vendredi 20 juin 2014

مُفَكّك القِرْدُو_قْراطيّات  اُلحـَضاريـّـة و اُلْـهَمجيّات اُلْـمُسلّحَـــة...
مَـهْدي اُلـمَنْجَرة  يـَرْحل عـنْ العَالــم ... وداعا أيـّها الحبيب الـــحُر
سليم دولة (الكاتب الحُر)
·       
غيّب الموت أخيرا  هرَما آخر من سَادة الحِبر الحُر سليل  الأحْرار المفكر المغربي _ الكوني المَهْدي اُلْمنَجرة  جوّاب الآفاق الحضارية الرحّبة (13 _  3_  1933)  _   (  13 _ 6  _   2014)  منْ منِ الذين بلغهم خبر موت صاحب كتاب " الحرب الحضارية الأولى "(1 )_ الذي منع في تونس  بيعه حين صدوره _  ولم يتملّكه  الحُزن . منْ مِنَ الذين لم دَمْع قلوبهم  لهذا ا لرّحيل المُــر
لصاحب كتاب " عولمة العولمة " .. ورسائله المفتوحة في تسعينات القرن الفالت إلى كل من الآمين العام للأمم المتحدة والى مدير معهد العالم العربي بباريس  و المدير العام لليونسكو وهو  نفسه  _ مهدي المنجر_  كان نائبا لمديره العام ..رسائل كاتب ومفكر ومواطن كوني ملتزم بالدفاع الحضاري عن الرأسمال الحضاري للأمم كالذي يتوفر عليه العراق ذلك العملاق الحضاري الذي تعَمْلقَت على إرثه وتراثة أعْتى أشكال الهَمجيات المُسلّحَة فتلاعب اللّقيط بذاكرة العريق وهو ما كان يخشاه صاحب كتاب " الإهانة " . يقول في رسالته التحذيرية لليونسكو (23 جانفي 1991): " انطلاقا من الأخبار الأخيرة المتعلقة بتدمير الـمُتحف الوطني ببغداد (...) الذي يضم تحفا فريدة في العالم من التراث الثقافي للإنسانية لمختلف العُصور لا يساوني أدنى شك في أنك ستدعو في المستقبل العاجل الى الضغط على القوى المحاربة من أجل احترام حماية الممتلكات الثقافيّة في حالة النزاع المسلح ( لاهاي 1954)المصادق عليه من طرف 76 دولة (...) أعْـتقد أن اليونسكو هي المنظمة الوحيدة المؤهلة للقيام بالمبادرة لحفظ تراث وممتلكات تنتمي للإنسانية جمعاء " يعنيني ضمن ما يعنيني من " متْن " المَهدي المنجرة ليس" نتائج " الإستبصارات المستقبليّة التي يمكن أن تجانب الصواب وإنما ما يعنيني وقد أعانني أكثر هو  آفاق  قدْرته البحثية  الإستقصائية  التفكيكيّة والتألفيّة في آن   بروح جوابّـة لكل القارات المعرفية دون فصل بين الملفات والسجلات الحضاريّة . روح مهدي المنْجَرة الحِواريّة الخلاقة  هي المكْسب  البيداغوجي الأساس  الذي يمكن أن يساعدنا على تجاوز التّصور الذّرّي في معالجة القضايا السياسية مثلا  كما " الإرهاب ".. وملفات التنمية والتحرير التاريخي للذات الإفريقية من أشكال " الإهانة " والتبعية " المــذلّة  في عهد المِيغا امْبريالية ".ليّس صدفة أن يَستـخضر كتاب " الحرب الحضارية الأولى  " أفريقيا على عتبة القرن 21 كلمات تشخيصية  للأمراض الإفريقية  كان قد ألقاها ايديم كودجو (1980)"ان أفرقيا فقدت بوصلتها (..)ويرجع  ذلك لكونها لم تكفّ عن النّظر إلى الخارج ونظّمت أمُورها في اتجاه الخَارج وللخَارج وتقبّلت كل شيء من الخارج : مفاهيم ومنتجات وبالنسبة إلينا اليوم يبدو لنا المستقبل دون مستقبل (...) إن الأمر يتعلق بإنقاذ أفريقا من الهلاك " . والأخطر من ذلك أن لا مكان في المنتظمات القادمة "للأقطار الصّغرى أشباه الدويلات العائمة في محيطات جغرافية عاصفة . يقول المنجرة (1981 ) " في سنة 2000 سيبلغ سكان أفريقيا 750 مليون نسمة (..) و النّظام السياسي والإقتصادى الدولي لن يترك أي حظّ للدّول الصّغرى ..انه سيدعو قصدا أو بالرّغم منه الى التجمّعات الاقتصاديّة الجهويّـة والمجموعة القابلة للإستمرار هي التى تَضُم حَوالي 100 مليون نسمة"
ان هاجس  الدفاع المتحضّر  عن " الكرامة " الفردية والجماعيّة لا ينفصل عن هاجس "العدل والحرية"  والديمقراطية الحقيقة في فكر من أقترحُ تسميته  مُفَكّك السّلوكات " القِرديّة   "في السياسة كمَا في الإقتصاد وأنْماط التنمية والأساليب البيداغوجية وتعهّد مَلكات العقل النّقديّة .إن  أعنف "الإهانات"  على الإطلاق إنما هي إهانة " العقل "  التي تَــنْبع من الذات إزاء الذات ... ناهيك عن  سائر أشكال "الذّل " الأخْرى .لقد ورد في فاتحة كتاب " الإهانة " :
" ان القوى العالمية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تمارس الإذلال على بلدان العالم الثالث التي تَنْصاع لذلك  من غير اعتراضات قبل أن تمارس الإذلال بدورها على جماهيرها ذاتها .ولهذا فإنّ هذه الأخيرة تُعاني من ذلّ مزدوج  ينْضافُ إلى ذل ثالث  هو الذل الذاتي ويتمثّل في اْلامْتناع عن الفِعْل .ومن حقنا أن نتحدّث عن
" الذلقراطية " أي النظام السياسي والثقافي الذي يسْتغل التّفاوتَ في علاقات القُوّة الداخليّة والخارجية معا " .هكذا يقول  مُفَكّك القِرْدُو_قْراطيّات  اُلحـَضاريـّـة و اُلْـهَمجيّات اُلْـمُسلّحَـــة وفق عبارتي الشخصية التي تـَنْتسب سُلاليا إلى مُعجم الحبيب الراحل شقيقي المغربي : المهدي المنجرة . بقي في ذهْني سؤال يعْتَصرني:هل ثمة من غُـبن حَضاري   وإذلال  ذاتي أكثر خطرا وشؤما على الذات الفردية والجماعية من أن نسلم تسليم المُطيع الخانع  قلاع الحاضر ... و مفاتيح المستقبل   للحنين المرضي للماضي الذي لم نستطع الخروج من " زجاجة تقليده ".  ألا يحق لنا فعلا "كسر زجاجة القليد " وفق عبارة لأبي حامد الغزالي ... سياسة وثقافة وشكل إقامة في  العالم ...لنَجْعل من الحياة مناسبة للحياة بشعريّة عالية وليست مناسبة  للــثأر والعقاب ويكون  فعلا ثمة "مستقبل لمستقبلنا" . أعود الآن لأقسّمني _ ويا عجبا _  بين  كتابين .. بين  روايتين : " سكر الملائكة "  و" السّعادة تـهرب  بين يديْ " الأولى لجون بيكاردي والثانيّة لآنياس مارتن لوغند

رحم " واجبُ الوُجود "  عالم المستقبليات  المهدي المنجرة ... وصبرا وسلوانا أيها الأهل هنا وهناك في المغرب الشقيق . سلامٌ . كتابٌ ...  و وردةٌ 
§   
1
بعض من مؤلفاته
"نظام الأمم المتحدة : تحليل." 1973
"من المهد إلى اللحد. "ط 1, القاهرة، 1981, ط 3 النجاح الجديدة الدار البيضاء، 2003.
"الحرب الحضارية الأولى." الرباط، 1991, ط. 7, النجاح الجديدة.
"القدس العربي، رمز وذاكرة، "ط 1. 1996, ط 3 النجاح الجديدة، الرباط 2002.
"حوار التواصل، "منشورات شراع، طنجة؛ 1996, ط 10، مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء. 2004.
"مسار الكفر، حوارات مع حسن نجمي ومحمد بهجاجي،" منشورات وليلي، مراكش،1997. ط 4, مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء. 2003.
"عولمة العولمة."منشورات الزمان 1999.
"انتفاضات في زمن الذلقراطية."منشورات البوكيلي، القنيطرة 2002
"الإهانة في عهد الميغاإمبريالية.2004". ط 2, 2005 مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.
"قيمة القيم.، " ط 1, 2007, ط 2 2007, مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.
جوائز
حاز المهدي المنجرة على عدد من الجوائز والأوسمة، منها:
جائزة الأدب الفرنسي في جامعة كورنيل (1953).
وسام ضابط للفنون والآداب بفرنسا (1976)
الجائزة الفضية الكبرى للأكاديمية المعمارية بباريس (1984).
وسام الشمس المشرقة باليابان (1986)
جائزة السلام لسنة 1990 من معهد ألبرت آينشتاين الدولي.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث