jeudi 20 octobre 2016

حين تنَام " تُونس " أين تضَعُ راحةَ كفّها

حين تنَام " تُونس " أين تضَعُ راحةَ   كفّها   اُلْيُمنى ...
وبعضُ أناملِها ... أين تذْهَبُ ؟
(على الشّعب .... التُّونسي  ... بالثّوب   الأحْمر  الحُرّ )

·  
ملاحظة : ورقة  أُعدّت لتُقدّم في " اتحاد الكتاب"   بتونس  العاصمة يوم السبت 20 _ 12 _ 2014
وهي بالمناسبة مهداة الى كلّ " كتاب  الوطن"... والصديق حازم القصوري  حين تتويج وقوعه  الجميل في الحب  الأجمل .
اشارة  أولى:
« LA république est envahie par les réactionnaires de tous genres ils
 l adorent d’ un brusque et terrible amour.  Ils
 l’embrassent  pour  l’étouffer »
  EMILE ZOLA (7 _1_1898)

اشارة ثانية :" ماذا لقيتُ من الدنيا وأعجبه أني لما أنا شاكٍ مِنه محسُودُ"
المتنبي (الديوان )

هامش أول لا عاطفي حول وضع عاطفي :
تقول أوراقي الرسمية بأني ولدت بقصر قفصة ( وهذا شرفي العظيم ) لكن أمي تقول بأنها ولدتني في "عمرة" مع الجياد والاحمرة والإبل والعنز والدجاج العربي والغنم .. وأني فُطمت على التمر وحليب النوق .. وكنت أبكي حين أرى خروفا يُذبــحُ ... وكنت أكره المدرسة ...أيّما كره ..وأعشق الخربشة على الأوراق والرّمل وركوب الخيل ... ومُخاطبة الطيّور ... لقد أفلحت أمي دولة أحمد الفلاّحة في الفلاحة ومخاطبة اليمام والشجر وفشلت في فلاحة عواطفي ومخاطبتي و تربيتي العامة فهي لا تخاطبني بحبّ إلا عند بعد المسافات فبقيت كائنا بريّا رغم هذا العمر ...
·  

أدْركت منذُ   مدة أنا الذي أتسمّى "بالكاتب الحر" ... عن استحقاق ..  بشهادة جسمي وبدني وجسداني الذي لا تكذب شهادته كما كل الأجساد, أدركت أنّ قلبي تغيرتْ حالاته وأحواله تجاهَ الوطنَ  و الأمّة و العَالم  والقيّم   والصّداقة وتاريخ  الصحّة والمرض وفكّر هو بالنّيابة عنّيَ أكثر من مَرّةٍ مريرةٍ في الإنتحار  فجرا  أمام تمثال الشيخ في سرة العاصمة التونسية  وأخذ يمجّــد "البلادة العاطفية"  
و" البلاهَة المعرفية"  على طريقته ... ويسْخر على طريقته 
 أيضا وأيضا من نفسه ومن الذين  " يخافون مزاولة  حياتهم  و سيف ديمقليس  مُسلّط على رقابهم " يبحثون عن " السلام الدائم " الذي حلم به العظيم امانويل كانط ضمن حلموا ويحلمون والذي لا يمكن الظفر به  _هذا السلام _ ولا بين " جماهير " الجبّانات
   وحُشود المقَابر وبالمناسبة أنا( الكاتب اُلإسْتطرادي _ الجاحِظي  ) لا أفصل ببين جغرافيا العقل وجغرافيا القلب وتُعْجِبني الكتب   من مثل " العقل الشّره " وتمجيد
 الشّراهة و" العقل العاطفي " وتمجيد العواطف الهادئة والمهادنة  و العواطف  الطوفانية الحربية الجياشة  كذلك وأيضا .. وأضيف إليها هذه الكتب :  
" العقل الحدسي "  و"العقل الدّمعي" وتمجيد الدّموع وان كانت العقول والأذهان تُصاب "بمرض السّكري "  وفق عبارة ألآن اهرنبارغ  في كتابه " الإنهاك من أن يكون الإنسان هوّ هوّ" "La fatigue d’être soi ".  كما تُصَاب القلوب المسكينة    بلا شَفقة ولا رحمة ، تُصاب  القلوب حين تَفْتقر الى " قوت القلوب" تُصاب  "  بالتّجاعيد  هيّ القلوب  مع احتراماتي الشّاسِعة لمدام دي سيفيني  الأديبة الفرنسية في أبّـهَتـِـها  العاليّة. حال الظالمين  في كل الحضارات يدعوا إلى الشفقة .. كما حال المظلومين . أنا شخصا ونصا لم تحررني " الثورة التونسية " اذ هي لم " تحرر" غير الجبناء و الإنتهازيين واللاّبدات واللاّبدين  من الكتاب والشعراء  من شاكلهم في " الحِرْفَة الحَرْفاء"..  مع احتراماتي الشّاسعة للمُخْلصات والمـخْلصين. أنا لم تضطهدني" السلطة السياسية " وما فعلته بي هو اجراء ينبع من طبيعتها  اضطرارا  وأكثر من ذلك أنا هوّ الذي اضطهد السّلطة السّياسيّة  اختيارا ... وعيا منّي بأن السلطة السياسية كانت دائما وسوف تظل " الانبساط بالقُوّةِ "   كما تقول الأوراق القديمة لكن مشكلتي مع بعض "كتاب" و"شعراء" من أبناء جيلي  الذين أشكل عليهم أمري ...  لأني رفضت أن أجاريهم في استراتيجياتهم  الإنتهازية الغنائمية  فحرّدوا  السّلطة السياسية  النوفمبرية  بأدواتها السياسية ضدي  بكل أدوات التحريش  ليثبوا لها اخلاصهم العبثي مقابل بعض المناصب والمكاسب فكان ما كان .. وما هوّ كائن الى الآن . أريد أن أعرف من كتاب تونس لم يغنم من " التجمّع  الدستوري الديمقراطي"..؟ ومن كتاب وشعراء تونس " الكبار " لم يمرّ بتجربة " المرور " الى
" حدائق السلطة "  حتى المنسب "للتصوف " والشعر الصوفي ظفر " ببرد اليقين " تحت قباب  " الحاكم بشهوته"  ... الذي أبهر الجماعة " التجمعية " بنوره الشّعْشَعانيّ "...
·  
كان الحكيم الشّعبي سقراط العظيم  يردّد في "الأغورا"... في  كل الفضاءات العمومية "أنه يفضّل أن يكون مظلوما على أن يكون ظالما " . وتلك هي ربما بعض شِيم القائد _ القُدْوة  في الفكر كما في السياسة كما في  الشّعر والأدب و مطلق  الأداء  الجمالي الفني  .فأين القائد القُدوة  ... عندنا ؟ سؤال لا يـَحَــرّكه عندي  حنين  أمومي  ولا حنين أبوي على الإطلاق  ولا يمليه..  عليّ حلم غير مطابق طُوباوي  وإنما هو  سؤال  تمليه عليّ  شخصيا   لئلا أتكلم  باسم غيري.  سؤال تمليه  في الآن والهنا الحضاري التونسي على الأقل   ضرورة عدم الايغال في  تبذير التاريخ المحلي   بالإنطلاق العَدَميِّ  من " الورقة البيضاء"   في" الثورة" و"الإبداع" و"التجديد " والتأسيس " التي تمليها رغبة جامحة  لدى البعض منا  في محو عمارة كاملة لتاريخنا الحديث والمعاصر  من المعمار الشامل للذاكرة  العامة  التي للعموم  على اختلاف أوجاعهم وأحلامهم ومرتجياتهم السياسية والعاطفية . أليست السياسة تعني ضمن ما تعنيه " فن  الإقتصاد في اللذة والألم ..بحسن تصريف حالات الجسد في الحياة وشأن الممات ..."
·  
ادركت منذ  مدة أنّ قلبي تغيرت حالاته وأحواله تجاه الوطن والعالم  وأخذ يمجد " البلاهة " و أدركت أن   لأنظمة الحكم السياسي الأمراض  التي تظهر في زمنها
( البرص . الأبنة . العُنة. الجرب . الكُساح . السُّل . الظُّهار. مرض الكلى . تصلب الشرايين . النُّحار و رغبة الإنتحار . وأهم الأمراض على الإطلاق قلة الحياء
و التفاخر بالجهل الذي يصيب الخلق زمن " الديمقراطية المزيّفة " و" الجمهوريات الفاسدة "
·  
كل أعمال و فِعالِ الحُكاّم تقريبا معْجونةٌ ببعضِ الشّر أو حتى بالشّر كلّه  لما يصيبُ ذواتهم الهشّة من الغرور والتيه
و التـّـتيُّه الخُــــــيلائي على الخلق  ... ولكن من يٌزين القبح السلطاني   لدى السلطان ... ويُبرقش الجور الملكي لدى الملوك   ...  كما يـُجمّلُ المالينخوليا السّوداء في  رأس هذا السيد الرئيس .. أو  ذلك الرؤيس  ...؟
   أليس هم " علماء الزور "  مثلا ... و" شعراء  الشّنعة "  مثلا...  و"فلاسفة الغَلبة" مثلا من الكلاب الحارسة    للنظام القائم.. كمن كتبوا في مواطننا "المعْزوز"
و "الـمَحْجوز" و" المغْزوز " بأرض الحجاز  ما كتبوا وقد كتبوا ضمن  ما كتبوا  "موسوعة"  " من خير الدين الى زين العابدين " ...؟ مثلا . أنا أنتمي إلى حضارة " المحن والإجتهاد و الإضطهاد والنوازل والوعظ  ومدونات العشق والصبابة وكتب الفلاحة والملاحة   وسلطة السلطان العَضُوض   . ذاكرتي مبنية بناء سرديا نسيجه يعود الى ارث كلّ البشرية .   أدركت منذ  مدة أنّ قلبي تغيّرت حالاته وأحواله تجاه الوطن والعالم  وأخذ يمجّد " البلاهة " بعد  أن مجّها .. وأنه أخذ يتحجّر فيقسو   ويُهمل واجبه العاطفي  تجاه  الشجر
 والماء و التراب  و تجاه نفسه... وسقطت أو كادت  من معجمه "صاد" الصّداقة ...  فكاد يكون لذاته أشْرس عدوٍّ اذ أصبح يعاقب نفسه حين يـُحِبُّ ... وحينَ يـَبْكي  وحين  يــحــن   وحين  يئن .. فلا بدّ من مداواته بالتي – ربما _  كانت هي الداء .. أقصد جُرْعة من الوعظ  والوعظ الحبري الساخن .أليس "الوعظ تليين للقلب "  كما الفلسفة تليينٌ
 لمدارك العقل .     ورد في " التبر المسبوك في نصيحة
 الملوك":  "حضر بعض الزُّهاد بين يدي خليفة( من خلفاء الزمان) فقال له:
 عِظْــني فقال:
 يا أمير المؤمنين إني سافرت إلى   الصّين وكان ملك الصين قد أصابه الصّمَمُ وذهبَ سـمْعه فسمعته يقول يوماً وهو يبكي: والله ما أبْــكي لزوال سَمعي وإنما أبكي لمظلومٍ يقِف ببابي يسْتغيثُ فلا أسْمع استغاثته ولكن الشكر لله إذ بصري سالم ". وأمر منادٍ  يُــنادي"  ألاَ  كلّ من كانتْ له ظلامة (مَظْلمَة)  فلْيلبس ثوباً أحمر اللون" . قلت لي هذا هو القائد _ القُدوة   على الشّعب .... التُّونسي   الأبــي  بالثّوب   الأحْمر." ثم سرعان ما استدركتُ على نفسي بسُخرية  وقلت لي :"ألم  تـُخدع تونس  بكل الألوان ".  وتذكرّت علاقة الأبوّة والأمومة والخؤولة بين السّاسة والحِرْباء  في تلوّنها  وهي تفعل ما تفعل باسترايجيا تلوّنـها ذلك للدّفاع عن نفسها ضد عدوّها أو للإيقاع بفريستها ... ورقص في
ذهني "كتاب ألوان شيطانية "وتذّكرت حكاية " مَعين الماء الصّافي  والسواقي " كما وردت في " كتاب الترياق من الأوراق " و استبقيت في ذهني " فكرة العدل " المحلوم به في كل الحضارات حتى في ذهْن وقلْب ووجدان صنّاع أكبر
  "الإستبداديات "  و" الدكتاتوريات " والكُّليانِيات  الكُلونياليّة  اُلاستعمارية"  و " الهولوكستات" الفاحشة  ومحتشدات التعذيب ... تكون "فكرة العدل "  كليّة
   الحضور ... عندها     إذ كل  قمع وفائض قمع  وكل شَدْخ وتعذيب  يتمّ  باسم" فكرة العدالة  "ذاتها ..حتى أنّ فكرة " العبودية لله " أو " لكبير الآلهة"يحملها مطلب الحاجة الجارحة  الى العَدْل .

·  
ادركتُ منذ  مدة أنّ قلبي تغيّرت حالاته وأحواله تجاه الوطن والعالم  وأخذ يمجد " البلاهة "...أنا في حاجة الى جُرعة من الوعظ الحبري الساخن لئلا أموت بغصتي

·  
""يقال أن شقيقاً  البلخي دخل على هارون الرشيد فقال له الرشيد :
 أنت شقيق الزاهد فقال:
أنا شقيق ولست بزاهد. 
فقال له: أوصني. 
فقال: إن الله تعالى قد أجلسك مكان الصدّيق وأنه يطلب منك مثل صِدْقه وأنه أعطاك موضع عمر بن الخطاب الفاروق وأنه يطلب منك الفَرْقَ بين الحقّ والبَاطل مثله وأنه أقعدك موضع عثمان بن عفان ذي النورين وهو يطلب منك مثل حيائه وكرمه وأعطاك  موضع علي بن أبي طالب وهو يطلب منك مثله العلم والعدل.... 
فقال له الرشيد : زدني من وصيتك. 
فقال: نعم. 
اعلم أنا لله تعالى داراً تُعرفُ بجهنم وأنه قد جعلك بواب تلك الدار وأعطاك ثلاثة أشياء بيت المالِ والسّوط والسّيف وأمَرك أن تمنع الخلق من دخول النار بهذه الثلاثة فمن جاء محتاجاً فلا تمنعه من بيت المال ومن خالف ربه فأدبه بالسوط ومن قتل نفساً بغير حق فاقتله بالسيف بإذن وليِّ المقتول فإن لم تفْعل ما أمرك فأنت الزعيم لأهل النار والمتقدّم إلى البوار. 
فقال له: زدني. 
فقال: إنما مثلك كمثل مَعين الماء وسائر العلماء في العالم كمثل السواقي فإذا كان الـمَعِين صافياً لا يضرّ كدَر السواقي وإذا كان المعِين كـَـدراً لا ينْفــع صَفاء السّواقي".
حين هذا الحين رفّ قلبي وفَرْفَتَتْ جَوانحُه. وقلت علنيّ بخير ولا أعلم.
عدُت بي إلى بيتِ صاحبه :
لا شيء مهم عندي في هذه الغرفة  "
 
اخبار العالم مُعطّلة  في جسمي
  قصفتُ أعناق كل سَجائر الإستقلال الوطني
ورفضتُ محاورة  حاجات أعضائي لعلّة  في جيبي  
وعدْت الى تقصي سيرة "مرتزقة مراكش" يَقْصِفون أعمارهم 
في سبيل المُبجّل الدّموي:
الجنيرال فرانكو".
 لا أعْرف كيفً غافَلْتُ قلبيَ ونمتُ قليلا غير أن السؤال الطارق
 أيقظني برفق  عاطفي: 
يقول المـُسَارُ به إلى مثواه الأخير بينَه
وبين قُمَاش الوَداعِ
الآن فقَطْ ظفرتَ بالمكَان الذي سَوْف تُنْسى فيه
وتـَـنْسى مَا تحبّ أن تَنْسى
أنّـــك وُلِدْت ...
(...)
تقول مكتبة الكاتب للكاتب:
لا تحنَّ إلى مَاضيك العَبثي وانْصرفْ ما اسْتَطَعْتَ
مع مَلِكَة النَّحْل الوطني
إلى الأعْلى واحْذر أنْ تُقاتل اخْوتك
لئلا تسْتفزّ دُموعَ سُلالتك
(....)
لكن قبل الوداع الأخير
 يقول الكاتب لمكتبته_
بي سؤال  لو سمحتِ  _
حين تنَام " تُونس " أين تضع راحة كفّها اليُمنى ...؟
وبعضُ أناملِها ... أين تذْهَبُ ؟
تقول مكتبة الكاتب للكاتب:
 
علّها تتحسّسُ بطْنها بحزن شوقا
 "
ليُوسفها" . هيّ تونس.
مَلّت البلاد قراءة "كتابَ الخَونة" من صُلْبها
 و الأغْراب   هم بيضُ غراب الحكاية
 يا ابن أرَقي عليك
 و أوراقي
 لا تَلــتَفِتْ."
مع ذلك
 التفلتُّ .
·  
ادركت منذ  مدة أنّ قلبي تغيرت حالاته وأحواله تجاه الوطن والعالم  وأخذ يمجد " البلاهة "... والسّقوط العاطفي
·  
قلت لي وقد سَقَطْتُ من على السرير الضيق للغرفة الرابعة من " نزل فيكتوريا الكبير"  وقد تناثرت قبلي الأوراق القديمة " من نسخة " التّبر المسبوك في نصيحة الملوك "..قلت لي مازحا : للمخيال البشري العبقري ثارات واضحات من أورام خُيلاء الملوك والسّلاطين والرؤساء ومن تذيّل لهم من الكتاب والشعراء . تحملت الضّربة وعدت الى القراءة  بنفس شرهةٍ  شراهة عظماء فقهاء اللغة الأجلاء لأتداوى عن قاعدة  بفواكه الكلمات ... الجميلات  وانْ هنّ جريحات وجارحات  وتذكّرت " مرتان هيدجر" حين سئل عن الحلّ الممكن  لتلافي ويلات الحرب فأجاب بضرورة " إصلاح اللغة "  وأنا أريدُ أنْ أفْسد اللغة .. وهل أملك   غير الإقامة في " السرد" والتلهي بشطرنج "الكلمات والأشياء ".
  روى ( وهب بن منبه اليهودي العالم الذي أسلم ) أنه كان ملك عظيم أراد أن يركب يوماً في جملة أهْل مملكته ويُري الخلق عجائبه وزينتَه فأمر أمراءه وحجّابه وكبراء دولته رتبةَ بالرّكوب ليُظهر للناس سَلطنته فأمر بإحضار فاخر الثياب وأمر بعرض خيوله المعروفة وعِتاقه الموصوفة فاختار من جملتها جواداً يـَعرف السّبق فركبَه بالمركب والطّوق المُـرصّع بالجَوهر وجعل يُـركض الحصان في عَسكره ويفْتخر بتــيهه وتجبّره فجاء إبليس فوضع فمه في منخره ونفخ هواء الكِبر في أنْفِ أنَفَته فقال في نفسه:" من في العالم مثلي" وجعل يـَرْكُض بالكِبرياء ويـزهُو بالخُيلاء ولا ينْظر إلى أحدٍ من تــيهه وكبْره وعجبه وفخره فوقف بين يديه رجل عليه ثياب رثة فسلّم عليه فلم يردّ عليه سلامه. فقبض على عنان فرسه فقال له الملك: إرفع يدك فإنّك لا تدري بعنان  فرس من قد أمْسكت. فقال الذي عليه الثياب الرثة : لي إليك حاجة. فقال: اذكر حاجتك. فقال: إنها سرُ ولا أقولها إلا في أذنك فأصغى إليه بسمْعه. فقال: أنا ملك الموتِ أريدُ أن أقبض روحك فقال: أمهلني بقدر ما أعود إلى بيتي وأودّع أولادي وزوجتي. فقال: كلاّ لا تعود تراهم أبداً فإنك قد أفنيتَ مدّة عمرك. وأخَذَ روحَه وهو على ظهر الفرس   فخَرّ مَيتًاً"  .
لا شأن لذهني بمخلوق الله ابليس ولا بالسيد ملك الموت     في نفسي الأمارة بالفهم   سؤال آخر. أليس هو نفسه هذا الرجل السياسي الذي تاه  بنفسه  هو الذي قتل نفسه ... بعدوّه   الذي يجري منه  مجرى  الدّم و النّفس ... لإنه لم يكن عادلا حتى مع نفسه  فاختلت موازينه ؟ . قلت لي حين أفق الفجر البرشلوني التونسي:  العدل وفكرة العدل  أسمى من أن تكون مجرد " مشكلة سياسية "فقط ... وإنما هي قضية جمالية... أيضا كما هو "تحرير فلسطين   السليبة  بأفاعيل " الخيانة الأوربية " وفق عبارة الراحل العظيم سطيفان هوسل . اذا كانت السياسة تـُمرض العقل" بمرض السّكري "  والقلب   تصيبه بتصلب الشرايين ... فان الفن مطلق الفن  والشعر والموسيقى  تحديدا" يُــصان بها  العمود الفقري"  الذي للكثير من البشر  فتحول دونهم ودون السقوط وان  كانت "النصوص الإبداعية " ... الصّغْرى كما الكبرى انما هي  بصيغة ما من "الفهم" شهادات  مَرض من أصحابها على وضعهم الصّحي... ووضع حضارتهم في حاضرهم وأمسهم اذ يمكن للإحتجاج  حتى في حال الدفاع عن "فكرة العدل" و"الحرية" .. و"الجمهورية "أن يتخذ له شكل المرض ... بكل تمظهراته وأعراضه التي تتمثل حتى في التطير العبثي  من بعض الألوان  كما اللون الأحمر ..أو الأسود أو الأصفر أو  البنفـســجـي . لقد تعجبت كثيرا من تيودور آدورنو حين اعتبر أن  " كتابة الشعر بعد محرقة اوشفيتز  بربرية " "écrire un poème après Auschwitz est barbare  " . فهل ثمة من بربرية أكبر وأخطر من أن تحدد للشعراء ... "زمن قصائدهم "؟ هل تسللت "سلطة الفوهرر  هتلر "  ( المسكون بفكرة وقيمة النبل) الى البُني الذهنية والنفسية  للسيد الفيلسوف دون وعي منه ؟ . أخشى أن يشمئز بعضنا  التونسي من اللون الأحمر ويمسكه رُهاب الألوان  من قـُـناج رقبته ؟ وان لم يكن الأمر كذلك على الشّعب  التُّونسي   بالثّوب   الأحْمر  في منعطفه التاريخي والحضاري  في اليوم  الإنتخابـــــي .. الإستثاء  التونسي في تاريخ العرب ... والمسلمين   أجمعين  صحيح أن "تونس قاصمة ظهور الجبّارين" ... كما أورد حِبر الأوراق القديمة  
و قدْ ثبتّته  حين وهن جماعي في الذات الإعتبارية التونسية  العامة  في " كتاب السّلوان" فكان ما كان ...و اذا كان بعد ساسة الشوكة قد كتبوا بعض تاريخ " الملائكي على جسدي  فإني ككاتب حرّ  قدعملت بنصيحة بن حزم الأندسي حين دعى الى " التأريخ للرذيلة "  فأرخت "للفضائل"  التي  لسيادتهم وسمو دولة معاليهم  في نصّ " وشحلة الوطن على الشوارع"  منذ 8 _ 6_  2006 بشهادة " جريدة القُدْس العربي" التي سبقت أن فكت عني الحصار الحبري الثقافي منذ 1991 حين صدور كتابي " كتاب الجراحات والمدارات" في طبعته الأولى  ودفعت ثمن صدوره ... من جسدي... وحكايات أخري كما قصة" جائزة الدولة " الشهيرة التى   حصل عليها والتي قيمتها 499.500 د . وحين أعلنت عن رفضها حركت " الدولة " بعض الأصدقاء  "الشعراء " ... لتذكيري بأن " الحياء قيمة ثورية " على رأي " الماركسية_ الليلينية " ... حتى أن وزير الثقافة أصدر أوامره للصحف التي تحت إمرته بأن لا يُذكر اسم سليم دولة في الصحافة  إن خيرا أو شرا... "  ومن كشفوا لي هذا السر بعد سنوات لا زلوا أحياء .
  بيني وبين  بعض "كتّاب تونس"  الأشاوس  ... ذاكرة لا تلين ...هي تنُوس ذاكرتي  كما تونس  بوصلتي العاطفية وسِراجي وشمعتي ودمعتي  تنُوس بين اللّذة والألم ... ومن مآثر آثار حبّها   هذه التّحفة المتوسطيّة شجّةٌ في  أمّ رأسي وأوجاع في عظامي ... لقد كان "شعاري الفلسفي"  منذ يتمي القفصي     حدثا شعريا شاهقا  في حياتي يعود الشعار الشعري الى من يحلو لي أن أطلق عليه " شهيد دير العاقول " . ومن أقصد غير المتنبي
"خذْ ما تراه و دعْ شيئًا سمعْت به
 في طلْعة البَدْرِ
ما يُـغنيكَ عن زحلِ
والهَجْر أقْتُل ليَّ مـمّا أراقبه
أنا الغَريقُ فَـما
 خَوفي من البَلَلِ"
شكرا لكل الذين ... يحبونني حيا على طريقتي شخصا ونصاّ وشكرا كذلك وأيضا   لكل الذين اعتبروني و يعتبرونني
" خطأ بيولوجيّا "  أو حِبريا في تاريخ تونس .كنزي وعملتي الحبرية  الصعبة  أني ربحت  كل خَسَاراتي ... ولا أعلم ان هيّ كتاباتي على قلتها شهادة  سوف  تشهد لي عند الأجيال القادمة أم هي شهادة سوف تشْهد عليّ . ما أصعب اختراق " حجاب المعاصرة " كما تقول حكمة العَرب ..   
·  

سلام . كتاب   ... و وردة حمراء في لون دماء الشهيدات والشهداء .



Haut du formulaire
Bas du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث