lundi 22 août 2016

" أنا فقَدْتُ نفسي إذن الوطن موجود "

لولاَ الأزلام... لتَلَـــفَتْ قوائم اٌلْـــبَقـــر
" أنا فقَدْتُ نفسي إذن الوطن موجود "
·      
اشارة أولى :
" السُّنْبُكُ: طَرفُ اُلحَافر، وهو منَ الغِزْلَانِ، واُلْضَّانِ، والمَعْزِ والخيْل
ومن البقر: الزُّلَمُ وجمعه أَزْلَامٌ،"
اشارة ثانية:
سمّت العَربُ:  "اللِّسَانَ: الشَّاهِدُ، والشِّبْدِعُ، واللَّقْلَقُ، والْمِسْحَلُ."






·      
1
·      
يحدث للواحد أن يفْقد نفسَهُ ... وهذا هو اُلْـمعْنى واُلْـمعَين  الأقْصى والأقْسَـى للإغتراب. الإغتراب سليل الغَرابة  و التغّرب  والغربة انما هو  النّقيضُ الموضْوعي لكلّ أشكال الحريّة والتّحْقيق الفَردي للذات الحرّة  في الوطن الحُر الذي للشّعْب الحرّ .  كما يحدُث له أن يبوس في المنام عيْنَه   ويحدث له أن يرى وطنه حبّة دواء زرقاء يشْربها دفْعة واحدة   بماء المطر قبل أن ينام نومته الأبديّة . كما يحدث له أن يحْلم في حُلمه بحلم آخر ويَكتب ذلك الحلم في حُلمه وهو في تمام الحلم  .   وأنا الآن حين هذا " الحُويــن " التونسي أكتب لنفسي. " أنا فقدت نفسي إذن الوطن مَوْجود " .
2
أشْعُولة  الحُب  اُلْــتونسي  للحياة .
  تُنير فوانيسَ  اُلْــعَالـم ...في قلبي

"أنا" المفقودُ والفَقيدُ أصْلا   فقدتُ  هويتي  الإنسية  أكثر من مرة  و"انخَلَعْتُ  من الأفق البشري" كما تقول لغة سيدي الفارابي العذبة  واحترت في تسميات رأسي ولساني وبلادي . فقدت  بوْصلتي أصْلاً وفَصْلاً  .  ويحدث ذلك عندي أحيانا . اردت أكثر من مرة أن أكتب تاريخ عِللي  و توعّـكاتي وأمْراضي الظاهرة و الخفية  أكتبها بمرح كما لو أن الأمر يعني سواي   وأن أكون طبيب نفسي _ وطبيب النفس مولاها _  و"أنا "  دائما
   كنت طبيب نفسي .  شهادةٌ أريدُ لها أنْ تُــبْـهِج " الذين لا يحبونني لا حيّا ولا ميتا " .    شهادة طَوْعيّة مِنّــي لم ينْتَزعها منيّ أحَدٌ ولاَ أحْدودٍ أبدا  .   لمْ يـَحْدث أن انْتزع مِـنّيَ أحدٌ أو " أُحَيّدٌ " شَهادة أخـْجل منها أمام  روح "سقراط الحكيم الشعبي" العظيم ... شهادة أخجل منها   أمام التاريخ الوطني التونسي : سياسة وثَقافَة ومُزاولة لحـب محبة الفلسفة والشعر وسير وسرائر وأسرار ذوي النفوس العازمة من الكتاب الأحرار عبر التاريخ الكوني .   لم تُنتزع مني طوال حياتي  غير الدّموع . دموع  الفرح  أو الحزن  والأسف في حَضْرَةِ من أحْببتُ   ومنْ أُحِبّ  أو حين غياب من أحببتُ ومن أحُب . لم تُنتَزع مـــــــنيَّ   غير شهادات  الشّهوة  و الإشْتهاء   حين النّشْوة الراقِصة   وطلب اللّجوء العَاطفي ... اذْ كنت جَواد شَهوة شَهْد اُلْعَسل الحرّ من الحرائر..  فَشْكرا موصولا بِنياطِ اُلْقلب  لمن هنّ حقا في " أُنَيسان العَين " . شكرا   لملكات النّحل اُلْتونسيات الجميلات  الأبيات  الصامدات الصابرات ...  وهبنني في الزّمن الـمُر  خراج جمالهن الكوني  وشَهْد شهْدِهِـنّ اُلْــبرّي   ..دون أن أكون من ذوي "اُلْدريهمات "... والعمارات ... والوجاهات  وقد عرضن حَياتهن إلى مَا لاَ يـُحَبّ   أحْيانــا .آه كم نصحني الناصحون عن نقد السلطة وانتقادها خوفا منهم عليّ من ناراتها ولم انتصح . "ما أحوجنا للنصائح التي نسديها لسوانا بكل كرم ونبخل بها على أنفسنا".

3
أشْعُولة  الحُب  اُلْــتونسي  للحياة .
  تُنير فوانيسَ  اُلْــعَالـم ...في قلبي
 ماذا يفعل الواحد بنفسه ...وقد فقد الثقة بنفسه وبالعالم الخارجي الأشبه بالمحيطات العاصفة ..؟  براكين ألم  برانيّة , ذاكرة موشومة بالأوجاع  . حروب و تمزقات شعورية وشوارعية  ومنزلقات باطنية  في وطنِ النّفْس فيصاب الجهاز التنفسي والجهاز النفسي والجهاز الجنسي والجهاز الفكري ... والنظام العلائقي / العلاقاتي  بالعوالم كلها ... ولا شيء يصمد أم جاروف الشك في معنى الحياة ذاتها ... في " الوطن " أو في " الغربة " .. رغم أني وطنت نفسي ألا أحزن حد التلف كما كان يحصل معي طوال السنوات الكبيسة . بوصلات مُعطّبة وأخْرى مُعطّلة . بوصلات   معرفية .. وعاطفية و أخلاقية   وسياسية لا تُشير.  اذ يكفي أن تُصاب واحدة فقط من هذه البُوَيْصِلاَت  حتى  ينْعطَب   الإنتظام الأدائي التشغيلي  للجسد  فيتوعّك الوضع الصحي العام للروح   وتأخد أوراق أشجار  أمل   العمر  في التطاير والتساقط  تذْروها رياح الخيبات   وورقة ورقة كما لدى أغلب  الحالمات والحالمين .
4

أشْعُولة  الحُب  اُلْــتونسي  للحياة .
  تُنير فوانيسَ  اُلْــعَالـم ...في قلبي


لا عليك ...أقول لي
كلما مسني جناح حزن أقول لي
..لا عليك
لا عليك
اقول لي كالمخاطب نفسه
لا عليك
إلي أن صار
يطير بي طائر الحزن إلى حيث لم أعد أميز 
بين الأشخاص 
والشخوص
ولا بين الجهات و الجدران 
والعتبات
أتعبتُ قلب أمي 
وأتعبني خيالها
 انا لا أحبّ امرأه تشبه امي 
وصلابة البدويات الرائعات تعْني سواي 
اشتهي أنثى اكبر من مَقاسات 
.اوجاعي ولغتي
هلْ بلغت مقام الغبطة ...
الأضداد تتنادى فيستوي السليم و اللّديغ . عندي 
يستوي الواقف والطائح في سَاحات الحبّ
.والطّاعن في الوجَع
والوليد بأسْنان حليب الأمّ النّبيلة
5
أشْعُولة  الحُب  اُلْــتونسي  للحياة .
  تُنير فوانيسَ  اُلْــعَالـم ...في قلبي
لقد عضّني ذئب الحزن أكثر من  مرة  في بلادي وبين أهلي الطيبين  ولأكثر من سبب الى أن سقطت الأسباب جميعها   واستعدتُ مرحي البري  حين هذا الحين التونسي . ما أخفني حين نتْعطب كل بوصلاتي غير بويصَلة  واحدة  هي "أشعولة الحب التونسي للحياة"  التي تقاوم أصحاب  الأنكاد المناكيد  بثقافتهم الموحشة.. فاحشة القسوة على القلب وسائر الجوارح . وما أروع مااجْترحت أنامل شقيقي المغربي عبد الاله بن عرفة  سليل ابن حزم الأندلسي حين كتبت أنامله "معلقة  حبّ " في رواية  " سر طوق المحبة" ( دار الآداب 2015)  :
" أيّها اُلْـمُحبّ كيفما كنتَ ومِنْ حيثُ ما أتيْتَ . تعالَ ,تَعالَ إلينا .. دعْ  الحبّ يَفْعل بكَ ما شَاء ... ويُـحيلك هباءً يتنسّمه كل عاشقٍ في الكونِ . دعْ الحبّ يأتي فَمَهما فعلْتَ فَسترى أنّ العُشبَ ينبتُ على روث الدّوابِ . احترق بالحبّ أيها العاشقُ وعدْ رمادا بين الأحجارِ . لا تبالِ فـمِنَ الرّماد تُولدُ شرارةُ العشقِ . سرْ على الأرض هُوينا وتذكّر أنّك تمشي على أجْساد العاشقينَ قبْلك , فأرواحُهم لا زالتْ تسْكنُ هذا الكونَ الفسيحَ وقلوبهُم لازالتْ تـَرْجف بحكاياتِ حبّهم القديمة فلاَ تسْرع ستجدُ الحبّ على الطريقِ . ومَـهما أخْطأتَ و أذْنبت فنَحنُ نقبلك في ربوعِنا ,تعالَ إلينا فكلّ يومٍ هوّ يومُ لقائِك , وكلّ حُضور هو مَوعد إتْيانِك. ليس للحُبّ وقتٌ سوى الحبِّ " .
لا غالب ولا مغلوب في الحبّ . .. اذ لا غالب إلاّ الحب  أحبولة الله الجميلة والجليلة  في الكون .   فالسّنابُك التي هي  طَرفُ اُلحَافر تعشق وتحبّ   و السنابك التي  هي للغِزْلَانِ تعشق وتحب  والأُخْرى  التي  للضّان  تعشق وتحبّ   وأختها التي للعَنز  تعْشَق  وتحبّ  و أخْتُ أخْتها التي   للخيْل تَعْشَقُ وتحبّ  كما التي للبقر والتي اسمها الأزلام  تعشق وتحبّ يا عينُ ..
 آه  كدْتُ أنسى أنّ قلبي لا  يزال أخضرا ويعشق  ويتمعشق ويتشعبط  في أغصان شجرة الحبّ  رغم اصفرار الوقت في "تونس الخضراء" وكدت أنسى  أنّ  العشق  من حيث التسمية يعود الى شجرة يجذورها وأغصانها وظلالها وزهرها  وهي   " شجرة عَشْقــة " وخَبرها في " كتاب اُلْـمُسْتَجاد من فعالات الأجواد "  للتنّوخي صاحب موسوعة " الفرج بعد الشدة "  . آه ...  البذور الحرّة  حياتها حَالات عِشْقٍ  شَائِقَةٍ . لولا عشْق اُلأْزْلاَمُ لتَلفَتْ قوائم البقر... وجفّ الضّرع وانقطع الحليبُ . لولا سمو سيادة الأزلام الكِرام  لما فقدتُ شخصيا هويتي الشّخصية في البلاد وإن إلى حين  : " أنا مفقود اذن أنا موجود " موجودٌ  في حالة عشْقٍ بلاَ سببٍ وجيهٍ للرّقص فجرا . سلام "شهرزاد " وشهرزاد الحكاية,  ما ألذّ هذا الصّباح لأنه ثمة حكايةٌ أخْرى تُعاش في تُونس  ولا تُـحْكى . يا للتّاريخ. التاريخ  جم ّالموائد كثير ُالْكلسيوم ... غزير البوتاسيوم قليل الكلوستيرووول . مُدر للدُّرَرِ  و أتّاءٌ  بسُحب  أمْطار الدّولار ...  مُثيرُ الغَرام للدّفاع عن فِلسطين والشّام...





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث