْرأة
اُلْـمِرْآة
و
لقائي
تونسيّة حَزينة ...لا يَعْنيها أن تَكون جميلة
" دَخل الرّبيع لَقاني حزينْ .. عـَجـَبي "
اشارة ثانية من حِكَم الصّين :
"ان الفكر يقطع من المَسافات أطْول مما يقْطع القلْب لكـنّه لا يذْهب أبعْد مما يذْهب اليهِ القلْب
"
اشارة ثالثة من السيد الشاعر العباس بن الأحنف :
"اذا لم يكن في الحبّ سخطٌ ولا رضَا / فأينَ
حلاَوات الرّسائِل والكُتُب "
1
لاَ أحَد في الرّكن سِواي
لا أحد في الرّكن سِواها
هي تقلّبُ دفرَ أيّامـها
في مَنامها
أو هكذا يبْدو لي
وأنا أتقلّب مع أوراق كتابي
قالت لي : مساء الخير ... لا أعرف أين أعرفك ..؟
قلتُ لها : مساء
الجميلات , قد نكون التقينا في سباق الخيل
حين هُزم الجواد العربي الأصيل أمام الحِصان الانجليزي
قالت لي : أنا حزينةٌ ولا يعنيني أن أكون جميلة
ولا أحبّ من مؤلفات الجاحظ غيْر" كتاب البِغال
"
قلتُ لها : وأنا يعْنيني أن تَكوني جميلة لا غـيْر
وأحّب من مُؤلفات
الجاحِظ كل ما اُجْترحَتْ أنامِله
ويُضْحِكـُني كتاب " الجواري والغِلمان "
و يُدْهِشُني
حُزْنا " كتاب العُميانِ والحُولانِ
والبُرصان "
قالتْ لي: هلْ صَادفَك " كتاب زَهْر العَريشِ في تحْريم
الحشيش "
قلتُ لها : هو كذلك وأيضا ...
والآن يُصادِفني كتاب " شَقائق الأتْرُجِّ في
عَجائِب الغُنج "
قالتْ لي : ولا يَعْنيك أن أكون حزينة ..؟
قلت لها : لست أنانيا :
الجمالُ منكِ لي... والحُزن منْك لكِ .
قالتْ لي : تُصْبح على خير انتهتْ قهوتي الرابعة
وانتهتْ قهوتك الخامسة
قلتُ لها : تَصْبحين على خيْل
قالت لي : الأكيد أنّكَ وُلِدْتَ مع الجِياد في اُلْصّحْراء
قلتُ لهَا : وُلِدْتُ في " مَراحٍ غنَم "
لهذا وغيْره...
لا أحِبّ من البَشَر
سُلوك القُطعان ...
قالت لي : ما اسمك.؟
قات لها : سليم
قالت لي
لُسِعْتَ يا عيْني : هل قرأتَ" كتاب العيْن "؟
قلتُ لها : قرأت كتاب " الشّفَتين "
المُرفق "بكتاب العُنُق " الـمُرْفق "بكتاب المعاصم " الـمُرفَق"
بكتاب الخَصْرين"
قالتْ لي : لا تَنْزل الى تَحْتَ لئلا يأخْذُنّكَ منْك
"كتاب
الصّلْصلة في وصْف الزّلْزَلة " والكُتب
التي ذَكـرْتَ
لا أعْرف منْها ولا عُنوان
وأعْرف انّك سَوْف تَذْهبُ بي كما كلّ الرجال
"لكتاب نواضر الأيِك" المرفق بكتاب الوِشاح ..."
قلتُ لها : ما أحْذق نواياك ..
الآن عَرفتُ أنّك
لا تَعرفينَ نفْسك ..
ولماذا أنْت حزينة ..
وأنّك لم تَقْرئي "كتاب الزّينة" ولا "كِتاب الجِنانِ"
ما اسمك ؟
لم تقلْ لي شيئا ..
ولم أقُل لها شيئا
اختفتْ الجميلة
التّونسية الحزينَة في الأفق ...
كما يمامةٍ تَسْتَشْعِرُ سِرْبـَها
لم انتبِه أنّها أحْرقَتْ بسيجارتها كتابي
" أبـْجديات التّنْوير " للزّعيم الرّوحِي
الهنْدي " أوشو" .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire