vendredi 3 janvier 2014

وَرِدَة "أسْكِليبْيـُوس" ربّ اُلطّب اُلْيُونَاني . وديك سُقْراط اُلـحَكيم الشَّعْـبـي.



وَرِدَة  "أسكليبيوس" ربّ اُلطّب  اُلْيُونَاني .  وديك سُقْراط اُلـحَكيم الشَّعْـبـي...


اشارة                                                    
"لا أظن أننا سنقْهر هذا البلد (...) ما لم نُكْسر عِظام عمُودِه الفِقَري التي هي لٌغته وثقافته وتراثه الرّوحي  "هكذا كان يقول توماس"ماكولاي مهندس سياسة التعليم الأنجليزية  في البلدان المستعَمرة"  ((كتاب أمريكا والإبادات الثقافية))
منير العَكْش  _ دار الريّس . ط . أولى 2009)

1
 الكل الثقافي  الاستبدادي  مُولعٌ بكسر العِظام ..يُخيفُه  الفَراغُ
و الوَرْدُ ...

يُعنى "الفِعْل الفلسفي "( لا أتحدّثُ عن الفلسفة )  ضمْن ما يُعْنى به   أساسًا الوَعْي الإشكالي بالمُفارقات   من أفق   نقْدي  شامَل  ما أمْكنَت الإحَاطة بالمُمْكِن البشَري ...  في خيْريّته المُطْلقة أو شرّيتِه المُطلقة أو النّوسان بين قُطبي الخيرية و الشريّة في آن .  من ذلك أنّ اقتحام الإنسان التكنولوجي  و النيميريكٌوسي _ الرّقْمي والطبِّي المِخْبري  سليل اسكليبيوس
و "الإنسان الحربي" سليل مارس الجبّار والإنسان التّخَابري سليل شرلوك هولمز ..وسواهم كمَا الإنسان الإشهاري بأدواته التشريطيّة للسلوك السّوقي على طريقة " الكلب البافلوفي " أو طريقة " دونجوان " الغِوائي " ..قد اقْتحموا جميعا اللاّمتناهي في الكبر كسمولوجيا واللاّمٌتناهي في الصّغر خَلويا واللامتانهي في الصغر ذريا .. و اللامتناوهي في الصغر مِجْهريّا  رَغْـبويا .. حتى أن انسان العصر الشّمسي كاذ يحقق الآن  المَحْلومُ بِه  من قبل فيلسوف "الكوجيطو"  العقلاني الفرنسي ديكارت الذي كان يحلم بأنّ  القضاء على "الموت" .. إماتة  الموت  بيولوجيا أمرا مُمْكنا غَيْر أنًّه مَشْروط بمعرفة كل اسرار "كتاب الطبيعة "في طبَعاته الأصْلية و المزيدَة والمنقّحة عبْر آلاف  القٌرون .معرفة من شأنها أن تجعل من الإنسان " البروميثيوسي " " مالكا _فعلا _للطبيعة وسيّدا عليها " بهذه الإنتصارات المعرفية والإنجازات الإبستسمولوجية  التي ويا_ للمفارقة _ تلتقي من حيث المحلوم به مع البعد الرغبوي الصارخ منذ قرون في الأساطير والميثولوجيات الكبري في الكَون وفي  كل الثقافات والمنتظمات الحضارية حتى في خُرافاتها الصامتة ..بهذا المعنى بإمكاني المجازفة بهذا بالقول : التكنولوجيا انّما هي تحْقيق مَلْمُوسٌ بكل  أبعاد الملموسية للسحر والأسطورة ... هي فِعْلاً
تحْيينٌ فعْلى للمَنْطوق به شَفَويّا سِحْريا _ أسْطوريّا .لقد كادت الهوة تردم بين الأسطوري والسحري من ناحية وبين العلمى والتكنولوجي من ناحية ثانية وهو ما استوجب اعادة استنطاق حاذق للحدود .ألم أقل بأن " الفعل الفلسفي " انما هو وعي بالمفارقات ...التى تمسك بنسيج الثقافة السائدة في المجتمع  فتُنجُ مثلا .. كائنا إلغائيا   مَحْوِيّا  لسواه ... فلا يرى في الآخر المُختلق لوْنا ودينا وجهَة وجنْسا ومَكانَة اجتماعيّة   لا يَرى فيه غيْر
موضوع " للإخضاع "  للكَسْر والتّشكيل الصّلْصَالي وفق رغبة الخَزاف  الإسْتبدادي . ومن المفارقات العجيبة أن كل الحضارتتستند الى " مكتوب مقدس " حتى وان كانت هذه الديانة أو تلك " دونَ مَعْبودٍ إلاهي " ومن أخص خصوصيات هذه الكتب أن كل "حلبة " للرغبات والرغبات المضادة .. وكل أطراف
" الصراع الدموي " الأخوي يجد فيها ما به يسوّغ   ويشرّع ويشرعِنُ لأفعاله الشائِنة و المشينَة  .


. فما أرحم" ثقافه " جنكيزخان وأوامر والتدابير الواردة في "كتاب الياسَة " . فادخلوا  الكتاب سالمين  من النوايا "السيئة "  غير مُخلصين لروح الحَكيم الشعبي سقراط و إنْ هو  كان مُخْلصا  بنذره والمتمثّل في "ديك " يقُدم "لأسْكِليبْيـُوس" اله اُلطّب  اُلْيُونَاني  لأنّه أعَانة ربّـمـا على تحمّل فكْرة المـَوت ومشّقة الموْت ..أوْ على أقل تقْدير قد خلصّة من العيش موتا مع" قُطعان  الأحْياء  الأموات.  " .إنه لكَسب عجيبٌ أن نموت . " كادَ سقراط أن يكون "نبيا تقليديا " ... ولم يفْعَل. و  الأجْمل   هُو مَا فَعل فعْلا .. الكَشْف بمكْر عَنْ مَكْـر الكلِمات عنْد الجميع " الحشود " وبالخُصوصِ لدى   "السّادَة  القُضاةُ"
·      
الكل الثقافي  الاستبدادي  مُولعٌ بكَسْر العِظام ..يُخيفُه  الفَراغُ
و الوَرْدُ ...ادْخلوا الى "كتاب الياسَة سالمين " من النّوايَا السيئّة

2


"انَّ منْ زَنَى سَواءٌ إنْ كَانَ مُحَصَّنًا أوْ غيرُ محصَّنٍ قُـتِلَ
·      
من تعمّد الكَذب قُتِل
·      
من سَـحَر قُتِلَ
·      
من لاَطَ قُتِلَ
·      
من تجسّس على قَوْمٍ قُـتِلَ
·      
من دَخَل على أحَديْن و هُـمـَا في حَالة خِصام وأعَانَ واحدًا على الآخَر قُــتِلَ
·      
من بَالَ في المَاءِ قُـتِلَ
·      
من أعطي بضاعة (للاتّـجَار) بها وخَسر ثم أُعْطي ثانيّةً وخَسَر قُــتِلَ
·      
من أطْعَم أسِيرا أو سَقَاهُ دُونَ اذْن قُــتل
·      
من وجَد هَاربًا أوْ أسيرا أو عَبْدا هَاربَا ولاَ يَردّه قُـــتِلَ
·      
(...)
ومن ذبح كذبيحة   المُسْلمينَ  قُـتِلَ
(يُعْمَدُ في ذبْح الحَيوان فتُكّتَّفَ قوائمَه ويٌشَقَّ جَوْفُهُ ويُدْخِلُ أحَدهُم يدَه الى قَلْبه ويمرَّسَه فَركًا حتىَّ يَمُوتَ أوْ يُخْرِج قَلْبَهُ)
·      
منْ وقَعَ جَمَلُهُ أوْ فَرَسُهُ  (...)في كَرٍّ أوْ فَــرّ و مرَّ عليْه من يتْلوه بعْدَه ولمْ ينْزِلْ لمُسَاعِدتِه قُــتِلَ .
·      
ومِنْ الآداب المتَّبعَة بصَرامَةِ القَوانِينْ :
·      
ألاّ يَأْكُلَ أحدٌ منْ يَــدِ أحَدٍ طَعَامًا حتَّى يأْكُل مِنْهُ اُلْمُطْعِمُ أوَّلاً
( ولوْ كَان اُلْمُطْعِمُ أميرًا واُلْمُطْعَمُ أسَيرًا)
·      
أنْ لاَ يَخْتصَّ أحَدٌ بِالأَكْل وحده دون أنْ يُطْعَم جميعَ منْ وقَعَ نظَرُه عَلى ذَلِك اُلْطّعَام
·      
أن لاَ يـَمْتَاز أميرٌ بالشّبَعِ مِنَ الزَّادِ دون أصْحَابه بلْ يقسّمون الزّادَ بالسّويّة
(أنْ لاَ يَـرْمـي أحَدٌ بِاُلْـمَأكول رَميًا  في جَوْفِهِ )
·      
منْ اجْتاز بقَوم يَأكلون فَلـهُ أن يـَجْلسَ إلْــيهم ويـْأكل مَعَهُم من غيْر اُستئذانٍ
·      
أنْ لا أن لا يُدْخِلَ   الإنْسَان  يَدَهُ فِي  المَاء بل يأْخُذ مِلْىءَ فيه ويَغْسلَ يَديْه وَوَجَهَهُ
·      
أنْ لاَ يَبُولَ أحَدٌ عَلَى  اُلْرَّمَادِ  
·      
أن لا يتعصب أحد لمذهب على مذهب
·      
ألا تفخم الألفاظ والألقاب في مخاطبة السُّلْطانِ
·      
ألا يُـتَعرّضَ لأموال ميّتٍ   لو تـَرك مِلْء اُلْأَرْض مالا   فَلا يَدْخُل في خزانة مال السلطان ". كما عرضها المؤرخ ابن فضل الله العُمري ( القرن 8ه _ 14م )  في موسوعته الموسومة بعنوان
" مسالك الأبصار في ممالك الأمصار "   
    3  
  الكل الثقافي  الاستبدادي  مُولعٌ بكَسر العِظام ..يُخيفُه الفراغ ..
                                                                        
تلك هي "تدابير " ثقافة " جنكيز خان " لترتيب الأهواء و الإنفعالات والنزوات .. تدابيرٌ لها منطقها الداخلي" للتصريف " السلطاني " للعنف الجماعي " . غير أن المجتمعات التى تستسلم لسلطان العادة والتكرار و الإجترار تصاب بالتكلس فتعطّل ملكات التفكير والعاطفة والتدبير لدي "معتنقيها" فيخْرجُون من التّاريخ الكًوني  بأرجْلٍ إلى السّقْف  مُتضرّعة الى "السّماوات" حيثُ لا استجابة لتضرّعات الأرْجل .
 فلنميز حضاريا بين المحلوم به وهميا ( السيطرة على العالم ) والمقدور علية فعليا ( الوعي بحدود وعينا ) كما ميّز "حكيم  الخاطر " اليقظ بين " تكليف البدن وتكليف العقل "
·      
"يظن الظان أن التكاليف غسل الأعضاء برطل من الماء، أو الوقوف في محراب لأداء ركعتين؟! هيهات! هذا أسهل التكليف!
وإن التكليف هو الذي عجزت عنه الجبال، ومن جملته: أنني إذا رأيت القدر يجري بما لا يفهمه العقل، ألزمت العقل الإذعان للمقدر، فكان من أصعب التكليف، وخصوصًا فيما لا يعلم العقل معناه، كإيلام الأطفال، وذبح الحيوان، مع الاعتقاد بأن المقدر لذلك، والآمر به أرحم الراحمين، فهذا مما يتحير العقل فيه، فيكون تكليفه التسليم وترك الاعتراض، فكم بين تكليف البدن وتكليف العقل"..
.
·      
·     4
الكل الثقافي  الاستبدادي  مُولعٌ بكَسر العِظام ..يُخيفُه الفراغ والورد ..
فهل من وردة ؟
لقد أرسل " اسكليبيوس " اله الطّب "  بورْدة بريّةٍ لا تذبل  لروح سُقراط ..
 سلاما ... أيتّها الوَرْدَة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث