mercredi 16 mai 2012

العِصْيان العَاطفي : رسالة في وصف "اُلْمَشَاعِر" الى اُلسيَد الشَاعر..


  • آلآء الكلام 9 آلآء الكلام‏


الكاتب الحر: سليم دولة


أنا في رحلة " نقاهة " سمعية بصرية . لا أشاهد أية قناة لا وطنية ولا غيرها ..ولا أعرف ماذا قال هذا السيد عني ولا "شقيقه " قبله .. لكن ثق ...أنهم فتحوا بابا لا يملكون مفاتيح غلقة وأنا منكب الآن  على " عملي " ..الأهم . لقد تساوت عندي أزمنة " الهاؤلاء " الساسة . تعرضت زمن " مدهم الثوري " 1986 الي محاولة إغتيال من قبل بعض عناصرهم ... في مدينة قرب تونس العاصمة ..بتهمة " الردة وإفساد شباب المدينة المطمئنة " ..وحين تم الإجهاز عليهم من قبل " صُناع " الحدث النوفمبري " لم أركب في شأنهم حرفا واحدا وأكثر من ذالك تعاطفت مَعَهم  _ دون ندم _ على اعتبار أن حقهم في التعبير عن حضورهم إنما هو حَق مقدس . .لا يَحُق لأية سُلطة سياسيًة أن تَمَسه ولقد عاقبني " التجمع " الذي كان يتصور أني سوف أستغل الفرصة و " أنتقم "منهم .لم أفعل ذلك ..لأني كنت ومازلت أدافع عن حق المواطنة بعيد ا عن التعصب " الطبقي " و" الإعتقادي " و" الجهوي " و " العرقي " . وأكثر من ذلك لقد وجهت لي " تهمة التعاطف مع المتطرفين الدينيين " ذات استجواب مطول مع " أصحاب وزارة الجدران السميكة " ..كما نسبتني وزارة الداخلية تلك الى " التطرف اليساري " و" البعثي الصَدًامي " والى " التنظيم الناصري " ..كما نسبت الى " الفوضوية العالمية " والى " حزب العمال " و " الوطد " ..أنت تعرف أيها السيد الشاعر أني مستقل ..كما أجبت البوليس السياسي _ الذي لم يصدق ذلك _ فأجتبهم حرفيا " أن تكون مستقلا لا يعني أنك مستقيل " ...وباختصار لا أحد من القادة السياسين : يمينا ويمين يمين ..يسارا أو يسار يسار ...بإمكانه المزايدة علي لا باسم النضال ولا باسم الله ولا باسم حب البلاد .أما مسألة التعويض عن سنوات السجن والظلم والقهر وجرح الكينونة الإنسية فلا أموال الدنيا تعوضها .اذ لا شيئ أعز من الحرية . واعادة الإعتبار الإعتباري لكل المظلومين والمظلومين والمظلومات في الوطن ضروري جدا لحث الشباب على الصمود ضد جميع أشكال الإستبداد.. وما أخشاه هو أن تعول الشبيبة الغاضبة ضد الأحوال الواحلة في الوحل فتتحدى أية "سلطة ديمقراطية" أو" استبدادية" ...من أجل أن تدخل السجن .. تعويلا على " مكرمة " التعويضات وان بعد سنوات ..
االشعوب التي تحلم بمُخلص " ومنقذ " ومُلهم " و " مَهدي " و" ومُرشد " شعوب لم تبلغ" سن الرشد" . ..شعوب بائسة .الديمقراطية الحقيقية لا تتحمل فكرة " البطل الخالد والأبدي ". بينما الديمقراطية المزيفة تحتفل ب"الأبطال المزيفين" :قي السياسة كما في الشعر والرواية والمسرح والسنيما والصحافة وتسويق العاهرات والعاهرين في العهدين : " المبارك " الذي بُــرك عليك والعهد المبروك به . .. ها هي رحى النقصان شرعت في الدواران لتمحو _ ان عاجلا أو آجلا _ مشعوذي سياسة الأخلاط اللاهوتية الدينية المزيفة الممزوجة بمياة النذالة التجمعية الآسنة .فلنمر من زمن " الثائرة " العفوية الى " الثــــــورة " المنظمة والمرتبة تكون فيها " المصلحة الجامعة " هي البوصلة . اقتصادا في الكذب على أنفسنا وعلى التاريخ ...أكتب هذه الكلمات وفي ذهني التحالف الغير مقدس بين أصحاب " المسْبحات "( اللاهوت _ الديني _السياسي ) وبين أصحاب "الدُرَيْهِمَات  أقْصُدُ :

( اُلْـرأَسْمَاليِةِ اُلْمَصْرفيَة اُلْعَابِرةُ لِلْقَاراتِ 

كم هي بليغة هذه اُلْحِكْمَة " ليس لِلْرَأَسْمَالِ مِنْ وَطنِ ..كَمَا أنه ليس لِلْأمْوالِ مِنْ رَائِحَةٍ" . هل حقا أنه ليس للاموال رائحة ؟" .
 لا تحزن  أيها السيد الشاعر لقد كتبت لي  هذا الصباح  الوسيم شقيقة لك  الشاعرة  تَتًهِمُنِي فِعْلاً "بالحزن اُلْعَارِي" فكتبت لها :                                                           الغالية .. السيدة  الشاعرة  تماما .(,,). التونسية في وشم الصَبْغِيات .مواقيتك شائقة رائقة .ان شكرتك مرة واحدة على كرم إجاتك على مكتوبي المضطرب فهذا الشكر قليل جدا لأنك رفعت من معنوياتي هذا الصباح التونسي العاصمي فأنعشت عواطفي الهشة ...قليل هم الذين يعرفون سرعة البروق العاطفية عندي إذ سرعان ما تُمطر جوارحي ويمكن أن يعود هذا الأمر "البذخي " العاطفي لتجربة اليتم التي عشتها يا غاليتي الرائعة . أغلب اليتامى على غاية من الهشاشة و"القسوة" أيضا ..اذ يمرون من القطب الجنوبي سريعا الى القطب الشمالي .هشاشة اليرقة وصلابة الصوان والبكاء الحر أمام الورقة ..أو عند المستطيل الأزرق . ان حياتي يا كليمنسيا  التونسية الغالية حياتي  في وطني الذي لم أخنه أبدا لشبيهة بناي يعتصره الحزن على فراق القصب .. يسعد سِواه أو هكذا يحاول  اذ يعتبر السعاده مع من سواه  ولبس على حسابهم وهو ينزف يا غالية . ما قيمة حياة في وطن لا تظفر فيه بحرة تحبك لذاتك وليس لأسمك أو لوجاهة العائلة ..لم أعد أتحمل يا غاليتي الإبتزاز العاطفي .صديقتي الرائعة ..شكرا لأنك فكرت في مساعدتي ..إن مجرد تفكيرك في مساعدتي يقدم لى العزاء والسلوان ويخفف على "قلبي الوحيد الا قليلا كما تقول " كليمنسيا  والتي هي  ماجدة القلب تونسية تماما كما  في " الديوان " . لقد ذكرني موقفك بموقف الرائعة صديقتي أحلام  الأعَالي ذات مرة وعبر الهاتف حين عُزلت عن العمل
( بتهم مختلف منها حث الشبيبة على التمرد على كل المؤسسات ..)  وبقيت دون راتب شهري ما يزيد على الثمانية أشهر _ وكان ذلك بحضور الشاعر  آدم فتحي _ ومن هاتفه تمت المكالمة ..اذ قالت لي حرفيا :" بلغني أنك تمر بوقت عصيب " فقلت لها من قال لك ذلك ؟ فقالت لي وتقيم في نزل ؟؟ قلت لها نعم .فقالت لى هل أن ألف دولار تكفيك مؤقتا ؟ قلت لها " ماذا ؟" قالت لى ألفي دولار .؟ .قلت لها : لا لا .قالت لى ألسنا أصدقاء ؟ قلت لها نعم . قالت لى لماذا ترفض اذن ؟؟ قلت لها عيب على تونس .ذلك أني لا أريد للتاريخ أن يكرر المهزلة . قالت لى كيف ؟ قلت لها ان ابن خلدون هرب من ظلم الأهل من الساسة ومثقفي الزور والبهرج  عند بني سلامة( الجزائر ) ليصوغ كتاب " المقدمة " في خمسة أشهر ...فأحسستُ بتهدج في صوتها بعد صمت ..ثم غيرت الموضوع لئلا تُحْرجني(وتَنَهد آدم فتحي بِحُزنٍ شديد )  وقالت لي أحلام الأعالي : " من أين تأتي بلغتك ..؟ فقلت لها من تَحْتِ الذي تحت الجلد واللَحْم ..ومن الغيوم وروائح المطر  ومن تسريح  الخطى في تونس فجرا .لقد ولدت في 13 مارس _ آذار وهو " يوم ظهور الخطاف .." كما ورد الأمر في كتاب " عجائب المخلوقات " للقزويني ..وأريد ان يلفُني كتاب الكون الأبدي يوم 9 أوت _أغسْطُس والذي هُو يوم " اضْطرابِ الرِيَاح " لأُريحَ بَعْضَ أهْلى مِنِي وأسعد "أصداقائي الطيبين" بهذا اُلْرحيل الأَخيِر   وأستْريح أنا  في كتاب الأبدية وتتخِذَ عَناصر  بَدَني كيميائيا في "التحَول المُبارك " بِمُبَارَكتي هَـذِه المَرة .. عَلًنِي أكُونُ ذاتَ يَوم قِطْعَة   صَلْصَال َبيْن أنامل  يَديْ خَزاف نَابلي مَاهِر  ليَصْنَعَ مِنِيَ مِزْهَريَةٌ يُهْديها شابٌ تُونسي عاشقٌ لشابةِ تونسية عَاشقة لم يفَرِقْ بَيْنَهُمَا( كما حدث معي )  جُرْح اُلْجَيْبِ أوْ رَائِحَةُ اُلْمَالِ .. أو " مُصَادَرَة حب الله و الوطن ..                                                               
 دمتِ و دمتِ حُرة يا غاليتي التونسية  عَصيَةٌ على القنْصِ دائِمًا ...وأصيلة  المعدن دائما وشقيقتي عالية الهِمَـة .. أيتُها التُـونسية   الغالية  . لا تَتَصَوَرينَني متشائما يا شقيقتي في التراب والنشيد الوطني والنَدى .  علَى كُل  لا تقلقينَ                                         شكرا ..لشقيقتي  شكرا أرجو أن تكوني بخير وخاصة بصحة جيدة .أما أنا فاني مريض اذ أن بعض الأوجاع الغريبة تُهَاجمني بين الحين والأخَر_ لكن معنوياتي مرتفعة _  كما يهاجمني بعض " الخلق  التَلْفزوزي" في التلفزيون ...لما كتبت من " كلام " استفزأحَدهم منذ مدة ومنذ  مُديْدة  تكلم       "آخر"ولم أرد  عليهما بعد
 ( لأني فعلا في اضراب سمعي _بصري )..ويتهمونني ب"المثالية " _ كما قيل لي _  وأني أقيم في " بُرج عَاجِي " _ وانْ كانت العِبارة مَجازية _ بينما أنا أقيمُ في  غُرفة واحدة  مع كتبي ...وطلب مني صاحب "الكَهْف "بلطف  منذ يومين أن أخْلى لَـه "كهفه "_ وهو محامي وشاب و  ذَكِيٍ تُونسي هو الآخر تماما ويعرف من أين تؤكل الكتف - أخر شهر جويلية  أُخْلى " المنزل " أنا نزيل الديار التونسية ولست بالمواطن ولا أعرف أين سأذهب ؟ ولا ماذا سأفعل بكتبي وجسدي . ( معذرة لا أريد أن أنَكِد عليك ) دُمْتِ حُرة وغَالية يَا غالية .  يبدو أني سوف أطالب بِجَناح في" قصر قرطاج"  لي ولكل  "الدَمْراويين " الذين هم دُون مَقَر رسْمي ..مَا رأيك ورأي      اُلسيد الشَاعر؟
 لست متشائما بما يكفي لأعلن العِصْيان العَاطِفِي على الوَطَن                                           
 فقط بي قليل من الحزن لا أكثر ولا أقل. الشعراء ترهق قلبوبهم الثورة وورثة الثورة تطلع عليهم  " الثورة " بصفات " الثور " مُذكًر الثَوْرة  ( البَقَرَةِ ) فيزدادون اكتنازا على مستوى " الغَلاًبيًةِ " وهي  رَقَبَةُ الثَوْر ...كما يزدادُون اكْتِنازا و وَزْنًا مِنْ تلك اُلجِهة  وإنْ لاَ خَوفَ عَلَى اُلْكَراسِي ..لأن "السًهر عَلى شُؤونِ اُلْوَطَنِ اُلْمُفدَى " يَمْنَعُ مِن َالَنوم ويُسَاعِد عَلى زيادة الوَزْن. فَهنيئًا للدِيدَانِ بالأبْدانِ ..._بَعْد عُمر طويل_ وهنيئا للعُشب بالسَمَاد ...و"الثورة ": أنثي الثَوْر ...مِنْ وَراءِ القَصْد . لاَ حُزن  إذن .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث