vendredi 21 mars 2014

الطّنْجَرة اُلْسّياسيّة

                                       الطّنْجَرة اُلْسّياسيّة :
الضّفادع   اُلْتي لم تَعْرِف بأنّها   قَـدْ تَــمّ طَبْخها.. بالتّوابِل الفَاسِدَةِ ... وَسُقوط  اُلْأقْنِعَةِ



حمّالُ أقْنِعَةٍ هوّ الإنْسان ( مُطْلَقُ الإنْساَن ) . يُريد الكَشْف و الاكْتشاف . كما يريد الكَفْرَ   والتّغطيَةَ   و الحَجْبَ . .. حتى أنّ الحياة التي يزاولها تغدو مسرحية ناجزة بكل حواراتها وأشخاصها وشخوصها و ديكوراتها  البائسة أو الباذخة ... وفق  مهارات السيد المخرج ودرجة احترافيته واختياراته الجمالية غير أن مقام السيد المُخْرِج يظَل مَقام " الإله المخفي " وان هو اللاّعب الأكبر لدور " المُخْتَفي والمُتجلّي " حينا وآنًا .فمن  يمكن أن يكون هذا الكائن مَجهول الهوية .. والمَعلوم الأثر والتأّثير في مسير ومصائر شخوص حياة الأحْياء  والأموات في سير المسرحية الجماعية التي تُسمَّى الحَياة .هكذا هي الحياة " رمية نرد " وفق عبارة السيد الشاعر . سليلة  المفارقات الكبرى  هي الحياة  كما هو شأن أكبر شؤونها على الإطلاق مسألة  الموت و  الحب . الحب _ مثلا _   ابن الثراء والثراء الفاحش   والفقر
و الفقر المُدقع  على رأي حكيم "المأدبة " أفلاطون الإلهي .. كما نعته بعض القدامى من العرب الأجلاّء حين كانوا يجلّون العلم والمعرفة ويذهبون في طلب هذا العلم وتلك المعرفة  بأذْهَانهم وعقولهم  إلى "ما وراء العرش" ويذهبون  في الطلب .طلب ذلك العلم  إلى مداه خوفا من وِحْشة و الجهل وحشية ذلك  الجهل .. يذهبون  بجُسومِهم  وأبْدانهم وعلى ظهور نُوقِهم وجِمَالهم   إلى  الصيّن .
باسم الحب ... – ويا للمفارقات _  تُرْتَكب أفْضع الفضاعات : حب الله. حب المال . حب المجد.حب الولد .  حب العدل. حبّ الوطن .ولكل جريمة وشنعة لابد لها من قناع يُــقاس مدى  قُبحه أو جماله أو خفّته أو ثقل وزنه أو نوعية وطبيعة المعدن  الذي صنع منه وزينته  بأهمية " الشّخص " الذي يـُراد مسرحيا – وفق إرادة المخرج المَخفي الثّأر منه  لشرور حقيقية أو وهمية قد ارتكبها  أو الثّأر له  من الحُب وأوجاع الحياة ووجَع أوجاعها على الإطلاق إنما هو الممات لذلك ربما تعددت طقوس القتل كما تعددت المراسيم الجنائزية ليكون قتل النفس في سبيل من نـُحب  هو الدليل الوحيد على صدقنا وإخلاصنا وسلامة عقيدتنا في  مثل هذا الحب . فتسقط أقْــنعة القَنَاعَة –لدى المُتزاهدين في الدنيا _ مثلا _  والمُتزاهدين في الصّولجان السياسي مثلا . المتزاهدين في قصر قرطاج التونسي  مثلا ... لكن سرعان ما تقوم مقام هذه الأقنعةِ أقْنعة أُخري و أخرى ..وما يليها . فتغدو الحياة الجماعية إن عربيا أو تونسيا ... وكونيا كذلك وأيضا  فعلا " حفلة   تنكّريّة " ونحن تستعد
" للكرنفالات الانتخابية "(     2014  ) و التي أرجو أن لا يكون مقامنا فيها جميعا مقام  الضفادع التي تم طبخها على نار هادئة وهي لا تعلم أنها قد خانها حدسها  وغريزة الحياة .. ولم تقفز إلى بر الأمان  إذ فقدت على التّدريج مقدرتها على القفز خارج الطنجرة " .. تلك "الطنجرة" المُعَدّة لهَا بالتّوابل الفَاسِدَة..هكذا كانت تقول الأمثولة الحذرة . و أنا أدون هذه الكلمات حين خلتني أكلم نفسي همسا وإذا بصاحبي الموسيقار الذي كان طوال الوقت يتصفح كتاب "الطاعون " ويدندن لحنا حزينا كأنما هو تفـجـعُ "الهنود الحمر"  يطرح علي السؤال التالي : " ماذا حدث لنقود البلد ...؟ هل زيفوا الفلوس التونسية ؟ أنا لم أسمع بهذا الخبر؟" قلت له ممازحا " عظيم أنت هذا الصباح : تقرأ وتُدندن وتُفكر في سلامة نقود البلد ..." فضحك طويلا ثم قال لي أنت المسكون بشأن النقود و  الفلوس ... البارحة كنت أظنك نمت نوما   عميقا فلم أسحب المجلد الذي نام عند صدرك .. وإذا بك عند الفجر تهذي ... وتهذي بالعربية ... وتشتم العرب .. والنفاق والشقاق والتخاذل وتمدح الحجاج بن يوسف و رددت  طويلا : ضاع ... ضاع يا أهل تونس ضاع نقد  البلد ... " فذهلت من ذهوله وتذكرت آخر صفحة كنت عندها قبل أن تطير بروحي أطيار النوم من كتاب " ثمار القلوب"  . قلت له صدقت غير أن عبارة " نقد البلد انما يضرب مثلا للإنسان المتوسط ويشبه ما يتعامل به أهل البلاد من النقد المتوسط بين الجودة والرداءة فيقال فلان – كما أنا أنت  أيها السيد الموسيقار_ فلان من نقد البلد أي من الطبقة الوسطى" والعهدة على ابي منصور الثعالبي وكتاب " ثمار القلوب " . فقال لي مُشاكسا ... الآن سقط القناع ... أنت من عُبّاد النّقود ... قلت له .. هل قرأت كتاب " كُفّ عن الكياسة كنْ حقيقيا وصَادقا " فقال لي:  لا ومن كتب الكتاب ؟ قلت له صاحب كتاب " ليس من الرفاهة أن تكون سعيدا دائما " .. ليسقط القناع بيننا .  ادفع بالتي هي أحسن ثمن الدرس الصباحي لأحدثك عن الكاتب وكتبه. لقد كان الشعب التونسي يدفع لي أموالا مُقابل تدريس فلذات أكباده .لا تكن طمّاعا يا صاحبي و"الصحبة ليست ورثة" أيها المولع بالسطو على الألحان والأمثال الشعبية . سارع صاحبي الرائع بالخروج من المقهى وتركني  مع النّادل بعد أن حياني وهو يغادر بإشارة منه و بوردة  ذابلة ... وكتاب أزرق .سقطت منه صدفة _ ربما _  هذه الورقة : 
 
من أروع ما يمكن أن يظفر به واحدٌ مثليَ في حياته هو أنْ تقودك الصّدْفةُ  صُدْفَــة الى مَكانٍ لاَ تــعْرف فيه أحدا ... وتَقتنص لك الصُّدفة  واحدة عربية ... كاملة الجُموح  البَري ...لا تعرف اسمك  ولا تعرف اسمها .. ثم تفترقان بُعيْد الفجر
 إلى الأبد على جهل مُطلق ... بما حدث بينكما بفعل الصدفة...
وأنت خلال حوار و تجاوُر الأعضاء
 تُناديها :
 يا أنْتِ
وهي تُناديك
 يا أنْتَ
( لا ألقاب  حينها  ولا أسماء ... ) ألسنا أبناء " صدفة " قوانين جاذبية الحياة ...
 وأغلبنا   كانوا  أطفالا . ولدوا لعدم توفّر الأفضل
 لقَتْل القَلق عند   الآباء ..." اندهشت حين قراءة الورقة وعاودني سؤال الأقنعة
وأي مقام يحتله القناع في  حياتنا ... العاطفية  والسياسية تحديدا ؟
" اذا كنا نحمل قناعا ويحمل الأخر قناعا فليس الذي بيننا علاقة بل نحن نعيش حفلة تنكرية (...) ان تجربة الحفلات التنكرية تظهر حزينة ومؤلمة فهي لا تجمع الناس بل تفرقهم وتعزلهم ولا تسمح لهم بالحلم وتمنعهم من النوم .( حين يسلك البشر بلطف زائف ) نابع من الخوف من الخسارة .. الخوف من النّبذ والعار والعزلة .الخوف من فقدان المركز المهني أو الوظيفي أو الكرسي السياسي أو المالي أو الرمزي أو الاجتماعي العام  فانّ هذا اللّطف المزيف يكون في أغلب الأحيان قناعا جافا يخنق صوت الحق ويمتص فيض الحيوية " . فتموت شروط امكان الحياة بالحد الأدنى من الصدق والصداقة والجمالية في الوطن الواحد للجماعة الذين " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى " . لقد وعدت صاحبي بيني وبين نفسي أن أقدم له في أول فرصة كتب " طوماس دازيبارغ"  لأن صاحبي وحبيبي الموسيقار  أهداني فرشاة رسم  ليذكرني ربما – بحدود مهاراتي الجمالية ... أو ليقول لي أن " والوعي الديمقراطي الحقيقي والثوري حقا  إنما هو الوعي بالحدود اجمالا ... الوعي بحدود الوعي السياسي . والسياسة ان هي الا وجه من وجوه الحياة وليست هي الحياة  " . وطارت بي سخرية السيد الفنان  وتهكمه من الشأن الثقافي والحضاري العام  في تونس وفي العالم .
يحيا "الجهل المسلح .." . وتسقط ديمقراطية عند  ربي خير"  . والمجد لثقافة "الثأر والدم ..". عنوان الأصالة والمعاصرة .. نعم "للجمهوريات الحقيرة ". "لا للتسامح السّمج" .. الحر من حرر نفسه ... من كل إعانة  وعون .. لا داخلي ولا خارجي ولا من السيد الخالق ولا بَعُوض  خَلقه ومن يمسك السّماء على الخلق فليدعها تقع  لينهض هو وحده إلى السماء الرابعة أو السابعة .. التي لا خوف عليها من  أخبار مقابره ... وسموم كذبه" .قلت لي :
  كم نحن في حاجة إلى جرعة من السخرية الحاذقة من الذات الفردية والجماعية لنأخذ أمورنا بأكثر جدية كأن لا ننسى أهمية ذكري " عيد الإستقلال الوطني " ...لأن مثل هذه الذّكرى ليست شأنا يتعلق بالماضي فقط  وإنما هي بوصلة الحاضر الجماعي إلى المستقبل  لنقطع ما أمكن مع أمثولة " الضّفادِعِ   اُلْتي لم تَعْرِف بأنّها   قَـدْ تَــمّ طَبْخها.. بالتّوابِل   الفَاسِدَةِ ... ونعيد قراءة   سُقوط اُلْأقْنِعَةِ...عاطفيا وسياسيا إن محليا أو كونيا ..
سلام ... سلام و وردة تونسية .. 

Haut du formulaire
Bas du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث