samedi 25 mai 2013

الأمَّهَات ... صَانِعَات اُلْأُمَم وحارسات عطورات الحضارات الحقيقيَّات


  الأمَّهَات ... صَانِعَات اُلْأُمَم وحارسات عطورات الحضارات   
الحقيقيَّات
*
 ..
كل حديث   ممكن .. عن حاضنات   الأرحام .. الرَّحيمات   أقْصُد أمي وسائر الأمهات   يظل   حديثا ذاتيًّا مغرقا في الذاتية   تشْتَبكُ فيه العواطف والأحاسيس .. الى الحد الذي يتحسس معه الواحد منا قصَّة حبْلِه السُّري . كيف أكتب جملة حول" الأم " أنا ابن الثلاثة   أمَّهات  .. زوجات أبي دون أن يستدرجني الدمع .. والخيال .. ووقود الذاكرة الى فجر الاستقلال التونسي .. والذي أعلنت معه  دولة أحمد أمي الأميَّة ..تمردها  الخلاَّق على مؤسسسة  "النكد الذكوري"   ورفضها الإبتزار العاطفي  كلفها ذالك ما كلف . هي التي أنجبتني و لم تتجاوز مرحلة المراهقة الشاهقة ..الفارق العمري بيني وبينها لا يتجاوز الستة عشر ربيعا ..ومن تقاليد أهلها أن التي تطلب " طلاقها  لا يحق لها أن تتزوج ثانية   وعليها أن تتحمل " أوزار " قرارها .. فكان ما كان .. أن عشت شخصيا التشرد العاطفي .. لمعانتها .. وصبرها .. أنا الذي ورث عنها التمرد .. والثبات على الدفاع عن" الحق " ... كما ورث عنها الهشاشة في العواطف ... والإحتفال بالتفاصيل المفرحة  وحب الغناء .. وخنتها اذ خيبت ظنها .. فلم أنحب " قبيلة " من الاولاد ..لتحفظ سلالتها .. و"أكلت عمرها من أجلي"  كما تقول لي وأفتكتني منها " المدينة " ... وأكلت عمري  بدوري  الكتب .غفرانك أيتها الرائعة  ..وغفران كل الأمُّهات   صَانِعَات اُلْأُمَم وحارسات عُطورات اُلْحَضَارات   اُلْحقيقيَّات . 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث