vendredi 21 juin 2013

كيفَ هُوَّ وجْهُ "دِيمْوازالْ " اُلّْديمُقْراطيَّة ... اُلْتُونِسيَّــةِ و وَجُوهُ حُرَّاسهَا؟ سليم دولة


                                                          كيفَ  هُوَّ وجْهُ   "دِيمْوازالْ " اُلّْديمُقْراطيَّة ...  اُلْتُونِسيَّــةِ  و وَجُوهُ حُرَّاسهَا؟
سليم دولة




1
 أعْترف   بِجَهْلِيَ   وجْهْلِيَ اُلْفَادِحِ   في   مَجَالِ اُلْسِياسَةِ  اُلْتي  هيَّ  " فنُّ تَدْبير اُلْشّْأنِ اُلْعَام واُلْأَمْرِ العُمُومِي .. والتعاطي مع أكثر اُلإحْتمالاَت احتمالا للتَّحْقيق  اُلْعمَلي .. في مَجَالِ إدَارَةِ اُلْأَزَمَاتِ اُلْقَائِمَة واُلْمُمْكِنَةِ بأقَّلِ  اُلْخَسَارات ...  " كَمَا   لا حَوْل لِي .. ولاَ مَعْرفة بْعِلْمِ اُلْفِراسَة واُلْذي هُو حَدْس مَعْرِفَة اُلْحَقِيقَة اُلْباطنيَّة للشَّخْص اُلإنساني من خِلاَل   قِراءَة حاذقة للسِّمَاتِ اُلْظاهريَّة   كَالْتِي   لِلْوَجْهِ  . اُلْــوُجُوه أقْنِعَة .واُلْلَغَة قِنَاعُ الأقْنعة عَلى الإطلاق .
" وأنا أتَقَدَّم بأقْنَعَةٍ ... " يَقُول اُلْفَرَنْسِي رُوني دِيَكَارَتْ .    أعْتَرِفُ...  كَمَا أعْتَرفُ دائما  بِمَسَاحَات جْهْــلي اُلْجَهُول  بِأَشْكَال وفُنون وتَدابير  وآدابِ اُلْإفْتراس  أيْــضا :" الإنْسَانِ ذئب اُلإنْسان " يقول حَكيم اُلْخَوف اُلْسِّياسِيِ طُومَاس  هُوبز  . إنَّهَا اُلْعَتَمَة  لا أسْتطيع قِراءَة  ولاَ حتَّى تَهجِّي اُلْفَرْق  بينَ مِشْية  اُلْغُراب  و سيْر اُلْحَجَل  ولا أفرِّق  بِجَلاَءٍ  بيْنَ وجُوه  سَادَة  اُلْسِّياسَةِ  واُلْسيِّدات عنْدَنا وَ "ديمْوازالاَت" ( عَذْراوات ) " اُلثَّوَراتِ اُلْعَربيَّة " يَتَملَّصْن من فهمِيَّ لَهُنَّ مَظْهَرا وجَوْهَرا .. سَافراتٌ  أوْ مُتَحَجِّــبَاتٌ . كَمْ أنَا الآن فِــي حَاجَةٍ إلى " عُلُوم كَشْف اُلْحُجُبِ عنْ  مآلاَتِ  حَالاَت اٌلْــتُّونسيينَ وَاُلْعَــرَبِ   عنْد وحَيِد اُلْــــقَرْنِ " . لقد صَادَفَتْــني اُلْصُّدفة اُلْرَّقْميَّة  وأنَا أجَوَجِلُ عَلى " النَّاتِ " ... أقَاوِم اُلْقَرَف اُلليْلي منَ "الجُرْح اُلْشَّامِــي " .. اذْ أسْعفتني هذه اُلْصُّدْفَــةُ اُلْسَّعيدَةُ  حٍينَ وضَعَتْ أمَامَي هَذا اُلْمَكْتُوبَ هديَّة آخَر اُلليْل :
"الوجُوهُ غيْر مُتَنَاظِرةٌ فرُؤيتُنا لأنْفُسِنا في اُلْمِرآة قَد تَخْتلفُ عنْ رُؤيةِ اُلْآَخَرينَ لَنَا ولَكِنَّ اُلْتَّعرُّف عَلى اُلْإخْتِلاَف  بيْن اُلْجَانِب اُلْأيْمَنِ و اُلْجَانِبِ اُلأيْسَر لِوَجْه أحَد اُلْأشْخَاصِ يتَطلَّبُ فَحْصَ هَذا الوْجَه عنْ كثب .." ( نَهَـضْتُ إلى اقْربِ مِرآةٍ وأخَذْتُ أتَفَحَّصُ وجْهِي اُلْشَّاحِبَ منْ اُلإجْهَاد ... وقلتُ لي   لاَ شَكَّ أنَّ اُلْمِرآة هيَّ اُلْمَقْلوبَة وليْسَ وجْهْي هُوَّ اُلْمَقْلُوب من تِكْرارِ مَا يَحْصُلَ لِي منْ اُبْتِزازٍ عَاطِفِـيٍ وجيْبي ..   وكَذبَّتُ مَا ورد في اُلْمرآة واُلْـــكِتابِ  بعْد أنْ تذكرتُ مَوْضُوعًا فِي اُلْفَلْسَفَة كنتِ قدْ طَرَحْتُه عَلى تَلاميذِ " مَعْهَد اُلْوَرْديَّة" اُلْرائِعينَ وَاُلْرَّائِعَـات  "في الثَّمَانينات مِنَ اُلْقَرْنِ اُلْفَالِتِ  : " منْ يَمْكِنُ أنْ نَرَى حينَ نَنْظُر إلَى أنْفُسِنَا في المرآة ؟ ). سُرْعَان مَا عُدْتُ إلى نفيسَتِي اُلْثَّــمينة  بَعْدَ أنْ تفرَّسْت فِــي وجْه اُلقُطيْط "عنْبَــر قَامياز اُلْوَسيم  "

2
" كلَّمَا كَانَتْ اُلْإخْتِلاَفَاتُ بيْنَ جَانِبَيْ اُلْوَجْه واضِحَةٌ زادَتْ اُلْتَّقَلُّباتُ اُلْنَّفْــسيُّة واُلْمِزاجيَّة أوْ اُلْصِّراعَاتُ اُلْداخليَّة اُلتْي قَدْ يُعَانِي منْها اُلْإنْسَانُ (...) فإنَّ هَذا ينْتُــج عنْ وُجُودِ اخْتِلافٍ كَبيرٍ بيْن اُلأُم واُلْأبِ منَ اُلْناحيَّة اُلْجِسْمَانيَّة حيثُ أنَّ الطِّفل يكْتَسِبُ صِفَاتَهُ اُلْجِسْمَانيَّة منْ كِليْهمَا ويَعْكِسُ كُل منَ اُلْجَانِبِ اُلْسُّفْــلِي اُلْأيْــمَنِ منَ اُلْوَجْهِ ( ...) واُلْجَانِبُ اُلْعُلْوي الأيْسَر مَلاَمِحَ و سِمَات اُلْأَبْ فِيمَا يعْكِسُ كُلٌ مِنَ اُلْجَانِب اُلْسُّفْلي اُلْأَيْـــسَر واُلْجَانِب اُلْعُلْوي اُلْأيْمَن من اُلْوَجْهِ مَلاَمِحَ وسِمَات اُلْأُمِّ ." نهَضت مُسْرعًا ثانيةً إلى اُلْمِرآة أتأمَّل "تنَاظُري اُلْوَجْهِي" .. وأقلِّب خلْقتِي ... وأدُير عُنُقِي  يَمْنَةً ويسْرة .. إلى الأَعْلَى واُلْأَسْفَل  ومُتَذَكِّرا وُجُوه  اُلْأصْدِقَاء واُلْمَعاَرِفَ منَ اُلْكُّتاب واُلْصِّحَافِيينَ  واُلْشُّعَراء  مُتناسيا إلى حينٍ وُجوهَ  اُلْسَّاسَة وَقَادَةِ اُلْعَسْكَر وَاُلشُّرَطٍ  وَ وجْه جُورج بوش  ابنًا عنْ أبٍ .. وهو يَقُولُ حَرْفيًّا 
" لأوَّل مَرٍّة أشْعُر بأنَّ الله فِي اُلْبيتِ  اُلْأَبْيضِ " ... أتَّفحَّصُ مَا وَرَثُتُ شَخْصيًّا  منْ اُلْسَّمات واٌلْصِّفات اُلْوجْهيَّـــة  عن دُولَة أمِّيَ وعَنْ اُلأَزْهَر أبِيَ فلْم أتَبــيّنِ اُلتَّفاصِيل اذْ أنَا لاَ أشْبهُ لاَ أمِّي وَلاَ أبِي .. فقَط زَوْجَتِي تُشْبِهني وأنا أشْبِه زوْجتي   وإنْ هِيَّ أكْثَر حِكْمة   منِّي .. وتملَّكَني شكٌّ جَارِفٌ بأنَّ وَجْهِيَ " لا تناظري.."   ثمَّة
وعْكَةٍ هنْدسيَّة ربَّانيَّةٍ  بين اُلْخَّدِّ وَاُلْخَدِّ عنْدي لا تَعُود الى اُلْحَادث اُلْمُرورِيِ اُلْذي تعرضتُ لَهُ حينَ هَرَبْتُ بِواحِدَةٍ منْ سيَّاراتِ اُلِـــعَائِلَة  حينَ طُفولتِي وإنَّما يَعُود إلَى أصْل اُلْخِلْقَةِ أصْلا . اُلْعيْبُ فِي اُلْمَعْمَل الرَّحِمِي  ...  فَحَزنت . ومُبَرِّر ُحُزني إلىَ حِينٍ لاَ غيْر ... هَــويَّتي اُلْــوَجْهيَّة واْنتِمَائي  اُلْأَكيد إلى فَصِيلٍ مُحَدٍّد منَ اُلْأفْراد و"اُلْخَلاَئِق " .
3

"  إنَّ مِثل هَؤلاَءِ اُلْأَفْرَاد قــدْ يُؤيِّدُونَ شيْئَـــا مَا ثُـمَّ يُغيِّرونَ رأْيَهُم فِــي لحْظة وَيُــعَارِضُونَ مَا كَانُوا يُؤَيدُّونَه من قَبْل  ( تَذَكَّرْتُ  اُلْمُعَارَضَةَ واُلْحُكُومَةَ وتَذَكَّرْتُــنِي ) وَقْد تَراهُم أيْضًا يشْعُرونَ بِحَمَاسٍ كَبيرٍ لفْعل شَئٍ مَـَـا في أوَّلِ اليَوْم ثـمَّ  لاَ يَلْبَثون
( عنْد اُلْمَسَاء )  أنْ يَشْعُروا بتَردُّدٍ كَــبيرٍ وعَدَم اُلثَّقة بأنْفُسِهم أوْ حتَّى اُلْشُّــعُور بِالُإحْبَاط و اُلإكْتئَاب
( تذَّكْرتُ  اُلْتَّحقيق فِي اُسْتِشْهَاد اُلْشَّاعِر  اُلْشَّهيد  اُلْعتيد شُكْري بلْــــعيد ) وتَكُونُ هَذه اُلتقَلُّبات مُرْبـــكَةٌ لِلْأفْرَاد اُلْذينَ يُعَانُون منْها واُلْمُحيطينَ بِهِم عَلَى حَدٍّ سَواء وقــدْ يَصْعُب تَوقُّع تَصَرُّفَات مثــلَ هَؤلاَءِ اُلْأفْراد لأَّنَّهــم يَكُونُون عَلَى جَانِبٍ منَ اُلْتَّــــعْقيد  وفِي بعْــضِ اُلْأحْيان تَسْتـــمِرُّ تِلك ( اُلْحَالَةُ )  لِسُوَيْعَاتٍ قَليلةٍ وقد تـَـدُوم ُتلك اُلْتَّقلُّبات لأيامٍ طِــــوالٍ في أحْيانَ أخْرى وكلَّما كَانتْ حياةُ اُلأَفراد غيْر مُــتَّزنَة زادَت احْتِمالاتُ حُدوثِ هَذِه اُلْتّقَلُّباتِ وهــذا بِالطَّبْع أمْـرٌ مُحْبِط ٌ لِلْــجَميعِ يَسْتَوي فِــــي ذلِك اُلْأفْرادُ اُلْذيِنَ يعَانُــــونَ منْ اُلْتَّقلُّبات النَّفـــسَّية واُلْمِزاجيَّة ومَنْ يَعــيشُون مَعَهم". طارتْ  أطْيار حُزني  سَريعا   كَما طَارَ طائِرُ    اُلْنَّوم  مِنْ عَيْني  مَعَ آذانِ اُلْفَجْرِ فَشَكَرْت .. كَثيرًا
" نواوومي تلكي " وغَادَرْتُ كِتابَ " قراءة  لُغــة اُلْوُجوهِ  " وقلتُ لــي " كُلَّنا ذلك اُلْرَّجُل " وسقَطَّتُ فِي اُلْتَّعْميمِ عُنْوَةً  حين تذكرت بيان " المرآة والمطرقة " في كتابي " كتاب اُلْجِراحَات واُلْمَداراتْ "  . لقد اُسْتَوينَا جَميعًا في " اُلْوَضْع اُلْكِلينــــيكي ..و آنَّ هَذِه  اُلْصفات واُلْسِّمَات  تَجْعل منْ كُل تُونِسي وتُونسيَّة قابِلاً .. وقابلةً  ليَكُون رئيسا  أو رئيسة  لأعْــتى "جمْهوريَّــة " في الأَكْوان وضَواحيها ويــجْعل من اللَّحظة .. اُلْمؤقتة  لَحْظة  خَالدة .. أبديَّة  ياللمُؤقِّت اُلْذي يَدُوم تُونسيًّا ".  تذكَّرْتُ حَكيمَ ..  حِكْمَة
" اُلْدَّوام اُلْذي ينْقُبُ اُلْرُّخَام " . قلتُ لي  يَحْدُثُ ..  للأيَّام أنْ تذْهَب بالرُّخَام " . يا مُعَـــلمي... يبقى اُلْذَّهَبُ ذَهَبًا واُلْخَشَبُ   خَشَبا . .. والنِّسَاءُ مَعَادٍنُ كَمَا اُلْرِّجَالُ مَعَادِنٌ واُلْمُخَنَّثُ .. مخْلُوقٌ إلهي . وإن كانَتْ للثَّقَافَاتِ اُلِمُخْتَلفة حيلها  اُلْمُخْتَلِفَة  لتَرْويضِ َشراسَةِ اُلْكَائِنِ اُلإنْسِي أو تأْجِيجها . بقَي سُؤالٌ يُحيِّرُنِي
       كَيفَ  هُوَّ وجْهُ   "دِيمْوازالْ " اُلّْديمُقْراطيَّة ...  اُلْتُونِسيَّــةِ   
و وَجُوهُ "حُرَّاسهَا " عَلَى وَجهِ اُلْحَقيقَــــةِ  وهي بنت " الثورة الحَمْراء" واُلْرَّجُل اُلْأَشْوَهِ ؟
v  
أنَا..
لاَ
أحُبُّ الأشْياءَ
اُلْــخَالِدَةْ
وَالتَّوالفُ
تُعِجبنُي حين تُمِسِكُنِي
بلينٍ منِ مَعاطف عَواطِفي
وانْ كنتُ عَارٍ منِ
الأشْيَاء
اسِمُ "خَالد" لا يُعِجِبنِي
ولاَ اُلِصِفات..
يذَكرنُي بأكْذوبة اُلأحيْاء
عَلى اُلأحْياء
وانْ
كانَ لِلْمَوتى اُلميَامينِ
حِيلهُم
ونشَراتهم اُلِجوية لتقصِي سيرةَ الأحْياء
للموتى سُعاةُ بريد
لا يصلون أبدا الينا طَاهرينَ 
علينا تسلّم اُلِرسائِل
بأنْفسنَا وجِهًا لِوَجِه
ونحمد اُلحِكْمَة اُلْزائلةَ ..
 ان لم تكُنِ قَدْ أكَلَتْنَا من قبل ُ :
'"كَانَ "و "صَارَ " وأصْبِح


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث