ان جُرْعَة من النَّرجسية من الكائنات "المسْحُوقة" لا تقتل أحَدا ...
"♦ L'affection ou
la haine changent la justice de face ; et combien un avocat bien payé par
avance trouve-t-il plus juste la cause qu'il plaide !
"(PASCAL)
1
لنَـرسِيس المَاء شَقيقٌ سِري هُوَّ نـَـرْجـــيسُ
الصَّحْراء هَكَذا يـَحْلُو لي أنْ
أنَاديهِ ..
·
فليسمح لي أبناء وبنات "العُشب المقَدَّس"
بهذه الفُسْحة في المديح .. "النرجسي_ النرجيسي " لذاتي بعد سَنَواتٍ من التصحّر
العاطفي وعدم التقدير الشخصي ومن
" الشَّتائم " والنمَّــائم " والتقَوُّلات " على الذَّات
والصِّفات .. وأصْل الطِّينة
و" السُّلالة " أصْلا ..
2
نعم أنا أنتمي
الى شعْب من أعْظم شُعوب الكَوْن ... عَبر التَّاريخ ... شَهد سَكَّ العُملة ... و
تففن في صنَاعة الفُلُوس والكتابة على أبواب المُدُن قبْل
آلاَف السِّنين من ميلاد السَّيد المسَيح الذي" لم يكُن مَسيحيا " دائما
وفق عبارة سَاحرة وسَاخرة لبرنارد
شو. وظهور الأمراطوريات التي تُريد
التحَكُّــم الآن في الأرْضيينَ والسَّماوات ... وتَتـَـرَبـَّـبُ على العَالمين
... حتى أن أحَد كتَّابها عَنْوَنَ واحدًا منْ كُـــتُبَه " الله أمريكي
" وانتمي الى أنُاس و"
نَاسَاتِ" أجْمل ما فيهم أنّـَهُم
على اسْتِعْدادٍ للتَّسامُح مع من أسَاء اليهم والى تَاريخهـــــم لاَ لأنـَّهم
جٌبناء بل لأنهم كُــرَمَاء . لأنَّ الجُبَناء لا يعْرفون التّسامح ...
و"الصَّفْــح" و الأريـحية ...
اُلْسمَّحَاء . ثمة أكثر من سَبَـبٍ لأكونَ أقل نـَـــــكَدًا من " خُصُومي
" ...والذين هم " بعْض إخْوتي "
في التُّراب و"النشيد الوطني" . أليسَ كذلك يا أبنَاء الوطن
....؟
3ُ
ما قيمة"
قائد سياسي"( انْ تَوفَّر ) . أو "قُدوة أخْلاقية"( ان تَوَفَّرَتْ ) ..أو فيلسوف
نقدي( ان تَوفَّر) أو شَاعر سَاحِرٍ( انْ
تَــوفَّر ) أو مُؤرِّخ نـِحْريرٍ
( ان تَوفَّــر ) أو "مُرْشِد ثَــوْري" ( ان
تَوفَّــر ) . ما قيــمتهم جَميعا مُـجْتـَمعينَ ومُـجْمِعينَ عَلى " فَسَاد
مَعْدَنِ الشَّعْب التونـسي اُلْـمَلْمُومُ منْ كُــراعِ اُلْكَلْبِ" " وفق عبارة سمعتها تتَردَّد الكثيرَ من
المرَّات على عِدة ألْسِنَة " عَالِـمَةٍ " "
و"
عرِّيفـَـة بالشَّأْنِ العَام " .. وهي كناية على الأصول المختلفة
والمتُباينَة والمتُشابِـكَة للشَّعْب التُّونسي
وفْقَ منْطقٍ هِجَائي يُفْــرطُ في
هِجَاء الذَّات الجَـــماعيَّة كأنْ يـُرَدِّدَ تِلْكَ اللاَّزمة "
الخَلدونية " _ التي لم أعْـثر لها على أثر _ في تجريح الذَّات الإفريقية عامَّة والتُّونسية
خَاصَّة :
" في
أفريقية وافِقْ أوْ نَافق أو غَادِر اُلبِلاَد " ( يبدو أن " ابن
خَلدُون ليس خلدونيا " كما ماركس " ليس ماركسيا " ولا " الشعب
التونسي تونسيا ..)
4
ما كان الأمر
ليحُزنــني لو لم تكن أغلب الإستعمالات
لهذه المُعْطيات والمعلومات
الجينيالوجية والأنطروبولوجية .. ذاهبَة في اتجاه اسْتهجان"
الهُجْــنَة "و تنوُّع الأصول واحتقار الصفات ... وتبْخيس الذَّات
الإعْتبارية للشَّعْب التُونسي .. بعَفْلة منْهجية أو بـِمَكْر ايديولُوجي سِياسي
من أجل " الفتنة الصغري " تمهيدا " للفِتــْنَة الكُبرى " وفق
عبارة لطه حسين .. فنُخْلط دُون وعي _
ربما _ بين نقدنا " للبلاد " و" لأوضاع البِلاَد " و"
لـحُكَّام البِلاَد " و" لـِمُعَارضَاتِ البِلاَد " عن صَوابٍ أوِ
دُونـما وجْه صَوابٍ ..نُـخْلِطُ بينَ "سجل" التَّساؤل عنْ أوْضَاع البِلاد وسجل التساؤل عن " أصل الشعب "
يقودنا في ذلك " وهــْمٍ ابِسْتِسمُولوجي _ مَعْــرفي" قاتل" وهْو وهْــم الشَّفافية
المُطْلقة و" الأصُولية العِرقيَّة
" ..فلا نُعَلًّل الأوْضاع والحَالة
التي عليها البلاد بإرْجَاعِها الى مُتواليات أسْبابها اُلـْمركبَّة والمتُشَابـكة
والـمعُقَدة ..
( الآن وهنا ) كما اسْتِفْحَال الأنَانيات النَّابــيَّة الضَّروس واُلـمُسَلَّحة
نوويا...
وَ المتَوحشة مَـحلياَّ و كونيا وإفْلاس مَا يمكن لي
تسميته
" الإقتِصاد السّياسي لعَواطِف اُلألفة " في
العَالم .. وإنَّـمـاـ نذْهَب في
تعْليلها _هذه الأوْضَاع_ بارجَاعِها إلى
مسألة "الانتساب"
والأصل "الأصْلي" لأصُول" الشَعْب الـمُتَشَعِّبة كما لو أنًّه تُوجَد أعْراقٌ " صافيَة
" وثقافات صافية " ومُوسيقات صَافية " و" لغَات صَافية "
وديانات صافية ". وأجْناسٌ أدبيَّة صافيَّة.
يا للشفافيَّة " الفاشيَّة
" القاتِلة .. ونـَكُون بذلك قَدْ
فتَحْنا أبوابَ الجحيم على أنْفُسنا بالتَّنَابُـز بالألقابِ و"أسْطورة
الصّفاء العِرْقي" التي تَـمَّ
تفْــتيـت نَواتها الصَّلْبَة من
قِبَلَ الأبـْحَاث الأُنطروبولوجية
الثقافيَّة ( دراسة الإنسان ثقافيا ) بصيغِ مُتَعدَّدَة ( يا أمَّة أقرأ التي لاَ
تقرأ).
5
ان مثْل هَذا التـَّمشي الفِكْري و النَّظرة التّحْقيريَّــة
والنّــَهبيَّة والتَّفقيريَّة والتَّصْحيريَّة
لِلْذَّات الإعتبارية التُّونسية ( مثلا)
من شَأنه أن يُفَكِّكَ الرِّباط العَاطِفي
والعَقَد العَاطفي و"العُرْوة الوُثقى" العاطفيَّة الرَّمْزية
بين أبنَاء الوطن وبناته .. فيكون اسْتعْداء الغَريب" على
القَريب أمْرا " شَرْعيا
" مقْبولاً ومحـمودا .. بَل حتى
" واجِــبًا مقدَّسا " باسم انتساب "
أشْـمل وأسْـمى " وهميٌ هو الآخر و
قاتِل هُو بـِدَوَره. فماذا يجب أن نخاطب
في" الشَّعْب " : الثعْلْب أمْ الحَمَـامَة ؟
6
يبدو لي أن المَطْلوب من الذين يَعنيهم شأن "وحدة الشَّعب" التونسي _ كما وحدة شعوب العالم _ الآخذة في الترهًّل مخاطبة أجمل ما يمكن أن يكون لدى شعب من الشعوب
( الشعب التونسي ).. لتستنهِضَ صِـحيًا قواهُ
الخيَّرة كما عنقاء
الرَّمَاد من رمَادِها .. لفعل " الخيْرالأسمى" ... أمَّا
أنْ نحرّك فيه نذالته التّاريخيّة (المُفترضَة
) وعُقوقه الأبَوي ( المفترض ) ازاء أجمل
وأنبَل أولاده وبناته .. فهْو لنْ
يُــقابِل هَذا
" الهِجَاء
التّاريخي " الإ بالعُنْف والعُنْف المُفْرط .. ولن يقابل تذكيره بعَارِه التَّاريخي
ذلك _ وان كان حقيقيا _ الاّ بارْتكِاب المَزيدِ مِن " العَارات
" والثَّارات العَــنيفة ضِدَّ النيل
الفاحِش والجَارح والظالم من "ذاته
الإعْتـباريَّة" . حينَ يتم الآن مثلا
استحضار عبارة " تونس قاصمة ظهور الجبَّارين " مثل هذه العِبارة من شأنها اسْتنهاض الهِمَم
لعَدم قَبول أيَّــة " إهانة "
و أي شكل من جميع أشكال اُلامْتهان
و" الحُقْرة " من أيِّ كَان. كائنٌ منْ
يـكون . وعنْدها تَكون كَرامة أيّ تُونسي أو تونسية من كرامة كل التونسيات
والتونسيين وان اختلفوا .. كما هي كرامة
كل انسان من كرامة الإنسانية جمعاء . كم تلزمنا من جُرعة من " المثالية
" .. ضد العجرفات اليومية الجارفة
للهاوية محليا وكونيا ..
7
لنَرسِيــس
المَاء شَقيقٌ سِري وهَوْ نـَـرْجـــيسُ الصَّحْراء هَكَذا يـَحْلُو لي أنْ أنَاديهِ حين تشْتَطُّ بي" ثقافة الماء"
فـأكاد أغْرق .. وأنادي نرْسيس اُلْــمَـاء حينَ تتَغوَّل عليَّ وتشتَطُّ بي"
ثقافة اُلْصّحراء" وأكاد أموت عَطَشًا في " الرّبع الخالي" .
·
ما أحْوجَنا
إلى" محاورة الظَّل " . . ظلالنا والسَّديـِمــي واللَّيْلي فينَا أفرادا وشُعُوبا ومُنتَظمات حَضارية وفْق
لغة كارل غوستاف يونج الشَّائقة و المَعْنية باُلـْحَفْر في أغوار النَّفْس
البَشَريَّة الصَّلبة صَلاَبة اُلْعَسَل الحُر واُلْــهَشَّة هَشَاشَة التِّبْــن
. ما أسْعَدني حقَّا بصلابة اخوتي ..
وبهشاشتي حين هذا الحين التُّونسي في الكَونِ العاصِف. أنا لستُ مـحام ولا أحد دفع
لي أموالا وأوكلني للدفاع عنه دفاع المأجورين
وفق عبارة باسكال الحكيم . فقط
أردتُ الدِّفاع عنْ نــفْسي وذاتي الحضَارية على طريقتي . بي رغبة جَارفَةٌ لِلْــبُكَاء ولاَ أعْرفُ
انْ هُوَّ بكُاءُ فَرحٍ أمْ هُو بـُكَاء تَـصْريف
ألــمٍ ... وحُزْن مُقــيمٍ
حينَ وقعتْ عَينــي ذاتَ صُدْفَةٍ
ورَقيَّة منذُ حين عَلى بيتٍ
شعري لمدْرِك بن حِصنٍ:
"ولـيسَ
ابنُ أُنْثى مَائِتاً دُونَ يَوْمِه
ولا
مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حَانَ حِينُها"
·
سَلاَمٌ .. و
ورْدَة
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire