vendredi 17 mai 2013

كُرْسومانيّة اُلْسيّد الرّئيس.. و مَجَانِينُ اُلِجُلُوسِ



كُرْسومانيّة اُلْسيّد الرّئيس.. و مَجَانِينُ اُلِجُلُوسِ
سليم   دولة : اٌلْكَاتِبُ اُلْـــحُر

إشارة  أولى
الكُرْسومَانيَة : جنُون اُلْتَشَبّثِ بِاُلْكُــرِسِي وَاُلْكُــرْسِيّ السّياسي تَحْديدا ..
إشَارةٌ ثانيةٌ  
يقول اُلْجليلُ اُلْزّاهِــدُ سُفْيانُ اُلْثَـوْرِي :
 " اذا نزلَ اُلْبَلاَءُ زال اُلْحَياءُ 
إشارة ثالثةٌ 
تقول حكمة اُلْمُصابِرة : رضينَا بِاْلهّم واُلْهَمُّ مَا رَضي  بِـــنَا" 
إشارة رابعَةٌ 
تَقُــولُ حِكْمة لُعْــبَة اُلْعَفْتَكَــة  ( الكَارْطَة – الوَرَق) " ... زدْهَــــا لَصًّا " نِكَايَةً بِهَا ..
إشارة خامسةٌ  
تقولُ اُلْحِكْمَة الزوُولوجيّة " ألْعبْ مَع اُلْقِـرد اُلبُرنُسِي يُـــريك ...  نِقَابًا وقبْقَابا  تحت فروة رأسه "
إشارة سادسة 
وفي الناس من أهل اُلشَّر من لا يُريد الخير ولا الأمن ولا اُلْحَقّ، وفي الناس من يؤْثرُ الخُمُولَ بهَواه وإرادتِه على بُعْد اُلْصّيتِ"
( ابن حزم )
إشارة سابعة 
" أيّ شعبٍ هذا الّذي يصلبُ الأسُودَ.. "يقول فلوبار في " رواية صلامبو " مُتَحَدّثًا عَنْ شعْب  قرْطاج وأضيفُ فمَا بَالك بالقِرَدَة سُلاَلة اُلْقُرود مَع احْترامي اُلْشاسِع  لقِردْيّةِ اُلْقِرِد ..
إشارة ثامنة :
قالوا " وما نـــارُ الأنيْار يَا رسُول الله ؟ قال ": عُصارَة أهْلُ اُلــــنَّار" .
 "كتاب مَدْح اُلْتــّــواضُع "لإبن عسَاكر
إشارة تاسعة  
"لو لم يكن من فضيلة الأحْمقِ إلا كثرةُ أسمائه لكفى".
":(ابن الجوزي كتاب الحمقى والمغفلين  )

 إشارة عاشرة
إ " بُولْسُ اسْم لِسْجن في جـــهنّم

v
اذا تَوعّـدَ " رئيسٌ  مَوقُوتٌ مُعارضيهِ    بِاُلْحِبَالِ  وَاُلْأخْشَابِ وهَذا مَا حَصَل بِاْلْفِعْل -  " عيْنِي عينُك ابْن "الايّاها" و" الإيّاه"  ألاَ يَعْنِي  ذَلكَ شُروعٌ منْهُ فِي اُلْقَتْلِ    اُلْرَّمْزِي  فيَحُقُّ لمعارضيه  عَرْضَه عَلى أطِبَّاء التناسل للتّثبُت مِنْ سَلاَمــة " خِصْيَتَيْه " كما أوْصَتْ اُلْحِكْمَة اُلْحَذَرةُ مِنْ اُلْطّغاةِ التي تَنُصّ عَلىَ أنَّه مِنْ اشْتْراطاتِ  وشُرُوطِ أنْ يَكُونَ اُلوَاحِدُ منْ اُلْبَشرِ " إمَامًا  أوْ " أميرًا " عَلى اُلْنَّاسِ أوْ مَلكًا أوْ " رئيسًا " ..أنْ يَكُون " سليمَ اُلْخِصْيتيْن " مُعَافَى اُلْذّكَرِ. ولكن أيّة
" حِكْمَةٍ " منْ هَذا اُلْشَرْط اُلْغريب_ في اُلْظَّاهِـرِ _ اُلْذي بِعَدم تَوفُّرهِ لَدَى مَنْ يعْنيهِ  اُلْكُرْسي اُلْسيَاسي لِلْقُعُودِ عَليْه  اسْتِطابةً ..تنْعَدِمُ شُروطُ إمْكَانِ شَرْعيتِه وأهليّته أصْلا للمَسْك بِصْولَجَانِ اُلْحُكم  واُلْقُعُود عليْها .. عَلى سِـدّةِ اٌلِملْك  ؟ تَقُول اُلْحِكْمَة عيْنُها إيَّاها :إنَّ هَذَا اُلْتْدْبيرَ هُو إجراءٌ وقائيٌ... إحْتياطِي  ضدّ
 "أشْعُولَةِ " اُلاسْتِبْداد اُلْأولى و  لِأَنَّ
" تَجَارُبَ اُلْأمُمِ وتَعاَقب اُلْهِمَمِ " وكتُب " اُلِعِـــــــبَر " و"الإعْتبار"  قد بيّنَت..وأوْضَحَت وألحّت وكَشفَت اُلْغطاءَ عَنْ أصْل اٌلْبَلوى والإبْتِلاء
بمَا لاَ يَدَع مجَالاً لِلْشَكّ و اُلْإرْتياب أنً " مَنْ جُــبّ  قُطِعَ  عُضوُهُ اُلْتًـنَاسُلي  أو تَعطَّل لِسَببٍ أوْ آخر  فَــقَدْ فَـَقَــدَ  لُبَّهُ ( عَقْلهُ ) و أكثْر تَقُولُ اُلْحِكْمَةُ إيَّاهَا بِصَريحِ اُلْعِبَارَة " إنّ كُلَّ ذِي عاَهـــةٍ جَبّارٌ""
فهَلْ ثَمَّة مِنْ شَئ أكثْر منَ اُلسُلطة اُلْسيَاسيّة " تُفْــقد اللُـبّ" لأنّهَا في حَال اسْتعِـمَالاتْها اُلْمرضيّة تكُـون نابِعَة مِنْ برَاكِين اُلْطّمَع اُلنَّرْجَسِي اُلْمَرضي  وإنْ كَانَ " اُلْطَمَع " انمَا هُو الثّابت اُلْرئيس اُلمُحـركُ لكُل " اُلْسلوكَات " الإنْسانيَة كَمَا اقْتَنَص ذَلك قنّاصُ اُلْحِكَم  اُلْبَاهيَّةِ اُلْحكيم اُلأندَلُسي في كتَاب " مُداواة اُلْنُفُوسِ " ويعْنيني اُلْمُشَارَكَة في اُلْإصْغَاء اُلْحَاذق لتَشْخيصِه لِأَهمّ
 اُلْأمْراضِ وَ اُلْأدْواء اُلتِى تَعْصِفُ بِاُلْذَواتِ اُلإنْسَانيّةِ . وهل ثمّة داءٌ أكْثر خَطَرا منْ داءِ " الكُراسِ واُلْكُرسُومانيَّة " واُلْهَــمُّ وَاُلْغَمُّ اُلْمَرَضِيانِ مِنْ فِقْدانِهَا  حُلْوَةُ اُلْحُلْواتِ عَلَى اُلِإطْلاَقِ : السُّلْطَةُ. يقول اُلْحَكيم الأنْدَلُسِي آخِرَ أيّام حَيَاتِهِ قبْل أن يلُفَّهُ كِتابُ اُلْكَونِ اُلْأَبَدِيِّ بِرَحْمَتِه ..يَقول حَرْفيًّا 
"  "تطلّبتُ غَرضاً يسْتَوي اُلْنـَاس كلُّهم في اسْتحْسَانِه وفي طــلَبهِ، فَلمْ أجِدْه إلاً و احداً، وهُو طَرْدُ اُلــْهَمّ، فَلَمَّا تدبّـــرتُه عَلِمْتُ أنَ اُلْنَّاسَ كُــلُّهم لَـمْ يَسْتَووا فِي اسْتـِـحْسَانِه  فقَطْ، ولا َفي طَلَبِهِ فقَطْ، ولَكِنْ رأيتُـهم عَلى اخْتـــــــــلاف أهْوائِــهم ومَطالبهم وتبَايُــن هِمَمِهِم و إرَاداتِهم، لا َيتَحرّكــونَ حرَكَة أصلْاً إلاَ فِيمَا يرْجُونَ بــــهِ طرْد الهَمّ، ولا ينْطقُون بكَلمة أصْلاً إلا ًفيمَا يعْنُونَ به إزَاحتَه عن أنْفسهم، فمن مُخطيء وجــه سبيلَه، ومن مُقارب للخَطأ ومِن مُصِيبٍ وهْو اُلْأقَلُّ مِنَ اُلْنَّـــاسِ فِي اُلْأقَل منْ أمُـــــــورِه
فطَرْد الهَمّ مذْهَــبٌ قدْ اتــّـــفَقَت اُلأمُم كلّها مذْ خَلَقَ الله تَعَالَى اُلْعَالَمَ إلَى أنْ يَتَنَاهَى عَالَم اُلْابْتِداء ويعْقبُه عَالَم اُلْحِسَابِ عَلَى أنْ لاَ يعْتَمِدُوا بسَعْيهم شيئاً سِواهُ، وكُلّ غَرَضِ غيْره فَفي اُلنَّاسِ مَنْ لاَ يسْتحسنه إذْ فِي اُلنّاسِ مَنْ لاَ دِينَ لَهُ، فَلاَ يَعْمَلُ لِلْآخِرَةِ، وفِي اُلْنَّاسِ مِنْ أهْل اُلْشرّ منْ لاَ يُريدُ اُلْخيْر وَلاَ اٌلْأمْنَ وَلاَ اُلْحَقَّ، وفِي اُلْنَّاسِ منْ يُؤْثِرُ اُلْخُمُولَ بِهَواه وإرَادتَه عَلَى بُعد اُلْصّيت. وفِي اُلْنّاس منْ لاَ يُريد اُلْــمالَ، ويُؤثر عدَمَهُ عَلَى وُ جودِه، كَكَثيرٍ منَ اُلْأنْبياءِ عليهم اُلْسَّلام ومَنْ تَلاَهُم منَ اُلْزَّهَادِ واُلْفَلاَسِفَةِ. وفي اُلْنَّاسِ منْ يبْغَضُ اُللّذات بطَبْعه، ويسْتَنْقِصُ طَالِبَهَا (...)وفِي اُلْنَّاسِ منْ يُؤثِرُ اُلْجَهْلَ عَلَى اُلْعِلْمَ كَأكْثَرِ مَنْ تَرَى مِنَ اُلْعَامَّةِ وَهَذِهِ هيَّ أغْراض اُلْنّاسِ اُلْتي لاَ غرضَ لَهُم سِواهَا.(...) فإنَّما طَلَبَ اُلْمَالَ طُلاَّبُه، ليْطْردُوا بِهِ هَمَّ اُلْفَقْر عنْ أنْفُسِهِمْ، وإنَّمَا طَلَبَ اُلْصِّيتِ منْ طَلَبَهُ، ليُطْرِدَ بِهِ عنْ نَفْسِهِ هَمَّ اُلْاسْتِعْلاَءِ عَليْهَا. وإنَّمَا طَلبَ اُلْلذَّاتَ مَنْ طَلَبَهَا، ليُطْرِدَ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ هَـــمَّ فَوْتِـــهَا، وإنّمَا طَلَبَ اُلْعِلْمَ مَنْ طَلَبَـــه، ليُطْرِدَ بِهِ عنْ نَفْسِه هَـــمَّ اُلْجَهْل، وإنَّما هَشَ إلى سَمَاع اُلْأخْبَار ومُحَادثَة اُلْنَّاس منْ يَطْلبُ ذَلكَ، لِيُطرِدَ بهَا عَنْ نَفْسِهِ هَــمَّ اُلْتَوحّد، ومَغِيبَ أحْوال اُلْعالم عنْه، وإنَّما أكَلَ منْ أكَل، وشَربَ منْ شَربَ، ونَكَحَ مَنْ نَكَح، ولَبسَ من لَبسَ، ولَعبَ منْ لَعبَ،  واكتنَّ مَنْ إكْتَنَّ وركَب من ركِبَ، ومَشَى مَن مشى، وتودَّع من تودَّع، ليُطردُوا عَنْ أنْفُسهم أضْدادَ هَذِهِ اُلْأفْعَالَ وَسَائِر اُلْــهمُوم. وفي كلِّ مَا ذَكَرنَا لمَنْ تدَّبـَـره هُمومٌ حادثَة، لا بُدَّ لهَا من عَوارض تعْرضُ في خِلالها، وتَعذّر ما يتَعذّرُ منْها، وذَهَابُ مَا يُوجَدُ منْها، واُلْعَجْزُ عنْه لبَعْضِ اُلآفَاتِ اُلْكَائنَة، وأيْضاً نَتَائِج سُوءٍ تَنْتُج بِاُلْحُصُولِ عَلَى مَا حَصَلَ عَليْه منْ كُلّ  ذَلك، من خَوْفِ مُنَافِـــسٍ، أوْ طَعْنِ حَاسِدٍ، أوْ اخْتِلاَسِ راغِبٍ، أَوْ اقْتِنَاءِ عَدوٍّ..."  ينتهي اُلْخِطاَبُ اُلْحَزْمِي اُلْرَّائِعُ ليعُودَ بِي إلَى " مَرْبَط  هَـــمِّ اُلْكُرْسيّ" اُلْسّياسي .إذا توعّك رئيس  موْقُوتٌ فتوعَّد مُعَارضيه بِاُلْحِبالِ واُلْخُيوطِ وَاُلْخَشَبِ فقَدْ تَوعّدَه سِوَاهُم " بصُعُود  شِعَابِ اُلْجِبَالِ " فَهْل يَحُقّ شَرْعًّا وشريعَة لِمُعارضيهِ أنْ يتوعّدُوه  بسِجن "بُولْس" واُلْذي هُــو "سجْنٌ في جهَنَم " أصْلا ... وزادُوا فْي توعِّدِه  - أطمْع اُلْطَمّاعينَ _  بأنْ يُسْقى  مِن " طينَة اُلْخُبَــــالِ"  واُلْــــتِي هِـــيً "  عُصَارَة أهْل اُلْنَار "  وزادوا .. زادوا سَقيهُ مَرة أخْرى وأخرْى ومَا يَليـــهَاَ منْ  "نَارِ الأنْيـــَـَار" وفْق عِبارة تنْسَب لِلْرّسول اُلْكَريم علّه يُشْــــــفي هذا " الرئيس "  من اُلكُرَاسِ ومَرضِ اُلْكُرْسُــــومانيَة  وجُنون اُلْقُعودِ عليْها أقْصُد " سِدّة المُلْك " ولاَ شئَ غيْرَ ذَلكَ  . قَالوا " ومَا نَارُ اُلْأنيْار يا رسول الله ؟ قال ": عُصارة أهْل اُلْنّار " . و مِنْ قبْل ومن بعد ومنْ باب " دمَقْرطة " التّهْديد" "
و" اُلْتسْخيف" لِمَعَالِي سُمُوِّ دَوْلةِ سيَادَتِكُمْ وفَخَامَةِ مَعَاليكُم أن تتخيَّروا لكُم  من أسْمَاء " اُلْحُمق " ما ترَوْن أنّهُ يليقُ بمقَامِكُم بعْد ترحُمنا اُلْحِبْري عَلى بن اُلْجَوزي..اذْ لاَ ينْقُصنَا في تُونُس غيْر مَنْ يُمْكِنُ لِي تسْميتهم "مَجَانينُ اُلْجُلوس"  وعلى رأسْهِم  أو عنْد أرجلهم "مجنون حُكْم " :

"الأحْمَق على اُلرّقِيعِ عَلى  المائقِ عَلى  الأزْبقِ على  الهَجْهاجةِ على  الهلبَاجة على الخَطِل على  الخَرِفِ على  اُلمَلِغِ على  الماجِ على  المسْلُوسِ على  المأفونِ على  المأفوكِ على  الأعْفَكِ على الفقاقةِ على  الهَجْأة على  الألْقِ، الخَوْعَمِ على الألْفَتِ  على  الرّطيء على  البَاحِرِ على، الهَجْرَعِ على  المَجِعِ على  الأنُوكِ على  الهَبنَّك على الأهْوجِ على   الهَبنّقِ على  الأخْرَقِ على الدّاعِكِ على  الهَدَاكِ،على الهَبَنْقعِ على المُدَلّه،على الذَّهولِ على  الجَعبَسِ على  الأوْرَه، على الهـَـوَفِ، على المُعَضِّلِ،  على الفَدِمِ  على الهَتُورِ،على  العيَاياءِ على  الطّباقاء. وقيل: لو لم يكن من "فضيلة " الأحمق إلا كثرة أسمائه لكفى.":فأي الأسماء أخترت ؟ اُلْـــمسْلوس ؟.... أم الهبنقع...؟
v  
يَجدُر باُلْحُكَماء أحْيانًا أنْ يَكْتبُوا عَلى أبْوابِ اُلْمُلوك واُلْسّلاطينِ وَاُلْأمَراء ومُحْدِثي اُلرّئَاسَة بعْضَ مَا تيسّر من خِصَالِ اُلْحَمْقَى وَاُلمُغفّلين واُلتّي هيَّ ثمانيَّة خِصَال تَتَنَاسَلُ لاَ غيْر. والله أعْلَم 
1 
الغضبُ بلاَ سَبَبٍ
2
  اُلْعَطَاءُ بِغيْرِ حَقّ
3
  اُلْكَلاَمُ منْ غيْر منْفَعَة
4
 اُلْثّقَةُ بكلّ أحَد
5
  إفْشَاءُ اُلْسِرّ
6
   لاَ يفرّق بين عدّوه وصَديقه
7
 يتكلّم بما يخْطُر عَلَى قلْبِهِ
يتَوهّم أنّهُ أعْقَلُ اُلنّاسِّ
v  
مَا أصْدَق قولَ مُوسَى عليه اُلْسّلام :
 " لا تغْضَبْ عَلى اُلْحَمْقى فَيَكْثرَ غمُّكَ" 
فَمَا أرْوَعَ مَا لمْ يَرِدْ ذِكْرُه فِي كتُبِ " إغَاثَةُ اُلّْأُمَّة بكَشْف اُلْغُمَّـــةٍ " 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث