vendredi 6 mars 2015

غمّازٌ ... عَلــــى لَـمّازٍ

  غمّازٌ ... عَلــــى لَـمّازٍ
(فايْسْبوكيات غَير طائِشَة)


  اشارة أولى :
  
"الغَمَّازُ : هَنَةٌ تُشدُّ في خيط الشِّصِّ تطفو على سطح الماء ، فإِذا غَطَست دلَّت على عُلوق السمكة بالشصِّ 
والغَمَّازُ من الناي والمزمار ونحوهما : مفتاح يقوم في سدِّ الثَّقب مكان الأصبع 
غمَّازا السَّيَّارة : إشارتان ضوئيّتان على جانبي السَّيارة يدلُّ بهما السَّائق على نيَّته في الانحراف إلى اليمين أو اليسار"
و اغْتَمَزَ الرَّجُلُ ما فعله غيرهُ : طعن في الفاعل ووجد بذلك مَغْمَزًا . 
و اغْتَمَــزَ الكلمةَ : استضعفها .
اشارة ثانية :
لَمَزَهُ لِيُغِيظَهُ  :أَشَارَ إِلَيْهِ بِعَيْنِهِ وَنَحْوِهَا مَعَ كَلاَمٍ خَفِيٍّ لِذِكْرِ الْعُيُوبِ وَالْإِسَاءةِ "

(معجم المعاني الجامع)

.1
( وصيّة وسع بالٍ / حين ضِيق التّنفّس )
حِين موتي / حينَ يحينُ الحَــيْن  أريدُ من بقايا الصّديقات و الأصدقاء _ أينما كانوا_ أن يستمعوا نيابة عنّي  إن كان عنْدهُم مُتّسعٌ من الوَقْت إلى ما تيسّر من سورة " مريم"  وما تيسّر من" سورة يوسف "  بصوت عبد الباسط عبد الصمد ... ثم بعدها .. "موسيقى رقصة زوربا لداليدا " .
 

               Haut du formulaire
Bas du formulaire
                                 2
النّضال ضدّ جهة رسمية من الجهات لا يعني بالضرورة : الصراخ
و الشتائم الشخصية و الهتك  والتّهتك اللغوي وتَسريح اللّسان كيفما اتّفق .. .. والحطّ من القيمة الشخصية لهذا الفَاعِل الإداري .. أو ذاك ... وإلاّ كان الانْتصار للهَمجيّات الرّقمية ... مثلا و لمأجوري المواقف الإنتهازية  " وكل ناداه أصله فاسْتَجاب له"..
3
من كَثر حياؤه _ حتى مع أهله _ قلَّ رِزْقه " تقول الحكمة ..  وهي مُــجربّة من قِبَلي وأكيدة.

4
تخيلوا استاذ فلسفة الذي هو انا خرجت "للتقاعد"  نعم للتقاعد بعدد بيداغوجي واحد 15/ 20 ..  طوال حياتي  الشُّغليّــة  ولم  أبْلغ رتبة أستاذ مميز .. هل أنتم سُعداء أيتها الطواقم البيداغوجية ... أستاذ لم يدرّس ساعة واحدة دروسا خصوصية ..وحين اقرأ الشتائم التي توجه لزملائي وزميلاتي بلغة سوقية ...وقبحٍ   قديم  مُسْتحدث  و قبَاحَة  فادِحَةٍ  ..تتَحرك عنْدي شهوة الرّحيل أو الانتحار  على  طريقتي ,  كم ينْسى " الهؤلاء " من الإخوة في التـّراب و"النّشيد الوطني " أننا نحن "  "الـمِدْبيّة" سادة البَيانِ...؟ 
5Haut du formulaire
Bas du formulaire4

في تسعينات القرن الفالت واحتجاجا على الأوضاع البيداغوجية في معهد من أكبر معاهد العاصمة التونسية قدّمت استقالتي ورد فيها ضمن ما ورد " لا أريد أن أموت بين جدران الأقسام ... ولا يشرّفني أن أدرس مع دولة لا تحترم العلم و المعرفة.. ولكم أن تُشاهدوا أوضاع التلاميذ ووضعي وحال مكتبة المعهد .. "  رُفضت استقالتي وانتقلت من العاصمة إلى قفصة  فكان ما كان ... من سيطرة أجهزة الحزب الحاكم على المعاهد بانتهازية مُطلقة ... ولقد أردوا عقابي لأني لا أقوم بالدّروس الخصوصية .. فقط أعين بعض التلاميذ مجانا  كما كنت أفعل دائما كما الكثير من الزّملاء  النبيلين والنبيلات  من الزميلات  وفي كل الجهات ..فاعتبروا تلك الدروس المجانية مُناسبة للتعبئة الايديولوجية و"إفساد شباب الجهة "  تهْمة رافقتني أينما حللت بمنسوب من العنف ضدي  يـختلف من جهة في الوطن الى أخرى
(يا للتاريخ المقْذور والمكْرور ) أتذكّر دائما حِكْمة بن حزم الأندلسي و وهي حكمة " ضرورة التأريخ للرّذيلة "  والتقشّف في الكذب على الذات ...

6
فلتتقشف " المؤسسات الحكومية " في نفقاتها ... ولتُبرهن على " وطنيتها الجياشة" كم يتكلّف علينا ( كلّ رَمَــع : رئيس مدير عام ) ...مثلا ؟ كم تتكلّف علينا
" كوبونات المحروقات " ..؟
و رواتب الوزراء  ؟ و"كتّاب الغُـــولَـــة"  و ميزانية قصر  صلامبو  ؟
 قررتُ الإضراب عن التّدْخين   وتعاطي السوائل محافظة علي ميزانية الدولة  )
7
للصّدف  التاريخية منْطقها  وحكمتها . هل تم التنسيق _ مثلا _ بين اضراب الأساتذة في ايران ... والأساتذة في تونس ... ؟  الشعوب التي تذلُّ أهل العلم والمعرفة  تُـــذلّ عاجلا .. أو آجلا ... وهاهيّ
" بركات" الجهل والجهل المركّب ماثلةٌ للعِيان في كل خرائط الوجع العربي / اسلامي   ها هو مكسب من مكاسب الإستقلال الوطني التونسي  ينْهَار  ويَنْهار...
 صراع الأساتذة والمعلمين  مع " مُستعبديهم"  بالنّيابية .. أدوات الرأسماليات العابرة للقارات ... والـمُفتتة لفكرة " الدولة الوطنية " ذاتها   هو الصراع الحاسم الحقيقي .. وقد تأخروا  كثيرا في خوض هذا الصراع مع أنفسهم _ أنا ضد الدّروس الخصوصية مهما كانت التّعلات و الأسباب  _ وخوض الصراع مع كل الجهات التي تحطّ من كرامتهم  بتَسْخيف  أمّ مَطالبهم : الكَرامة .. ثم ما يليها الكرامة . " في حمى المعركة يميل العقل الى فقدان اتزانه .من الـمُهم جدا أن تَبقى حاضر الذّهن ومُـحافظا على قُواك العقْلية أيّا كانت الظّروف .زدْ منْ صَلابَة عقْلك بتعريضه للمِحَنِ . تعلّم أن تفْصل ذاتَك عن فوضى ساحة المعركة(...) اجْعل كلّ شيء سائلا ومتحركا  "  ذلك ما يقول  روبارت غرين في كتابة الطّريف  " ثلاث وثلاثون استراتيجية  للحرب "
8
أبو الغصن دُجَيْن بن ثابت الفزاري يبلّغ كل التونسيين والتونسيات والعرب المسلمين و العالم  أجمعين السّلام . لكن هو أبو الغُصن هذا ؟
انه جُحا  الحكيم  لا غيره  ( 680 / 777م). يقول لكم : هذا زمنكم  لقد فات زمني  وزمن حماري ومِسْماري ومدام حُجا   سيدة حجا الأولى .. لكن لا تنسوا اني رشقْت في كل واحد من مسؤوليكم مِسْماري  اُلـْمَكين الذي تعرفون. .. وتلك مسؤوليتكم ..وليست مسؤوليتي ولا مسؤولية جاري . _ كنت أستاذا  و واعضا ومُعارضا سياسيا .. ومستشارا أيضا تركيّا أو اراني  الجنسية  أو عربيا قحّا المهم  جعلتموني أعربيا _ فان كنتُ عَارا  عليكم تحمّلوا عاري.

9Haut du formulaire
Bas du formulaire
Haut du formulaire

لا أعْرف ما شكل الصّداقة التي يُــريدها بعض الاصدقاء نحوا وصرفا  وإعْرابا ؟ هل يريدون صداقتك حقا ...أم مصادقة جيبك ؟ أمر يدعو الي الخجل ... حقا أليس كذلك أيها السيد  الأمين ...؟
Bas du formulaire

10
يبدو أن قلبي من سُلالة الكِلاَبِ
آه لو تسلّح قلبي بحكمة قِطي " طَرَفَة" 
أو بحَذر شقيقه  الشّنْفرى
...؟
11
تقول واحدة من " استراتيجيات الحرب " :
"ان ما يـُـثْني عـَزيــمتك ويُسبّب لك التّعاسَة هو الماضي , عليْك من وقت لآخر   بخوضِ حَرب على الماضي(...) شنّ حرب  عصابات على عقلك ..."



12
كتبتْ تلميذةُ  الإبتدائي الحَزينة " ورْدة -عائدة  العَاتب"  من الجنوب التونسي لأبيهَا الغائب في بلاد الثّلْج والحِكايات العجيبة  :
(...)
يا أبي . مُنذُ غبْتَ عنّا...
  أمّي لم تضْحك يا أبي أبدا ...
وأنا أُحسّ منذُ غِبت يا أبي كأن سِرْبة  حَسَكٍ
أوْ   كُفّيْسَة تُوجعني .. في قلبي
(...)
عُد إلينا يا أبي
 فحتّى هنُا   أصْبَح عنْدنا صُوف الثلّج يا أبي
ولَوْزات جدّتي  "فارهة " أزْهَــرَتْ ..
وكبُرت جِرائي و   قِططـَي
وآنستي "صَباح " تَقولُ لي دائمًا   في المدْرسَة:
" أحْسَنْتِ يا فــَراشَتي "
وأخي   أحمد   يرْكل في غِيابك دائما لُعبَه
 وأنا أرْكلها أحْيانَا مَعَه ...
وأبْكي يا أبي ..
أبكي  أنا تحْت وسِادتي  يا أبي
لئلا أزيد   أوْجاع .. أمّي   فتبكي خالتي 
وجدّتي  وأخِي  يا أبي .

(...)
قرأت ما كتبتْ البنت / التلميذة / وردة_ عائدة العاتِب الحزينة بخطّها المعوجّ فاسْتفَاقَتْ ...
  أوجاع قلبي ونقَّحَتْ عليّ أوْجَاعيَ كلّها ...
وأخْرجَتْ قلبي من مُـحْتوياته :
طفلٌ يتــيمُ  شاردٌ في القِسم ...
(...)  
 مُعلّمته  اُلْلّطيفة  تُناديه باسمه ولقبه
(...)
 أصدقاء الفَصْل يضْحَكُون ... من أمْر لاَ يــَـعْرفُـه . ..
(...)
هل كُنْتُ  حِينَها   في حضن  جدّتي  أم...
 أفكّر في غِيابِ أُمِـــيَّ .. الأبَديّ ؟  
13
حين التقيتُ بشاعر عراقي وسيم في" شارع المتنبي"
لم يكن يعرفني ولا أنا أعرفه قد تكون جمعتنا رائحة الحِبر
قصّ عليّ بيع مكتبته في " النّجف الأشْرف " ..
وهو الآن  في بغداد يتقصّى سيرة "الديوان"  الذي كان قد باع ...
ويعتذر لروح شهيد " دير العاقول "
(....)
أحْسست أني هَرمتُ
وقلبي مَسّته ... التّجاعيد مرة واحدة
والى الأبد ...

14

كم يتطلّب القليل من" السّعادة الصُّغرى" الكثير من الشّجاعة,,, لعلّني  الآن وهُنا بخـيْــر ولا  أدْري. سلاما يا أبناء  القــــمر ...  Bas du formulaire


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث