vendredi 20 septembre 2013

أوامر نشوة الخطاب للحكومة التونسية ..

 أوامر"نَــشْوَة  اُلْخِطَابْ"  للحُكُومة التونسية: ارْفَـعُـوا أرْجُلَكًم عن عُقُــولنا
 و كَامِــيراهَــاتِنا واُلْأقْــلام ...

كنت صباحا باكرا أمارس "التسكُّع "  في الجرائد التونسية  في "مقهى الشَّرق " مكان لا أعرف فيه أحدا ولا أحد يعرفني . وكنت بين الحين والآخر                                                                  
أعود لتدوين "نصائح بالمَجانِ إلى نـفْسي .."  واذا بصَوْت نسائي     يردِّدُ:                                                           
لا تَعرفُ نفسٌ بأيِّ أرْضٍ تـَمـُوتُ... ".
امرأة في الأربعين من العمر ...
لا تعرفني ولا أعرفها ولكن لهجتها تشِي بأنها تونسيَّة وان كانت بثياب " غجرية " .  لسانها   يجمع بين جمَالية العربية القَحَّة وجمَالية اللهجة المحكية التونسية   قالت كلاما    غامِضًا   كأنـما هو حديث نفس   ثم زادت بصوت مُتـعب :                                 
" لا تعرف نفسٌ بأي أرْضٍ تـَـمُــوتُ "...وزادت بعد صمت
 اكيد و الأوكد .. منْ ذلك  . أنَّها تعْرف وتُحِسُّ وتحْدسٌ بأي أرْض تُذَلَ .

 هكذا قالت كأنَّها تُخَاطب طاولة خاليَة من جُلاَّسها ثم  زادَتْ 
هل يْمْكِنُ لحَيوان  أن ينْعَت بِاُلْخِيَانَةِ  اُلْــوَطَنيّةِ ...؟
  قلت

هذا صباح المتوغلة . .في عقلْـــها. كثر عددُ " المجانين الصَّالحين  " و"المجنونات  الصَّالحات "  في الوطن ..  ..

" لا تعرف نفسٌ بأي أرْضٍ تـَـمُــوتُ "...

لا أعْرفها ولا تَعْرفُني

قالتْ لِي ذهبتُ إلى "الحُكُومَة "أطلبُ يـَــد المُسَـــاعَدَة ...

( ثم صَمَتَت  ْقَليلاً .. ثم تمْتَمَتْ ثم اسْتغْفَرتْ ربــَّهَا ثم صمَتَت ْ..)

قلتُ ... بعد تردُّد "ثم مــاذا ..." قَالت :
"ذهبتُ إلى الحُكومة أطلب ُيــدَ المُسَاعدة فأعطْتني رجْلَها ... "

ثم ضحكتْ طويلاً ... فانْدهش من بمقهى "الشرق ".. لضحكتها فحَزنْتُ  وتمثَّلت في نفْسي
" يا فالق الحَبَّ والنَّوى " ( الأنعام 95 )أيـْـنَ " رجالٌ صَدَقـُــوا " ( سورة الأحزاب 23 )
ثم زادت " ذهبتُ الى الحُكومة أطلبُ يــدَ المُسَاعَدَة فأعْطتنْي رجْلَـــهَا ...
فكان من واجبها عليَّ أن أبادلها اُلْهَديَّة السَّنية  بـِـهَديّة أسْنى  : فأعْطيتُها اصْبعِي . أنا أستاذة عربيَّة قد توغلتْ من طوال البِطالة في عقْلــها " .
قلتُ هذه تونسية أخْرى فُـــكَّ عقْلها من عُقَاله ..وأخْرَجتْ نفْــسَها من القَهْر
منْها أثْــــقَالـــهَا .
سَمَعتُ شابًّا يقول لشابٍّةٍ يبدو أنَّـــهُ لا َيعْرفها :
" و هَذي البدايـــة والمَزال ..مَزال "
.
تظاهرت بعدم الإكتراث أصلا....  لبقية الحكاية المرحِة جدا . وعدت إلى كتابة " واصايا الى نفسي بالمجان " ... كتابة مختلفة لا تخلو من فوضي  المشاعِــر التي لم تعد تـُرْبـِكـُـــني  :

كما تكُن  يولى عَليْك.
من عاداتي أنى في بداية كل سنة حين انتقل الى التدريس بمعهد جديد أذهب دائما الى "مكتبة المعهد ".. وذات مرة دخلت الى مكتبة معهد شهير بالعاصمة التونسية  فوجدت المكتبة تكاد تكون خالية من الكتب فهالني الأمر . فذهب الى السيد المدير والذي كان " أديبا " فشكوت له وضع المكتبة فقال لي لا تقلق سوف نتدارك الأمر .وطلب مني أن أراجع السيد المقتصد ... فذهبت الى السيد مقتصد المعهد فقال لي بامكانك اقتناء بقيمة 500 ديار كتبا من المكتبات ونحن نتدبر أمرها . فذهبت صحبة 3 تلاميذ واخترنا الكتب مع مفاوضات حول أسعار الكتب . المهم أخترنا الكتب ولم نتجاوز القيمة المالية التي حددها السيد المقتصد .. وبقيت تلك الكتب على ذمة المعهد حوالي ال20 يوما .. ولا خبر عن السيد المقتصد . .. وحين عثرت عليه في مكتبه ذكرته بالأمر فقال لي بغضب " كثُرتْ طلباتك : اصلاح ... اصلاح ... اصلاح وكتب .. وأبواب ومن قال لك أننا نملك ثمن الكتب .. وحين ذكرته بأنه هو من قال أنه بالامكان الاقتناء ب500دينار نكر ذلك فشكوته مباشرة الى السيد المدير .. فقال تدبَّـر أمرك معه .. فعدت له في الحال وأغلقت عليه باب المكتب .. ومسكته من عنقه ... نعم مسكته من عنقه و قلت له : أنت لص وتريد أن تسرق ال500 دينار خاصة وأني قدمت له فاتورة الكتب : فأخد يستغيث ويقول والله انجيبو الكتب توا ... توا انجيبوها .. وفعلا ذلك ما كان ...(( لا ينقادون الاَّ بالقهر )) تذكرت بن خلدون 
" ان البدو اذا وسع لهم أسرفوا "


تدابير مختلفة "للعقاب ":
في بداية عهدي بالتدريس وذات امتحان عثرت على واحدة من تلميذاتي تمارس الغش .. في الإمتحان فأصابني الخجل والإرتباك واحترتُ كيف سوف أتصرف معها وقد أدركتْ أني انتبهت لها فأعادت الوثيقة الى "مَكْــمنها "...فلم أراجعها في الأمر لئلا " أبهذلها " أمام 42 تلميذا ...( نعم 42تلميذا )
و أشوش على الجماعة .. وكانت هي آخر تلميذة تخرج من القسم ولما ارجعت الفرض كتبت في الصفحة الأولى حرفيا " سامحني أستاذي لم أكن في مستوى ثقتك ومارستُ الغش ولن أكررها في أي مادة من المواد . بجاه ربي سامحني ) . قلت لها . "انتهى الأمر ". كان ذلك بالأمس البعيد واليوم أقول لها : (( سلاما يا دكتورة . سلاما )Haut du formulaire
لا تُلومنَّ إلا نفسك ..
" اذا صادفت تلميذا أو تلميدة يمارس أو تمارس الغش في " امتحان الفلسفة " فلاَ تلومنَّ الاَّ نفسك لأنَّك جعلتَ منه كائن " يتـّــذَكَّر " وليسَ كائنا يفَكِّـــر " . (( وهنا مكمن خيبَة ِالفلسفة وتدريس الفلسفة ... عندنا ))
اذا ضَربَكَ اُلْـحـِذاء
" اذا ضربك الحِذاء بعْد تعَهّدِهِ "بالعِناية المَوصولة "عند الإسْكافي( الملاخ ) فمَــلخ ِّبه كما جَاء ولا تلومنّذَ غير رجْلك اليُمنى التي تمرَّدت على مقَاسات السيَّد الإسكافي " . وبذلك تسْتعيد سكينتك مع نفْسك ولا تزيد خصْما جديدا إلى قائمة
" الشُّعَراء باِلحَال " ... واشكر البلدية لأنها لم تصدر بعد مرسوما لمُعاقبة من بأحْذيتهم بعَض عطبٍ فيفْسدون الطريق المُعَبَّدَةِ  جيًّدا ..

السعادة : ساعة سَعْـــدٍ  

السعادة هذه " البُـــوبا _ أوُرا " كما في لغة العرب والإفرنج 
: استحضار للزمن . للوقت . للميقات . ولا أحَد يمكن له أن يتَحَكّم من " ساعاتنا " الداخليَّة " مهما أوتي من " القوة " و" الحذق " ومَهارة " الميقاتيين " والسَّاعاتيين .. (( فيلكن اللقاء في" ساعة سَعْـــدٍ "...بعيدا عنْ  صنَّاع سَاعَــات "النحْس " الذين أرجو لهم "ساعة سَعْد ". لا تتــمــنى لسواك التعَّاسة لئلا يُصيبك "النَّحْسُ" في الـحَال.كم تَتَــشَابَهُ الأضْدادُ.  .

"كن سعيدا بسعادة خُصُومِك "
اذا صادف أن أحَد خُصومك أو حتى مَعارفك يقدِّم نفسه للنَّاس وأمامك على  أنــّه أمْـهَر لاَعب في كُــرة الطاولة
 ( مثلا ) .. وأنه أكبر ملاكم زمن زين العابدين بن على( مثلا ) أو أنه أكبر روائي و أشعر   شَاعر ( مثلا ) .. وأعْــدى العدَّائين
( مثلا ) . وأصْدق المواطنين في القول (مثلا ) وأخلَصهم في العَــمَل ( مثلا ).فلا تـُكذِّبْه ... طالما أن ذلك لاَ يـَمـسُّ قانون اُلـجَاذبيَّة ولا يُوقف دوران اُلأرْض وطالما أنُّــه يسْعده  فلتكن
" سعيدا " بسَعادة " سَعادتهم أو على أقَل تَـــقدير أقَل تعَاسَة مُـــمْكِــنَة ..
سُيولَــةُ اُلمواقِفِ :
في الثانية التي نتخذ فيها قرارا ما من القرارات تَكُون أسباب أخرى قد استقامت لتغيير رأيكَ ... فلا تغيَّر رأيك ( عَدم اشتراء صحافة اليوم مثلا ) وغيِّر تِلك الأسْباب .. وهذا مُـمْكِن ..
كن سيِّد أسْباب ... فرحِك ..وحتَّــى فَرحِك المُــضَاد .

لم أكدْ أنهي هذة "الواصايا "  حتي انتَصبتْ  أُستاذة اُلْعربية   الحكيمة  التونسية أمامي  قائلة بصوتأها الجميل و الحـزين :
" لي أوامر لابد من تبليغها لسُمو سيَادة رجالات اُلْـحُكومَة ونساءات الحكومة  "الموقُورة "   واحدا واحدة  . قلتُ
 و ما هي   قالت لي أكتب : فكتبتُ :
أنا نشْوة اُلـْخِطاب اٌلْتونسية أعْــلمكم رسْـمِـــيَّا :أنكَّم
" جَعَلتْـــم من حَياتــي  مِــــمْحــاة ..  وباقْتصَاد في اُلْـخِطاب اُلْـــصَّريـحِ واُلفَصيح ..
 ارْفَـعُـوا أرْجُلَكًم عن عُــقُولِ   شبِابنَا ..
و كاميراهاتنا   فنَّانينا  وْأقلام كُتَابنا . لا تـهددُوا الشُّعراء بالقتل ...  لا تُلزموا الصَّحافة على اُلْتصْحيف... اتقَّوا ذلك اُليوم المُــخُيف ...  إني سَليلة الكَاهــنَة ... أعْشَقُ اًلحُرية واُلْعربيـــة والشِّعــر اُلْــــغَـــزلي . .. وأحِب تُـــرابي وشعْــبي وانْ أتعَبــنــي بعْض أبْـــاء شَـــــعْـــبي  ...  

Haut du formulaire

  
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث