vendredi 28 novembre 2014

اُلْـخيْتَعُور لاَ

(   خُنتم الشّهداء " أحياء"   هل تخونوا الشّهداء" أمواتا

لا تنْتــخِبوا الخَيْتَعُور.
اُلْـخيْتَعُور لاَ ...
لا لِلْخَيْتَعُــــورِ

·       
اشارة   أولى  :" انّ التّــكليف هو الذي عجزت عنه الجبال ومن
 جملته: أنني إذا رأيت القدَر يجري بما لا يفْهمه العقل، ألزمت العقل الإذْعان للمُقدّر (...) خُصوصًا فيما لا يعلم العقْل معْناه..."
صاحب  " نهر الدّموع ":  بن الجَوزي
اشارة ثانية :
" واني وجدت الطاعة مع العدل  ولا طاعة لمن لا عدل له ..."
كتاب " وصايا الملوك"  علي بن دعْـبل الخُزاعي
·       

مجنون شارع بن خلدون :


قال مجنون شارع بن خلدون في سّرة العاصمة التونسية  ذات يوم من شهر نوفمبر 2014 وهو في أتمّ مداركه اللغوية ... لا يلغو :
"كَم وكــَـم من الخَلق السياسي  " جَنــوا على مُلْكهم - بفاحِش أنانيتهم - و أراقوا دماءَ دَوْلـتهم – بصَغَار نُــفــوسهم -  وهدّموا ركــْن سيادتهم ... خدمةً لسَادتهم و نكايةً بخصومــهم من إخوتهم في التراب والنشيد الوطني العتيد  للشّعب الأبيّ  الـمُريد  فغفلوا أيما غَفلة  عن عموم المقاصد العامّة التي للصالح الوطني التونسي  العام     فالحذر كلّ الحذر أيتها الحرائر ... أيها الأحرار .
( ثم التفتَ الى الجدار  وأخرج من جرابه الجلدية كتابا ... لم أتبين عنوانه  ووريقات  زيتون. وريشتي حمام  )
وقال :
حذار : أن تنتخبوا "رئيسا" لكم جرّبتــموه ( فكانَ مَا كان )  ولا حكومة  تعلـّـمت الحِجامة في رؤوس اليتامى منكم  وإن أنتم لستم من يتامى التاريخ   . ذاكرة التاريخ ذئبة لا ترْحــَم...  والعَاراتُ تـَمتدُّ إلى سُلالة السّلالة .  أنا وحدي   يتيمكم ... وأمي يتيمة في الجبانة ... وشكري  بلعيد شاب الشهداء يتيم في الجبانة بدمه صارخ يصرخ متضرعا   لسيدي ربي   يطلب لتونس الخير ... ويقول "راني مسامح " . هو حرّ و سامح وأنا حرّ  والله ماني مْسامح ...  " وقرأ من ورقة منتزعة من الكتاب :
" نظام ملكي في مظهره  ..ديمقراطي في روحه جمهوري في نزعته ... هو ألذّ من الصّحن التونسي.. لا  تنتخبوا "رئيسا" لكم جرّبتــموه ( فكانَ مَا كان )
انتخبوا رئيسا لكم ... لا مُتروّسًا  عليْكم.
لا تنتخبوا الخَيْتَعُور.
. الخيتعور لا ...
لا للخيْتعُور  ))
اجتاحتني رغبة غريبة في البكاء ... وبقيت تتردّد في ذهنى كلمات ذلك الشاب التونسي الوسيم  الذي  توغّل  في الحزن ودارتْ في عقله الدوائر  لإغتيال " شاب الشهداء شكري بلعيد ... ولم تستوقفني حينها كلمة "الخيْتَعُورُ"
تسللتُ الى "دار الثقافة بن خلدون وفتحت كتاب " المَصون في سرّ الهوى المكنون " للقيرواني اذ كنت أزمع كتابة ورقة "عن الحب ... في الشعر التونسي  وفُــوبيا  ضياع المَحبوب " فانزلقت ورقة من الكتاب كنت قد دونتها بتاريخ 20 مارس 1991  سنة صدور كتابي " كتاب الجراحات والمدارات " دونّت  حرفيا _ وقد فاتني أن أدوّن عنوان المتن_ الذي تعود اليه :
"حيثُ خُولِفَ بينَ النّاس كلّ الخِلافِ قد ائْتلفُوا كلّ الائتِلاَفِ فصارت لكل طبقة من طبقاتهم منزلة يقف عندها وصناعة ينتحلها فسدّدوا الخَلَـلَ وعدّلوا الميل وترافقت أيديهم وتعاونوا على مساعيهم ومعايشهم وتساوَوْا مع تباين تلك المنازل بينهم في منزلة القصور والفاقة ولجؤوا إلى ظلّ المُسالَمَةِ والمُوادعة وذلّ الأخْفَضُ للأعْلى طلبا لما في يده وحنا الأعلى على  الأسفل ضرورة إلى خدمته واقتضى ذلك أن يكون فيهم ملوكٌ ( رؤساء )  تحمي الذّمار ( الدّيار) وسوقة يلتئم بهم الشّمل فاستقرت كل فرقة بمكانها فالملوك
( الرؤساء ) في الأمر والنهي والحماية والذبّ والوزراء في التّدبير و جمع الفيء والكتّاب في حفظ الدواوين وتسْديد المكاتبات والعمال في عمارة البلاد واستدرار الارتفاق والجند في سدّ الثغور وجِهَاد العدوّ والقضاة في إقامة ميزان القسط وتنفيذ أحكام الدين والتجار في التّجْهيز والجَلبِ والعوام في المهن والحرف ولم يزل كل منهم مستعينا بغيره فقيرا إلى من سواه صعودا من أدناهم إلى أعلاهم وانحطاطا من أعلاهم إلى أدناهم حتّى  اطّرَدَ هذا العَالَمُ على ما هوّ عليْه من ارتِباط أبْعَاضِهِ وأجزائه وإحكام وضعه وبِنَائِهِ وهناك بيانٌ أنّ رحْمَة  الله في هذا التقدير الحكيم والتدبير المستقيم نزلت على العموم ووصلت إلى الجمهور "
·  

سمو دَوْلَةِ مَعاليه ... يُعَالجُ لِحْيتَه لإرْضَاء العَامّةِ

" قرأتُ في كتاب " الوُزراء" لإبن عبْدوس -هكذا قال صاحب " يتيمة الدّهر " مُعلّمي أبو
منصور الثعالبي:" فرّق الفضل بن سَهل( وزير المأمون ) عيونًا له من نُصَحائِه في البُلْدانِ وأمَرهُم أنْ يَسْألوا (النّاسَ) عَنْ   عُيوبِه  فعَادَ إليْه واحدُ منْهم فأخبره أنّ وفْدا وفَدَ على
المَأمون قالوا:ما رأينا مثل هذا المَلك جلالةً وعقْلا ولا مثْل وزيره كِفايةً وفضْلاً لولا أنّه شابٌّ ومن شَأن المُلوك أن يسْتَوْزروا المَشايخ الذين اجْتمعَت لهُم إلى العِلْــــمِ تَجْربةٌ وإلى الريّاسَة حِكْمةٌ فاحْتَجب الفضل ثلاثة أيامٍّ يُعالج لحْيتَه ثّم ظَهر للنّاس وهي بيْضاء ". كنت قد كتبت في الحاشية :
قلتُ يا للسّياسَة والأقنعة ...واللّحَي  المُسْتَعَارة . الكفاءة لا تكفى فلابدّ من شيب اللّحيّة . فلْتَشيّب لحْيتك أيها الطّالب للكرسي السياسي   وسدّة المُلْك ولا عليك  فانّ العَرب
تسمي " الشّيْبَ رَغْوة الشّباب " .
·  
"سأل رجل بعض حكماء بني أمية : ما سبب زوال نعمتكم ؟
فقال : إنا قد شغلنا بلذتنا عن تفقد ما كان تفقده يلزمنا ووثقنا بوزرائنا فآثروا ( منافعهم ومصالحهم  ) على منافعنا  وأمضوا أمورا دوننا أخفوا علمها عنّا وظُلمت رعيتنا ففسُدت نياتهم علينا  ويئسوا من انصافنا فتمنّوا الراحّة لغيرنا وخربتْ معايشَهم فـخربت بيوت أموالنا وتأخّر عطاء جنْدنا فزالت طاعتهم لنا واستدعاهم مخالفونا فتظاهروا على أمرنا وطلبنا أعداءنا فعجزنا عنهم لقلة أنصارنا وكان أول زوال ملكنا استتار الأخبار عنا " . كتبتُ على الحاشية من تلك الورقة حينها بخطّ معوج  :" هذه العبارات كان يمكن أن يكتبها الحبيب بورقيبة ...حين شملته " حركةُ نقْلة اكراهية ". هلك الذين هلكوا بما توهّموا أنهم امتلكوا .. وان كان للوهم فوائده ... الصحية للتوازن النفسي _ العاطفي على وجه الخصوص ..

·  
لم تفارقني صورة الفتى التونسي المتوغل في عقله  في نهج بن خلدون ..فقررت أن أفتح بعض معاجم اللغة  اذ قلتُ لي لعل لكلمة " الخيْتعور " دلالة قد سقطتْ من ذاكرتي اللغوية   أو أني لا   أعرفها أصلا .؟
فأجابني علماء اللغة بأن" الخَيْتعور انما هو "المتقلّب"  قلْبا وقَولاً وعَمَلاً    . وهي عادة الموتورين من الخلق كما هي طبيعة " الحاكم  بأمر الله "  كما صورته الرواية الرائعة للمغربي الجميل شخصا ونصا بنسالم حميش . وقد تمثل السادة أهل المعاجم الأجلاء بشعر الشاعر" آكل المرار " حجر بن معاوية :
" كل أنثى وإن بدت لك منها _ أية الحبّ . حبها خيْتعور" .
قلت لي الآن فهمت ... فهمت الآن " الحكيم المجنون " ضد " مجانين الحكم "
وقلت بيني وبين الجدران: " لا تنتخبوا الخيْتعور.
الخيْتعُور ...
لاَ
لا للخيتَعور " .. ومع ذلك لم أكن قد فَهمْتُ بعدُ لماذا  يرافق " الفتى الخلدوني الوسيم "
و في جرابه كتاب و ريشتا حَمامٍ   ووريقات الزيتون تحديدا وهو يصرّ أن يشاهدها منه العابرون ؟
" كان نوح عليه السلام قد بعث بحمامة ليستطلع أخبار الطّوفان فعادت بغصن الزيتون فأدخل ذلك الأمن على النفوس الخائفة (...) ومنذ أقدم الأزمان لا يزال غصن الزيتون شعار من شعارات السلام وبشير من بشائر الأمان..." هكذا ورد المكتوب في كتاب " أسرار التداوي بزيت الزيتون " للدكتورة وفاء عبد العزيز  بدوي
أنخابٌ.. كتابٌ .. سلامٌ  ووردَةٌ



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث