lundi 19 janvier 2015

طيور غلبة اُلْوسواس الشهواني للإسْتحواذ على اُلْكَون

طيور غلبة اُلْوسواس  الشهواني  للإسْتحواذ  على اُلْكَون   تحُوم حوْل العَــالَم عند فجر "الحضارة الشمسية"



اشارة :
 "افرح بما لم تنطق به من الخطأ أكثر من فرحك بما لم تسْكت عنه من الصّواب "
سقراط الحكيم
اشارة ثانية :
"  لا يصلح  الناس لا سُراةَ  لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سَادوا"
الشاعر  اللأفوه  الأودي

v      
في المناسبات  الكبرى كما ذكرى "اندلاع الثورات " كما في المناسبات  الصغرى  حين عودة ذكرى" أعياد الميلاد " الخاصة بالأفراد أو ذكرى تأسيس فرق كرة القدم ... يعيد أصحاب هذه المناسبة أو تلك النّظر في علاقاتهم بالآخرين و بذواتهم  وبالعالم  أو هكذا يحاولون إعادة ترتيب "كينونتهم الإجتماعية " وكُنْهِهم  الحضاري  باستحضار سجلّ الزمن  أقصد إعادة التفكير في شأن الحياة ... والموت بفتح دفاتر الأيام وتصفح ما حوته الصّحائف من انتصارات وانكسارات ومن فترات شك وارتياب وتردد في القيم والمواقف والقرارات  المصيرية والحاسمة  في ما يتعلق بكيفية وجودهم و" نحلة معاشهم " ..والأكيد أن المحلوم به والمشتهى ... والمرغوب  فيه  والمرغوب عنه  يختلف من شخص إلى آخر ومن "كتلة اجتماعية"  إلى أخرى ومن شعب إلى آخر ومن "منتظم مهني"  إلى غيرة ... وحتى المواقف من الموت والفقر يختلف البشر وفي كل الثقافات والمجتمعات والحضارات في شأنها . "فشوكة الموت " ليست شرا مطلقا كما هي " وردة الحياة " ليست بَهْجَةً  مُطلقة ... وسوف تظل الحياة "أوديسا " لتزاحم الأضداد " وفق العبارة الآسرة لأبي العلاء المعرّي المأسوف على كَسر وتهديم تمثاله  . المهم  في الآن الحضاري أنه  ما من شعب من الشعوب بإمكانه أن يدرك حقيقة تاريخه  الخاص إلا بتنزيله في التاريخ العام للتكون الحضاري الشامل للأمم و للإنسانية جمعاء . فهل يمكن أن يفهم تاريخ  أفريقيا  وآسيا  والشرق ... عموما دون استحضار سجل حروب الاقتحام الإستعماري و حركات المقاومة  للتحرر الوطني.  وكأن كل هُدنة بعد حرب تسلمنا إلى حرب أخري  أكثر مكرا ودموية   إلى الحد الذي يتم فيه تتفيه وتسخيف معنى الحياة  ذاتها حين يغدو القتل والاغتيالات  والموت الجماعي الشنيع  حدثا عابرا كما  خبر عثرة جواد في سباق الخيل ..والأنكى  من ذلك أن
 كل " عقد سلام " بين الشعوب و"الأديان"  المتصارعة  يحمل في بذور  بنوده وعهوده شروط نفيه الفاضح . وما من معاهدات سلام بين الشعوب المتحاربة  الا وقد تأسست على حساب شعوب أخرى . يا لياريخ شعوب  الجغرافيات المعذبة بتاريخها الدّموي
  لا ملائكية مطلقة في تاريخ العالم ولا شيطنة أبديّة .. كان دائما ثمة طيور غلبة اُلْوسواس  الشهواني  للإسْتحواذ  على اُلْكَون   تحُوم حوْل العَــالَم للتفرد بكنوزه وغنائمة . سواء تعلق الأمر بحضارتنا البترولية السوداء الحاضرة  أو "بالحضارة الشمسية" القادمة على عجل.  حروب المغانم المادية والرمزية إنما هي المِحرار والمُحرك  والبوصلة  والجَاروف الجَارف  لتاريخ الإنسانية . مع الملاحظة الأكيدة أنه لا بقاء للشعوب ذات التاريخ الوئيد . فهلاّ سرعنا تاريخها  المحليّ ؟ . أسطورة " السّرعة  والخَطفة "  على رأي ادجار موران  هي " المعبود الجديد "   للإنسانية الجديدة ... لإنسان العولمة والرقمنة  المشطّة والطُّرق السيّارة للمعرفة الإنفجارية و"الانشطاريّة" . " في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كان التطور  في المجتمعات الإسلامية...  قد انْحرف بفعل التدخل الأروبي. فمع حلول القرن الثامن عشر كان الرّوس والهولنديون والبريطانيون قد فرضوا سيادات  إقليمية على أجزاء من سهوب آسيا الشمالية وجنوب شرق آسيا  وشبه الجزيرة الهندية ... في القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين ثمة دول أروبية مدفوعة بحاجة اقتصاديات صناعية إلى مواد خام وأسواق وبالتنافس الإقتصادي والسياسي والبيئي بادرت إلى إقامة  إمبراطوريات  جغرافية شاملة للعالم واستكمل الهولنديون غزو اندونيسيا وقام الروس ومعهم الصينيون بالتهام آسيا الداخلية وعزّز البريطانيون إمبراطوريتهم في الهند وماليزيا وأحكموا قبضتهم على على أجزاء من الشرق الأوسط  وافرقيا الشرقية ونيجيريا وأجزاء أخرى من  أفريقيا الغربية (...) مستعمرات ألمانية وايطالية  صغرى تأسست أيضا في أفريقيا . مع حلول بداية القرن العشرين كانت القوى الأوربية قد أتمت غزوها لجل العالم الإسلامي " ذلك ما ورد في المجلد الثاني من الكتاب الموسوعة " تاريخ المجتمعات الإسلامية " لأيرام لابيدس . وما يعنيني تحديدا انما  هو ضرورة الوعي الحضاري  بضرورة " تسريع التاريخ " لدي الشعوب وئيدة الوعي بالتاريخ ... كما العرب المسلمين  ثقيلة الحسم في  صراعاتها  المحلية ( صراع سنه _ شيعة مثلا . أو صراع الجهويات كما في المحل التونسي )  في حين أن قطار الحضارة الحاضرة والقادمة منطلق بسُرعة ضوئية .. مع المعالجة النقدية الصارمة لجعل الإنسان المحلي كما الإنسان الكوني في المركز الذي يليق به باعتباره   قيمة القيم . واعتبار حياة  الواحد من البشر على اختلاف اللون والجنس والجهة والعقيدة  فرصة نادرة للتكريم  وليست مناسبة للعقاب الأرضي قبل " يوم الحساب " الأخروي .ان الشعوب
" المتخلفة " وفق مقتضيات العقل البشري و هوم" زينة الكائن الإنسي "  انما هي تلك التي تحبب لأهلها " الممات " على فرصة التنعم بالحياة . مع إدراكنا لمواطن " الهشاشة " في الذوات البشرية اذ نحن على رأي صاحب " الهوامل والشوامل " في نص " رسالة الحياة "  :"  نحن مكانيون . زمانيون. خياليون . وهميون . ظنّيون . منقسمون   ممّا  كان  وما يكون .  حَريّون  بالجَهل جديرون بالنقص .."  إن مثل هذا الوعي اللطيف بالنقص إنما هو الذي يدعونا محليّا  تونسيا وكونيا للتدرّب المَرن  الممكن على الكمال اقتصادا  في العنف  ... ضد الذات والآخر والطبيعة   سعيا  حاذقا لتوفير شروط إمكان الحياة وفق ما تقتضيه  جماليات الحياة بعيدا ... بعيدا عن  طيور غلبة اُلْوسواس  الشّهواني  للإسْتحواذ  الأناني الفاحش  على اُلْكَون .
 
v    

قالت لي صاحبتي راعية الجِديان والخِرْفان وهي تروّض الجراء في أرض "الفَالتة"
آخر مرّةٍ كنْت قد رايتك كان ذلك منذ ثلاثين سنة في "غــوْط الغَــزال" ... تتقصّى سيرة الحَجَل
(...)
ضاعت عنّى مَلامِحُك.. وحده صوتك ظلّ يراقصني . قالت لي خالتي التي هي ليست أخت أمّي وإنْ أنا من دَمها وهي منْ دمي أنك  تزوّجتَ وأنجبت بنتا جميلة تشْبِهُني ..
(...)
وأنا اشْتبَكتُ مع الأيام طويلا
وتزوّجت من لا يشبهك وأنْجَبْت ولدا واحدا
يشبهك ولا يُشْبهُني ...
(...)
يا صاحبي بالصوت وحده ...
أعرف من مشت مثلي على تفّون الأرض بحفاء
القَلْب ..
بالصّوت وحْده أتحسّس سِيرةَ
من فَرحت لوجود نَبَات "التّيفَافِ" عند طريق
عودتها من المدرسة..
آه كم هي جائعة ذاكرتي البَريّة

(...)
تزوّجت وأنْجَبت ومسّتْني تجاعيد الحياة
ولا زلتُ العَذراء العَزباء
كَمْ كنتُ أدْعو عليك في جَهْري لأنّك وُجِدْت في حياتي على عَجَلٍ
وادْعوا لكَ في سرّي من طُول اُلْمَلـل. .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث