vendredi 14 août 2015

(اكبْر خَسَارات العَرب في حُروبهم جميعُها على الإطْلاق هي "الحرب الحَضاريّة الأولى" التي خَسروا فيها " جُـحا

حمّال اُلْــقَوارير والإنتهازي ...اُلْـمُتَذاكي
(اكبْر  خَسَارات العَرب في حُروبهم جميعُها على الإطْلاق  هي "الحرب الحَضاريّة الأولى"  التي خَسروا فيها  " جُـحا 
"...)
1

للكلمات طُعوم وأكسية وأمْزجة و عطورُ
عبارات تعجبني وتسميات : كما  الخَسَارة . كما " جُحا" كما " الجوقة" كما
" الكرامة " ...
2
خسرنا " جحا " ...  حتى " جحا " آخر مِتراس حضاري   عندنا   خسرناه .  الرمز الجامع لمجموع المفارقات خَسرناه  خَسرنا  اللّقوط الألـْمـعي   للحكمة والفِطنة  والدّهاء والتــعايش الحميمي مع  العَفْلة والجنون والغباء ... خسرناه . خسرنا  سيد  الجوْقات جميعها ...  خسرنا "جحا" مُعلم المفاكهات المرحة  و السّخرية  منا علينا ... لئلا نموت كمدا ...من قسوة "حقيقة " حقيقتنا . خسرنا "سقراط أزمنة الضيق " خسرنا "ديوجين الثقافة العربية " ..جواب شوارع الأتربة والغبار ...
3
عبارة " الجوقة " تعجبني ...وتعجبني التسميات البيّنات . التسميات المبْتسمة لجمال الوجود  و ورود حدائق الحياة . وأيضا وأيْضوضا  تعجبني  التسميات  المراوغة والمخاتلة والزّلوقة  لأنها تُــكسب الحياة _ كما الكذب _ طاقة على المرونة  تنقذُها من التكّلس القاتل   .  تعجبني اُلافْعال المـُتعديّة  . .. و  اللاّزمة من الأفعال كذلك وأيضا   تُعجبني  عبارة مثل "التسامح" و" المصالحة  الوطنية "  تَعجبني " و تعجبني  "  تهدهد خاطرى وتزيل كل أسباب توتري من أوجاع الدنيا التونسية بالخصوص وأوجاع الآخرة العربية على العموم . المهم  عندي حين هذا  الحيّنون التونسي  أن تسمية  مثل تسمية
" جحا "  تعجبني  أكثر من سواها . والسبب ؟ لا أعرف على وجهه التحديد ... السبب  ولكني ارجح أن مصدر اعجابي الشخصي  بهذة التسمية السّامية " جحا " هو " خِفّة " حَرفيها والمرونة الملازمة لها . تسمية تذكرني  بواحدة من اكبر  خسارات العرب في حروبهم جميعها على الاطلاق  وهي "الحرب الحضارية الأولى"  التي خسروا فيها " جحا "  و"روح جحا "  و"فكاهة جحا"  و"حزن جحا"  وأنا مدمن إعجاب بالخسارات  بعد " جحا " الذي يلازمني   ... ومدافع ومنافح شرس على  كل الخاسرات والخاسرين على جميع الصّعُد والجبهات ...  وعلى طريقتي   أدافع  عنهم وعني  دون تكليف  من أحد .. حتى أني تمنيتُ على أمي أو أنها اسمتني "سليم الخاسر" . قال لي" حجا" الذي  يلبس معي ثيابي ويجالسني في "شارع الزعيم " التونسي ويشرب معي قهوتي ويسخر معى مني من لهفتي على الكتب ... قال لي " جحائي"  الشخصي التونسي :
لقد "عيّفني" شخصيا في حياتي وروحي ولزمن طويل _ لئلا أتكلم باسم جحا آخر  _
جماعة  " الملزومة  الثقافية  " بتكرار  عبارة  "فرحة  الحياة " آخر أيام الزعيم الوطني الراحل الحبيب بورقيبة   وفعلها جماعة " جودة الحياة " ...آخر أيام المَقْفوز  به والمجوز في  الحجاز ... واليوم يفعلها بعض أعضاء "مجلس نواب الشعب" " بعبارات مثل " "مكاسب الثورة " المكذوب عليها و" العدالة الانتقالية "  و" المقدرة التشغيلية " .وزادت عليها
ملغومة  " المصالحة الوطنية"  والتي تفتقر لشروط امكان تحقيقها  والتي تعني " اسقاط حقوق الشعب عن " السراق " .... وتحمّل الشعب تبعات " خفّة أيادى" اللّصوص المُستدامة . وكملّت عليها المواقف العرجاء من فكرة المحاسبة ذاتها . لماذا يُحاسب جماعة " الرأسمال المصرفي "  فقط ...؟( قلت آه يا جحا )  ولا يحاسب جماعة " الرأسمال الرمزي "  ( آه يا جحا ؟)   من يُحاسب من ؟ولحساب من ؟( آه يا جحا )  واقترح ندوة مفتوحة ومفضوحة يتم نقلها على التلفزيون الوطني بحضور كل الجهات والجبهات ومدار
  محاورها يمكن أن تكون  :  زين العابدين والشعراء والأدباء .
زين العابدين والفلاسفة ؟ زين العابدين والصحافيين ؟رين العابدين والمسرحيين ؟ زين العابدين و السينمائيين ؟ زين العابدين والأساتذة الجامعيين ؟ زين العابدين والنقابيين ؟ زين العابدين "ورجال الدين"  اللندونيين  وغيرهم ؟... زين العابدين و الحداثيين "
الباريسيين " وغيرهم  ...زين العابدين والقضاة ... ؟ زين العابدين والمحاماة ... ؟
زين العابدين وطواقم المستشارين ؟أووووف      قلت يا" جحا "
4
ان في عدم المساءلة  للفاسدات والمفسدين الثقافيين ... من قبل المنتسبين للثورة والاكتفاء بمحاسبة "رجال الأعمال"  من ذوي "العمائل " احتقار صريح  وضمني  لمقام ودور الثقافة في كل ما آلت اليه أوضاع البلاد من فساد وتفسيد ... لأعلى و أنبل  القيم : قيم العلم والمعرفة والحرية والشجاعة والعدل .
5
المساواة   ليست مسألة تصفية حسابية فقط  بين الناهب والمنهوب  في تاريخ المجتمعات والشعوب  ... وإنما هي مسألة   عاطفية  بالأساس . مسألة كرامة جريحة  . .. داس عليها  " الانتهازيون " . تذكرت تاريخ سلالة الهؤلاء   من خلال  مفاهكات دُجين بن ثابت ابو الغصن البصري المكنى" بجحا" رمز الحكمة حينا وحينا رمز الحمق والجنون . وما يعنيني  الآن  وهنا واقعة سردية   طريفة   للتخفيف  عن الروح ..  إنها واقعة    "حمّال القوارير والانتهازي .. المتذاكي"   كما جماعتنا   من أهل السياسة  والثقافة؟
6
استأجر رجلٌ   حمّالا  ليحْمل له  قفصا فيه قوارير مقابل أن يعلّمة ثلاث خصال ينتفع بها في حياته  فحمل الرجل الحمال القفص فلما   قطعا ثلث الطريق " الثورة " قال هات الخصلة /و الحكمة للأولى . فقال له صاحب القوارير  :
_ من قال لك : ان الجوع خير من الشبع فلا تصدقه . فقال الحمال : نعم
فلما بلغا ثلثي طريق " الثورة " قال الحمال لصاحبه أبو  القوارير : هات  الحكمة الثانية . فقال صاحبنا ابو القوارير .
_ من قال لك : أن المشي خير من الركوب فلا تصدّقه . فقال صديقنا الحمّال : أي نعْم .. نعم أي نعم ...
فلما وصلا الى باب دار صاحبنا أبو القوارير قال الحمّال لصاحبه "الحكيم"  :
هات الحكمة الثالثة . فأجابه أبو القوارير الإنتهازي الثوري الـمُتذاكي :
_من قال لك أنه يوجد على أرض البسيطة حمالا أرْخس وأرخص منك فلا تصدقه
فما كان من صاحبا الحمال الجُحائي  إلاّ  أن رمى القفص بقواريره  على الأرض مـُخاطبا  ومُعـزّرا صاحب القوارير الإنتهازي المتذاكي قائلا له :
_ من قال لك أن في القفص قارورة صحيحة فلا  تصدّقه ..."
7
أنا الآن صدقت الحمّال الجحائي  ... وإن   هي غابت عني معالم "طريق الثورة" ولم أحزن لأني أحبّ الخسَارة   والخاسرات والخاسرين ... أخذتُ اترحـّـم على روح" جحا" الذي  هو عند العرب " دُجين " ..و الذي هو  " نصر الدين خوجة " عند الفارسيين  و الذي هو " جاهان " عند المالطيين  ... و الذي هو " جيوكا / جيويفا " عند اُلاطاليين ..قلت لي   وأنا أغادر شارع " الزعيم الوطني ":
اكبر  خَسَارات العَرب في حُروبهم جميعُها على الإطْلاق  هي "الحرب الحَضاريّة الأولى"  التي خَسروا فيها  "جُـحا ".. الحكيم
8
للكلمات طُعوم  وأكسية وأمْزجة وبوصلات  و عطورُ .. وأنا تعجبني كلمة
" الجوقة "   وان اقترنت " بالتعاسة " و"الـمُتْعَــسين" . أنا الآن بي شهوة للرّقـص ...    إن كنتَ تفْهم فاُفهم.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث