vendredi 14 mars 2014

رسالة تونسيّة إلى الطّائـِر الشّعّري الكوني الحُر مـَحْمود دَرويش ابـن حوريّــة الفلسطينيّة

 ( بمناسبة عودة عيد ميلاد السيد الشاعر الفلسطيني الكوني   الثالثة والسبعين  73. )
 
رسالة تونسيّة إلى   الطّائـِر الشّعّري الكوني  الحُر مـَحْمود دَرويش   ابـن حوريّــة  الفلسطينيّة


·  
تحيّة تليق بما ترى الذاكرة العاطفية   للسيّد الشّاعر أنّه يليق بمقامه.. تحية  تونسية حُرة  للفلسطيني الكوني   الحُر
تحية حبر و ورد  وبعد :

لا رغبة لي في مديح الشّمس ولا في هِجاء الغُيوم .
اليوم ... عودة عيد ميلادك  في قرية البروة  الفلسطينية وردة ذاكرتك وعطر المكان العاطفي  عندك وهي سبب من أسباب قلقك الوجودي اليومي و الحبري .. منذ خرّب الـمُخرّب الـمُسْتنسخ  سيرة وسريرة الفاتك النّازي خرَّب قَرية قَلبك الأمينَة على الشّجرات الثّلاث  والبئر  و على كتاب سرّك وسُرّتك حين ميلادك " بلا زفة ولا قابلة "    ومحا رسمها  ذلك الـمُتَعَجْرف البيلدوزيري  واستبدل اسمها  بـِـتـَمـيـمَة شرّ  إسرائيلية فكان ما هو كائن . البروة الفلسطينية..إسْمـا ورَسْـمـا تُــصْبِحُ قـَهْرا " احيهود ' الإسرائيلية .يا لَــقِناع الأسماء والتسمية .. وسيرة الغاصِبُ الـمُغْتصب   الدّموي .
اليوم 13 من مارس _ آذار   هو أيضا عودة عيدي ميلادي  الشّخصي بسقوط رأسي وأرجلي في "عمرة"  قرب البئر والسانية  والمدرسة الرّيفية  قرب سرة" المدينة القديمة الأزلية قفصة "    .. وإنْ كانت أوراق ميلادي تقول بأني مولود رسميا في باب السّور بقرية قصر _ قفصة ,                 
    لا رغبة لي في مديح الشمس ... ولا في هجاء الغُيوم و  النّجوم الساهرة إلى القائلة .
لكل الألوان كما لكل أصول الفصول  مواقيت  بهجتها  ومواقيت ثَوراتها وثاراتها ... وأنت الأعرف أيها السيد الشاعر  المهاجر قي كتاب  الأكوان   الأبديّة .. أنت أعرف الآن   بـكيمياء الفصول . وكيمياء العواطف الجياشة  نون مقلي منهج والأدب    من خلال المستطيل الأزرق للشاشات ..ر لغوي غريب  . وأنت ابن "الربيع الهش " . نحن ربيعنا المتكاسل قد   أدركه خريفنا   النشيط   سريعا كما عداء أثيوبي  . هل ثـمّة  فصول عنْكم   هناك ؟ هل  ثمة شعوب وقبائل ... وحروب أعراق بين الأموات ؟  هل تـُجَنّ الفًصول عنْدكم  كما جُنون التي كنت  تعرفها  عِندنا ..؟ هل ثمة صراع بين الذكور على مقام الإناث . ان حزني وحسرتي .. لما أتوفر عليه من   جهل  بآداب الإقامة ... في " دار الحق "  يا صاحبي أفقدني بصيرتي واُلْتزام المنهج والأدب وهي مَعرّة من مَعرات من يقيمون مثلي في " دار البَاطل "... هل ثمة مكتبات عمومية  عندكم ... وخاصة .؟ هل وصلت كل موتاكم الميامين  الثّورة  الرقمية  ؟ هل عرفتم شيئا عن "الربيع العربي" والثورة التونسية  .؟  هل يترنتون  ..؟ هل  يـفيسبكون  هناك ؟ وكم عدد هم وفق آخر احصائية مُـحيّنة. وهل  يفيِّس الموتي أخبارهم  وصورهم ... وصور قططهم وخرفانهم   وجيادهم  على الشاشات ؟ هل عندكم ضرائب هناك  على مجرد التنفس ..؟ ومن يقوم" "بآداب الرّتْبة في طَلب الحِسبة  ؟ هل عندكم ترسبات من الإضرابات .. والغش في المكاييل والموازين ؟   هم  توجد متون " في الشعر والشعراء " ؟ هل عندكم جدتنا المتنبي كما الذي   كان عندنا ؟ وهل ثمة نقاد للأدب .. يتّبعون سيرة وسريرة  شرلوك هولمز للسّرقات الأدبية ..؟ هل ثمة أقدمية بين الأموات ؟ هل عندكم .. دول ؟ وجيوش ؟ وجمارك ؟ وماذا تفعل السلطات _ ان كانت عندكم سلطات _  بتجار الحشيش هناك ؟ 
هل عندكم أمراء وأميرات محترمين و محترمات .؟ هل عنكم " الشيخة موزة " . هل ثمة  هناك  في "دار الحق"  وزراء و رؤساء هل عندكم السيد منصف المرزوقي ... رعاه الله . ؟ هل ثمة عندكم من    الأحرار و  الحرائر  من التونسيين والتونسيات  من يستعجل قدومه هناك  عندهم   ليشكرونه على منجزه الثوري وطرده السفير السوري ... مثلا  وامتثاله لأوامر الآمِر الأمريكاني؟ وتحقيق أهداف الثورة مثلا ؟  . هل في كتاب الغيب ثمة من مازال يبكي من وجع أوجاع الحب ؟ يا ابن حورية .. هل ينسى الموتى الحقد و الضغينة  " و قلة الخير  ومن زوروا العملة والانتخابات وشهادات الملكية العقارية ...
ما أشد غفلتي يا ابن أخت أمي .. أكلتني الهوامش وكدت أنسي قصد رسالتي لأني أقيم في " دار الباطل   واختلال الموازين السوقية و   العاطفية ..
"اليوم"  .  الآن في تونس التي  أوصيتنا بها خيرا.. والشّهداء . السّاعة الحسيّة تشير بعقارب وقتها الذهبيّة إلى منتصف الليل تماما . أما عقارب الساعة العاطفية عندي  فعلمها عند مقلب القلوب ... يا أخي الكوني .يا أخي الفلسطيني
حينَ  أحْينتُ  في ذاكرتي و  أقمتُ في روحي  لم تسْكن نفسي ولا هي هجعت قليلا  من وقع الغياب و...من وقع وقائع الأخبار المحلية والكونية . يكاد يقتلنا الزمن  الـمُمَكْلَد ... أقصد زمن "مكدولاند"  الإشهاري الأسطوري في  حضوره الإشهاري .
وَ  زادت _ يا شقيق النّدى وصدفة الميلاد  _ أوجاع رُوحي... بذكرى عودة عيد ميلادك سليلة 13 من آذار  والتى هي عودة عيد ميلادي  هكذا شاءت الصدفة الحِسابيّة والصّدفة العاطفية ... والصّدفة الحبرية  أيضا    تذكرتْك  ذاكرتي  ولم أتذكّرك ( أردت أن أنْسى علّني أشْفى )..  وبكتك عيني ولم أبكيك ( أردت أن أنسى علّني أُشفى )  وبكتك نفسي( أردت أن أنسى علني أشفى ) وبكيتُ  تونس ( التى وحدها لم يطرد الفلسطينيون منها بشهادتك أنت ). العواصم العربية .. يـُرثى لها  عاصمة   عاصمة .. تذكرتُ
كتاب " العواصم من القواصم " وشدتني من قُــنَاج رقبتي ومن   عروش قلبي  غصّة أصلها يعود الى "محنة الذاكرة والنسيان" و التذكّر والتّحَرّر" ...  وتذكرت  صوتك  يأتيني من وراء غُيوم الغُيوب  أكثر من مرة وأنا أمر من أمام " المسرح البلدي التونسي "  وتذكرت  " تنسى كأنك لم تكن ..وتنسى " وتذكرت .. الآن شاعرا عراقيا شابا قلَبَ كل مقالب القَلب  في الشّعر العَربي والعالمي  القديم والحديث والمعاصر باقتدار واعتصار لغوي غريب  في ديوان " سنوات بلا سبب"  حين تزيفه العاطفي وقد أصابت التجاعيد قلب " بغداد " الـمُحاصرة  يقول السيد الشاعر العراقي على حبش :" القلب كلمة مكروهة تذكرني بعملية جراحية " . وأنا موجوع من حكايا الكتاب والشعراء ومن ميتاتهم المختلفة  بالقلب ...  فدعوت على الذاكرة والنسيان سواء بسواء وبالقسطاس المستقيم.. دعوت عليهما بالتلف . الذاكرة تُبكي وتُشْفي . النّسيان يشفي ويبكي وأنا الآن ... حين هذا الحين التونسي و الكوني .. عند هذا الوقت الأرضي والكوكبي لا أعرف إنْ كنتُ الآن أُشْفى فأتشافى بالذاكرة ... من ألم  النّسيانات  أم أن النسيان   يَـتَشفَّى  مِنّي لأني أردت أنْ أنْسى . كيف تعالج معضلة " الوجود والمعنى " و " الشعر وعفوية الحيوان " طقوس الموت والدم و التتّبغ ". " التاريخ ... والعودة  النشيطة للمكبوت المتجّهم ضد الحياة  زمن الأزمات "    ..كيف نتداوى من  أدواء و أمراض الإنشداد للأطراف وأشكال التطّرف المتناديّــة والـمُتَضَايفَة بلاَ قَــلق .. أصلا   رغم  التّقاصي  والتّقاضي  والتّجاهل الـمٌـتبادل  والتّباعد والتّنافي. كيف   للإنسان   المؤمن _ مثلا _  أن يتقمص سيرة السفّاح المجرم بأعصاب باردة . ينْشد الجنّة بأكثر الوسائل فتْحا لأبواب الجواحيم . يبدو أنّا أضعنا البوصلة " يا ابن أمي " .. إن محليا أو كونيا  وأصبح الافتراضي  هو الواقعي  الأكيد وارتبكت كل منظومات  علاقات  القرابة القديمة  في الوطن الواحد وضاعت " العروة الوثقى ". علاقات قرابة رحميّة توفر العطف و حتّى  العنف ... الضروري  دون تبذير في ذلك العنف مع اقتصاد حاذق في تصريف العواطف  لتستقيم حياة الجماعة مع الجماعة وحياة الفرد مع الجماعة وحياة الجماعة مع الفرد.  الآن نعيش ترحالا عاطفيا ومعرفيا وقيميا وجماليا  . هجرنا  ثقافة السكينة
و السكون والسكنى البطيئة في العالم   التي كانت توفر ذلك الحد الأدنى من الإشباع العاطفي ... وركبنا صهوة جواد  الهجرة... المادية والرمزية  وخيول "جوجل الجَبّار  " فتجدنا نخوض حروبنا على أفراس " النات " ... كما نُوزّع قُبلاتنا وزهورنا على من نحب و ;لا نعرف إلا من خلال المستطيل الأزرق للشاشات ...    وكل على طريقته .  الهجرة من  أرض الواقع  وثقل  الواقعي   الهجرة العاطفية  الى أضلاع المربع  " الوهمي" الأنيق :
الحُـــبّ    والصّداقة والحريّة... والموت بكرامة العاشق .والأهم عندي  الآن سؤال الذاكرة والنسيان .
" تُنسى كانك
 لم تَكُن
  تٌنْسى كمصرع طائر .
ككنيسة مهجورة
                                                       تنسى
كحبّ عـابـر
 وكوردة في الثلج
 تٌنسى ,
 أنا للطريق
 هناك من سبقتْ
خطاه خُطاي .
من أملى رؤاه
على رؤاي .
 هناك من نثر الكلام
على سجيّته
 ليعْبر في الحكاية أو يـضيء
لمن سيأتي بعده أثرا غنائيا
 وجِرسا .
تُنسى كأنك لم تكن
 شخصا ولا نصّا
 وتٌنسى .
 أمْشى على هَدْي البَصيرة
 ربما أُعطي الحكاية
 سيرة شخصية
 فالمفردات تقودني
 وأقودها .
 أنا شكلها
وهي التجلي الحر
 لكن قيل
 ما سأقول
 يسبقني غد ماض
 أنا ملك الصدى
 لا عرش لي إلا الهوامش
 فالطريق هو الطريقة
 ربما نسي الأوائل وصف شيء ما
 ليوقظ فيه عاطفة وحسا .
 تنسى كأنك لم تكن خبرا
 ولا أثرا
وتنسى .
أنا للطريق
 هناك من تمشي خطاه
على خطاي
 ومن سيسبقني إلى رؤاي ..
من سيقول شعرا في مديح حدائق المنفى
 أمام البيت.
 حرا من غدي المقسوم
من غيبي
ومنْ دُنياي
حًرا
 من عبادة أمْس
 من فردوسيَ
 الأرضي .
 حرا من كِناياتي
ومن لغتي فاشهد أنني حُرٌّ
 وحيٌ
 حين أُنسى ."
يا ابن حورية ... الجميل .. أيها السيد الشاعر الساحر شقيق الموجوعات والموجوعين ... في الحب كما في جغرافيات الأمكنة ...  هل يمكن أن ينسى من جرب الحب على كل صفاته وتجلياته؟ هل يمكن له أن يُنسى .. وإن كان به شهوة النسيان أن يُنسى ..فلا ينسي .. أيها الحبيب   الفلسطيني الشاعر الكوني   النبيل  الغائب تأخذني حين هذا الحين التونسي شهقة الذكري . كيف ينسى من جرّب كمياء الموت  : الموت الأخضر على الموت الأسود على الموت الأبيض على الموت الأصفر علىالمو الأصغر على الموت الأكبر .. ليبقى حرا حالما ومُلهما للحالمين من الموجوعات والموجوعين ليقولوا كلمتهم الأخيرة أمام أعداء الحرية والحياة .. وبمناسبة ذكرى ميلاك  الثالثة والسبعين(73 ) يقولون  أنه " ثمة على هذه الأرض ما يستحق الحياة ". لا تَنسى يا حبيبي ما قلت لك ونحن نسرّح الخطى في مدينة  قفصة  ذات أصيل  أنّ 13 مارس آذار  هو
" يوم ظهور الخٌطاف ... " كما ورد الأمر في كتاب " عجائب المخلوقات " للقزويني.. فكن يا حبيبي  خطافنا الى الله ...هناك   في كتاب الأكوان... لتحرير فلسطين .. لعنا نشفى من جرحنا السّري الذي لا يَلين . العمر يُـقاس بالإحساس وان كان للسنين ايقاعات أفراحها وأنينها .. لقد قررت شخصيا أن أقتنص بعض سعادة ثأرا لعمري الذي أكلته الأقسام والكتابة والكتب ... تذكرت الآن كتاب " أين عمري ؟ لإحسان عبد القدوس الذي كنت أتقلب مع صفاحاته سرا وعلى دمعات شمعة . محبتي لكل كتاب الوطن الجريح من الوريد الى مجازات الشعراء الشاهقة ... محبتي ..
سلامٌ و وردة  من تونس الـمُمَـانِعة ...   أيها السيّد الشاعر ... "يا مَلك اُلْصّدى" لا   تُنسى .. لن تنسى ..

.

1 commentaire:

  1. شكرا لكل الذين عبروا من هنا احتراماتي الشاسعة ....

    RépondreSupprimer

محرك البحث