في
الحَاجة الحَضاريـّة لـلـقَـطْع النّــهائي مع
سياسة
سُلاَلـَة "آكلات الأ كْـــبَادِ" و إذْلاَل اٌلْبْلادِ
و" اُلعــبَادِ" ...
إشَارَة أولى :
" لاتصدّق الفقيه الـمُسيَّـــس ولا تُصدّق
السّياسي الـمُتَفيْــقِه
الأوّلُ كاذِبٌ والثّـــانِي مُراوغٌ "
محمد الرّطيان كتاب " وصايا "
إشارة ثانية :
" مَـهْمـَا يـَجُر وَطَـنِي عَليّ وأهْلُه
فالأهْلُ
أهْلي واُلْـــــبِلاَدُ بلاَدي "
الشّاعر فوزي المعلوف : " الديــوان "
إشارة ثالثة
"... القرن الجديد لا يـُحِبّ شبَابه هؤلاء
المتّسمين بالإقْدام. انّه يَـخَافُ عنْفوانـَهم
و تتَولاّهُ رعْدَة تنْطوي عَلى حِقْدٍ إزاء بعْض مَشاعرهم ويحصد بمِحَشَّةٍ حَديديّةٍ
دُونَ رحْمَةٍ بَـذْرتَه الرّبيعيّة التي
بذَرُوهَا "
سطيفان تسفايج (( كتاب بُناةُ العَالـم ))
·
إشارة رابعة :
"لقد شَارَكـونا في لذّة العيْش واُسْتأثروا عنَّا بلذَّة الأمْنِ
"
يونس باي " الإتحاف " بـن أبي الضيّاف
v
"ما
الجُرح الذي لا ينْدَمِلُ ..؟"
ما
أرْحَــمَ التّــــاريخ ومَا أشدّ سَـــطْوته اُلْــقَاسية على البَشر صُنّاعُه وضحَاياه كـَمـَا
هوَّ شَأنُ النَّاس مَع المَال والفُلوس وكُرسي السيَّاسة كَـمَـا
شَأنهم مع اُلحُبّ ..مُطْلَق الحُبّ وشهوانيّة الـتّـملّــك
. فما أشْبَه السيّاسة بالحُبّ... في الغُموض الـمُغْوي أحْيانا ... ومفاعيل المرَضِ
والحُـمَّـى والسّهر والصّرْع والتّسْهيد والإقْدام والإحْـجَام والدّفْع العَنيفِ الى التّدافُع الرحّيم واللّئيم أيضًا و إلى طَرح الأسئلة حدّ " تحْطيم العقل " وفْق عِبارة جورج لوكاتش .
تعْتَـــوِرُني
أسْئلةٌ حينَ هَــذا الـحِـِين من الزّمن التّونسي والكَــــوْني من ذلك مثلا :
هل أنَّ مــنْطق فَوضَى اُلْـمَنَافِع يتَطابَق مع نِظام الحَقائِقِ ؟ بصياغَةِ أخْرى : هل أنَّ "النَّافع"
هل أنَّ مــنْطق فَوضَى اُلْـمَنَافِع يتَطابَق مع نِظام الحَقائِقِ ؟ بصياغَةِ أخْرى : هل أنَّ "النَّافع"
( تونسيا مثلا) هُو بالضّرورة "الحقيقي
"؟ وما هو " نافعٌ " لشَخْص واحدٍ من "الشّعْب" أو
لجماعة أو لـحِزْب سِياسي أو مُنتَظم مِـهَني هو حتـْمًـا "نافع" لغيره
من الشّرائح الإجتماعية ؟
لماذ يعتبر المُنتفع "بالشئ " أن ذلك "الشئ " ذاته هو "الحقيقي " بن الحقيقة .وسواه زيْـغا .. ووهْـما وخروجا على منطق " العقل الصّراطي " وفق عبارة شيّقة للفيلسوف الكبير والمظلوم الأكبر علي زيْعُور مثال ذلك أن " قائمة " المنتفعين والمُتنفِّعين في الزّمن النّوفمبري مثلا ومن قبله " البورقيبي " مثلا ومن بعْدِ بعْدِه الزّمن " النّهضوي التونسي " مثلا يعتبرون أنّ " تونس الحقيقية " والزّمن الذّهبي التّونسي " الحقيقي انّـمـا هو " الزّمن النّوفمبري " وما تلاه من الزّمن هو زَمَنُ
لماذ يعتبر المُنتفع "بالشئ " أن ذلك "الشئ " ذاته هو "الحقيقي " بن الحقيقة .وسواه زيْـغا .. ووهْـما وخروجا على منطق " العقل الصّراطي " وفق عبارة شيّقة للفيلسوف الكبير والمظلوم الأكبر علي زيْعُور مثال ذلك أن " قائمة " المنتفعين والمُتنفِّعين في الزّمن النّوفمبري مثلا ومن قبله " البورقيبي " مثلا ومن بعْدِ بعْدِه الزّمن " النّهضوي التونسي " مثلا يعتبرون أنّ " تونس الحقيقية " والزّمن الذّهبي التّونسي " الحقيقي انّـمـا هو " الزّمن النّوفمبري " وما تلاه من الزّمن هو زَمَنُ
"
الوهم " ووقْت الُّذل والـمَقْت " والإنحراف " السّلوكي والإنجراد العاطفي
ومثل هذا "الحكم القطعي " يُمليه منْطق الرّغبة المكْسُورة والمنفعة الضَائعة
. وبذلك يكون
" الوطن " الحقيقي لأصحاب المنْفعة ليس الوطن في شمول رمزيته وتاريخه التراكمي بنجاحاته وانْكساراته .. وانّما تتّسِعُ فكرة الوطن ذاتها وتَضيقُ وفق مَقاسات جيْبه الشّخصي وحسابه البنكي الشّخصي فهويته إنّــمـا هي مصْلَحتَه الشَخصيّة الـمُغرقة في أنانيـتها الشّرسَة .. فيكُون السّقوط اللاّواعي في العَدميّة التاريخيّة والجُحود القَاتل لكلّ القيم التاريخيّة الجماعيّة الجامِعة للجـمـاعَة الوطنيّة كُسور أعْداد
" الوطن " الحقيقي لأصحاب المنْفعة ليس الوطن في شمول رمزيته وتاريخه التراكمي بنجاحاته وانْكساراته .. وانّما تتّسِعُ فكرة الوطن ذاتها وتَضيقُ وفق مَقاسات جيْبه الشّخصي وحسابه البنكي الشّخصي فهويته إنّــمـا هي مصْلَحتَه الشَخصيّة الـمُغرقة في أنانيـتها الشّرسَة .. فيكُون السّقوط اللاّواعي في العَدميّة التاريخيّة والجُحود القَاتل لكلّ القيم التاريخيّة الجماعيّة الجامِعة للجـمـاعَة الوطنيّة كُسور أعْداد
و
أصْفار لاَ غيْـر دُون حدٍّ أدْنى من
الغيرة الحميدة على تاريخ البلاد في الـمُنْتظم الحَضاري الكَوني . فَـمِثْل هذا
الكَائـن الهُلامي العواطف إزاء الوطنِ الجَماعي يُــقيمُ في " البلاد " إقامة
"
المحاسب " وُالْـمَصْرفي " ... لا غيْــر ... اذ تخْتلط لديْــه
"
الحقيقة " بالمنْفعـــة " في مَلْمُوسيـّــتها الحينيّة : الحينية الآن
وهُنا ... فيُمَتْجِـــرُ كلَّ شـئ( كل شئ تجَارة ) اذْ يُصبح لديْه
"الوطن" مَكانا و الحياة زمان مُناسبة دكانّية سُوقية لفرْض بضاعته وفق
منْطق الإشْهار والتّشهير
و" التّرغيب والتّـرهيب "و
"الوعد والوعيد". إذْ في كلّ خطاب إشهاري تشْهير مُبطّن بمنطق الوعيد
الأحرش والوعيد " النّاعم " .. ما أعظم " التاريخ العام " وما
أسخف التّواريخ الشخْصيّة للمتمعّشين والمتَنفّعين من كلّ شئ وبكلّ شيء وفي كل
الأزمنة كما الزمن النّوفمبري التّونسي
والزّمن النّـهْضوي التّونسي بما
في ذلك المتاجَرة
"
بالكلِم الطيّب " و " بـرفع
المصَاحِف
على الرّماح" عند الحاجة الشّخصيّة
التي في النّفس " و بالدّماء والدّموع
... ومصائب التاريخ كالتي للجْوعى من أطفال العالم . يا لَسياسة
سلالة"
آكلات الأكباد " الذين يخْلِطون عن قَصْد
و جهل أو تجاهل و تجهيل بين مَنطق المصْلحة
الشّخصيّة و منْطق
"
الحقيقة " . كما فَعل ذاتَ يوم مؤسّس السياسة العربيّة الإسلاميّة مُعاويّة "رافع المصاحف الشّريفة" على أسنّة
السّيوف حين استحضر في ذهْنه
تحْديدا اٌحْتمال الهَزيمة في الحَرب مع
علي بن أبي طالب فعمد " كسرى العرب
"إلى الحِيلة في " واقعة
التّحكيم في صفّين" . تقول الأوراق القديمة
:" حين دار القتال رهـيبًا وأدْرك مُعاوية أنَّ الغَلَبةَ لَعليّ أمَر أهْل الشَّام
بـِــرفْع الـمَصَاحِف عَلى الرّماح فاسْتقبل أهْل الشّام عَليّا بمائة مُصْحَفٍ
... ثم قَام رجَالٌ منْ أهْل اُلْشّام
و نَادُوا
:
_ يا
مَعْشر العَرَبَ الله الله في نِسائـكم وبنَاتكم فمنْ للرّوم والأتْـراك
وأهْل فارِس غـدا إذا فَــنَيتُم . هَذا كتَاب الله بيننا و بْينَكُـم
. وخُدِعَ أهْل العِراقِ فقالوا :
يا
عَلي أجِبْ القَوْم الى كتاب الله اذا دُعيتَ
لَهُ و إلاّ قَــتَلْنَاك ... وقبل علي
هذه الخديعة وهو كارهٌ " ... فكان ما كان من الجُرْح السّياسِي بين
" الإخْوة" في الدّين والعقيدة . هل قدر السياسة أن لا تتأسّس إلاّ على
"
الدّهاء " والخديعة و الرّوغَان الثّعلبي ..و" الإنبساط بالقوة"
وفق عبارة لإبي منصور الثعالبي . لقد ورد في "كتاب الأذكياء" الطّرفة
التالية :"لقد أخبرني جماعة من شيوخ بغداد أنّه كان بها على طرف الجسر سائلين
(
مُتسوليْن ) أعْـمَيان أحَدُهما يتَوسّل بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب والآخر بمعاوية بن أبي سفيان ويتعصّب لهما النّاس
ويجمعان القِطع النّقدية فإذا انـْصرفا يقْــتَـسِمَـان القِطَعَ النّقْديّة فكانا
يـَحْتالانِ بذلك على النّاس ".
"
الخديعة" نمطُ عيش ...إذ مرّت" الحيلة " و" الخديعة" من
السّياسة الى التّسوّل ومن التّسوّل الى السيّاسة .
كِدْتُ
أنْسَى أنّ مُعاوية بن أبي سُفيان
(
رضي الله عنْه أيْضا وأيضا ) هوّ الـمُكَنّـى
بإبن" آكلة الكبِد" كما تَقول
الأوراق القديمة اذْ هو "فيلسوف" السيّاسة " البراجماتية "
" الماكيافيليّة " قبل الأوان حين أسّس " للخِدْعَة السيّاسية "
والتحيّل النفعي بتطويع ذرائعيّ "الأخلاق الدينية " لمقتضيات " السّلطة
" والريّاسة " والسيّاسة عموما . بقلبه " الخِلافة " _ مرّة واحدة
والى الأبد _ الى " مُلك " ..ومُلْكٍ
عَضوض شديد العضّ والرضِّ حقيقة ومجازا.
فدشّن الملعب السّياسي
(
والسيّاسة لعب ليّن وخشنٌ ) مُقتنصا إتساعيّة
القابليّة التأويلية "للقرآن الكريم" وطن وبطن الأخوة الجماعي شأنه في ذلك شأن " إخوته " من " الكتب السّماوية
" ولأنها سماوية يجب أن تتّسع لكل
المرْغُوباتِ فيها بشَريّا . ومن ينْشُد السّلطة السياسيّة يجب عليه أن يكون " آكلا أكولا جرّافا " كما هي
صفة الخيال في أدب الخالد التونسي محمود المسعدي . لقد ورد في الأوراق القديمة في " معجم الألقاب والأسماء الـمُسْتَــعَارة
في التاريخ العَربي الإسْلاَمي " :
" معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أُميّة بن عبد
شمس الأمَوي القرشي المكّي ولادة والدمشقي اقامة ووفاة (603م _680م) . زعيم بني أمَيّة
و مؤسس الدولة الأموية بالشام وأحد دهاة
العرب اشترك في فتح سوريا وحكمها في عهديْ
عثمان وعُـــمَر. عارض عليَّا وحاربه في "صفّين" فانتهت المعركة
بقبول التّحكيم ثم تنازل الحسن( بن علي بن
ابي طالب) عن الخلافة له .مدّة خلافته :( 41 ه _ 60 ه) _ ( 661 م _ 680 م ). لُقّب
بإبن" آكلة الأكباد" نسبة إلى أمّه هند الملقبة "بآكلة الأكباد
" لأنها قطّعَت كبِد حمزة بن عبد
المطّلب في معْركَة أحُدٍ . يا للمفارقة حمزة بن عبد المطلب المُكنَّى " بأسد رسول الله " ...
" إلي هنا سكتت الأوراق القديمة ...وان لم يـدُر مَدار الحكاية الى مداه و مَداها
ومدارها بعْدُ. الذي يعنيني إنّما "
واقعة التحكيم " .. وفي ذهني سؤال أسئلتي
الفجريّة : " هل أنّ منطق
فوضى المنافع يتطابق مع نظام الحقائق ؟ ألم يعد المكبوت الجاهلي السياسي بكل سلاطته وسلطانه ليقذف بالمكتسب القيمي _
الثقافي _ الرّوحي المحمدي الجديد ممثلا بالقذف
الرّمزي" لثقافة " علي بن أبي
طالب خارج أسوار " كعبته " .
لقد شكّلت "حياة " معاوية بن أبي
سفيان حدثا سرديا مركّبا ومٌعقدا ومُرعبا أيضا
بشدّتها ومرونتها وتدابيرها
السياسية ومفاكهاتها أيضا التي زاوجت بين القسوة والمرونة الحذرة و ليس صدفة
أن تحفظ لنا الأيّام من معاوية ما يمكن لي تسميته "استراتيجية شَعْرة مُعاوية "
ورد
في مُتــــون " قَصص العَرب" تحديدا الواقعة السّرديّة التالية في ما يُعْرف بأدَب
" الأجْوبة الـمُسْكِتَةِ "والأمر يتعلّق بحبيبنا معاوية " القائدالمؤسّس " :
"
دخل شريك بن الأعْور على مُعاوية( وشريكٌ سيّد قومه)
إنّك لَـدميمٌ والجميلُ خيْرٌ من الدّميم وإنّك
لشريك وما لله من شَريكٌ وإنّ أباكَ الأعْور والصّحيح خيرٌ من الأعْور فكيفَ سُدْت
قَومَك ؟ ( كيف وصلت إلى السّلطة .؟)
فقال
له شريك :
إنك
معاوية وما مُعاوية إلاّ كلبةٌ عَوَتْ فاسْتعَوت الكلاب وإنّك لإبن صَخْر
والسّهل خيرٌ من الصّخْر وإنّك لإبن حَرب والسّلم خيرٌ من الحَرب وإنّك لإبن أميّة وما أميَّة إلا أمَةٌ
صُـغِّــرتْ فكيفَ صرتَ أمير المؤمنين ؟ " ( كيف حصلتَ على السُّلطة ؟)
ما
أرحم التاريخ وما أشدّ سطوته القاسية كما
اُلحُبّ مُطْلَق الحُبّ ... و اذا
كانت " الحاجة تفتح أبواب الحيل " كما تقول الأوراق القديمة فإنّ
الأوضاع العامّة الواحلة في الأوحال تدفع الى طرح الأسئلة الـمُحْرجَة لـمعْرفة
كنْه هذا الغَامِضِ السّياسي الكَابــوسي...
كما الغَامِضُ العِشْــقي .
فما الجرح الذي
لا ينْدمل كما جُرح العَاشِق ؟ لقد أجاب حكيم الأوراق القديمة :
" الجرح الذي لا ينْدمل حاجة الكَريم إلى اللئيم
" فقيل ما الجرح الذي أشّد منه ؟
فقال :
"وقوف الشّريف بباب الّدنيء ثم لا يـُـؤْذَنُ لـهٌ ".
عند إجابة الحكيم طارت أطيار جوانحي
الى أهْل" الشّآم" عند
هذا الفجر التونسي وتذكّرتُ ذكرى " أفاعيل " اللئام من ساستنا
"الكرام" هنا... في
البلاد وتدابيرهم "الحكيمة" في نُــصْرة آل الشّام وتذكرت أيضا
قول السيد الشاعر الحر :
"عربي إبَاؤكُمْ أُمويٌ
لا
أبادَ الزَّمان تِلْكَ الخـِــلاَلَ
كلّ جُرْحٍ أصَابَكُم حَلّ منّا
في صَميمِ القلُوبِ يَأبَى انْدِمَالاَ "
هكذا قال الشّاعر إبراهيم طُوقان في ( مارس 1925) في
"ذِكْرى حَميّة أهْل اُلْـــشّام ". ..فطار الفؤاد :
"ما
الجرحُ الذي لاَ ينْدَمِلُ ..؟"
·
الجٌروح كَما الجِراحَاتُ تتنادى لتَحطَّ هذه
المرّة في جُغرافيا تاريخنا الــمحلي التّونسي
عند واقعة إذْلال وتعْذيب علي الآجري القفصي من قبل واحد من ضحايا شهوة المال والجاه والسّلطة وسُلالة
" آكلات الأكْبَادِ " يقول ابن
أبي الضياف ( الجزء الرابع صفحة 63 ) من " اتحافه " : " أبو الحسن الشيخ على بن تاج القفصي الآجري . نشأ هذا الفاضل
بقفصة وكانت في القديم دار علم فحصل مَلَكـَـةً قوية في العلوم الشّرعية وتولىّ
رئاسة اُلْـمُـفتين في بلاده ." والمهمّ الذي يعنيني مَسْردة المحنة طيّة طيّة يقول صاحب الإتحاف:"وجرت له مِـحْنةٌ سببها
ثروته .( وليس كفره .. أو مُعارضته ) ..أغْرمه الباي حَمودة باشا خمسين ألف ريال وأمر القايد بخَلاصها منْه فتفنّنَ في تعْذيبه وربْطه بنَخلة واقفًا ومنَعَهُ الماءَ ولـمّـا كَادَ
أنْ يـَموت أجْمع أهلُ بلــدِه على كَفالته وأعَانوه في دفعها .." وتمضى
الحكاية في رصد مُفارقات السّلطة الى مداها في إلغازها :"ثم جاء ( الآجري )
يتَكفّفُ ( رجلُ عِلْـمٍ منَ الأشراف
يتَكفّف ) فأسْكنه البَاي في مدرسة باردو
وأجْرى له ما عاش به وأمره أن ينْــسخ له تاريخ ولي الدّين بن خلدون وجمع له نُسخا جميعها
مُحرَّفــة وهو الذي أصْلح تحريفه .ثم رجّعَه البَايُ الى بلاده( قفصة ) وخطّتِه .
(...) ولم يزل على حاله في أرديّة خِلاله
( خِصَاله ) إلى أن توفي بقفصة سنة 1810
ميلادي . رحمه الله ) ".
"ما
الجرح الذي لا ينْدَمِلُ ..؟"
قلتُ
لي هذا جُرْحٌ من جُروح وجراحات الذّوات
الجماعيّة في التّاريخ القيمي والسياسي المحلي والكوني التي لا
تنْدمل : السّقوط المدوّي لقيمة " الإنسان" ... وقيـمة الحريّة
والكرامة
البشرية في " الإستعمالات "
الإستبداديّة للعقل السياسي في كلّ الحضَارات إلى الحدّ الذي غَدت معه
" السّلطة السياسية " لغز الألغاز" على الإطلاق كما الموت والشّوق . وما أبلغ قول جدّنا الأعرابي في محاولة
اقتناص جوهر العشق . حين قوله "
العشق خَفيّ أن يُـــرَى وجليُّ أن يـَـخْفَـى
..." و للحكاية بقيّة أُخْرى في"التّرْياقُ من الأوراق " و"
ديوان الصّبابة " . و"من تلذّذ بالكلام تنغّص بالجواب ". وفق عبارة
شائقة لإبن أبي الضّياف ..
·
سلام وِدٍّ و وردة .. وما يـَـليها لـحَرائر
تُونس وأحْرارها بعيدا عن تَدابير سياسة
سُلاَلـَة "آكلات الأكباد"
و إذلال
البْلاد و "العِــباد' . ( لعلّنا بخَيْـر ولا نَدْرْي)
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire