dimanche 9 mars 2014

حُكُومة "النّهْضَة" وصيّاد فِراءِ الثّعَالِبِ

حُكُومة "النّهْضَة" وصيّاد فِراءِ الثّعَالِبِ :
تابوت الذين" يُخَاتِلُونَ  الله بِاُلْمِسْبَحَة " كَما يُخَاتِل سواهم " اُلْعِبادَ " بِالمُزايدَة عليهم بحُبّ البِلاَدِ..
v     


اشارة أولى :
«   MERCURE : - je vends la vie parfaite /la vie saine et vénérable.qui achète ?
qui veut être au-dessus de  'lhomme ? "
LUCIEN DE SAMOSATE
اشارة ثانية :

Lorsque deux personnes restent ensemble, c'est pas parce qu'elles oublient, c'est parce qu'elles peuvent pardonner.
Adrian Lyne
Proposition Indécente
اشارة ثالثة :
'التَّابُوت : الأَضْلاعُ وما تَـحْويه كالقَلْب والكَبِد وغيرهما، تشبـيهاً بالصُّندُوق الذي يُحــْرَزُ فـيه الـمَتاع أَي: أَنه مكتوب موضوع فـي الصُّنْدُوقِ. "

'' لسان العرب "
اشارة رابعة :
امْنَعوا الخنازير الأهليّة والبريّة من العَبث بحدائق أزهاركم السريّة . كونوا سُعداء ما أمْكن رغم أنوفهم وخراطيمهم.السّعادة تتطلَّبُ الشّجاعة .. وهي شأن  شخصيّ كما السياسة شأن عامّ عامّي وعمومي
·       
توغّل اللّيل في بعضه وأنا أقَلّبُ كتابَ الرّحلة . رحلة بن فضلان الشهيرة  ... وأتقلّبُ مع صَفَحَاتِه  لِأقْتَفي سيرةَ ما يفْعلُ الرّجالُ "الأفاضل" في الحضارات الذُّكوريّة المكْذوبة  بالنّساء ..لأُعِدَّ مقالاً حول " القُربان الأنْثوي  فى حضارة السّلطان الذّكوري ... " وإذا   بموسيقى أغنية فيروز" أنا  يا عصفورة  الشّجن مثل عينيك بلا وطن"   " تُباغتني من هاتفي.. أفتحُ الهاتف الذي أرْتبَكَ في يدي كما ارْتبَكَ قلبي في صدري . وقلت لي : من يمكنُ أن يطْلبني وقد توغَّل اللّيلُ في بعْضه  وإذا بالصّوت الأثيري يقول لي  دون أن يتْركَ لي فُرْصَةَ التّساؤل عن هوّيتِه :

"لا يهمُّ من أكون أنتَ ولد   بلاَدي ... وأنا أحبُّكَ ... ويُعْجبني ما كنت تَــكْتُب في جريدة "القدس العَربي " زمَنَ الـمِحْنة ... لا علينا  ... الآن   أطلبُ منْك أن  تسْمَعَني ... فلا تقاطِعْني على عادَةِ السياسيين المحترمين السَّمْحاء  في صُحوننا التّلْفزيّة .أنا في مسِيس الحَاجَة الى البُكاء العَاطِفي ... وإنْ كنتُ لسْتُ   بالمتشائم   للوَضْع التّونسي ... لأنتحرَ بحبال حُلمي   وإنْ  كان  ربيعكُم  كَالخريف و إذا سَقَطَتْ دِمَشْقُ الغَاليّة  لا سَـمَـح الله فلْتَـــسْقُط كلُّ العَواصِم العربيّة أكْـــثـَـر مَا هـــــيِّ سَاقِـــطَةٌ أصْلا  وفْق نـِـظام الأبْــجديّة كما تقول أنْتَ .. لاَ علينا. لا علينا يا ولد بلادي   أنا شاعر تونسي مــجهول ويُسْعدني أن أكون كذلك   ...
هل تسمعني ... أنا جنوبيّ .. منْجَمي ابن المناجم من جهة الجدّ  أميَّ جزائرية  من مَدينة الجُسور قسنطينة العظيمة ... مغربيّ الأصلِ من مراكش  من  جهة الأب  تونسي الدّم والدّمْع والهَــــوى .. كــــرّهَتني تونس   في روحي   وعيّفــــتني في حياتي  منذ القرن الماضي ففزْتُ بجلدي حين اختطفتني سائحة مجَرِيّــة  وأعيش الآن  في بلاد الثّلج .. منذ سَبعينات القرن الفالت ..
أنا الآن  أحبُّ نفسي صحيّا    وتونس أحبّها أيضا بعد أن كنت أُحبُّني وأحبّها  حبّا  مرضيا .. هههه ههههه. ما يمنعني من القسوة على " الآخر " في وطني  هو أنَّ الآخرَ... هو   من كان يمكن أن أكون
:
لصّا ... مُجرمًا ... قاطعَ طريق ... متحيّلا بنْكيّا .. مزيَّـــف عُمْلة . شاعرا مدّاحا  بائعَ خمور خِلسَة في الجِهار. بُـورقيبيّا عَـــتيدا أو تجمّعيا دُستوريا إنقلابيّا ... هههه ههههه . كلب سوق ... أو نـَهْضويا  حالما بالخلافة ... أو جِلْفًا من صحراء الرّبع الخالي ... لا يعرِفُ غيرَ فحيح الأفاعي .  فيها _أيْش حَاجَة  أنْ تعيشَ في بلاد الثلج و أن تأكل مرّة واحدة في اليومين وتُطعِم القطط السائبة وإن هي قليلة .. ثلاثةَ وِجْبات في اليوم ؟  لا رِفْق في قلوبِ منْ لاَ يَـــرْفَقون بالحيوان والحجر والشّجر والنّشيد الوطني التونسي  حين تضَعونه في غـيْر مَوضعه . هكذا يبدو لي الأمر ".
لم أعلِّقْ على الصّوت الطّارق...  ولا قَطَعْتُ الخّطَ رغم الحرارة الزائدة التي بدت على  الهُويتِيف المحمول  فاسترسَل صاحبي اللّيلي ... ابن المناجم الـمُغترب في بلاد الثلج ...استرسل في النّزيف:
" أنا في بلاد الثلوج  . وفي   الغربة تجدُ نَفْسَك المسكينة   تحبّ تونس ... أكثر مما تـُـحبّها  لو كُنتَ تعيشُ فيها وبين أهلك  ...  لا أريد لها حُكمَ  العُلوج .. لقد سرقوا ثورَة المناجم العتيدة كم سرقوا ثروتها  طوال النّصف قرن  ... الكذب على النّفس أصْبح حاجة "تونسية " إفريقية _ متوسّطية _ عربية وإسلامية و إسلاميّة جدا  لتتحمَّلَ الرّوحُ التونسية   المسكينة  " حماقات " الحكومات " الـمتُعاقبة التي أعْوزتها الحِكْمة العَمليّة . والمعَارضات كذلك ... وأيضا ... ساهمت في المهزلة ...يا صاحبي ..
كم  "جُرعة " من الحقيقة بإمكان الجسم التونسي .. والجسد التّونسي.. والبدن التونسي ... والجُرم التونسي ... أن يتحمّل؟" قال "صديقي"  السّيد الشاعر الــمُهَجّـــر ..منذ سبعينات القرن الفالت . لم أُجِبْ فأجاب نفسه :
مزيدٌ من الكذِب  على أنفسكـم: "
"التراجع التكتيكي " للحكومة الفالتة النّهضوية  ... الذي انْطَلى عليكم ...  يَـنـِـمُّ عن "ذكاء غريزي"  كما الذي لدى  حيوان الثّعلب  حين يُوشِكُ أنْ يقَعَ في شراك صيّاد الفِراء . هذا الحيوان "الحكيم"   يُوهِمُ  القنّاصَة المتربّصين بأنّه قد مات وشبَع موتا لأنه ينْفخُ بطنَه ... ويقطع النّفس منه  فلا يطمَعُ فيه  أحدٌ  وهذه حكمة إستشعار السّقوط المُدوّي عن قرب و بُــعْد   أيضا  .. استشعار الخَراب القادم  أمْلَى خطّةَ التّراجع . .. على محضيّتكم  النّهضة .. فتركت  السيدة النّهضَة  "الموتى يوارُون موْتاهُم لتَلْتقط هي " أنفاسها " ... بعيدا عن مراسِم التّعازي..
مزيد من  الكذب .. يطلبون الحُكْم بشريعة الله وحُكم الدّين ..
كما لو أنّ حُكمَ الدّين في السّياسة طوال ما يزيد عن الأربعة عشر قرنا غير كافية ليبرهِن الإنسان السّياسي الدّيني على   ما هو قادرٌ على تقديمه ...لحلّ مشاكل  العدل ..والحريّة .. والكرامة  البشريّة والمساواة بين النّاس والأجناس ...
"قشّارة الدّين" كما تقول أنت   و"هبّاطة العقيدة وهطّاية الإيديولوجيا  كما تقول أنت  و"وسطاء الغُفران" كما تَقول أنْت   و"مـُحْتكري بضَاعة  سُوق السّماء" كما تقول أنت  .. كانوا دائما _ كما أقول أنا _  وفي كلّ  الحضارات الأكثر  إسالة للدّماء  البشرية .. والأكثر عنفا   وعفنا  في التاريخ البشري .. يحوّلون
رغائبهَم الخاصّة " بعد أن يكونوا قد علّبُوها ... في أمريكا أو لندن  أو ... أو قطر . هنا أو هناك ويقدّمونها  على أنّها من مُقتَضيات "المصلحة العموميّة ". .. ويغدرون أهم ما في العقيدة الدينية  الإسلامية .. أو " المسيحيّة " . يخونون الرّوح  المُحمَّدية السّمْحاء  و" تضحية " السّيد المسيح . .. سواء    بسواء . كم أصبحتُ أحاذِرُ كلَّ الـمُنقذين بما في ذلك " التديّــن اللاّيْت " و في كلِّ الديانات السّماويّة.. والديانات  الدُّنيوية   والتي ما أكثرها ... وما أمْكَرها  ومَا أقلَّ خيْرها وما  أعْنفَ شرّها ... ما أكثر سيوفَ و تسويفات الحكومات الدينية  . لقد كرهتُ يا صاحبي _ وان أطلْتُ عليك _" ديمقراطية التأتاة"
·      " توّا ... تتحسّنُ الأمور  في جهة المناجم
توّا ... نـُــخدّمُوا  المُبطّلين والـمُبطّلات عن الشُّغْل والحيَاة 
توّا .... نتحَكّمُ في رِقاب الإرهاب وسَعير الأسْعار
توّا ... نتحَكّمُ في مَصاريف الدَّولة 
تَوّا .... نـُـحَقّق التوازن الجهوي والاكتفاء الذّاتي 
توَّا .... نَحدُّ من الدّيون الخارجية 
تَوّا .... نتّخـــِــذُ الإحتياطات الضَّرورية للعائدين من سوريا الجريحة
تــوّا .... نُـــعيد العلاقات الديبلوماسيّة مع  دمشق
تــوَّا .. ندعّـــم الدَّعمْ على الموّاد الغذائية 

مَرِضتُ من التأتأة الديمقراطية ..يا صاحبي  ومُشتَقّاتِها ففتَحْتُ "بُوبْلي" "لسان العرب"

'' : تَأْتَأ التَّـيْسُ عند السِّفادِ يُتَأْتِـىءُ تَأْتَأَةً وتَئْتاء لَـيَنْزُوَ 
ورجُل تَأْتاء ، علـى وزن  فَعْلال
و نقول فلان فـيه تَأْتَأَة  يَتردَّدُ فـي التاء إِذا تَكلَّـمَ"
صمَتَ الصَّوْتُ المنْجمي  المُـــرْتـَجفُ  قَهْرا  وجُوعا ووَجعًا  عبرَ المحيطات فقلتُ لي :
كم نحْنُ في حاجة إلى عِلِم الشّرِ المحْض..   إلى "شِرارَة"   في أفقنا الحضاري أقْصد "عِلمًا "يُعنَى بأصْل وفَصْل الشّر
وضُروب التّشرّر .. على الخلق والطّبيعة ... باسم  المقُدّس ... والمُقدّس المَكْذوب عليه . والـمُحتال به على النّاس ..
" لأكل الدنيا والتسحّر بالآخرة " وما أبلغَ العبارة الشعبية الأكثر عمقا من أحكام كثير من فلاسفة العصر التونسي السّعيد :
يخُاتلون الله بالمسبحة " كما يـُخاتِل سواهم " العِباد " بالمزايدة عليهم بحُبّ البلاد.
قلت لي هذا زمن التكفير عن  الذنْب النضالي :
أكثر الكُتّاب والكاتبات " شراسَة " اليوم في الدفاع عن " الحريّة " و" الكرامة
" والعدالة الإجتماعية " من كانوا بالأمس النّوفمبري يدافعون عن " سلامة التوّجه النوفمبري " ... وينْعَتونني شخصيّا كما نعتوا صاحبي   "بالمتطرّف " . " هؤلاء " الذين ساهموا  في مزبلة الوضع التونسي ... ينوحون الآن على تونس . ماذا لو نفْتحُ مِلفّ  المُلْحقين والملحقات بالجامعات ... دون كفاءة ... وبإكسير الولاءات ... وعُرى القِفَاف . قفّافٌ على قفافةٍ يساوي خرابَ الجوامع والجامعات بترويج الوعي المزيّف ... هنا وهناك ...
قال لي صاحبي  وهو يودِّعني :

امْنَعوا الخنازير الأهليّة والبريّة من العَبث بحدائق أزهاركم السريّة . كونوا سُعداء ما أمْكن رغم أنوفهم وخراطيمهم.السّعادة تتطلَّبُ الشّجاعة .. وهي شأن  شخصيّ كما السياسة شأن عامّ عامّي وعمومي ثم أنشدني :

باغَتُنِي   أمْشِي ..
أكُلِّم نَفْسَيَ 
أكاد  أغُــــصُّ ...
بأحْرف تـُـــونُس
وباسِمي ..أمُـــــدُّ أناِملي 
بعَصبيّة اُلْيائسِ..إلى مَنْبَتِ اُلِغُصِـــنِ 
فأسُارع بالاعْتِذار 
لِعَمّتَـــَي اُلِشَجَرةِ
قلبي كان يبِكِي مع 
شقيقَتي 
اُلْورَقة."
ثم اختفى صوتُ صاحبي . .. واُختفى رقمه من هاتفي.. و قلتُ لي   هَل  تصِلهُم " جريدة المغرب " هناك في بلاد الثلج ؟

لعلّنا بخير ولا نَدْري .  سلامٌ  مُـحبّ..   و وردة بَـريــّة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث