mercredi 28 novembre 2012


رفقا  بقلبي لا تجرح أناملك..

سليم دولة (الكاتب الحر)
إلى الشاعر التونسي الشاب صاحب "ليه يا بنفسج" هذا النص المُجترح قُبيل الواقعة.
§      تنبيه غير ضروري
§       
 ( وأنا أعد هذه الورقة يعلمني شاعر تونسي بأن شاعرا جدا  ينصب  ذيله القردِي  على "كرسي الثورة" الشعري الوهمي اذ يحتج  هذا اليُشْعُور على مُشَارَكَتي  في (الملتقى الأدبي _ الإسباني_ التونسي )أقول له : "كل ناداه أصله فاستجاب له  "وكم هي حكيمة  حكمة " ذيل الكلب" .

                                                                    1
"...الذاتي والموضوعي يتبادلان  الاحترام  ويلتحمان في واحد..."
غاو شينغجيان
 "رواية جبل الروح "(الفصل الثالث والستون )
         
                                                                2
" لو أن الفتــــــــــى حـــــــــجر "
تميم بن مقبل العجلاني ( شاعر جاهلي)
                                                               
                                                                3


"وطنت نفسي على  الخسارات  ومن لا  يفعل ذلك فهو د كتاتور متنكر  . مستبد يدعو إلى الشفقة  " تونسي ناطق.
 4
« Faute de pouvoir bien vire on  peu bien mourir !!
Seneque
5
«  كفاك أدبا ما تكره من غيرك »
الأوراق القديمة


"الشعر "   من  جهة  النِسابة اللغوية واقعة عاطفية .. ( إحساس) .تحسس ..استشعار عن حب مُسْتَعاد  وهو كذلك مواجهة  للحرب  والخراب  بأدوات الحِبْر وكيمياء الألوان والتلاعب بالأشكال أو هو  مُضغة ضغينة ضد اللاَ_حُبْ . تسلمنا هذه  الواقعة العاطفية اللغوية زهرة المحيطات العاصفة بصخبها الديونوزوسي  وبصمتها "  الأبو_هولي" إلى :
التيه  ...ومعاجم  التِسْيَارِ  والبداوة. البداوة الجغرافية والبداوة العاطفية  وأدب الرحلات المناضل في سبيل التكشف على حقيقة الذات الفردية والجماعية في حضرة  مُتَعيِشِ ومَعِيشِ الآخر الذي  كان يمكن أن " أكون " لولا صدفة الميلاد " وفق عبارة " جون لوك "  ..وما ورد في " لامية العرب" وسرديات  العجم ...
وما يعتور" الذات " من محن وامتحانات عاطفية  ولغوية  عسيرة  وتدابير لغوية شاقة  لممناعة السقوط في "المبتذل اليومي" من جهة الاستعمال اللغوي .. وان كان الخطاب الشعري" ابن حرام " يمارس أعنف أشكال " البتاردية" في استعماله للمشترك اللساني.  لُقَطة  _ هو الشعر _ يقتنص "شعرية"  ما يمكن لي تسميته بِلاَ حَذَر أكَاديمي :الاستعمال ألشوارعي الشًيِقِ للغُة شِعْرِيًا .

يحيلنا " الشعر " بجماله وجلاله على تحسس المُوشِكِ على الانفجار ...والإنْشِطار ...في اُلْحيَاة   والمُتَأهِبِ   للظُهُور والإنْتِصَار رغم جُروحِ  وجِراحَاتِ الإنْكِسًار .يحيلنا الشعر والذي هو الرفيق الأبدي للبشر بما هم ذوات بقلوب تخفق وأعين تدمع يحيلنا السيد الشعر إلى:
"القشعريرة   "والارتعاش ورجفة الحب حين اللقاء كما حين الوداع.الوداع الأصغر ..والوداع الأكبر . الشعراء ودائع الحضارات كما اليتامى وأبناء السبيل ... يذكرنا   السادة  الشعراء  والسيدات الشواعر بالحب إثباتا.. ونفيا   مطلق الحب ( حب الحياة .. حب  الحب   . حب الوطن .حب انعدام الحب أقصد حب التَخَفُفِ من الحُب . حب الملاك الغائب .حب الهلاك القائم  وتمني الموت :" يا موت زُرْ إن الحياة ذميمة ويا نفس جدّي إن دهرك هازل " (ابو العلاء المعري ) . كله حب كما   حب  "  نقش الكمنجات على الخاصرة  "(درويش ) أو هجاء الذوات المستبعدة التي يفضل عنها الشاعر مقام الصخر والحجر على مقام الإنس والبشر : " وأفضل من أفضلهم صخرة لا تظلم الناس ولا تكذب " ( نزيل قلبي ومعرة النعمان )
  الارتجاف . يحيلني الشعر إلى الارتجاف  _ ها إني أرتجف _ الإرتجاف   هوية   الحالمين والحالمات  "بالنجاة " من الممات المادي  و الرمزي   النجاة من  وعكة الحياة  . النجاة من  الإمتلاك .. امتلاك الآخر ..مطلق الآخر للذات ..(الذات الفردية .الذات الجماعية  الحضارية .الذات الطبقية ...)
. الارتجاف ترحا أو مرحا هو   نسغ  الشعر وهًوِيَتُهُ المُتَحَوِلَةُ والمُتَجَوِلَةُ . الجوالة .. "التُروبادوريًة"  في تُفيصيلات  ورُدَ يْهَاتِ اُلْحيْاة  السيًالة . الشعر" كيمياء لغة " الحالمين والحالمات   والعاشقين والعاشقات   واقتناص "للمقلق" الذي هو من كتاب الوجود   في متون  الحياة .بحزنه "يحتفل " الشعر   على طريقته  بالحياة. .القلق التسمية الأخرى  للألق اللغوي . وأنا قلق الآن .ولست في حالة شعرية "خالصة " وهل ثمة شعر خالص وإحساس خالص كما الذهب الخالص ؟ وهل ثمة ذهب خالص لا يلين   وإنما أنا  في وضع شعوري غامض ..كما "الوطن  المتُخيل لدى الفلاسفة " و"الشعر ذاته ". الوضوح في "الوطن "   محنة الصادقات والصادقين ومن هم في حالة ديمومة من   القلق. الوضوح في الشعر غنيمة الأغبياء.يَشُدُني  المُقْلِق ُ والمُقْرِفُ  والمُنْشَدُ إلى  الانطلاق  كما السهم  _طفل _ اروس _ الحب  في الميثولوجيا الكونية . الحماقة  التي  ستعصي على التطبيب   هي ما يشدني في "الوطن "كما في "الحب "كما "الحرب" كما في" الشعر" و"الثورة" ومعضلة  "التوزيع العادل للقمع إذا تعذر التوزيع العادل للثروة والسلام وسائر غنائم الحضارة غير المسلحة " وفق معجمي الخاص .(التواضع في غير موضعه     رذيلة الجبناء  )

  وطنت نفسي على  الخسارة  أحب زوربا والكاهنة ..الشنفرى وتعجبني هشاشة الرسل والزهاد والأنبياء  ومتصوفة " الحرقة " لا متصوفة " الخِرقــة "
لا أريد لأي كان أن يقلق عليً. لا أريد أن أكون عالة عاطفية "حتى على جسدي" وفق عبارة وردت
في ذيل كتاب " الحق في الكسل "  هي بمثابة الوصية من قبل زوجين  قررا الإنتحار وهما في " صحة جيدة " انه بول لافرج نسيب ماركس وابنة ماركس لورا  
لا أريد أن أكون عالة عاطفية على أحد ..ما أعسر ولادة الفرد خارج أرحام القبيلة  وان اتسعت أرحام القبيلة فهي لا تتسع لمن "يتلاعب " بإرثها اللغوي وميراثها العاطفي المنحاز إلى الذكوري الصادق والمكذوب منه  .ومن يفعلها غير  "صناع  الإنزياحات " و" نسًاجات الكنايات " من الشواعر والشعراء .
أنا كما أنا. (ذات مُشَتَتَةِ. رحًالة . تمارس نوما دية  لا تلين  . )
مزاجي رائق على طريق الغرباء السُعداء      الذين لم يتنكروا لغربتهم  "وطنهم " الأصلي.  كما     للغتهم الأم . عبارة  " اللغة الأم "  تحيلني إلى  حاضنة أوجاعي منذ طفولتي الهشة أقصد الكلمات. الكلمات كانت هي أمي المرضعة وحصني وسندي وملاذي من لكمات الأيام ...وكدمات الليالي تلك التي عشتها غريبا في " القصر " بين الأهل يكتسحني جوع خرافي _ بين الحين والحين _ إلى أنامل أمي التي لم تنجب ذكرا سواي وصوت "خالتي " ..التي تعتبرني   طفل أحلامها الذي بخلت به الأعوام.. "رشاوى"  جدتي لأمي – التي لم يعش لها ولد ذكر أبدا  _ وان كانت  كثيرة –هذي الرشاوى _  فهي قليلة على قلبي اليتيم ..فكان هروبي حين " الكدمات " واللكمات  إلى الكلمات . إلى الشعر .كل الأشعار الحزينة هي شكاوى  يتامى الحب  .الشعر .كلمة الشعر . مواد بناء الشعر
طينتة
ماهـيــــــــه 
..صلصاله
أمه
رحم أمه :

  (ش .ع .ر ) حروف  تتشكل منها حدود قصيَة في التجربة الإنسانية (ش.ر.ع). ( ر.ع .ش ) . ماذا أقول : للموتى  إلى حين حياة ؟
 .
 هنيئا لكم ببلادكم " الخضراء "_ هل من سبيل الصدفة الخالصة أن يستحضر محمود درويش أرض قصيدته الخضراء -؟ هنيئا لكم بجغرافياتكم الخضراء ووعيكم الإيكولوجي العاطفي الأخضر  في لون ولائم الكذب (لغة) "أجمل الشعر أكذبه " أكذب الشعر  أعذبه " أجمل الشعر أغربه ". الكذب الأحمر (لغة)   على   الأصفر (لغة) على الأزرق الكحلي (لغة ) على  الأرجواني (لغة)  على المُرجاني" الفاقع " (لغة ) ..على الأسود " القاني " ( لغة)
....) (
  حين أموتُ( لغة )  _ بعد الذين يريدونني  حيا على طريقتهم (لغة  ) وميتا على  طريقتي ( لغة )_ لا أريد لأحد من الذين عرفتُ أن يمشي في جنازتي (لغة) ..لن تكون  ثمة جنازة   (لغة) .. ستكون _ وهذا احتمال الاحتمالات _ حفلةً تنكُرية ..تليق بمقام الذين يريدونني مُمَدَدا أمامهم لتطول ألسنتهم _ ليمدحوا أنفسهم للمرة الأولى والأخيرة أمامي _( لغة )   لأني أعرف  تاريخ سلالتهم وما علق في أسنانهم من لحو م إخوتهم المأكولة نيئة من قبل سيادتهم _ أقصد زبالتهم _ في المناسبات "الثقافية " (لغة )  سأكون سعيدا  بأن لا أشاهد آخر هُنيْهة في حياتي_ وحين العَلَزِ وهو أقسى ألم حين النزع لما تهم الروح بفراق الجسد _ سعيد بأن لا أشاهد  غير صورة  في ذهني " لمخطوط " اجترحته  أناملي في " هجاء أهل تونس والعرب من السقاط  والساقطات من الحكام والحاكمات .." الذين سبق أن دعوت عليهم جهارا وأشهرت يأسى عليهم كما أوصاني الشاعر الطرماح  وكان ذلك   في مكتوب أناملي  الموسوم بعنوان " "وشحلة الوطن على الشوارع قه ._ عملت جريدة "القدس العربي "
مشكورة على نشره .(2006)   قبل انقداح  صوان قادحة "الثورة  التونسية " وهذا هو النص بنصه  :

آشْ حالك يا الوطن؟

واشْ حالك يا الشَوارع ؟

يائسون منهم
تماما
وان لاحياة مع اليأس
يائسون من سَمَاحَة
سُموهم
يائسون من دولتهم
يائسون من جلالتهم وفخامة
معاليهم
وان لا يأس مع الحياة
.....
يائسون من يأسهم في المُلك
البَهي 
حُكاَمُ   ومحْكُومُ  بهم في
الرقاَب
أمراء زيوت الجحيم
مُلوكُ
والرئيس والرُئيْس جارُ الرًئيس
خانوا كل شيء
وخانوا
سوى غريزةَ الهلاك
المُبين
والسمسرة بالأوطان
بَعْد الأوْطَان
.....
......
بَقَرٌ
أحذية   عسكرية
رُؤوس  باذنْجَان
على تيجان
بَعْرُ
وأسْمَاءُ أضْدَاد
......
......

جميلون  جدا :
حُسنهم شوْم ُوبُومُ

وزينة زينتهم
وشاحُ سَوَاد ,,
لا يَصْلح للحداد
ومُعمر  حكْمَتهم
عنوانُ سري تًعَرَى للخراب
.....
.....
لو عاد بني الله بينهم
لحصَبُوه  بحُصياة  الجبال
حًصَاةً
حَصَاةَ
وقتلوه صبْرا
وزادوه فوق العذاب
عذابا
وصلوا الى "البيت الأبيض"

جمعا

وهلًلوا :

ليس لنا في غير
 هذا البيت
المُقدس

 رب
,,,,
,,,,
نحن أباء "التعقل"

والحكمة
والصواب
وهذا أبو الإرهاب
....
,,,
وحَادَفوه أخيرا
بالكتاب

يائسون منهم تماما
يا شقيق الورد
الوطن في عرف ذوي الذل
براميل من زيت الصخر
على الحجر
ومُتواليات من ذوات
الأكْعًاب
والوطن  في عُرف الحر:
سرُ
عندَ
أُنيْساَن
العيْن
بين
الأهداب
يائسون منهم
تماما

ولا بأس ,,تماما من


تُهمة
الإرهاب ..
....
الآن ..." لا شيئ " بعد حين لا شيئ .
لا أسمع غير مواء...
 ناعم لبعض القطط أرواحها تعرفني وروحي تعرفها  ( لغة ) . لا أريد أن أسلم على أحد (لغة ) . ولا وصية لي لأحد (لغة ). التَوْراتيَاتُ أعْرفُها والأناجيل وكتب "التاو "... وما شابهها وما تلاها  ( لغة ) .. ولا يعنيني ماذا يفعل أبناء الثقب ببنات الثقب ...بعدي : خاء وخاء وراء تليها أخري وياء تنادي لصُويحباتها . ( ( لغة )  كم أنا أساويني  حين هذا الفجر ( لغة ) . قُرْصَة  خبز شعير "   مغشوشة "( الوطن )  "علبة حليب مغشوشة "( الوطن)  ...)كُسٌ مَغْشُوشُ (الوطن ) استحمام بالماء البارد شتاء (الوطن ) . كتاب " تحفة  المودود بأحكام المولود " (الوطن )." كتاب المحن " الوطن"

1. قراري النهائي .. القطع النهائي مع كل نشاط " ثقافي سَخَافِي " تونسي في زمن من  أطلقت عليهم  " الهَطًايَة الجُددْ " (الوطن) أقصد زمن "العَطًاية الجدد والعطايات ":  عَطاًية " الكَلِمة " العَهْد "وعَطاًيَاتها (الوطن ) المُتَنَكرات والمتنكرين للكلمة الحرة  ....(الوطن) . وطن " النُقَبْ" .. و"الشعب " و" الثقب "  سدادة بُعْرانِ السلطان والمخاليع من الحكام  والقردة القدامى و"السًعَادِينِ" الجُدُدْ. المتسلقين  الجُدد .  "لكل جديد لذة " ..قال السيد الشاعر وزاد " غير أن جديد الموت غبر لذيذ ".
هل أنا متشائم إلى هذا الحد ؟
لست متشائما .وان كنت قد كتبت في كتابي " كتاب الجراحات والمدارات " ( 1991) :" إن التشاؤم العميق أهم من التفاؤل الساذج " ..وكان ذلك ضد مروجي " الفرح الزائف " و" أكذوبة فرحة الحياة" .الفرح ليس مهنتي " كتب البدوي الأحمر الراحل محمد الماغوط ...بشعريته  العالية .

أدرك  بمحرار الشاعر الحر ...والكاتب الحر أن الأمور كانت ...
" دائما فيها ... إ ن " وأن:
لكل زمن شعاره وأشعاره." هويته السردية " وفق  عبارة جيل دي لوز الناعمة

 زهرة واحدة  تكفيني للتي أحب (الوطن الوطن ) .. وان لم تقبلها  فلها الفصول ..كلها وما يليها. وفوائد " ماء الورد" وماء البحر  ولدغة  " أفعوان الحب " ..عند شجرة "السَنَرْتَسِيسْ ".  ووصية دستها أناملي التي تحبها  بين صفحات "كتاب المُستجاد من فعلات الأجواد "و" لكتاب الفرج بعد الشدة متعة أخرى"  لا أستطيع أن اثبت لأحد أن شجرة عائلتي جذورها تمتد إلى الشاعر الصعلوك الشنفرى وأستطيع أن أثبت للجميع أن أرتير رامبو خالي الشخصي والدليل أنه كتب :

" ملعون أنا الآن
ومرتعب  من الوطن " في نص عنوانه " ديموكراسي " (الديمقراطية ) ..


 حين
أواري بنفسي   اسمي ولقبي واسم  ما فعلت بالحياة وما الذي فعلت بي الحياة  وبالحبر  حين كنت في _تونس العربية الإسلامية  المتوسطية...فسيفسائية الجينات ..الثقافية  . الممانعة لجميع العجرفات الثقافية ..  ماسكة سرة  الضفيبن  الجعرافية  _ أيقونة " الأزرق الكوني ..حين أوراري نفسي حيا .. حيا  وأراني أني كنت أراني  حين كنت قد مررت فعلا قرب حياتي     سوف أردد :"
هل كفت روما عن ذر الملح في أرض قرطاج.." ؟ من باع البلاد خلال تاريخ البلاد ...؟  مالذي  يمكن ان يعنيه " الوطن " والشعر " والثورة.. أصلا   زمن " الرًب الأمريكي "..؟ أي مقام يمكن أن يحتل الشعر والشواعر والشعراء والفن مطلق الفن  زمن المعبود المالي و"الإله الكروي " ؟ ما ذا يمكن أن يفعل الرسامون ؟والفلاسفة؟ والنحاتون أن وجدوا ؟ أي وطن تحتل المواطنة في وجدان صريعات  وصرعى هوى الأوطان ؟ أي مقام تحتل الألوان في وجدان من يمكن للكاتب الحر والشاعر الحر أن يطلق عليهم ..وعليهن " الراسبين والراسبات في الحب " والسبب ؟ ليس تصحرا في العاطفة  قطعا . وإنما  ثقب في الجيب ..
" الفقر لا يملك ما به يغذي الحب " يقول الحبيب " أوفيد " في " " فن الهوى "  ماذا يملك المفاليس غير بوس الريح أو " الحرقان الى بلاد الطليان " .
 أي مقام يحتله الوطن في الأجندا العاطفية لفاشل وفاشلة في الصبابة .؟
....
....

 النَوْم    باكرا  في  الليل  الحضاري  على سرير اللغة . أقصد نوم العاطفة  فضيلة "الشعراء الكبار" الذين مهدوا " للشريعة " ولائم الولاء  أقصد ماورد في كتاب " المصاحف " مصاحف العشاق والعاشقات  لصاحبه الذي لن أذكر اسمه كسلا مني كما كسلي من الحياة  في ..(الوطن) ..وهل يُسمًى وطنا هذا الغامض   الكابوسي...يا وطن ؟
يا (وطن ) ؟ نسمي الوطن شعرا فيفتتنا نثرا .ونسمي الكون حلما فينسبنا إلى جغرافيات الكوابيس المتناثرة . نحب الحياة أكثر فتتسع ذاكرتي إلى أحبتي من الذين لفتهم كتب الغياب  فأشرق بكلمة  او بدمعة أو يشْتطُ بي أكثر فأكثر أشواطا بعيدة  الإحساس الغريب  بالغربة والغياب . تنزل بى ذاكرتي من الطابق الثالث من حذاء شارع "المجاهد الأكبر" لتتمشى لوحدها ..كما يحدث لها أن تمسك بيدي أو بلساني باتجاه جريدة " الشعب " التونسية لتطلعني على سجل من سجلات حماقات نسياناتي الكثيرة .. نسياني لصاحبي . من صاحبي الذي نسيت ؟  انه أيها السادة  الشواعر  والشعراء  الشاعر جمال الدين حشاد  . جمال الذين  حشاد  نجم من "نجوم " الشعر في الثمانينات التونسية . اختطفه " هادم العلاقات " على عجل وفي غفلة من الجميع . تقول السيدة الذاكرة : سأخفف عنك ثقل التفاصيل . كان الحال صيفا ولم تكن تملك بيتا _ لا أقصد بيتا من الشعر   وإنما  بيتا من الحجر _ وكنتَ تَتَصفَح جريدة " الشعب " أمام " "مكتبة الكتاب "حين هاتفك " بدر "  صديقك صاحب" مكتبة المعرفة" الشهيرة ويطلب منك الاطلاع على جريدة " لبراس " لذلك اليوم بالذات فتلح في السؤال يرتبك الفتى بدر ويجيبك بصوت متهدج :" هل حقا ما تقول الجريدة ؟ قلتَ وماذا تقول ؟ جمال الدين حشاد " الدوام لله". حين ذلك ارتبكت أوراق الجريدة بين يديك واحسست بتعرق شديد وسرعان ما اخترقتك "عَصْفةُ"  من برد رغم حرارة الطقس وأمطرتْ داخلك ... كما هي تمطر الأن داخلك ثم صرخت كما الملسوع " جمال الدين صديقي ...السيد الشاعر مات " مما استرعى انتباه بعض جلاس المقهى اضطرابك  وأنت على تلك الحال من اللَاتَمَاسُكِ الشَامِل اسعفك شاب تونسي يعيش في المهجر بكوب ماء .. قدم صديقك الشاعر صاحب ديوان " معزوفة الغيوم " بوبكر العموري   فخفف  عليك وقع وقعة الغياب  وحماك من انهيار نفسك المنهارة أصلا ..وفكرت في موتك الشخصي ... غريب الأهل والدار وان كنت في الدار وبين الأهل ... ها انك مرة أخرى تحت وطأة  ايقعات  الغياب . ان حبات " مسبحات" الأعمار بيد مصور الكائنات في الأرحام .. ولا راد "للقضاء والقدر"   غير أن ما يحز في النفس الهشة هو تلك "الغُصة " التي رافقت الشاعر إلى " الرفيق الأعلى " . ذلك الإحساس المريع  والمروع والقاصف المقصف للفؤاد من وقع الظلم ...شقيق الظلام .."ظلم الأصدقاء " ظلم ذوي القربى الحبرية  الجحودين أكثر من اللازم والمفرطين في "الأنانية " الفاحشة القسوة أكثر من اللزوم إذ كانوا يضيقون عليه كثيرا... كثيرا إلى درجة ضيق التنفس أثناء " الأماسي  الشعرية " ويستكثرون عليه مجرد "لقاء ثقافي "  واحد في السنة وان حدث أن استدعاه أحدهم يكون التجاهل والتعامل معه بصَغَارِ نفس وعطب في  عنصر  التكوين . لقد حسم السيد الشاعر_ جمال الروعة حشاد كما كنت تسميه _  أمره وكتب بمداد نياط قلب الموجوع  نصه الأخير ...بيان فك الإرتباط الكتابي ..والعاطفي ...كتب ( ) "وصيته " الأخيرة ضد الساح الثقافي المسيج بأسلاك الانتهازية المُكَهْرَبَة  مرة واحدة والى الأبد  وحين صدورها بنصها_ في جريدة "الشعب التونسية" _  كان السيد الشاعر قد استجاب للمرسوم الالهي " ان التحق بالرفيق الأعلى  ..فنمت   كل  أعشاب  مجازات الغياب
.....
.....
 كنيات الغياب استعارات الغياب تصاريف الغياب تصبح قوتي اليومي ...فأفكر في" قوت القلوب" وخرائب القلوب . وأفرك فكرة " الثورة " و" الوطن " و" الحب " و" الحرب " .حين هذا الحين أجدني مخلصا لسلالتي البدوية ."نومادية " عاطفية .وأخرى جمالية وأخرى "اثنية" كلها أخلاط مواقيت عجنتها الذاكرة .الذاكرة الضاحكة والباكية فيشدني الحنين الى أمكنة لا أعرفها (أين تطير أرواح الشعراء والأطفال  بعد رحيلهم ) .تطير بي ذاتي إلى عواطف لم أجربها(خيانة بني وطني ولغتي ) ..انه الترحال الملازم للذوات الهشة التي يسكنها يتم عاطفي لا يلين


حروف العطف على كثرتها  قليلة لانْتِشَال الشُعراء  والعشاق والعاشقات المجروحين والمجروحات .من الوقوع في السَدِيم العبثي  لإستعارات ذلك اليتم وهذا الغياب .
عامرة هي  " حدائق ألمى  ب"أزهار " الشر " وأشواك الألم" (لاعلاقة لهذا الشأن ببودلار ) وأوراد  حزني باذخة عند هذه الوصية الموسومة بوضوح جارف ..وبلسان حاسم والمعنونة ب "في الولائم الأدبية والشعر الرسمي" .
(  وهذا نَصٌ الوصيًة بنصِّهِا )  ولرهافة سمو معاليكم  جمالية الإصغاء وتبصر الصاغية  :

v   
" لا  يمكن أن نكون ( هم ) كما لا يمكن أن يكونوا ( هم)  نحن .. نحن  هكذا رددها صديقي سليم دولة ذات خلاصةِ    قديمةِ   لكلام آخر .
لايمكن ونحن في أوج الغــــــــبن أن نكون( هم ) ولا هم نحن فما أقرب البارحة  من اليوم  ومــــــــــا أبعد خيط  هذا     الدخان من أي بعد شعري لكلام الذين هم أصل الحديث  سر الخلاصة النائية ونتيجة حتمية لما وصلنا اليه رغم الورق  الشفاف و الورق المقوى وأوراق التين وهم يحاولون أن يدثروا بها قناعاتهم الرسمية ضد الشعر الحق وكلام الذين لايمكن أن يكونوا كما الفعل في بدء الكـــــــــلام .
فالمسألة واضحة وأشياء دولتي الشعرية لا تعجب غيري من الشعراء الــــــــــــــرسميين وأنصاف المسؤولين وأهل الساسة من الوهم  والحلم الضيق والآتي المزعوم . وهنا سر الخطأ
فليعلم هؤلاء  أن الشعر لا يمكنه أن يتطور ما دامت الأسماء في أصل حدود التصنيف تمثل " باقة " متكررة من العهود والوعود والولاء المبالغ فيه أحيانا فالمكافأة  لا تعنيني والجائزة أبعد من برج " ايفيل " . قناعاتي  وأوجاعي وحبي للشعر ولهذا البلد لا تضاهيه أموال الدنيا  وجوائز العالم ومكافاءات التصنيف .
فلا هذا المسؤول ودوراته الشعرية المتكررة والمملة و لا هذا  الإذاعي الشاعر  ورواقه  الضمني الجميل جدا
ولا هذا الصحفي الشاعر وهو في  ملكوته  الأعمى ولا ذلك " الناقد الطليعي " وهو يرأس جائزة الولاء الشعري لشاعرنا الكبير ( أبو القاسم الشابي ) .كل هذه المسببات لا يمكنها أن تَحُول ضد توهج أحلامي الشاسعة وأشيائي الدافقة الآتية.. فالغبن أصبح في دمي كالملح الذي لاأحتاجه بعدما أصابني ضغط الدم وأنا في منتصف العمر بدهشة الملاحظة وذهول المأساة .
فما أغرب غروب هذا الكلام وهو يتدفق كالسيل الجارف من العتمة يخرج . ومن بدء أسئلة تحتاج مثلي أن تفهم حركات السرِي ولعنة الولاء واكتمال حالة المديح . ما أحوجني إلى الصبـــــــــر الجميل .وما أحوج النبلاء من نقاد جامعاتنا الأجلّاء أصحاب الرموز العالية أن يخرجوا من أبراجهم العاجية فالكون يحضنه شعراء الحداثة والعالم يتطور كما الأساليب واللغة ومفاجأة اكتشاف وانتقاء العاري والعالي يفتح  شهية أن تتطاول ألسنة القبــــــيـح  ليصبح القبح هو امتداد الحلم لجمال قد لا يأتي .
فالمبتدأ هو المكان والخبر زمان الإنشغال بالصور القديمة والشعر العمودي وبأسئلة تجاوزتها الأحداث من صميم الواقع الحياتي : الفكري والشعري .
إنني أرثيهم .. كما أرثي زمان الآتي الحداثي  وهم يحاولون دفنه في المهد . يا لغرابة هذا المسعى .لم يعد ممكنا أنأقرأ قصائدي في المكان المبتدأ وفي الزمان المحدد طالما أن " أولياء القصيد" القديم لا يمكنهم أن يحددوا انتماءات الفرد الفكرية وتشخيص ملامحه وذوقه وحلمه ودلالات منفاه .الشاعر داخلي و"شقيق الورد" صديقي و"دولة السياسي" كتابي الشعري الرابع يليه الآتي طبعا وبالتالي ثمة نجمة تضيئ هذا النظام الدلالي لحواسي .فحق الكلام الحر وحق النظر في السر والعلن .وحق الشم في الليل والصباح وحق اللمس وحق السمع

 هم في سر هذا الحديث سر الحاسة الشعرية الدافعة والفاعلة والذاهلة ومهما كانت الأسباب والمسببات وفعالية التشكيك ومحاولات الإرباك والإخفاء والتغريب والتشتيت فالنص هو البـــاقي كما يدرك الجميع والأشياء هي أشياء الضد . والمراثي تمثل أسباب العودة من التفاصيل والأحداث .وجهلة التاريخ والفكر الحداثي .أكيد... أكيد أنهم لا يرون ما بعد أنوفهم وأفواههم المغلقة كالدوائر وهي تدور صيفا وليلا وصباحا ومساء تحمل داخلها ورقنا وحبرنا وأفكارنا التي لا تعترف بقوانين الظلم الغازية .فلا تحزن يا  صديقي  السليم من كل عيوب الشر فالورد لا يموت والرجل الشاعر منا لا يمكن أن يكون إلا واقف الظل  عاليَ الفكر والحلم .
"
الشعر للنقاد والشعراء
والتجار و الأمناء والحكماء

والجند 
والشهيدة والملوك
ورجال أعمال النشاز
والعاشقات
ولهن في صدر الخطيئة وحشة
تتجلد كالصبر اللذيذ وتختفي
في العمق شاهدة أمام عصور هذا
الجدول السحري
وشهيدة  في الحرب والسلم الكسيـح
وفي حداد الأمكنة
الشعر بينهما
كما الأرض الكريمة والسماء
فاجلس كما لا يجلس النبلاء
فالشعر حرٌ في قصائده السويًة

يلتمس الحواس والنجم المٌرصَعُ بالوفاء

والشعر لي
ولهم عداوة هذا العِداء 
_الشعب _السبت_1 _جويلية
2006
v   

هل أضيف هذه الوصية إلى " كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت "  ؟ وما مبرر هذه " الفعلة ؟ " ان  الشعـــــــــــر كان هو العلم والبوصلة ... والمرجع و المقدس  والمعرفة لكن تاريخ الخسارات طويل . طويل كما ليالى الشتاء الطويلة  على العشاق والعاشقات الفاشلين والفاشلات ..  وأبناء السبيل و اليتامى  إلى الحب ...رغم وجود الأم والأب والإخوة والأخوات والأناشيد الوطنية العتيدة  ..ومن جربوا النوم في الشوارع على جوع في العواطف  وبرد في العظام . طويل  هو عليهم  تاريخ الخسارات كما ليالي الشتاء الطويلة وعامر_  هوالقلب _(لغة ) بقوت القلوب الطيبة (لغة ) . كل المجاريح اخواتي واخوتي   وان كان يعجبني  الرقص بصحة جيدة ...والموت بصحة جيدة .
  
 لماذا يشدني الآن (2011 ) الترحال العاطفي إلى فصوص  نصوص قديمة كانت ذاتي الرحالة قد اجترحتها للتداوي من أدواء(جمع داء )  جرحها النازف حينها  عند ثمانينات القرن العشرين من وريقات أسميتها كتاب " الودع ". كنت كتبتها لأدشن رحلة وداع عاطفي مُر مع الوطن ولوازم الإقامة في الوطن . وأعود  أعدل عن  فكرة " الحَرْقان "... بعيدا عن جغرافيات الوطن فأتذكر طقوس الكتابة كما طقوس الموت والحياة ( لغة ) :

"هل أن الموت بين أهلي أنيق بما يكفي
لأودعه سر دموعي
وما تبقي من أيام عمري ؟
هل أن الزهر ببلادي  فقد الذاكرة بما
يكفي
ليبوس الطريق في اتجاه بيوت
الفقراء
....
.....
هل أن أمتي أمي علمتني العد بما
يكفي لئلا
أعد اصابعي العشرين بين الحين
والحين ؟ "
هذا المكتوب المثبت أعلاه يعود السنة 81 من القرن الراحل والمثبت بنصه في كتاب " السلوان " وتكتب الذات الكاتبة عينها اياها  في منعطف العشرية الأولى من القرن :
"
ما أصعب الولادة والحياة ..و العيش خارج
 أرحام القبائل 
ذلك هو القدر الفريد للفائزات والفائزين
بحرياتهم
المُنْتَزعة
رغم أنف الآلهة والشياطين "
ذلك ماورد في مخطوط ..
" كليمنسيا الجميلة قادحة الصوان التونسية "
الشعر " " مزمار ابليس " كما يرد الأمر في الأوراق العربية القديمة . و كذلك "الشعر قرآن ابليس " كما يرد الأمر في الأوراق العربية القديمة .ومن يمكن أن يكون ابليس غير الذي يجري منا مجرى الدم من حلم حقيقي قابل للتحقق .. حلم تحقيق شروط إمكان:
 الحب
والعدل
والحرية
والكرامة
للذوات الإنسانية . ليس مصادفة لغوية أن يكون الكرم والكرامة من نفس العائلة اللغوية في اللسان" العربي المبين ".الشعر شقيق السحر والشرع _ أو على أقل تقدير هكذا يبدو لي _.فلا يحق جماليا .. استيطيقيا  للشعراء أن يسقطوا إلى ما دون المرتبة الحذائية للمستبدين من العسكريين  من ساسة " القدامة " أو ساسة الحداثة  أو  ما يليها . يبقى للشعراء هشاشاتهم العاطفية حين الطفولة الجريحة لدي مجروحي سني الحداثة (طرفة بن العبد . ارتير رامبو .شأس بن عدي
" ان كنت مأكولا
فكن خير آكل
وإلا
أدركني
ولم أمزق "
لهذا الأمر سُمِيَ  شأس  بن عَدي ب" الشَاعِر اُلْمُمَزق " .وهَلْ ثَمَةَ مِنْ شَاعِرِ حَقِيقِي  _ أو روائي  أو مبدع على الإطلاق ...أو صاحب محنة  على إطلاق الإطلاق _ غير مُمَزَق وكذا الشاعرة الشقيقة الشرعية للساحرة و"العاهرة اللغوية " في اللاوعي الرجعي ..."الإقامة الرجعية " في العالم لا تتحمل "القلق" و"الشك " وحتى " الألم " والضحك " والاندهاش.. الفكر الرجعى يمكن أن يلبس لبوس " الثورة " لينقض عليها من " الداخل " . سواء أكان هذا " الفكر " قداميا " أم " حداثيا " ..ألا تستعمل اعتي الحدثات ( امريكا ) أقدم الخرافات " اشعر أن الله في البيت الأبيض " ... ( الوبش بوش الابن )  . ما هو موقف " السيد الشاعر " من العالم وقد اتخذ طريق التسبيح بامريكا ..كميتافيزيقا للعالم ؟ ما كنت اقترحت منذ غروب القرن الماضي تسميته " "البمركة "  التسبيح باسم أمريكا . ما موقفه من " حقيقة الثورات العربية " المسماة تسمية سياحية " ثورة الياسمين " ؟ وأريد تسميتها " ثورة السجلاط" وهي التسمية الأخري اللاسياحية لحبيبي الياسمين . هل من سبيل الصدفة أن نتحدث  عن " الربيع العربي " في الخريف والشتاء  والليالى السود . ؟ ألسنا نعيش حضارة جنت فصولها ؟_ كان هذا عنوان مخطوط كتابي الذي التهمته ألسنة النار حين محاولة اغتيالى حرقا 2008_  سلام أيتها الشواعر والشعراء . في زمن  دونجوانية البضاعة  والاشهار المسلح . حافظوا على هشاشاتكم ...وديعة لسان الكون الأكبر في ذواتكم . حافظوا على دموعكم ودموعكن .. لأيامكم وايامكن القادمة .وان كان الشاعر العربي قد  تمنى لنفسه مقام " الحجرية " على مقام " الانسية ":
"لو أن الفتى حجر يا ليتني حجر "
 وكان ذلك مند أكثر من الأربعة عشر قرنا لأرتجاف يحل به بين الحين والآخر فلا يستطيع تحمله ...فيهم بالانتحار . كما هم بعض الأبياء بالانتحار رغم السند المتعالى .. والمدد العرفاني .  
·       
أنا لست متشائما ..بما يكفي لأعلن العصيان العاطفي على من أحب ..
لا أنا حزين بما يكفي لئلا أميز بين الوداع العاطفي و بين العصيان العاطفي .الكتابة الفالتة المنفلتة من الرقابات ومشارط التصنيف التصفوي هي اللغة السرية الباذخة  والوطن الحق  الذي لا تطاله ردارات  الاعداء  والخصوم  والحصن اللامرئي  المتين ..الذي تتحصن به الذوات الهشة من متواليات فجائع وفواجع الأيام    والتميمة  _ اذا كان لابد من تميمة _ ضد معطلي ومعطلات "الخيال " الخلاق في الراهن الحضاري . اذا طفل الدستور الشعري _ الفلسفي_  السياسيي سيولد مريضا فابحثوا عن العلة_ استباقيا _  في النظام الغذائي للوجبات " التاريخية " التي تغذى منها السادة الآباء .وقديما ورد قي الأوراق القديمة عن ابن كمومنة قوله
 " الابداع انما هو الخروج عن الدستور "كما قيل في الأوراق القديمة " ان الفتى سر أبيه " ونسوا أنه ابن رحم أمه ووسائل الإعلام  . تماما ..كما أن الفن " العظيم " في حضارة من الحضارات هوالذي يعبر عن " أويديسا " ملاحمها العاطفية  والمعرفية وتردداتها وهشاشاتها المحببة التي تذكر البشر .. كل البشر ذكرانا وايناثا وما بينهما ...انهم كائنات بقلوب تخفق وأعين تدمع .ويحدث للقلم أن ينوب العين دمعا .. ويحدث للريشة في يد الفنان الصانع أن تترجم خفقان القلب .. ويحدث للحجر أن يهمس في أذن النحات "رفقا بقلبي لا تجرح أناملك" .. فانت مني وأنا منك .ونحن من الأكوان .
  فليكتب كل منا ذاته بحرية ..بعيدا عن ما يمكن تسميته  "مفاكهات السلط الاستبداية " .وليصغ الى ايقاعات حياتة وحيوات شعبه الذي يريد ما يريد ... هاني اكتب الآن وقبل الاعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات " الشعب يريد ..يريد المزيد " وسأترك من الفراغات في النص  لكل أن يودعها حمولة عواطفه الجياشة إزاء الوطن ويصوغ المحلوم به لديه بكل رباطة جأش..دون عسكرة للعـــــــــــــواطف .


.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث