lundi 22 août 2016

شيء آخر تماما هو شيء آخر

 أعشاب  بريّــةٌ من حَدائق اللّوعة التّونسيّة
1
رأيتني البَارِحَة  في ما يرى الـمُسْتَلقي عَلى لـِحَافٍ
·  
رأيتني البَارحة في ما يَرى اُلْـمُستلقي عَلى لِحَافٍ
زَرقْاء...
زَرْقَاء اللّون تمامًا  هيّ زَرْقَاءْ 
قُدّتْ مِنْ أحْرفِ أبْجديّات غَريبَةٍ
لاَ أعْرِفُهَا 
رأيتُها    تَطير بي  تِلكَ السّحب
وأنا النائم اليقظ ...
لِتَحُطّ بـِكُتُبي
وجِرابيَ
ونَعْلي  اُلألماني
وشَالي الفلسطيني
  عند "حدائق الـموتى" في بلاَد العرب
تذكرت"  اليس في بلاد العجائب " 
   رأيتني البارحة
  وقد أحَاطَتْ بي الهَداهِد وهي شِبه نائمة
  وطائر" الدّرونجو"  الخَبيثُ
يقلّب بمنقاره دَفْترا دوّنت فيه دُيوني
وتواريخ ميلاد الأحْياء 
واُلأموات من الشّعراء و الكتّاب
ورسالة اعتذار عاطفي
هي " لدرّة" ...ابنتي وأخرى
لأمّـها
وأخْرى لأمي ..
لتُقيم أميَّ  في بيت  خالي"الفرزدق" بعْدي :
" فما اُبْنكِ إلاّ ابنٌ منَ النّاسِ 
فاصْبري
فلنْ يـُـرْجَعَ الموتىَ حَنينُ 
اُلْــمَآتــِـم " .
ورؤوس أقلام كتبتها " معلّقة وداع أخير  لتونس"
لم أُنـــهـها ...
ثم طارت بي  _ في ما أذكر_ من تَـحْتِ لحمي
   شهْقَة شاعرٍ لـمْ أعُــد أذْكر اُسمه
   الى ما يُــسمّى
" السّماء السّابعة " وجدْتُني طريح 
الأعْضاء ...والــمَجازات 
في مُستشفى الصّالحة " عزيزة عثمانة " . 
ثم أني لم أعُد أذكر شْيئا ..
الـمُهم أني وجَدْتني حيّا
  كامِل الذّهولِ
و اُلأعْضاء
شَديد
الإنتصَابْ
  نائما عند " المسْرح البَلدي"
وعند رأسي:
ورْدَة وصُورَةٌ و  كتابٌ
الوردة: حَمراء..حمْراء 
الصّورة نعْلُ سائح مَـجْهول  وكتاب ممهور بالدّم البشري
أي كتاب كان السّائح المغدور يتصفّح ؟
من أية جنسية هوّ ؟
ما اسمه؟ ما لقبه ؟
 ما اسم حبيبته ؟
بماذا حلم البارحة ...
 إن لم تكن قد هَاجمته الكَوابيس ؟
ماذا أكل آخَر مَرّة ؟
 هل مات حقا ؟
جُرح فقط ؟
 كيف هي أحواله  الآن  إن  كان حيّا؟
 كيف سَوف أعْتذر  لـجُرحهِ  وكتابه نيابَةً  عن جُرحَنا
 واللغة  والوطن مثلا ؟
 سوف تبقى   في ذاكرتي صورة  النّعال  والكتاب المجْهول العنوان الممْهور بالدّم المهْدور للسائح
 المغدور في أرض تونس / الوطن ...
الجريح في أحرف اسمه
و ابجديات تاريخه.

الكتاب : رواية " في انتظار الحياة " لكمال الزغباني.
في الرواية إهداء : 
" أن انهض للحياة باكرا ...
ثمة فرصٌ أخْرى للنّوم الطويل
كن حُرا كما أنت
وكَفى التّونسي مَلَلاً من حَدائِق الحياة "
(...)
أوْعدت الوَرْدة عند الكتاب وقلتُ
لصاحبي بيني وبين ثيابي  دون
تلعثم عاطفي :
  "شكرا يا حبيبي وصاحبي
وشقيق وردي وحبري ودمي  "
دونت في مفكرتي الشخصية هذه العبارة و مضيت :
لأناملك أيتها الأبديّة الحكيمة أن تكتُبَ ما طاب لها أن تخط ...علي هذه الرقعة من "البحر المتوسط " ... كأن تقول مثلا ...ان لبعض الطيور قلوب عند الرأس ..وأن لبعض البشر عقول تحت الأحذية ...
2
أحضن قاتلي ...

·  
أحضن قاتلي ..بشراهة العَاشِق
لسنوات طوال أحضن قاتلي
وحين تـتهدّدُه الأيام بالجوع لجسدي 
الجميل في حَضْرته
اخفيه برفْق العَاشق
العارف بأسباب العطب لينجو
هو بنفسه ...أما انا 
فأموت به
مع الكتب أموت على" بحر الخبب" حينا وحينا 
على " البحر البسيط"  
لا أُعير اهتماما لتهديدات " رسالة الخلاّن في تحريم الدّخان " للقسنطيني
وأٌطرد من مَكتبتي كتاب " زهر العريش في تَحْريم الحَشيش" دون اعتذار للحكيم الحميم السّيوطي
ثـمّة فَرق دائما بين الموت بلفافة تبغٍ
 وطلقة رصاص أو شَهْقة حُبّ

3
وصيّة
·
"حينَ يبلغ بك الحُزن مَداهُ ارقصى يا بنتُ" 
اوصت جدّة حفيدتَها وهي تودّع آخر كلمةٍ من آخِر سَطْر من آخر صَفحْة من آخر كِتاب من كُتب الحياة...
4
صوَر أسْماء أصْحَابي
·
أرى صوّر الذين عبروا الى الضفة الأخرى من الحياة
فأقول لي:
 هذا ... الإسم الذي هو اسمي لا يُلزمني
وكذلك اللّقب...
أريدني حين أطير الي الابدية الزرقاء خفيفا
من ثقل الأحرف ...
وكأن صوت التي اسمتني " سليما " يمسكني
 من أناملي
 ويرشدني الى صفحات
  كتاب مهجور
 من مكتبة مهجورة .
أفتح الصفحات : ها انّك اتيت أخيرا 
رفعنا عنك الإسم والصّفات ..لم يبق لك منك
 غير هذا الغياب
 أتحسس اسماء أصحابي الذين طاروا
الي الأبدية الزرقاء قبلي فيكسو
 جسمي ريش بألوان الهدهد...
وتناديني السّعادين الخضراء باسمي ولقبي ...
فلا أطير
 فأبكي لأني نسيت أسماء  أصاحــبـي
ومن أبكيت أخر... الليل ومن أبكاني .
5
·                  
شيءٌ آخَر تـماما هوّ شيء آخر 
الأمَامٌ وَراءٌ
وهذا" الضّياء "ظلامُ 
(...)
القلوب تجمُدُ
والجِبالُ تَطيرُ
شيء آخَر تماما 
هو شيء آخر 
النُّجوم اُلْـمُعَلّقاتُ اُلْثّابِتات
ثابِتاتٌ 
وهيّ وحْدها  الأيّام كَما
الأرْضُ
والعَواطف التي كما في  جُيوب
خيبتنا فينا تَدور
بنَا تَدورُ ...
شيءٌ آخَر  تماما هوّ شيءٌ آخَر
النار في تونس تَدورُ بالفَراش اُلْهَش  .
الفَراشُ الهشّ كما قَلبي  ثابتٌ وإنْ كنتُ
أنَا  الآن يَـزولُ ولا يـَـزول .
النّار هي التي 
تَطير ...حَوْلَ اُلْفَراشِ
(...)
تَـموتُ رُوحِي
رُوحي هيّ التي
تـَموتُ
(أُمَـمٌ للهَزائِمِ وأُمَـمٌ  لِلغَنائِم.)
وجَسَدي هو وَحْدَهُ   اُلْذي
يَــطيرُ   




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث