lundi 1 juillet 2013

(( إسْلام ضد الإسلام )) موت المهرج في منتصف العرض "

 (( إسْلام  ضد  الإسلام ))
موت المهرج في منتصف العرض "



الصادق النَّيهوم  1937 _ 1994
( كان المرحوم صادق النيهوم  يحسن من اللغات : الألمانية والفرنسية والأنجليزية والفينلندية الى جانب العربية) وهو مفكر ليبي ..أصيل . تختلف معه وتحترمه .
ثمة طريقتان  :
الأولى : أن ننكر واقعنا الحرج ونكتم صوت العقل مصرين على القول أن الإسلام ( هو ما وجدنا  عليه آباءنا وإنا على آثارهم لمقتدون ) وهي وصفة عملية جدا من شأنها أن تغلق باب النقاش من أوَّلِهِ وتضمن لنا أربعة عشَر قَرْنًا أخْرى من تقليد اُلسَّلف الصالح نقضيها في حماية  رعاتنا من الملوك والرؤساء والسلاطين الذين نجحوا حتى الآن في أن يكفلوا لنا موقع الصدارة بين أكثر شعوب العالم تخلُّفا وفَقْرا. فنَحن حاليَّا أمَّةٌ تتسوَّلُ لُقْمَةَ عيْشِهَا اليومي من دوَّل اُلْشَّرْقِ واُلْغَرْبِ وتعيش على الصدقات والهبات وتعاني مآسي الحروب الأهلية على طول المنطقة الممتدَّةِ  من الصحراء الغربية الى قرى الأكراد في العراق وتتلقى الهزائم على جميع الجبهات الصغيرة والكبيرة وترزح تحت أسوأ نظم الحكم التي عرفها التاريخ وتبدو مضحكة – ومبكية _ أيضا مثل مهرج مات منتصف العرض .
في ضوء هذا الواقع يلزمنا أن نتذكر قول القرآن (( الشيطان يعدكم الفقر و يأمراكم بالفحشاء والله يعدكُم مغفرة منه وفضلا )) فهذا القول يعلن صراحة أن الإسلام الذي نعايشه الآن هو إسلام الفقر والفحشاء وأننا متورطون في وعود الشيطان جهارا ومن دون أمل في رحمة الله
أما الطريقة الأخرى _ والأكثر مشقة _ هي أن ننظر إلى الواقع في عينه وننصت مليا إلى قول الحق .فالإسلام الذي ورثناه عن أسلافنا ليس هو الإسلام الذي بشَّر بِه القرآن بل هو نسخة ناقصة عنه ومشوهة إلى ما لا نهاية انه مجرد بديل فقهي صنعه الإقطاع على قياسه بأن سلبه قلبه وصوته معا وأحاله إلي صنم أجوف قد يشبه الإسلام في شكله ولغته لكنه يختلف عنه عمليًّا بقدر ما يختلف الميت عن الحي . وإذا كنا حريصين على جوهر الدين حقا ويهمنا أن نلتزم بروح النص ومحتواه فان علينا أن نراعي أن جميع نصوص القرآن وفتاوى أصحاب المذاهب وخبراء التشريع الإسلامي قد التقَتْ عَلى القَول  بأن الإسلام لا يقوم من دون سلطة الأغلبية وأن كل محاولة لتطبيق الشريعة من دون إشراف المواطن على سير الإدارة وإصدار القوانين فكرة مُوجهَّةٌ عمدا لضرب الإسلام بالإسلام "
( الكتاب صادر عن دار نجيب الريس )
  


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث