jeudi 1 août 2013

لتصْعد أرْواحُنَا اُلْبَيْضَاءُ .. أوْ اُلْحَمْــراء .. باقُونَ في أرضك حراس جدارك يا خضْراء

لتصْعد أرْواحُنَا اُلْبَيْضَاءُ .. أوْ اُلْحَمْــراء ..  باقُونَ في أرضك   حراس جدارك  يا خضْراء .

سليم دولة ( الكاتب الحر)



إشارة : اُلْوُطانُ : هو اُلْمَرَضُ شغَفًا  بِحُبِّ اُلْوطَن

لا يمْكِنُ لدُمُوعِ اُلْأقْلاَم اُلسيَّالة مهْمَا هَــمَتْ وسَالتْ أنْ تَنُوبَ دًمُوعَ عينْ اُلـتُّونسي  فِي اُلْنَّوائِب ..
يَحْدُثُ لْلوطن اُلِعَزيزِ   اُلأعَـزِّ أنْ يغْـفلَ عَن ثِمَار تاريخِه  اُلْشَّخْصِيِّ  وبَذُورَهَــا وإنْ  كَــانَ منْ بيــنِ اُلـبذُور اُلحُلْوَة ِاُلْــمَذاقِ  أحيانا واُلْـــثَّمَار اُلْحُلْــوةِ اُلْطَّعْمِ  مَا هِــي فِي طَعْم العَلْــقَمِ واُلْحنْظلِ ...
و "الحَـدَجٍ ".. اُلمُدرِّ  لِدُمــوعِ اُلْحَسْــرَة عند اُلْــرِّجالِ  والنَّدم وأخذِ أمورِ الشّدائد بلينٍ .. لا يليقُ بكَرمِ تاريخ الوطن في حِلِّه وتِرْحالِه الثقافي والحضاري وخصوبة حدائق  اختلافه المعرفي والجمالي والإعتقادي   الخلاَّقُ لفُرَصِ  العيش بالمَعيَّة ...  بجماليّة عالية ..  وهل من معنى لحلاوة  الحُلْوِ ومرارة المُرِّ دُون استحضار حكيم  للمُرْبِكِ منَ الطُّعُــوم والرَّوائٍح .. في المَوائد السياسيّة ... هل من مَعْنَى للعقل نائبِ " النُبوّة لدى البشر" دون استحضار للجنونِ .. وللجنونِ الفرعوني راسم الخطوط الحمراء بين الإيمان به والكفران بنِعَمِه .هل من معْنَى للحياة أصْلاً دونَ اسْتِحْضَارٍ لمُتَوالِيات المَيمات الحُلْوَةِ واُلْمُرّة . الفقرُ مَوْتٌ . الخيانَةُ والغَدرُ قتلٌ . التَّعالي على الخَلْقِ .. غِيلَةٌ واغتيابٌ للتّاريخ   وللمُمْكِنِ التّاريخي . التّاريخُ زمن الأزَمات إنّما هو اسْمَنْتُ  الشّعوب : شِعاَرُها وشُعَاعُها ..  نَجْمَتُها   القُطبيّة و هِلالُها  وليس صدفة أن يكُون " الشّعْر " في تونس شِعارَ ثورتها  . ولتونس التي مِنْ أقْدم الحضارات الكونيّة   على الإطلاق جِدارُها الحَارِسُ لحدائق اخْتلافَاتها اُلْجميلة والغَنّاء بِمَا تُغْــني الحياة الجماعيّة بشروط إمْكانِ حياةٍ جميلةٍ تستحقُّ الإكْرامَ .. والتّكريمَ ... الجديرَ بالإنتساب إلى " أفْق الإنسانيّة " وِفْقَ عبارة الحكماء الذين " لم يَحيدوا عن رُشْدِهم " ... زمَنَ امتحانات السّجن الصّعبة كما لم يَحِيدوا عن ذلك الرُّشْدِ زَمَن
 امتحانات " الكرْسي والنِّعْــمَةِ الزَّائِلة " والتِّي هي أصْعبُ الامتحانات في اُلْحَيَاةِ على اُلإطلاق. 

لا يمْكِنُ لدُموعِ اُلْأقْلاَم اُلْسيَّالة مهْمَا هَــمَتْ وسَالتْ أنْ تَنُوبَ دًمُوعَ عينْ اُلـتُّونسي  فِي اُلْنَّوائِب...  
أيُّها المَوْطُوناتُ والمَوْطُونُون يَحْدُثُ للأوطان أن تكون عاطفيّة أكثرَ مِنَ اللُّزومِ إنْ هي أُصِيبَتْ بفقر الدّم التاريخي ونَسِيتْ ما يشْبِهُ الأقدارَ الجُغرافيّة للبلدان ... المَنْذورة لمَجَاري هواء التّاريخ .كما هو حاصلٌ لتونس . ليس صدفة أن تردِّدَ الحكمة ُالدّيغُولية " إذا أردتَ أن تفهمَ السّياسة ضَعْ صُورةَ الكرة الأرضيّة أمامك " لئلاّ تُصابَ بالغفلة القاتلة .لقد كانت "علوم الجغرافيا دائما وسيلةَ حربٍ" وِفْقَ عبارة ايف لاكُوسْت الشهيرة في كتابه الشهير ..  ولا  أحد يمكنُ أن يَفهمَ  بالمثل الشأن التّونسي دونَ استحضارٍ متدبِّرٍ وحكيمٍ لخَارطة العالم وخارطة تونس ..تحديدا ..لأنّ للكِليماتُولُوجيا وحالات المناخ تأثيرَها الفاعل للأفاعِيل  في الإيديولوجيا   ( ثمّةَ رُؤَى بحريّة مائية  للعالم ... وثمّةَ رُؤَى صَحْراويّة  قَحطيَّة جفاية  للعالم... بالمَعْنَييْن اُلْـمادّي و اُلإعْتِبــاري  ) .وقد تكونُ هَزيمَةُ المُسلمين في الأندلس تعُودُ ضِمْنَ مَا تعودُ إليه تقلُّصُ مساحات المِخْيالِ المائي ولَواحِقِه   المَحلوم  به لديهم عندما اصْطَدَموا بالحضور الجٍنَانِي في جنان الأندلس .. فشَغلتْهُم الغنائمُ فكانت  الهزائمُ ..  تِلْوَ الهزائم .
( وبالمناسبة ما كان مصيرُ موسى بن نُصير  ؟ ما كَان مَصيرُ طارق بن زياد .؟  . الأوَّلُ أنْهَى حياتَه متسوَّلا .. وأكثرَ . ..  يَجٌوس أعمى   و الثاني مَجْهولُ الخَاتِمة و اُلـقَبْر. والعِلّةُ في السّياسة وسدَّةِ المُلك العَضُوضِ وإن بأسنانَ مستعارة  . )

لا يمكن لدموع الأقلام السيَّالة مهْمَا هَــمَتْ وسَالتْ أنْ تَنُوبَ دًمُوعَ عينْ اُلـتُّونسي  فِي اُلْنَّوائِب...
أيّها المَوْطونُونَ أيّتها المَوْطونَاتُ من التونسيين والتونسيات .
ها أنّي أعترفُ بغفلتي التاريخية . لقد غفلتُ عن حكمة الكونيّة  ..حكمة :
" الجَوزَة وبُرج اُلأجراس ". غفلتُ كما هو شأنُ أغلبيّة الشعب التونسي _ وإن لا رغبةَ لي للكلام باسم سِوايَ . لا الله كلَّفني للكلام باسمه ولا توكيلَ  لديَّ منْ خَلْقِه ) .. غفلتُ وطالتْ غَفلتي حينَ توسَّمْتُ خَيْرًا في التونسيين أجْمَعين بما في ذلك " حركة النهضة " وحُكَماء النّهضة الذين كنتُ أتصَّورُ أنّ حِكْمَةَ العُمْر وتجربةَ السّجن اُلْمَريرة طِوالَ اُلْــسّنوات اُلطّوال قد مكَّنَتْهُم من تأمّل " الشّأن التونسي " ومَقامِ الإنسان في العَالم .. وأنّهم سوف يكونُ الواحدُ منْهم  أكثرَ " طيبةٍ " و" لينٍ " وشفقةٍ " ورحمةٍ " و" تَسَامٍ "  مِنْ سِوَاهم مِنْ جَلاّدِيهم  في أمْسِهُم السّجني وإنْ أنا أختلفُ معَهَمْ في النّظر إلى " عِبَرِ التاريخ " في محْنَة الحُكم باسْم الدّين " أو باسم أيّ مقدّس دُنْيَوِي سِوَاهُ ..لم يُرْبِكْنِي الأمرُ إطلاقا حينَ فازَ إخوتي في التّراب والنّشيد الوَطَنِي كما في تصوّري  حين فازوا في الإنتخابات ولم أعتبرْ ذلك " خيبة ثوريّة " .  وإنَّما هي فُرْصَة للشَّعْب اُلْتُـونسي  لِلْتَّدَرّب اُلْحَق و اُلْحَقيقي على اُلْديمُقراطيَّة اُلفعْلية .. بانْزالِهـــا  منْ سُحُبِ اُلْــنَّظريَّة  إلى  فَضَاءات اُلْمُمَارَسةِ ...والبَراكسيس الفِعْلي   بَل قلتُ لأصدقائي  ورِفْقــتِي ورِفَاقي منَ الذين عَابُوا عليَّ
" تَفاؤلِي الثّوري "   وهُم في حَالَةِ غَضَبٍ " شرْعِيّ " . قلتُ مُمَازِحًا " الغَضَبُ غُولُ اُلْعقل " وأنتُم دُعَاةُ العَقل و العَقْلانيّة  النَّقْديَّة  والتَّعقّل وتَفْهَمُونَ مَعْقوليّة الثّوراتِ ومنْطِقَها ..فَلاَ تعْقِلُوا  _ كما يفْعَلُ سِواكُمْ _ عُقُولكُم كما تُعْقَلُ الجِمَال في مَرَابِطِها وتُلْقُوا بعِقَالِها خَارِجَ اُلتّاريخ  .  فلنَمْنَحْ للتّاريخ فرصَتَهُ التاريخيَّة ..فلا نتَعَجّل الحُكمَ على الخُصُومِ .. ولا نَتَعجّل اُلْــفرَحَ . " فكَانَ  مَا كَانَ . و" الأعْمَالُ بِخَواتِمها " وإن كانت خواتيمها العملية في مقدماتها النظرية  . آه الفرحُ . الفرحُ يا نَجْمَ التُّونسييّن الشّارِدِ إلى أَبْعَد من عُطارد ..

لا يُمكنُ لدُمُوع الأقلامِ السيَّالة مهْمَا هَــمَتْ وسَالتْ أنْ تَنُوبَ دًمُوعَ عينْ اُلـتُّونسي  فِي اُلْنَّوائِب...
لقد أخَذتْنِي وقْعةُ الوقائعِ التونسيّة .. التّي كادَتْ تُجْهِزُ على طاقتي على التنفّس من اُلْحَاضِر إلى طَعْنة الذّكْرى . ذٍكْرَى غبائي العاطفي .. أنا الذي يُرَدِّدُ ليس" للتونسيين أعداءٌ في الوطن وإنّما مُجَرَّدُ خُصُوم" .. ها أنّي الآن أٌخاصِمُ  نَفسي اقتصادا في العُنف معِي .. وتأخُذني ذاكرتي الى "مسْرَدَة"
"جوزة  الغُرَاب  وبُرج  الأخراس" . يا لذاكرتي ذاكرة الحيوان السّردي " :
"التقطَ غرابٌ جوزة ًوحمَلَها إلى قمَّة بُرْجٍ شاهقٍ وأخذَ الطّائرُ يضْرِبٌ بمنقاره حبَّةَ الجوز (...) حتّى يفتحَها ولكن فجأة تدحْرَجَتْ الجوزةُ واختفتْ داخلَ فتحةٍ في الجدار.
وبَعْدُ أيّها السّيد السّارِدُ ؟
وحينئذٍ أخذتْ الجوزة تتوسَّلُ للجدار (,,) : أيّها الجِدارُ .. أيّها الجدارُ الجميلُ باسم الإله الّذي كان طيّبا معك كثيرا حيثُ جَعَلك شاهقا ومَتِينا وغنيّا بأجْرَاسَ جميلةٍ تَدُقُّ دقّاتٍ رائعة ساعِدْني ..إرْأَفْ بــي ( قلتُ يا للمَسْكَنَة واستحضارِ اسم الله وبرَكاتِه على الجدار ) .
وبَعدُ أيّها السّيد السّارِدُ
تابَعَتْ الجوزةُ حديثَها بقوْلِها : كان المفروضُ أن أَسْقُطَ تحت شجرتي  حتّى أستريحَ في الأرض الغنيّة ( ...) لا تتْرُكني أيّها السّيد الجدار أتوسَّلُ إليك . عندما كنتُ في المنقار الوَحشي للغراب الكَاسِرِ نَذَرْتُ نَذْرا وقلتُ : إن ساعدني الإلهُ على أنْ أَهْرَبَ منه فإنّيَ أَعِدُ الالهَ بقَضاء بقيّة حياتي في فضاءِ فتْحَةٍ صغيرة .. (( وبَعدُ  أيّها السّيد السّارد أحسَسْتُ بقرابةٍ غريبَة  لي معَ الجِدارِ ؟))  
هَمَسَتْ أجْرَاسُ اُلْجِدار لِلْجِدار هَمْسًا خَــفيفاً وحَذّرَتْ جِدارَ بُرج اُلأجْراس (...) لأنّ الجوزةَ يُمكِنُ أن تكُونََ خَطِرَةً خَطيرةَ لَكنّ الشّفقة قد تملَّكَتِ اُلْجدارَ فقرّرَ اسْتِضافتَها وسَمَحَ لَها بِاُلْبَقاَء فِي اُلْــفَتْحَة اُلْتي كَانَتْ قدْ سَقَطتْ فِيهَا .
(( قلتُ هَلَكَ الجدارُ ... وبعْدُ أيّها السّيد السّارِدُ ))؟
خِلالَ فترةٍ بسيطة (( خلالَ سَنــتيْنِ ونيّف)) بَدأتِ اُلْــجَوْزَةُ تتفتّحُ وتُنْبتُ جذُورَها وَسَطَ أحْجارِ اُلْجِــدارِ ثم امْتَدّتْ هذه الجذورُ إلى حينِ أَطَلَّت الفُرُوعُ خارِجَ الفَتْحة (...) وقَوِيَتْ وارتفعتْ حتّى وصَلَتْ بُرجَ الأجراس وتضَخّمَت الجذورُ والْتــَــوَتْ وبدأتْ في فَتحِ الجدرانِ وطَرْدِ الأحْجارِ القديمة بعيدا .(( وبَعْدُ أيّها السّيدُ السَّارِدُ )) ؟
انتَبَهَ الجدار بَعْدَ فوات الأوانِ . (( وزَادَ اُلْسّيدُ اُلْـسَّارِدُ )):
إنّ تَوَاضُعَ حبَّة اُلْجَــوْز ونَذْرَها الخالصَ لوَجْهِ الالَهِ بأنْ تَظلَّ في فتْحَةٍ صَغيرَةٍ (( قُلْتُ كما تونسَ دارَ دَعْوةٍ )) لم يَكُونَا مُخلِصَيْنِ . ونَدَمَ على أنّه لم يستمعْ إلى الأجراس الحكيمة . واسْتَمرَّت الجوزةُ في النُمُوّ بقوّة وعَدَمِ اكتراثٍ .. أمّا الجدارُ المسكينُ فكان يستمرُّ في الإنهيارِ .."
قُلْتُ يا لِغَفْلتِي  وغَفلتِك  أيّها " الجدارُ " ويا لمَكْرِ جَوْزَة الخَوْنَخــانِ .
فمَنْ فتحَ في جِداَرِ تونسَ فَتحةً لتمكينِ  جوزَة الخوْنَخان ؟
لا أظُنُّهُ غيْرَ شَيخٍ عارِفٍ" بكتابِ  المِلاَحَةِ في عُلُومِ  الفِلاحَةِ. .
لِتَصْعد أرْواحُنَا  اُلْبَيْضَاءُ .. أوْ اُلْحَمْــراء ..  باقُونَ في  أرضك  حُرّاسُ جِدارِك   يا خضْراء  .



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث