mercredi 5 décembre 2012


الْرائِعُ وَاُلـْمُوجِـــعُ في  " حُلْمُ الْبَرَاعِمِ"
     

شذرة شاردة  : " للاسْتِقْلاَل _ كَما للاستِعْمار _  مِحَنُهُ الجسيمة على "الأوطان "..كذلك ...اُلْحُريَةُ شأنٌ شَاقٌ  على الذين لم  يتَربُوا ولم يتَدَربــــــوا علْيها .."

اشارة من اُلْرواية:
" أسمعُ اليَوْمَ اُلْصَخَبَ فِي كُلِ مَكَانِ تَحَرًرَتِ الضَمائِرُ اُلْمُنْفَصِلَةُ  واُلْمُتًصِلَةٌ ..(...) واليوم ياخالي محمد عانقت الضمائر الأفعال (...) فبعد الصوت الواحد تعددت الأصوات على أمل أن تهزم طاقة الحب فينا أنانيتنا وأن يحل الحوار ...على رحابة الاختلاف  محل الفكر ألإقصائي المنْغلق عَلَى ذاته  ..."
§      
حكيم عبادة روائي تونسي شاب شخْصًا ونَصًا ..وحتي رسوخا في الألم ...ألحِبْري . مُقْدِمٌ – كما هو واضح من عمله البِكْر – على الصعود إلى مُتَعلًق اُلْذَوَاتِ الْكَاتِبةِ السائرة ..باقتدار إلى " الهاوية "  دُوُنَ وِحْشَةِ اُلْخَائِف اْلوَجِلِ  من اَلْمَوْتِ  كيفما كان الموت  وفق لغة السادة المتصوفة ( الموت الأبيض . الموت الأحمر . الموت الأصفر .. الموت الأسود..وما يليه )  وَلاَ اْرْتِجَافِ اُلْعَاشِقِ الْفَاشِل فِي اُلْحُب ِوإنْ حَصَلَ  لا بُخيفه ( كما خيبة محمد في الرواية )
v                                                                                                                          
الرائع ما يُدْهِشُ اُلْذَوَاتُ اُلْهَشَةُ وَيُدْهِشُنِي   انْبِسَاطًا لاَ يَخْلو  مِنْ خِشْيَة غيْر مُوجِعَةِ لِضَيَاعِ اُلْمَدْهوشِ مِنْهُ.
v                                                                                                                          
المُوجِعُ هُو أنْ لاَ تَكُونَ أنْتَ ...أنت  فِي وَطَنِكَ " كامل الأوصاف " ..وإنْ كان من اًلْمُمْكِنِ أنْ تُسَاوِيِكَ.

v            
الكِتَابَةُ الإبْداعيًة..مُطْلَقُ الْكِتَابَةِ الإبْداعيًة  مُتْعَةٌ ومِحْنَةٌ ومُحَاوَرَة ٌ استنطاقية  لاَ تَخْلُو مِنْ " مُنَاوَرَة" شَيَقَة   للْذاكِرَةِ الجَمَاعيَة مِنْ قِبَلِ  " الأنا" الكَاتِبَةِ اُلْتي يُحَرِكُهَا مَحْلُوم بِهِ رَئيسٌ تَسْعَى كَدْحَا سَرْدِيًا للظًفَرِ بِهِ  والذي يمكن التًنْصِيصُ عَليْهِ_في حال _مخطوط " حلم البَرَاعِمِ":
 بِعِبَارَة "الإعْتِرافُ الشُجَاعُ "l’aveu audacieux بِمَا عَليْه حَقيِقَة الحَيَاة الفَرْدِيَةِ والْجَمَاعيًةِ حِينَ ذَاتِ حُلم جَمَاعِي هُو أكبْر منْ المَجْمُوعِ الإحْصَائي لأحْلام الأفْرَادِ فَرْدًا   فَرْدًا .. وهْو مَا يُمْكِنُ لِي تَسْمِيتُه " رُوح الجَمَاعَةِ الحَاضِنَةِ. الحَاضِنَةُ لِوعْي جَغْرَا _تاريخي – عاطفي  géo_ chrono_ affectif مُحَدًد " ..مع ذلك يبقي "الإشباع الجمالي " هو مِعْيَارُ ومِحْرَارُ ...الأدَاءِ الأدَبِي المُحَدِدِ  لِلْفاعليَة الجَمَاليَة للنًصِ الأدَبِي حِينَ فِعْل اُلْكِتَابَةِ أقْصُد كتابة " اُلْحِكَايَةِ " التي تُحيلُنَا على "فَنُ الحِيَاكَةِ "باُلْمَعْنَى الحَرْفِي واُلحِرَفِي لِلْكَلِمَةِ .. بِمَا هِيَ _ فِعْلاً _ طِرًازَةٌ أدَوَاتُهَا ..  قُدًتْ مِنْ آلاَم ...وسْحْل ..لأبدان " الأنْديِجَانْ " السُكَان الأصلين" للبلاد .. كما يمارسه "عبدة "الصُلْبَانِ "وسلالتهم ..من الإستعماريين عشاق ..
 ..بتر أعضاء وذاكرة  " الأهالي " بكل حكاياها     لا تزال تجوب جغرافيا الذاكرة العاطفية ..الراقصة وجعا " وطنيا " مع رائحة التراب . آن التسامح مع المستعمر الإستخرابي لجغرافيا المكان المقدس ( الوطن ) بعد الاستقلال  لا يتطلب النسيان المرضي وغيبوبة الذاكرة .. بل على العكس من ذلك تماما .لا يد للذاكرة الجماعية أن تكون وقادة ليكون للصفح والتسامح معني . والكتابة " الروائية " هي ربما أكثر الأجناس الأدبية مع الأسطورة تصفية للحسابات مع الذاكرة الفردية أو الجماعية ..
v            
مناسبة هذا "الكلام " إنما تَعُودُ إلى "اطلاعي" ثم "قراءتي " لمخطوط الروائي الشاب حكيم عبادة الذي  لاَزَمْنِي ولاَزمْتُهُ مِنْ تُونُس العَاصِمًةِ إلَى "سُوسَة" إلى "قفصه "..إلى "عمرة "  إلى "سَهْلُول" إلى "قصر _قفْصَه "إلى "سيدي بُوزِيد "و لم يَسْبَق أنْ الْتَقَيْتُ صَاحِب ُهَذَا " الْمَكْتُوب"  قَبْل  الْآنِ نَصًا وشَخْصًا .
§      
 مَاهِيَ التًيِمَةُ الرَئِيسَة لِهَذَا المَسْنَدِ السَرْدِي ؟ كَيْفَ تَأسًسَتْ مَا يُمْكِنُ لِي تَسْميتُه " المُنْعَطَفُاتُ الحِكَائية فِي هذا المَحْبُوك الكِتَابِي "؟ وَ مَا هُوَ المَحْلُومُ  بِهِ  لَدَى مَنْ أطْلَقْتُ عَليْهِمْ "حَلَقَةُ الطَلبَةِ الْحَالِمِينَ " اسْتِحْضَارًا لَطِيفًا لِرَائِعَة رِوَائِية _ سينِمَائية هِيَ " حَلَقَةُ الشُعَرَاءِ المَفْقُودِيِنَ "   le cercle des poètes disparus  ؟
v            
تقديم "الأثرالأدبي " ليس مقاربة نقدية صارمة ولا هو "محاكمة " للنوايا الكتابية ..ولا نصب شراك للإيقاع ب"الكاتب "وإنما هو أقرب الى " المشاركة "الوجدانية" لقلق الخالق ألحِبْري ( الكاتب ) وهو يَمْتحِنُ الحيَاةَ حينَ تَشْكِيل طين وعجين مخلوقاته(شخوصه) ومصيرهم ومصائرهم المتقاطعة لتشكل ما يمكن لى تسميته "الكُتلة السْردية الحاضنة " للمَسْرًدِ الجَامِع " لِعِهْنِ " أقصد نسيج  اٌلْمَحْكِي . 
v            
يمكن لى دون الإيغال فى " اللاَمَنْهجيَة " أن أشرع فى رصد التيمة الرئيسة" للمحكي "في "رواية " حلم البراعم "  بطريقة مفاجئة .. ابتهاجا باللامتوقع السَرْدي كَمَا الابتهاج باللاًمُتوع " الثوري " فى الثورة التونسية .يقول ابن الأخت –الإمتداد الحسي والرمزي _ مستحضرا الخال محمدا
( السارد المحوري) راسما المسافة بين جيل وجيل :
" أرأيت يا خالي أن الكلمة أحدثت زلزالا دك حُصُون الظلم وأيقظ الإعلاميين والمثقفين من سباتهم وحرك المجتمع .." أنه التقريظ العالي" للكلمة" وفق حكم حاسم لا يلين يدين " الاعلامين " و " المثقفين " كما لو أن المجتمع مريض بكل "إعلامييه "و " مثقفيه " :

" أسمعُ اليَوْمَ اُلْصَخَبَ فِي كُلِ مَكَانِ تَحَرًرَتِ الضَمائِرُ اُلْمُنْفَصِلَةُ  و اُلْمُتًصِلَةٌ ..(...) واليوم ياخالي محمد عانقت الضمائر الأفعال (...) فبعد الصوت الواحد تعددت الأصوات على أمل أن تهزم طاقة الحب فينا أنانيتنا وأن يحل الحوار ...على رحابة الاختلاف  محل الفكر ألإقصائي المنْغلق عَلَى ذاته ."    هكذا يرد  الأمر في ا"لمنعطف السردي " الأخير من الرواية . دون تمهيدات  أقول  أن هذه الرواية _ وان كنت لا أحبذ التصنيف الإجناسي الاستبدادي – من نمط الرواية _ الأطروحة .أقصد ذلك المعمار النصي الْحِكائي المتين ...رغم تعدد وتعقد منعطفا ته السردية وجروحه وجراحاته العاطفية والتاريخية والنرجسية .. بقي ينافح مدافعا عن طرح رئيس وفكرة جوهرية . وهي هنا عند _ الكاتب الشاب حكيم عبادة _ ضرورة تصفية الحساب العسير مع الاستعمار والاستعمار المقنع  اللاًبد  في "الضمير " التسمية " الأخرى   للذاكرة  والذاكرة  ..الوطنية  ومرض "السُل الطِبي" بالمعني الكلينيكي العيادي ... ومرض الكُسَاح الفِكري والبيداغوجي العاطفي :الجد ألسُلاَلي "للشر " والوجع الإنساني في  "الإيالة التونسية " : " فرنسا ماوراء البِحَار " التى تعيش على محلوم به واحد وحيد أوحد : التَحَرُر الوطني التسمية الأخرى للحب الأبدي للانعتاق  . لكن كم يكلف الاستقلال أيضا من إعاقات عاطفية
أيها الوطن .( بعد الخيبة  من النصر) .للاستقلال مِحَنُهُ الجسيمة على "الأوطان "..كذلك ...الحرية شأن شاق للذين لم يتدربوا عليها ..
v            
 تبقى ..وتبقى الرواية إنما هي- وكيفما كان مسندها الفكري ومرجعيتها العاطفية  والسياسية الرمزية _ هي اللحظة التي " نكتب لا لنبرهن وإنما لكي نحكي " كما كان يردد " كيلتيليان " ..وربما نفهم البلاغ "السْتُونْدَالِي" في رواية "الأحمر والأسود " وما يكتسبه من راهنيه نقدية مضادة حين يعتبر:
 "الرواية إنًمَا هِيَ اُلْمِرْآةُ اُلْتِي تَجُوبُ كٌبرَى اُلْطُرُقَاتِ "
v            
شُكْرًا للْكَاتب التُونِسِي اُلْشَاب_حكيم عبادة_  الذي شرفني بشرف تقديمه  جاب بي بِحِذْق سَرْدِي أنِيِقِ وَحَاذِق  " أضْيَق " المَسَارِب " زمن الاستعمار ...وأوسع الصحارى العربية خلال رحلة الطلبة الزيتونيين الى مصر ... وانْخَطَفَ بِي سَرْديًا إلى زمن "ثورة اُلْسِجَلاطِ   اُلْتَسْميَةُ الأُخْرًى للياسمين "  وما تخلل ذاك من أوجاع ... عاطفية لا تَتُوبُ  وَلاَ تَلِينُ ولمْ يَحْدث للذات سَريعًا أنْ تُشْفَى منْهَا .. سَريعًا _ كَمَا الاسْتِعْمًارُ – مرة واحدة والى الأبد وإلا ما" مُبَرِرُ " الكتابة أصلا ... ان لم تكن مُنازلة حبْريًة رَائِقَةٌ وَشَائْقَةٌ لِلْمُطًارَحَةِ مَعَ سُلاَلاَتِ مكبوتنا العاطفي  والسياسي ...في الأمة ..والوطن والعالم. أليس الآخر ..مطلق الآخر " الكبير " أو " الصغير "  وفق معجم الرائع  جاك ديريدا  من كان  يمكن أن أكون ... وأين كان يمكن أن نكون  .
§      
 محبتي التي لا تلين.. لكل الأقلام الشابة اُلنَاهِدَةِ  .. الطالعَةِ والمُتطلعة  للعَدْلِ بِكُل الأدوات اُلْجَمالية. ..ضد اُلْقرَف واُلْبشاعَات ..سليلة الذهنيات الراسخة في البلادة ..والتشوه الحضاري الناكِص ..
لتحيا الأقلام الشابة مدافعة عن الحرية وردة كل الثورات الحقيقية . وشكرا للروائي الشاب على هذا " الكتاب " .
§      
§    
لم أعد أتحسس خريطة البلاد بعلوم المساحة .. وإنما أعرف البلاد بساحات الحزن الشاسعة ..في أحداق بني ترابي ولغتــــي و ما تَتَكتَم عليه حرائر تونس من اُلْكمَدِ ..هو بوصلتي الى اُلْوَطَنِ الحقيقي . ( آه يا ..ماجدتي)
§      

قلت تحبني ..؟
 هل قلت تحبني أم أن سمعي أصبح
يثرثر كما في...
 كل نشرات الأخبار .. ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث