lundi 16 mars 2015

( بمناسبة الذّكرى 74 لميلاد الشّاعـر اُلْكوني محمود درويش )


( بمناسبة الذّكرى 74  لميلاد  الشّاعـر اُلْكوني محمود درويش )
شكرا لصُدْفَة  اُلْميلادِ  التي جَعَلتْك فِلسْطينيّا

 و شُكرا   لِثقَافَة شَعْب "الجبّارين"  الجَريح  التي خلقَت منْك يا اُبن حُوريّة  شَاعِرا... كَونـيّا


v     

اهداء :  الى أصدقاء وصديقات  محمود درويش أينـمـا  كانوا وإلى السيد الشّاعر  مراد السّوداني  حارس القلعة الثقافية  بنبل الفُرْسَانِ  

1
" وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ .."
يا ابن "حورية"  الرائعة وفلسطين الأرْوَع ... أيها السيّد الشّاعر الكَوْني الحُر
أكتب اليك من جنوب تونس الحُرّة بـِحرائِرها  الماجدات وأحْرارها الأوفياء  رغم كل الحَالاَت والأحْوال والأوْحال العالقة بِـنِياطِ القَلْب والخيال والذّاكرة ...
كيف ما كانت الأحوال هناك  في كتاب الأكوان الشّاسع   يا حبيبي   الحرّ   لك منّي ومِنْ تُــونس القُلب  التي  أحبّتك  وتـُحبّك  وسوف تُدْمِنُ مَرَحًا  على مَحبّتك  حدّ الوجع ...  لك التحيّة   الرّهيفة التي تليقُ بقامتك ومقامك
 و لك  السّلام العاطفي الأكيد .
وبَعْــد :
اليوم هو يوم الجمعة   13 مارس / آذار سنة   2015  و تشاءُ الصُّدفة أن تكون ذكرى ميلادك وعودة ربيعك  الجديد في هذا اليوم بالذات هي ذكرى أوجاع أميّ بي عند  الجنوب التونسي في أرض "عَــمْرة" القائمة في جهة قفصة الشّمالية . يحدث للقلب عند الحنين و الأشتياق أن يفْقد
" الشمال َ " والجنوبَ وتَرْتَبِكُ عندَه خَرائط الجِهات جميعها ويفْقد  البَوصَلة وفكرة البوْصلة وترتبك بقلبه طيور الفصول  فَيُــفَرْفِتُ على غير عادته  . ما أوْحش سَطوة الوِحْشَة وسُلْطانها  يا حبيبي / أخي/ ابن أمتي  الذي لم تلده أمي / صاحبي  / شقيق قلبي / رفيق قِبْلتي . يا كائن اللغة القُصْوَوِيـّة / القَصيّة  في الصّلابَة والهَشاشة... ( لغة الشّعْر والشّريعة والعَرش وما وراء العرش  أقصد عُروش القلب  الطّرِب والوَجــيــع  ) كم هي دقيقة - يا صاحبي-  ورقيقَةٌ وقاسيّة  أيْضا وكَذلك  تلك الصّياغة التونسية  الصّرفة   للتّعبير على  رَغْبَة تَصريف  اُلــلّوعة  وانْدهاش الخيَال  الوجداني والذاكرة  العاطفية  حين  يقول الواحِدُ للواحِد  أو للواحدة  ." تَوَحّشْتُكَ "... وأنَا رُوحي عند هذا الفجر الجنوبي / التونسي " توحّشت روحك .. و توَحّــشْتْ   حُضورك     في  الوجود العيْني  في مَلْموسيته الحِسيّة  يا صاحبي . ما أشدّ هَشَاشتي ... الشّخْصيّة في غِيابك  كما في غياب أشقاء الحبر الحر الذين مثلك قد لفتهم صفحات كتاب الكون الأبديّة . أصدقاؤك وصديقاتك من التونسيات والتونسيين اشتاقوا اليك شخْصا ونـَصّا ... ويتبادلون التحيّة والمَسرات والأوجاع ... والعَتاب  كذلك وأيضا  باستحضار حُضورك الذي لا يبْخلُ به علينا السيد جبريل الرّقمي  رَسول المعارف  والعواطف والجوارح " جوجل الجبّار " . 

2
" وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ .."
يا ابن حورية الحرة / الرائعة وفلسطين الأروع أيها السيد الشاعر كوني :
 ما أمرّ أنْ نَفـْــتـقِد الصّوت الحيّ للذين نُحبّ أقصد صوتك الشّخصي  حين تدور بنا  نوّاحات الدّنيا  وتَعضّ  الأيام أحْبلة الوَريد  منّا  فيعوى القلب
" ويَعُد الصحارى بالبكاء الحـرّ "   فَـنَـرْتـَجِفُ  خوفا منّا على الحيَاة وأدَوات الحياة  أسفا منّــا على تمزّق خرائط الأوْطان  وتصلّب شرايين قُلوب  الأوطان  وقلوبنا  وافتضاح ما آلت اليه محتويات حاضرنا الرّازح تـحت أطنان حماقات ماضينا ( ثقافة وسياسة وقيما ورؤية  مالينخولية/ سوداوية / ديـْجُوريّة  للعالم تـُرْبك الحواس وتـُهدِّدُ والشّجر والحَجر والذاكرة الكونية  والبشر )  .  الصوت. صوت من نحبّ   أقصد صوتك أنت  يشدّ من أزْرنا وإن عنْ بعد  حين نـُـوشِك أن نَسْقط مع السقوط الوشيك كأن يقول لك الصوت العاطفي عبر الأثير "  لا تحزن إلاّ بمقدار يا ابن أخت أميّ ... كيف هي أحوال  أمك  البدوية  ...؟ وقفصة  هل  مازالت تحتفل بالشّعر والشّعراء ؟ ومكـتبتك الضائعة  ...  هل عثرتْ علي شبَحك   القادم  من بعيد  في "نهج الدبّاغين"  ؟  هل سَامحتك  "دُرتك" بمحو سنوات  الغياب العاطفي ... وكيف هي أحوالك  مع " السوائل والزّوائل"  كما يَحلو لك أن تقول .. وجميلات تونس  الحرائر الأبيات .. ماذا صنعن  "بقلبك المثقوب بالطاووس  ؟  كنْ مُساوٍ لإسْمك ولقبك . نحن نحلم بلقبك ... أن تكون  لنا "دولة "  على أرض الواقع وليست في طيّات السُّحب ومَطارات الطائرات ورفوف " الأمم المتحدة "  و" المواثيق الدولية المَغْدُورَة " ... اقْتصد في الحُزن  "فعلى  هذه الأرض ما يستحق الحياة "  ... لك في الفلسطينيين اخوة ... تُرابٍ و  مِـــدادٍ  ان فعلها " اخوة يوسفك " ... هلْ   زُرتَ  دِمشق... هل  بإمكانك  أن تكون مِقداما وتــُقدم ...؟ نَحْن  في دمشق الآن" .." فتجيب : " أنا جَبانٌ جــيْبي  وفي الأحْمر البنكي  وفي عُنقي واجِبي  اُلْـــمَدْرَسِي... ".
3
" وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ .."
يا ابن حورية الحرة / الرائعة وفلسطين  ألأروع أيها السيد الشاعر كوني
آه طارت بي ذاكرتي  بعيدا  يا حبيبي / أخي / صاحبي ...   لتحطّ بي الآن عند الزّمن المواتي لحالتي _ ربما _ وكأّن لسان غرفتي في بيت أختي  يردد ما كان قد صرخ به شقيق نَصْلك وحِبْرِكَ الحُر  أقصد  عنترة العبسي :
" ومن ذا الذي في الناس يصفو له الدّهْرُ/ دَهَتْنيَ صُروفُ الدّهْرِ واُنْتَشَبَ اُلْغَدْرُ ".
ما يَعْنيني أيّها السيّد الشّاعر اُلْكَوني حين هذا اُلْحينِ انّما هي حكْمة الشّاعر الحكيم السّاحر مثلك  في  تجليّات "زُنُزجَتِهِ" الرائعة الرَّبُوخ بذاتِه الشّاعرة  ضدّ عَجْرفة الظّلَمة من الأهْل  حين قوله: " وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ ..". وقد أظْلم ليلنا ... أو على أقل تقدير ليلي الشخصي   الحَضاري فافْتقدنا واحدا من "بُدورنا"  و الذي أقصد  هو أنت أيها الرائع ابن حورية الرائعة بنت فلسطين الأرْوع في كل الحالات والأحْوال . إن جرعة "زائدة" في تذكرك    وعُروج  القلب إليك  حين عودة عيد ميلادك بــإشهار وَرْدِ  محبّتك ومحبّة أرضك وأهلك الذين هم أهلنا  لا تَقْتــلُ أحدا . ولا تخرّب  دار أحدٍ . ولا تقْطع شجر أحَدٍ ولا تُفَخّخُ  قواعد  منْزل أحَدٍ .. ولا تقْطع الماء والكَهرباء على أحدٍ .. ولا تُعطّل رواتب أحد ... ولا تعْقر ناقةَ أحَد  ولا تخرّب آبار نفْط قومٍ  ولا تشنّ غزوة غَدْرٍ على أرْض  أحد ... ولا تَقتل أطفال أحد ولا  تــُــــثْــكل نسَاء  و لا تحطّم مَدارس  على رؤوس الأطفال .. ولا تخرّب الجوامع والجامعات .

4
" وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ .."
يا ابن حورية الحرة / الرائعة وفلسطين الأروع أيها السيد الشاعر كوني:
  يا صديق الأيائل والحمام . كيفما كانت الأحوال هناك "عيد ميلاد سعيد" بين الكواكب والمجرّات .  تُـمسكني  من لساني حين هذا الحين أسئلة بسيطة: هل يبكي الموتى هناك عندكم  من فرط الحب؟ والجرح في حاصرة الوطن ؟ هل عندكم سادة وعبيد قدامي وجُدد ؟ هل ثمة أمريكا و"هنود حمر" هناك  ..؟ هل ثمة  .... سوريا ؟ هل ثمة عراق ؟ وان كانت عندكم " ليبيا " كيف هي  أحوالها بالضّبط ..؟ و "الأمة العربية" ماذا يقول عنها الأموات ؟ هل صادفتَ " شهيد دير العَاقول " ومن أقصد غير المتنبي ؟ الشّنفرى هل ظفر بالمزيد من بيض النّعام . ؟ وحكيم المعرة هل غير رأيه في الملوك والسلاطين والدين .. والنساء ؟ 
 أريد أن أخفف عليك من  قَــلَقِ "لذة الخّفة والانطلاق "   عملا بنصيحة  حبيبك الجاحظ    لذلك حَزمت أمري  وقررت أن أصْرف بعض النكد الوطني عندكم فأذكرك بك وبجيرانك وبما كتبت في " يوميات الحزن العادي" منذ 1973  وتساؤلك الوُجودي/ اليومي  عن " الأحتفال بعيد ميلادك" هكذا كتبت أناملك وعمرك 24 ربيعا .  
" تحتفل بعيد ميلادك؟ 
آه من الاحتفالات. يهجم التاريخ عليك بشراسة. هزيمة تلو هزيمة تلو هزيمة، والعرب يحتفلون بكل أيامهم. وتتساءل: أيامنا تمحو أيامنا من فرط المناسبات والأعياد. ألم يبق في الروزنامة يوم واحد للنصر. كل الأيام محجوزة للانقلابات والانقلابات المضادة، وكلها أعياد مقررة. عندها تجد سبباً لاستمرار هزيمتك: حين يخلو أحد مقاعد السنة من يوم واحد.. سننتصر.
 والليلة عيد ميلادك _ الثالث عشر من آذار _ وأنت تريد مناسبة لانتزاع المرح الكاذب من جهامة الأيام الصارمة. تدعو وأصدقاءك تتآمرون على الكآبة بالكأس والموسيقى والنكات الجارحة. يرتفع صوت الموسيقى وترقصون. تصل ضحكات الفتيات إلى نوافذ الجيران. وفي منتصف الليل يأتي البوليس. يتحقق من هويات الحاضرين ويهددك بالإعتقال: كونوا مهذبين، كفى بربرية! تسأل عن السبب فيقول لك: إن الجيران قد استدعوه ليحافظ على هدوء البناية من مرحنا. تقول له: عيد ميلاد. يقول : لا يعنيني.
ويا أيها الجيران الطيبون! لماذا لم تنبهوني أن فرحي يؤلمكم؟ لماذا تنهمر موسيقاكم المأخوذة من لحمي على نوافذي كل ليلة ولا أحتجّ. متى تخرجون من حلقي أيها الجيران متى؟
وحين تأوي إلى الفراش لتنام، تقتنع بأن الجيران كانوا على حق. في الصباح تعتذر لهم قائلاً: لا يحق لي أن أحتفل ما دمت جاركم. سامحوني أيها الجيران، فقد تبت عن الاحتفال. " هل حقا تبت عن الاحتفال أيها المحرض على حبّ الحياة ... وان بعد الممات ..؟
5
" وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ .."
يا ابن حورية الحرة / الرائعة وفلسطين لأروع أيها السيد الشاعر كوني:
 إلْيل ليْلنا الحَضاري بأفاعيل  أبناء أفاعي الرأسمال العابر للقارات وبأفاعيل "غُلاة اسلامنا  الحنيف " الذين أفرطوا في المَذابح و الاغتيالات باسم سيد الأكوان والسّماوات . والكل يدعي " حب الله " . والكل يدعي  أنه صادق صدوق لا يدّعي . "يقتل خلق الله باسم الله"  و " يغتصب باسم الله "
 و" يحطّم بيوت الله باسم الله " ... ويخرّب  الأوْطان باسْم "عمارة أرض الله " ... يقطعون الشّجر ويهينون المرأة والطاعن في السن واليتيم وابن السبيل والمسكين  بهم شهوة النار  ليفْنوا البشر  أجمعين  باسم حب الله  والغضب لله . لذاك هم يريدون تحْيين القيَامة ... وفتح أبواب الجَحيم .
أه يا سيد الحبر الحر .. كم هي معبرة عبارتك 
" انقذونا من هذا الحب القاسي "  . لولا القداسة لقلت انها عبارة تصرخ بها ألسنة الأكوان الآن  نيابة عن سيد الأكوان ... منذ ترنح بغداد  وغفلة الغافلين . لم يحدث أن قامت حرب عالمية لا أولى ولا ثانية . كما قلت لك ذات مرة ونحن نسرّح الخُطي في قفصة حين حملنا الحديث عن " الجرح الفلسطيني" .. الحرب المزعومة بكونها كونية الأولى والثانية انما هي  حروب أروبية / أروبية . ولم تحلّ حقيقة إلا على حساب شعوب أخري وقارات أخرى ... وإذا  كان من الضروري أن نتحدّث عن حرب عالمية أولى نَوعًا ونوعيّة فهي التي تدق نواقيسها أبواب العالم الآن الذي سوف يكون فيه الفناء العام والمعمم  ولن ينجو منصر أو منكسر  وأخبار  الكواكب والشّموس والمجرات تقول ذلك .  أن " الإنسان / المسلّح " قادر على تخريب الأكوان . آه  من تـُجّار الغَبْرة والغُبار النّووي  والسّلع الـمُهربة  و التـّـحيين اصطناعي على الأرض لما يجُول
بين " الكواكب " ...  من "مُفاعلات الطّاقة"  .ليس صدفة أن تتحدث  
" الأساطير النَّشْكونية  والميثولوجبات المؤسسة كما الديانات   تتحدّث عن التوعّد والوعيد الطوفاني (كما غَضب المَاء )  والجحيمي ( كما  نارات ثارات العِقَاب ) .  
6Haut du formulaire
Bas du formulaire

" وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ .."
يا ابن حورية الحرة / الرائعة وفلسطين لأروع أيها السيد الشاعر كوني:
 يا  شقيق اليـمام وحبيب  الأيائل  وتُونس  و قطعان الغيوم   ودمشق سَوف يظلّ الحبّ يذهب بأطيار الجُفون .  قال واحدٌ من أجدادك  الأقْـحَاحِ الصّادقين في المحبّة والـمِحْنَة :
 " دخلتُ مسجدا  بباب الشّام يوما (...)  فرأيت عربيا قد استلقى  ومخلاته تحت رأسه  وهو يترنّــم بهذه الأبيات بصوت أطيْب ما يـَكون و أنْــدى ما يُـــسْمع   :
" سماء الحُبّ تـَهطل باُلْصّدود / ونار الحبّ تحْرق من بعيدْ
وعينُ الحبّ تأتي باُلْــمَنَايَا / فَــتَغْرسه  على قلب عَــميدْ " 
وقد أنشد أبو سعيد السيرافي الحكيم في سياق غير هذا السياق وإنْ هو يتقاطع معه  :
" تفكّرت في شيب الفتى وشبابه 
فألفيتُ أنّ الحقّ للشيب واجبُ
يصاحبني شرخ الشباب فينقضي
وشيبي إلى حين الممات مُصَاحِبُ "
7

" وفي الليّلة الظّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ اُلْبَدْرُ .."
يا ابن حورية الحرة / الرائعة وفلسطين الأروع أيها السيد الشاعر كوني:

            من يمكن أن تكون قد صَادفت في كتاب الأكوان الأبدي؟
 هل صادفت "كسرى انوشروان " مثلا  هناك  . كان لا بدّ أن تشكره  على شغفه   بالعَدل   بـما كتب على فُصوص خواتمه :
خاتم للخَراج وفصّه ياقوتٌ أحْمر يتّقِد كالنّار   ونَقْشه :" العَدلُ... العَدْل "
وخاتم للحقول والضٍياع وفصّه فيروزج ونقشه : "العِمارة ... العِــمـارة "   
وخاتم للمراقبة والمعاقبة : وفصّه من زُمرّد  ونقشه :" التأني... التّأني "
وخاتم للبريد وفصّه دُرّة بيضاء ونقشه :" العَجل العَجل – السُّرعة – السُّرعة"  ذلك  ما أحببت  لك من كتاب " خريدة العجائب وفريدة الغرائب لأبن الوردي . هل أعجتبك ‘شارة الخواتم يا شقيق الورد ...؟  أم أنّه "لا شيء يعجبك"  كما كتبت أنت  نيابة  عنْك  وعن أوجاع قلبك...  ونيَابة عن سواك من الأرواح الهشّة التى   للخَلق :

"لا شيءَ يُعْجبُني"
يقول مسافرٌ في الباصِ – لا الراديو
ولا صُحُفُ الصباح, ولا القلاعُ على التلال.
أُريد أن أبكي/
يقول السائقُ: انتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ,
وابْكِ وحدك ما استطعتَ/
تقول سيّدةٌ: أَنا أَيضاً. أنا لا
شيءَ يُعْجبُني. دَلَلْتُ اُبني على قبري،
فأعْجَبَهُ ونامَ، ولم يُوَدِّعْني/
يقول الجامعيُّ: ولا أَنا، لا شيءَ
يعجبني. دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن
أَجِدَ الهُوِيَّةَ في  الحجارة. هل أنا 
حقاً أَنا؟/
ويقول جنديٌّ: أَنا أَيضاً. أَنا لا
شيءَ يُعْجبُني. أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً
يُحاصِرُني/
يقولُ السائقُ العصبيُّ: ها نحن
اقتربنا من محطتنا الأخيرة، فاستعدوا
للنزول.../
فيصرخون: نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ،
فانطلق!
أمَّا أنا فأقولُ: أنْزِلْني هنا. أنا
مثلهم لا شيء يعجبني، ولكني تعبتُ
من السِّفَرْ."
فأنت الآن حرّ  وحرّ في طريق السّكينة  الأبديّة أيها السيد الشاعر .   لن يسْقط جوادك مضرّجا بذكراك   شخْصا ونصّا . .. ما أمكن الشّعر : لذة / ألما  وكيمياء سخرية مـُحبّبَة من ذواتنا والعالم . " فلْنَتآمر على الكآبة " اذن . كن هانئا حين عودة عيد  ميلادك ..  هذه   13 مارس/ 2015.. يا   ابن "آذار المـدًلل ".
السّلام  . السّلام والورد و الكتاب ..للسيد الشاعر الحر . والمجد لفلسطين  التى أنجبت ..
و الوفاء للوَفّــيات والأوْفياء والمجد  تَاليّا للفنون  كلّها 
 وللشّواعِر والشّعراء .


                                                                                                                          


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث