vendredi 29 août 2014

هديتي الصينية لبعض " ترّاسة" النخب السياسية

هديتي اُلْصينية  لبَعْض "ترّاسَة" النُّخْبَةِ السّياسيّة:
" نشيد سُو- وو  يَرْعَى الأغْنَام "
و"عقْدَة البيْض المَسْلُوق"



اشارة :
«  Entrainer  l’ esprit   pour éduquer  le cœur »
«   commencer   par soi-même »
«  Au-delà de la religion » Fayard ,Mars 2014
Tenzin Gyatso (14e dalaï-lama)



" الغَضَبُ هو أن يُعاقب الغَاضِب نفْسه بِعُيوب اُلْآخَرين" هكذا كان يقول ضِمْن ما يقول الفيلسوف الأكبر للتّنوير الأوربي الألماني كانط حكيم كوسيبرج الرّائع ( 1724 _ 1804 ). وأنا لستُ في حالة غضبٍ .. لأنّ كل شيء عندي على ما يُرامُ . صيدلية العاطفية عامرة .. قلبي مُنْضبط  . جيبي عامرٌ بالأموال الوطنيّة . أتجول بين المكتبات والمدن التونسيّة ... لا أمَر يهدُّ كياني وكيْنونتي   تَمَامُ  التّمَامِ  .إنْ أنَا لسْت بالفَرحِ فإنّيَ  دائمًا عَلَى وشكِ الفَرَحِ  ومَا ليس على مَا يُرام أكْنسه بِرفْق من حَياتي وعلى طريقة الزّهاد المُجلّين للحياة القُدامى والجُدد  المُحْترزينَ من التّشْكاء والتّبكاء .وإذا صَادف أن أغْضبني أحَد الخَلق  و الخلائق فهمَمْت بقتله من خيالي اكتفيتُ بكنْسِه من ذاكرتي التي درّبتها وإنْ بمشقّة على الإنتقائيّة الجمالية دون حِقد  و تذكّرت حكْمة بعض أهلي من الحكماء القدامى وانْتَصحت بنَصحائهم الثّمينَة   من مثل قولهم " الغَضَب غُول العقْل " .فأقول لي  ما ينْقصك غير أن تُطلق غُول نفْسك عليْك  رفقًا بِك . كنْ صَديق نفسك . وامْتثل   لحِكْمَة اُلصّابرين  بلا عُقدٍ. وازْهد في الدّنْيا   بجمالية عاليّة بلا خَوفٍ  ولا تَطمْع في الآخرةِ بلا يَأس  مَدْروس . الموت والحياة بين أصابع الرّحْمان لا تَكُنْ جلاّدَ ذاتك .. ارْحم نَفْسَك  وان كان لكلٍّ من الطّمع والخَوف واليأس فوائده كالتي للثّوم والبَصَل والباذنْجان والفَاصوليا والحمّص المقلي والفُستق واللّوز الفواكه الجافة المُسببة " للريح " المُعين على " الباه" والنّشاط المَفْصلي لتنشيط الغُذروف  وتسْريح المَفَاصِل . وما يعْرفُ سِرّه الصيَادلَة الأجلاّء وأهل العِشَابة  الأجلاّء والأطِبّاء الأجِلاّء  وما وَرَد مُفصّلا ومُجْملا في كتاب:
" مُفيدُ العلومِ ومُبيد الهُموم " ...لأبي بكر الخَوارزمي
"كثر الهمّ يُضْحك." وأنا أضْحَكُ بلاَ هَـمّ.  البلد الذي قيل
عن شعْبه بكَونه " صَلاّب الأسود " بشَهادة غُوستاف فلوبار في رائعة "سلامبو"   تتَلاعب بتاريخِة القرود ..  لذلك امْتشقت تونسيتي البَديعَة   عنْد هذا الفجر المُتوسطي وشَرعت في الضّحك  لأكثر من سَبَبٍ من ذلك أني نسيت أن أهديني أو أهدي من أحبّ وردة آخر الليل وأنا  صاحب صاحبي "شقيق الورد"   أو أن أسأل بن خلدون عن أحوال إقامته في ذلك المُثلّث الهندسي الذي يليق بالمُدن "الإنْضباطيّة" . كم يتخّفى العُنفــي وراء الجَمالي  كما يتخفّي اللّصوصي وراء القانوني  ويخفّى  الإستبدادي التّكراري  وراء  الإنتخابي  .   بعد تأمّل ليس بعَابِرٍ  لأحْوال هذه الأرض التي بحجم جلد الغزال كما يحلو لنرجسيتي اللغوية وحكمتي العُشبيّة أن تسميها تأكد عندي صدْق قول القائل  " الهُمومُ إذا تكاثرت سقَطت كلّها ". قررتُ أن لاَ همُوم لي في أرض غزالي الشخصي  .  لقد  أُمْتِحِنْت  في حياتي أكثر من مرة وسقطتُ مع هُمومي  المرّة تلو الكَرّة  ثم غَافلتها تلك المِحنُ والهمومُ  ونهَضت وقد تخففْت منْها واحدة  واحدة..  حين تذكّرت طاقة الشّعُوب على النّهوض فاعْتبرت أنّ فَهَرسْت أعْضائي الشّخصيّة هي شعبي الشّخْصي الوَحيد  وإنْ لم أرْفع أنا من مَعنويات أنْسجتي الشخصية  وخلاياي الشّخْصيّة فلا أحَد من البرّ البّراني بإمكانِه أن يذود عني عند الحَاجَة مهْما أخْلص في نواياه  وصدق في وعوده والتزم بعقوده المُختلفَة معي . هل يمْكِن لشعْب أن يَهْتدي ببوصلةٍ  قدّت على مِزاج سِواه ؟ " أنْ تكون  صديق نفسك " لا يعني أنّه يجب أن تُعَادي سِواكَ وإذا صادف أن غفلت  أوتَغافلتَ عن الحكمة  الحَذرة الداعية إلى فضائل " اليقضة"  و"الشك المَرح الذي لا يفوّت عليْنا فُرصَ العَملِ  " وفَرك العَيْنيْن من طوافين الصّورالمُتلفزة  للأفّاكين الجُدد والأفّاكات
الجَديدات و غسل الأذنين من أحاديث الساسة المرَدْونَة  في الإذاعات  وكففتَ عن حثّ الشّعب.. شَعْب الأعْضاء الذي هو منك .. وإليك .. حثّه  على التسلّح "بالحس التاريخي" و"بنومة الذئب الحذرة "    فإنّك ستكون ودون أن تَدْري قدْ شَرعْت في التّقَهْقُر الصحّي والسياسي والعاطفي والحَضاري  بعد أن يكون قد أصابك مرض الصيني " وانجْ مِنْج " الذي أقترحُ تسميته  فيروس " البيْض المَسْلوقِ " . هذا الحكيم الصّيني "المغضوب عليه " ( المولود في بيكين 1934) الذي طالما حذّرنا  من تبْذير " الفُرصُ التي بَاركَها التّاريخ " فعْلا كم أهدانا التّاريخ من هديّة  نحن أهل تونس مثلا لكننَا لم نُدرك القيمة التّاريخيّة لهديّة التّاريخ ونعرف     أنّ الهديّة  النادرة  إنما هي "صابون القلب "  كما تقول حكمة الأوراق القديمة  غير أننا أظهرنا  تونسيا وعَربيا وإسلاميا مهارة فائقة في عدم  الإلتفات العاطفي إلى قلوبنا  وعقولنا ومَلَكَة الجَمَال  عندنا  فأخذنا " فيروس البيض المسْلوق"  رغم حرص الكثير من السّاسَة عنْدنا  على تنْويع سِلال  بُيوضِهم هنا وهناك .. غير أن الأفاعي تبيضُ أيضا . وهي وإن لانَتْ ملامسها ونَعُم جِلدها  تلك الأفاعي  ففي أنْيابها "العَطَبُ عند التّقلّب" كما يقول الشاعر عنْترة العَبْسي وهذه هديتي الصينية  لبَعْض ترّاسَة النُّخْبَةِ السّياسيّة التونسية  ضد الثقافة الانْضِباطيّة القاتلة للفِكر في الدّماغ  :
" والدِي عالم مَوهُوب واسِع المَعْرفة يَعلم غيْره دُون أدنى تردّدٍ . ومنذ سنوات عديدة علّمني ودرّبني بنفسه متمنيا أن أصبح متكتمل القُدرة والكفاءة . لقد علّمني الأدب وكان شغوفا بكتاب :" ثلاثمئة قصيدة من عهدأسرة تانغ ". وتحت رعايته أصبحت قادرا على قراءة هذا الكتاب بطلاقة من بدايته إلى نهايته ولكن كلما حاولت قراءة كتاب جديد اغتاظ مني وسألني باحتجاج  :
_ هل تعتقد أنك قد أتقَنْت جميع القصائد الثلاثمئة؟ هل اكتشفت جميع أسرار القصائد وأفكارها وطريقة نظمها ووزنها وقوافيها ..واستوعبتَ تنقيحَ أحْرُفها ومَعانيها وأسلوبها ..؟ هل تفْتخر بأنّ قَصائدك أحسن من قصائد الشّعراء المشهورين (...)؟ وهل مستواك في نظم الشعر قد تجاوز مستوى هؤلاء الشعراء القدامى والأساتذة .؟ وهل تعتقد أن قصائد أسرة تانغ قد مضى زمانها ؟
ولقد علّمني الغناء وكان النّشيد الذي شُغف به أكثر من غيره هو " نشيد سو- وو يرعى الأغْنام " فكلما حاولت أن أتعلم نشيدا جديدا عنفني قائلا :
_ غريب أمْرك .. هل تعْقد أنّك أجَدت تَمَامًا غناء نشيد " سو وو يرعى الأغنام" ؟
ودرّبني على القيام بالتّشكيلة الأولى من التّمرينات الريّاضية على نغمات موسيقى الإذاعة. وكلّما هَمَمتُ بتعلّم تشكيلة أخْرى وبّخَنِي قائلا:
_ عجبتُ لأمرك هل تعتقدُ أنّك اكتفيتَ من أداء التّشكيلة الأولى من التّمرينات ولم تعُد بحاجة إلى مزيد من التّحسين والتّكرار؟ أكانت التشكيلة الأولى غير ملائمة لك وأنت قصير القامة لا تزيد عن 160 سم ؟
ثمّ أطْعمني البيْض المَسْلوق . وكلّما اقترحتُ تناوله مقليّا أو شيئا من المرطّبات أنكر عليّ قائلا:
_هل استنكفتَ عن أكل البيض المسلوق؟ هل طمعت في ترك البيض المسلوق الّذي زوّدك بكميّات كبيرة من السّعيرات والبروتينات الحيوانية وفيتامين أ و د ؟
وتحت "هل" والدي البليغ هذه لم أقرأ إلاّ كتابا واحدا هو " ثلاثمئة قصيدة من عهد أسرة تانغ" ولم أحفظ إلاّ نشيدا واحدا هو "سُو وو يرعى الأغنام" ولم أقم إلاّ بالتّشكيلة الأولى من التّمرينات الريّاضية على نَغَمَات مُوسيقى الإذاعَة ولم أتذوّق إلاّ طعْما واحدا هو  البيض المَسْلُوق" .أرجو ألاّ يطْعَم الشّعْب التُّونسي في سنواته القادمة غير " البيْض السياسي المَسْلوق " وأن لا يكتفي بسماع نشيد واحد مثل ":  "سُو وو يرعى الأغْنَام". أرجو لتونس النّاخِبة ألاّ تَذْهَبَ كمَا ذهبتْ  منْ قبل في " اتّجاه العَريس القَديم"  . لقد تعلّمنا من "حكمة البيض المسلوق " التونسيّة   كما اُلْصينيّة
أن  "المُؤقت" والمَوقُوت عنْدنا هو الذي يَدُوم.
والسّلام عليكم .
السّلام عليكم .

السّلام عليكم .وبارك فيكم وكثّر منْ أمْثالكم .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث