lundi 28 juillet 2014

"فابريكا" أعْشَاش اُلْغُرابِ و "الحَرب اُلْعالميّة ضّد أرْباب الإرهاب"

"فابريكا" أعْشَاش اُلْغُرابِ و "الحَرب اُلْعالميّة ضّد أرْباب الإرهاب"

( أمّــهُم اُلْصنّافــة  للشّعُوب  وحِكْمة تَقْطيع  اُلـخــَـسّ بغير سِكّين . )



·     
سليم دولة  ( الكاتب الحُر _ تونس) ( خاص بجريدة المغرب )

اشارة من صحافي عِبري :
" ان الأمريكيين جيدون في صناعة الأفلام لكنهم أقل جودَة في  الواقع "
·     
أوّلا : أنا أحترم  الحضارات على اختلاف مشاربها وأعشق فنونها وآدابها .. لكني احتاط من
" الحكومات" المفْسودة و"المجرمة" في حق شُعوب العالم وفي حقّ شعبها  هي وآدابها .ما يشيّده الفِكْر الخلاّق والفنون والآداب يمكن أن تفسده في لحظة واحدة الحكومات الفاسدة و " الدّول المارقة " ..
ثانيا: عبارة " الحرب العالمية ضد الإرهاب " ليست لي . إنـّـها "للحكيم " الكبير بول بريمير الأمريكي مُــهَــنْدُس" العِراق اُلجـديد".
  ثالثا :
قَدْ تَــفْسُد الحَضارات  الكُبرى بالتّفاصيل الصّغرى  التى كانت قد صلُحت بها  من قبل .( احترام الذات البشريّة والإقرار بالعبودية إلا لله ... والله وحده ) سدا للطريق أمام آليات   اغتراب الإنسان أمام  الإنسان وتحصينا للذات البشريّة  من كل أشكال اُلْإستِعْباد . غيْر أن لإصحاب" قارون الجديد ( رمز الطغيان المالي )" و "هامان الجديد "
( رمز العسكر)  "وجندوه الجُدد"( أدواة البطش بالشعوب) رأي آخر وحيّل أُخْرى ...في التّصرف في ما أمر به الله بشكل انقلابي.  
·     
من حقّ أي حَضَارَةٍ  منَ الحَضَارات  أن تَعْتقد في نفْسها..  أن تــدّعي لنفسها  كما سائر  الحضارات المؤسسة
احتكار "المُـــطْلق" مُعتبرة نفسها هي  المركز وما سواها  أطْراف ومُويـْحِيطَاتٌ   وما يــَسْتلزم هذا الإعتقاد  بالضّرورة  من أشكال وأنواع  الإحتكارات الأخْرى كما احتكار المقدس  و" خدمة الله "  
و" نزاهة الضمير" ونظافة الأيدي " وسلامة السّريرة "  كما ممارسة  العنف " الشرعي"  ضد  "العنف الإرهابي"   كما التّفرّد بالفَهم  و الذكاء والمعرفة والتخيّل  لكل ما يَدُور في الأكوان والمَجرات  والكواكب والتفرّد  بـمَلَكَة الفهم لكلّ ما جَرى ويجري وسوف يجري في
اُلْـمُـــحيطات وعلى مدى القرون القادمة ... ناهيك عن المَسْك المعرفي الأنتروبولوجي _ التّاريخي _ النفسي _ السياسي الذي يُــكوّن القاعدة الأساسية" للشخصية الأساسية" للشّعوب والمنتظمات الحضارية المقابلة  أو الموازية  و  كلّ ما يعْــتَـمِلُ في كل المجتمعات على
 اختلاف  عاداتها و ثقافاتها  ورؤيتها للعالم   والمسْك بناصيّة دياناتِها  على تنوّع  مِلَلِهَا ونِحلِها  ونمط إقاَمتها في العالم وباخْتصار "الحضارة الغالبة"  دائما   كما هي أمريكا  اليوم تريد
أن تكون سيدة الأكوان و " ميتَا _ فيزيقا العالم "  حسب
 المعني الإشتقاقي لكمة " الميتا_فيزيقا "  وفق النّحت اللغوي اليوناتي الأصيل ... والذي لا يذْهب بالكلمة
إلى " ما وراء الطبيعة " وفقا للتصوّر الهندسي وإنما تعْني مَا يتَخَلّلُ الطبيعَة ويتَسَامَى عليْها في آن . ما من تسامٍ ممكنٍ  واسْتعلاء  على الخلق  بغير  التّلاعب النّسقي بالتّاريخ  العام  للبشرية جمعاء  واحْتكار المَعرفة وإشاعة الجَهل   الضّروري لفلاحة الغفلة عند الشّعوب ... والّتجَهيــل بالتّاريخ  الكَوني لتكّون  المجتعمات  وتشكّل الحضارات  والصرا عات  على حقيتها  زمن قوّتــها وحين تفكّــكها وانــــحلالها. المعرفة بالتاريخ وبأسباب تكوّن الحضارات و"صعود الأمم" وانحدارها  وبالتالي زوالها هو ما يـُخيف "الدكتاتوريات المسلّحة" وربيبتها "الديمقراطية المزيّفة"   _ يا لرُهَابِ السّقُوط  _لأنه يذّكّرها بسُلطة " الفراغ الأعْظم " وفق عبارة العظيم الألماني هيجل  الذي سوف يعْصف بـها  هي بدَوْرِها . حين  حطّم الرومان قرطاج وذرّوا الملح على أرضها   "وجَدَت روما نفسها في مواجهة الفراغ " تقول وقائع التاريخ المتبصّر . ثمة عبارة دالة قد وردت كَعنوان فَصْل منْ فُصول كِتاب ذاك الأمريكي بول بريمر  " عام قضيتُه في
العِراق " " والعنوان هو " لا تزعجنا بالتّاريخ" .  سوف أسكت عنها لنُصغي   إلى سُــمو سيادته وهو يَسْتحْضِر التّاريخ ويتملّق الذّاكِرة الحَضاريّة للعراقيين ولنقارن بين الموعود به  والمقدور عليه فعليا  بالنسبة للعراقيين  والمحلوم به أمريكا   أمريكا ضمنت " أمن اسرائيل " و خزائن "الذّهب الأسود" وعقود إعادة ما خرّبت  هي في العراق   . العراق
يَشْــهد عودة المكبوت   بين " الملل والنّحل " والصّراع على الهويّة العقائدية   و تَفكك" الدولة الوطنية". يقول "خبير الإرهاب"  كما يصف نـَــفْسه وهو الإرهابي  الأكبر  وهو يودّع العراق في عجرفَة من عَجرفاته اللّغويّة  الكثيرة  والتقّول على التّاريخ  ماضيا وحاضرا ومستقبلا .. يقول حرفيا في الفصل الرابع عشر الموسوم بعُنوان " العراق السيّد " يقول " أيام الطاغية ( صدام حسين ) ولّت على غير رجعة. ستنتصر العدالة . العدالة التي تعتزّ بها بلاد مابين النهرين منذ زمن حمو رابـي." قال. قلتُ : أهلا .  هل انتصرت
العدالة ؟ قال "اليوم بات العراق   موحّدا ليس عن طريق الولاء القسْري للطاغيّة بل برؤية مُشتركة للحُريّة" . قلتُ  أهلا وسهلا  ؟   " الحرية لكلّ فرد عراقي رجُلا كان أم امرأة عربيّا كان أم تٌـركمانيا أم كُرديا .سنيّا كان أم شيعيّا .. مسيحيا   أو مُسلما " قال . قلت أهلا . هل  حقا أصبح العراق موحّدا ؟   إنـــني لا أخاله إلاّ وهو يردّد بينه وبين نفسه : الآن تم تفْتيتُ هويتكم و أخَذ عِراقكم السّعيد  سبيل التفّكك الى "دويلات" كما حلمَت  لكم  أمْــريكا وبالطبع اسرائيل والعاقبة لجارتكم ... وجارة جارتكم . أستودعكم بركات" السيّد الرّب الأمريكي"  الذي زار السيد بوش وحباه بعطفه الرّحماني فشكر هوّ نعمته للعالمين فنطق من
حيث لا يشْعر أو   يشْعر فقال :" لأول مرّة أشعر بأن الله في البيت الأبيض "  .  افترسوا بعْضكم  بَعْضًا  . غير أنّ لتَعَاسة الكِياسَة  الدّبلوماسيّة الخَادعة حيّلها وتملقّها العاطفي ببراءة ملائكية زائفة  لا تنْضَب : قال :
 " جنودنا قدموا  إلى العراق لا  لشيء سوى الإطاحة بالطاغية والمساعدة في إعادة بناء البلاد  وإعادة النظام" . قلت أهلا وسهلا : لا أملك كفاءة التّعليق .. على هذا الكلام الأنيق ؟
قال " ستبقى قطعة من قلبي دائما هنا في بلاد مابين النهرين الجميلة بودْيانها الخصْبة وجبَالها السّاحرة وشعبها الرائِــع ." قلت   أهلا و سهلا   وسلامة قلبك  يا سيد "فابــريكا" أعْشَاشَ الغُرابِ وكتائب الإرهاب  . قال  " وبوصفي دارسا للتاريخ تعمّق إحترامي للتّاريخ الذي يفْخَر بــهِ العراق" .  قلتُ   أهلا   وأهلا   " و لأنني عشتْ هنا عرفتُ لماذا كانت بلاد مابين النـّهرين منذ آلاف السّنين مَهْدا لأفْضل مَا في تــاريخ الإنسانية."  قلتُ : " كلام زينْ
و مَاكـو _ عْيبْ "  ولكن  إذا كان الأمْر كذلك  كيف يفسّر السيد البـــريمر   ذلك الشروع الأمريكي حين القصف الأول للعراق  بـــْضَرب المتَاحف والمواقع اللأثريــّة  التي هي مُلك الذاّكرة الجامِعة للإنسانية جَــمْعَاء .؟ وماذا يفعل الإرْهاب في صيغته المحليّــة هنا وهنا في جغرافيات الحُــزن العربيّة  غير فلاحة العنْف ضد الذاكرة الوطنية  وتـُحَف مَتاحف التّاريخ   . أليس هو الشّعور بالخّفة الحضارية القَاتلة  التي للأمْريكان   وشعورهم  بعارات  اللّقاطة  القاتلة  أمام عَراقة التّاريخ الضّارب في العَراقَة التي للعِراق العظيم ؟ أليس" رُهابُ التــّاريخ"  هو المحرك اللاّمرئي  لكل هذه الهِسْتوفاجيا ( اكل التاريخ )  عندكم  بمحاولة مــحوهِ  أو تسْـــريعه  قسريا كما " دمقرطة العالم " عندكم
 أو " أسلمته سياسيا " عند صنيعتكم . المفزعُ   التاريخي  هو مَا يحرّك كل حرَكات الإرْهابِ   محليّا وكونيا.  ألم تتوعّد أمريكا " بإرجاع العِــراق الى مرحلة القرون الوسطى "
و حتى إلى " زمن البدائيّة الأولي " أليس هذا هو حلم "الإرهاب الديني " في صيّغه المختلفة ؟  . أليس هذا هو الإرْهاب الحَضَاري  _ الذي نسْكُت عنه _  في أبسط وأعنف تجليّاته . ماذا فعلتْ أمريكا رغم فُـــتوّة وحداثة حضارتها غير أنـها كرّرت المَكْــرور على مرّ الدّهور من تاريخ  أكبر وأفحش الغُزاة  في العَالم مع فارق  لا يُضاهى في العُدّة العَسكرية والعَتاد , أمّا غاية الغايات من الاستعمار اُلْقارّي أو العابر للقرات  بالحروب   فهي واحدة : تفكيك وتــَفْــتيت أرض العدو  الثقافية قبل  الفيزيائية    وإعادة تَشْكيلها  وفق منْطق الرّغبة الجَامـحة للذّات الفرديـّــة أو الطبقيّة أو الحَضارية العامــة . فلنستحضر  الحدود والسّدود والقيود بين الأوطان العربية  التي رسمها الإسْتعمار كـقنابل قابلة للانْفجار في كل حين وآن   .  مرّت بذاكرتي  القرائية الآن عبارةٌ
لعبد القادر الرازي في " كتاب الأمثال والحكم "_ تستحضر سيرة وأسرار أشكال الإستعمار وضروب الإستحمار  :
" بالَ اُلـْحـِمار واُسْتَبالَ أحَمْـــرَةً "   . فتوالت   الأزمات في العالم   متوالدة تِـِـبَاعًا منْ  حلول ظالمة  لصالح  مصلحة شعوب على حساب  مصالح شعوب أخرى  . حلول  ملغّمَة لحلّ  أزمات سَابقة  وأخرى سَــبقتها  . كما هو شأن "الحرب العالمية الأولى"  التي سلمتنا للحرب العالمية الثانية  التي سلّمتنا للحرب " الباردة ".وما تلاها من الكوارث والعنف المفرط العابر للقارات والدينات و الثقافات  .
 يقول " الإرهابي اُلأمريكي  المبجّل بول بريمر "بشعريّة "  عاليّة قد أوصاه بها مترجمه العراقي الذي يصفه "بالمدْهِش ".يقول :"و أنهيت خطابي _يقصد  خطاب الوداع الاخير للعراق الـمُـحتل  _ بفقرات من الشعر ألقيتها باللغة العربية:
"أَسْتَوْدِعُ اللَهَ في بَغْدَادَ لِي قَمَراً 
                  
بِالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ
وَدَّعْتُهُ وَبِوُدِّي أَنْ تُوَدِّعَني 
                  
رُوحُ الحَياةِ وَأَنِّي لا أُوَدِّعُهُ
وَكَمْ تَشَبَّثَ بِي يَوْمَ الرَّحيلِ ضُحَىً 
                  
وأَدمُعي مُستَهِلاتٌ وَأَدمُعُهُ
وَكَم تَشَفَّعَ بي  أَن لا أُفارِقَهُ 
                  
وَلِلضَّرُورَةِ حَالٌ لا تُشَفِّعُه"ُ 
دون أن ينسي بأن يقول لنا السيّد بول بريمر ( بول البَعير  ) أن أبيات شعر التفجّع والصّبابة الموجوعة هذه هي لشاعر يخاطب زوجته  حين فراق من أجْل البحث عن القوت حين  جوع ومَسْغَبة . تُعود الأبيات للشّاعر بن زريق البغْدادي  ويحبّ أن ينْسبها بعضُهم إلى الوأواء الدّمشقي المهم أنّها لشاعر عربي وليست لسليل من سلالة قتلةِ "الهنود الحمر." لكن يبدو أن مُترجــمه  "العراقي جدا  "سليل "ابن العلقمي"  بتَر القصيدة   واختار له ما أراد  من أبياتها  كما بتــرَ هو  تــاريخ العراق كما اُشتهى وأراد . 
ولم ينْس السيد المبجّل  أن يذكّرنا  _ أيضا _ بقلق   زوجته (فرانسي) عليه ليقول لها من مطار  عمّان العسكري : " أنا في أمَان وحرّ وعائــدٌ الى الوطن ".  وسؤال أسئلتي حين هذا الحين : هل يمكن أن يكون حـُرا من يسْتكثر على الآخرين مـُجرد التّفكير في أن يَكونوا أحرارا ؟  هل يمكن أن يـَحْترم وطنه أصْلا من يـَحرم الآخرين من أن يكون لهم على هذه الأرض وطن كما الشعب الفلسطيني   ؟  هل يمكن أن يكون آمنا ذلك الذي حرَم  الأغـــيْار  من البشر أمْنهم وسلامهم   لـمجرد وصفه إياهم  بأنهم من الأشرار  ؟ أليس الإرهابي والإرهابي الأكبر  هو من يبحث له دائما عن شرير من سلالة "محور الشر" للانقضاض عليه باسم
" المُقدس المسلح " واُحْتكار كل آيات  القَداسة والرّبوبية أصلا .   هل أنّ الحرية " منْحَة " شيطانيّة " يجبُ  العقاب عليها  أم هبَة ربانيّة بِـكْسب إنساني  يجب رعايتها والحفاظ عليها  محليا وكونيا  ؟. إن ممارسة " الشّر " وكل ضروب التشرّر دليل على أن "الإنسان حر " على رأي الألماني رودنيجار  لكنه أبشع أشكال الحريّة  لأنه صورة للعبودية الـمُعَربدَة و المتنكّرة بقناع القّوة و العنجهية المسلّحة بأرقى ما أنتج عَرق العقل البشري   الزكي  من القيم السامية ( العدل والحرية والكرامة  وحقوق الإنسان . ) ولكن استعماله "الشيطاني" ... "الإستعماري والإرهابي"  لهذه القِيـّــــم هو ما يُفسد ثمار  "أوديسا "كدْح العقل الحَضاري .  هو ما يفْقد البشريّـة المترنـّحَة وزْنـها واتـّــزانـــها   فتُضيّع البشرية جـَمْعاء  مـِــحْـــرار  حَاضِرها  وبوصْلة مـُـــسْتقبلها ؟ فكم من "جُـــرعَة"  من العُنْف والصّهينة  و أمْريكا الصواعقية بإمكان العالم أن يتَحمّل ؟ . كم من جٌرعة من الإرهاب المسلّح  يمكن لهذه الأرض أن تتحمل ؟. الإرهاب  الحركي المسلح  تجربة تخوم قُصْوى  تذهب فيها ذات "المتطرف "  بعيدا عن المركز  لتعود  للإنقضاض على ذاك المركز بالذات  لتكون هي المركز الآمر بأوامره  ثأرا لجرح من الجراحات الحقيقية أو الوهمية . دافع من دوافع الإرهاب المركّبة والمعقدة  جرحُ في "الهوية السردية " الفردية أو الجماعية . تفكّك في  النظام العَلائقي  مع العالم  " من ليس معي فهو بالضرورة ضدي "  ذلك هو منطق " الإرهابي " . إن أعوزته الحيلة والعون الإجتماعي  يستمد " الإرهابي" العون من خَياله  المثبتّ على الحب المرضي المفرط لذاته أو الحقد و الكراهيّة المطلقة لذاته وللعالم وللحياة أصلا  وقد يكون " الإرهابي " وبِـجَهْلٍ مُطْلق بكونه مجرد أداة  من أدوات الجريمة تتحكمّ فيها  "يد لامرئية" ليست "ربانية_ ملائكية  " وانما هي لربّ شركة من الشركات العالمية بمالها العابر للقارات   وما أكثرها   في حين أنه يتوهّم بكونه ينفّذ "أوامر قدسية"   لنشر "الرسالة المحمدية" مثلا أو" البوذيّة" أو
" الموسوية " أو " العيسوية " مثلا . لأنقاذالبشرية.
الزمن الديني كما يفهمه الكثير من الخلق لا يبشر بغير التقدم نحو الخراب .. وقيام القيامة .أين الإيمان بعمران الأرض .. وفلحها زرعا وحرثا وسقاية حتى حين قيام الساعة ذاتها ؟ أين طاقة " المؤمن " على التفاؤل " .. واحترام أعمار الحيوان والشجر وحتى الصّخر الذي يلينُ فيسيل ماء .. لإسعاف الخلق من العطش . أطيارا وزواحف وبشرا وعشبا .. ما أكثر الداعين للخير وهم الأفاعي الزاحفة على الأمم مشرقا ومغربا ... لأنهم وجدو أنّ التّبرنُــس بُبرنُس الدّين  والتجبّب بجبة الدّين   مُدرا للأموال الطائلة ... والوجاهات الشّاسعة الواسعة .. ويفتح فروج الجواري وحتى ما تحت سُرَرِ الغلمان بلا حساب .
الإرهابي  هو في  الفردية  يمكن أن يكون كائنا يطلب
الشفقة والرّحمة ولكن بالطّرق الخاطئة والآثمة .لا يميّز العقل في استعامله  الإرْهابي كما  في  استعماله الامبريالي  كما في استعماله  الدغمائي _ المتعصّب  لا يميز  بين منطق الرّغبة والواقع  ولا بين الخطأ والخطيئة ولا بين  الوسيلة والغاية  .    الإرهاب مهما كان لونه ودينه وجنسه وغايته  ومبرارته 
النفسية والأنتروبولوجية و الإقتصادية _ الطبقية  إنما هو تصلّب في شرايين قلب المجتمع  والحضارة  وتوعّك  في  المغامرة المعرفية وتصحّر في العواطف  وهو في ماهيته
  
وتجلياته اكراه للآخَر , مطلق الآخر الحضاري أو الدّيني أو الجنسي اكراهَه  على أن يَكون كَما نـحِبّ له نـَحْن أنْ يكونَ  لا َكما يـحبّ هوّ أن يكون  وأنْ يُقيم في العالم –اذا سمحنا لهُ بالإقَامَة أصْلا _ كما نَشتهي ونـُريد له  نحن أن يقيم لا كمَا يـشتهي هوّ ويريدُ هُـــوّ  أن يـقيم . الإرهاب يـَرتــعب من التّاريخ ويخشى الجَمال والفنّ وتأمّل ما يتوفـّـر عليه العالم من فنُون   رائعة   مما  أنـــْـتَج  "الإنسان الصانع " اللاّعب " " الشّاعر " والخـــزّاف   والرّسام . هل بإمكان إرهابي وارهابي مسلّح  أن يُشيد بالمنجز الجمالي والحضاري  لأيّ شعب من الشعوب  ولحضارة من الحضارات  كما أشاد ابن الوردي    منذ قرون بالجمال  والإبداع الحضاري الصيني مثلا وهو المـسلم وذلك في كتابه " خَريدة العَجائِب وفريدة الغَرائْب " اذْ يقول  ضمن ضمن ما يقول "لأهل الصّين اٌلإبْداعُ في خَرط التّماثيلِ وإتْقَانِها وعمَل التّصاوير والنّقوش اُلْمُدَهِشَةِ كَالُأشْجَارِ واُلْوُحُوشِ واُلْطّيورِ واُلْأزْهَارِ واُلثّمَار وصوّرِ اُلْإنسَانِ على اخْتلاف الحَالاَت واُلْأشَكَالِ واُلْهَيْئَاتِ حَتّى لاَ يُعْجزهُم شيءٌ إلاّ الرّوحُ واُلْنّطق ثُمَّ لاَ يَرْضَوْنَ بِذلِكَ حَتّى أنّ مَصوّرُهم  يفْصِلُ بيْنَ اُلْشخْص اُلْضّاحْك مِنَ اُلغَضَب واُلضّاحِك مِنَ العَجبِ واُلْضّاحِك من اُلْسّرورِ واُلْضّاحِك من الخَجَلِ ..."  شكرا لأهل الصين  ولروح ابن الوَرْدِي وإنْ اُختَلَطَتْ عليّ الضّواحِك واُلْـمُبكيات و"البَواكي" والمخجلات " الخواجل " حينَ هذا اُلْحينِ  ...منْ مَصائِر " الأمّة " بينَ  اُلْأمَمِ  ممّا يَحْدثُ في غزّة _فلسطين اُلْمُحتلة  مِن "فابريكا الإرهابين" الفاعلين والسّاكتين والمُتواطئينَ من العِبرانيين
و" ألأعراب والأوربيين واُلْأَمْريكيين   . ورد في الشعر المنسوب للشافعي ما يشفي بعض غليلي:
" أرى الإحسان عند الحر دينا
  وعند النذل منقصة وذما
كقطر الماء في الأصداف درَّ
 وفي جوف الأفاعي ســمّا"
·     
من مخربات حياتنا السياسية والأخلاقية وانسداد أفقنا الحضاري في الكون  أن الكل يدعي ضدّ الكل  المعرفة"  بالديمقراطية " " والعلمانية " ... وبشروط الثورة .. و النهضة  و" اصلاح العقل" الفقهي والفلسفي والرياضي  وبتاريج بيولوجيا الأعضاء عند اليعاسيب  والذباب الذّكر و بالإسلام الحقيقي. كلّما سمعت أحدهم يتحدّث  مثلا  عن "حداثة الإسلام"  أو" رجعيته " تذكّرت العبارة الذهبية لأبي الحسنين الحكيم العظيم علي أبي طالب " لا تجادلوني بالقرآن فانّ القرآن حمّال أوجه " واعتصرتني حسرة عبارة الشهرستاني في كتاب "الملل والنحل " " ان الدّماء التي أسالها المسلمون في تحاربهم في ما بينهم اكثر من التي أسالوها في الغزوات "  وكذلك الحديث عن "الديمقراطية " المصدرة للعراق على  طريقة الماكنة الأمريكانية يقرفني من الحياة أصلا  وما يُعرض في الأسواق اللغوية . كل يتسوّق لِسانيّا من الدّكان اللغوي حسب  رغبته فنسقط في الغُلّو واللّغو القاتل . العيب لم يكن ذات يوم في الإستعمار ولا في أمريكا  ولا في تلك الإسرائيل حتىّ.  وإنـّـما الغيْب فينا . رحم الله القسنطيني _ الجزائري  مالك بن نبي حين نبّهنا الى مشقة " القابلية للإستعمار".   المطلوب القليل من الوضوح . أن تكون  "مظلوما" أو " فقيرا " أو
" جاهلا "  فذلك يمكن أن يكون إدانة للعالم لكنها ليست مزيّة منك على العالم  .. فحين أكون أنا الآن قد جانبت الصّواب فلا يعني ذلك بالضرورة أن سيادتك على  حق  أيها الصّادق مع نفسك  وربّك وتاريخك وشعبك . أليس كذلك يا أمة" الإفادة و  الإعتبار في الأمور الـمـُـشَاهَدَةِ والحوادث المعانية "  ؟أليس كذلك يا حراس " تعاليم تلمود العم صام"  
"باعوا لنا الوهم اشباحا مُتوجه
من ادمنوا القتل كُهانا وأعوانا"
كما قال   السيد  الشاعر الموجوع ( جويدة)  . هل ليَّ أن اتلهّــى الآن بتسميات " القيامة"  _ مثلا _ عزاء وسَلوة وسُلوانا لعدم توفّر  شروط إمكان العيْش "بكرامة الشّجعان" و تحيينا  لغسق  نــَــــــهَارات اُلْغُراب  وتعْجيلا "بالحَرب اُلْعالميّة ضّد أرْبابِ اُلإرْهَاب" لشراهتهم الفَاحِشة  لمصادرة مَصادر الطّاقة المرئية واللاّمرئية  في العَالم وفي سائر الأكوان  بتفقيس بُيوضِ غِربان الإرهاب هنا وهناك .
 الإرهاب ليس طبيعة . ليس " خليقة " وإنما هو "صنيعة" ثقافيّة مرتّبة  ومُركّبّة  و"صِنَاعَةُ ثقيلة" وراءها  صُناّعٌ ووراء صُنّاعِها " صَانِــعٌ " وهو "ربّ المال" وجنوده. لكنّ للتّاريخ الحضاري مَكْره : إذ يحدُث للصّانع أنْ يـَحتار في مَصْنوعَاته    ولولا القداسة لقلتُ أن "الخالق" احْتار في خلقه .المجتمعات التي تعيش تجربة الإرهاب إنما هي مجتمعات تعيش أعْسر وأصْعب إمتحانات الحريّة على الإطلاق كتَجربة وجوديّة  وأخلاقية وجمالية  وشِعرية  في حياة الأفراد والجَمَاعَات لاَ مكان فيها للاّمبالاة القّاتلة. " ان من يتنازل عن حريته يتنازل عن جوهر انسانيته " يقول جون جاك روسو, إنّ من لم يَكْدح ليكون حُرا  لن يعرف مَعْنى الحريّة . والخوف كل الخوف على المجتمعات  حديثة الإستقلال _ كما   تونس  والجزائر ... _ من "الخائفين من الحريّة"  أصلا وفق عبارة إريك فروم  و مُـحْدثي "نِعْمة الحريّة" ..كذلك وأيضا .يقول توفيق عكاشة :
'أرفع قبعتي أمام اسرائيل... وأقول للجيش، للشعب وللقيادة الإسرائيلية ـ أنتم رجال».  يعلق  القلم العبري  في عنوان مقال دال :  " "القاهرة أبعد عن غزة مما كانت عليه"
"هكذا تحمّس توفيق عكاشة، المحرر الرئيس في محطة التلفزيون المصري «الفراعين».  (...) انه يوجد لعكاشة حساب شخصي طويل مع" الاخوان المسلمين"  الذين اغلقوا محطتّه في عهْد حُكمهم..." .  أليس هذا هو "الإرهاب والإرهاب _ المضاد" ؟  أليس الدّال على الإرْهاب كفَاعِله والسّاكت عنه والمتواصينَ  على "رعايته الموصولة"  بحكمة  أمهر الطّباخَاتِ  حول" تقْطيع  الخَــــــسّ" لتحسن الإستفادة منه أكثر  .  تقول حكمة الطباخة الإرهابية : "لا بد من تقطيع الخسّ  بالأيْدي  مع تجنّب إستعمال السّكين لأن  ذلك يــبْقيه طازحا لفترة أطْول  ويحول دونَ ظُهور البُقــع البُنية اللّون التي تنشأ عن اسْتخدام السّكين "  كما تفعل "حكومات الغدر"  وأمريكا مع الإرهابيين .  عاشت الأمة الطبّاخة بيدها الخفية  . الصنّافة ... لإخْلاق  الشّعوب  عاشت أمّ الحُروب السّاخنة والباردة . يحدث للطباخة الصنّافة  أن تشتهي  تقمصّ سيرة قائد الأرْكْسترا لتجد نفسها في بيداء" الفراغ الأعظم  " لوحدها " تُلاعب الرّيح بتلك العصا  التي قُدّت من ريــح . تكون   تسمية     من نحت سُلاله مدينة  هيروشيما_ اليبان  وتعني  "الأركسترا الفارغة"       Karaoké   ..  
..    وليس صدفة أن تقول  العرب عن الحضارة التي تَطيحُ من أعلى قِـمَمِ قـِيـَّمـَـها ( العَدْلُ و اُحترام الإنْسان )  لقَد غَربتْ شَمسها  بظُلْمها  وذهبتْ ريحها مع  الرّيح . إن  حقوق الله  على الإنْسان في كّل الأدْيان  إنّــما هي حُقوق اُلْإنسان على اُلْإنْسان . أو هَكذا يبدو لي. كم يحذِقُ اُلْفِكر الطّماعُ اللّقيط  تحويل النُّقايَات الحضارية الرائعة  التي صنعتها  الشّعوب الكادحَة فكرا وبدنا  عبر القرون إلى نُفَايات . " قيمة الإنسان ما أحْقرها زَعَموها غاية وهي وسيلة"  قال الراحل العّزيز  نـزار. 
إذا كان للحرْب عندَكم موسيقى . موسيقى لتقطيع أوْصال الأطفال في فلسطين المحتلة وموسيقى للثّكالى وأخرى لعمُوم الموتى منّا ومنْكم "كيف يمكن النّوم مع تلك الموسيقي " أيّها "الخلق" مثلما يقول لِسَان " الغَريب " :
«
come si dorme con questa musica »Haut du formulaireBas du formulaire
وحْدهم اُلْشُّهداء دائِمًا عَلى حَقّ...
سلام   و كتاب " الــمِحَنِ " لمن  أراد  وللمتفائلين مثلي مثلا كتاب " الفرج بعد الشِّدة "  و وردة                                    
 






                                                        

1 commentaire:

محرك البحث