jeudi 26 décembre 2013

العَواطِفُ فَوْقَ ... و تحْتَ اُلْـمَعَاطِف

العَواطِفُ   فَوْقَ   ... و تحْتَ   اُلْـمَعَاطِف
(بعضٌ منْ نصٍّ جَمـاعي)

اشارة أولى 
كتبت لي  الصديقة : هالة ادريس
 "انتهى عصر الفخر و المديح للذات أو القبيلة ....لكن مع الأسف ازدهر عهد الهجاء للغيْر بحق
و بغير حق..."


إشارة ثانية
كتبت لي  الصديقة أسماء قرافي
"من قبلُ كنتُ  الإنسانة الطيّبةُ البَريئة،غيّرَتْني أفْعَالهم تُجاهي إلى ما لا يتَصَورُه العَقل. سَيئةٌ أصبَحْتُ لكن كما نَقول بالعاميّة:
(الأصل يجْبــد : انا نجْـــبد و هوما يجْبدوا...) أحسّ الآنَ أنّنِي القاسيّة ..الحَنونَة ... وهذا  مَديحٌ و ذمّ لذاتِي  ولم أتقيّد فيه  بطلبِك  (هههه)  إنّها الحُريّــة."

اشارة ثالثة :
 كتب لي  الصّديق   عادل  حاج سَالم
( أغنية جاك برال) 

أفضل ما قد أمْدَح به نفْسي: 

« Ami, remplis mon  verre
Encore un et je vais
Non, je ne pleure pas
Je chante et je suis gai
Mais j´ai mal d´être moi
Ami, remplis mon verre
Ami, remplis mon verre »

·         اشارة رابعة
كتبت لي  الصّديقة هدى   بن زبد :
 أتعلم أنه طلب صعب ( أن يمدح الواحد نفسه ) !!! أردت مدح نفسي فلم أستطع أظن أنه يجب أن أكون شاعرة لأوفيها حقها 

اشارة خامسة
كتب الصديق لي  : أبوضياء العبيدي
 "خسارة...فتّشت كثيرا وبحثتُ دون جدوى عن مرآة أرى فيها كل ملامح جمالي وفتنتى وشموخي. لذلك فأنا حزين لأني لا أدرك هذه الصفات أمام ناظري كلما حلمتُ بها لدى غيري.
 مع الشكر"

لستُ باليَائس من التّونسيات والتونسيين بعدُ  
1
طلبتُ من أصْدقائي وصديقاتي على "الفايس بوك" ذات إحْسَاسٍ ساحِقٍ ماحق  بالتشتت الشخصي والتفتت ... الذاتي والتمزّق الوجداني .. 
طلبت  أن يخصِّصٌوا لي يوما حِبريا  فيَكتبوا على هذا  الجدار  الإفتراضي  ( الفايسبوك )  أطْول وأجْمل "مديح"  مُمْكِن لأنْفُسهم .. لذَواتهم .... حينَ لاَ يجِدُون من يمْدحَهم كثيرا أو   قليلا ...أو أقلّ من القليل  في  لحظة فَارقة  يكون الواحِد و الواحِد ة من الخلْق منْهُم  في أمسّ  مَسيــس الحَاجَة  إلى لمْسة عاطفيّة  أو همْسَة أو عِبارة أو إشَارة
منْ سِواهم  يمكن  أن  تنقذهم   من الإحْساس  بثِقــل سَلاسل " المنْفَى الدّاخِلى " اليومية  وقلتُ لِي ولهُم  (( هل طلبتُ مَا لاَ يُطلب ؟ )) هل عَيْــب هو مثل  هذا "التسوّل"  الحِبري مني ..؟ )) و زدت  " حائط المبكى العاطفي للسعادة مفتوح للجميع ." تذكرت فريدريك نيتشة  حين أوغل في المديح العالى لذاته وكتاباته حين بخل عليه الأصدقاء والأهل والحبيبة ببعض الإعتراف به نصا وشخصا ... وتلك حكاية عزلة أخرى وان كانت هي عينها اياها مفاعيل الإحساس بالعزلة بين الأهل ...
المهم  كتبتُ لكلّ أن ينْطلِق  من أيّ أفُقٍ شاء في " مديح"  نفسه هوّ عينه ايّاه .لقد فهم البعضُ " الأصدقاء " أن الأمْر يتعلَّق  بمديح للمسلمين  في مقابل هجاء سواهم من العالمين ولا أعرف على وجه التحديد كيف.

تسرّبت الى أذهانهم هذه الفكرة . بينما الأمْر لا علاقة له بالمُسلمين أو بغير  المُسلمين .. أنا أتحدّث عن الإنسان مطلق الإنسان لحظة هشاشته  . أما أن نتحدث عن ا"لمسلمين " فنحن من أكثر الخلق إغراقا في مديح ذواتنا بطريقة مرضيّة شوهاء   ونزايدُ  على " الآخرين " بصلواتنا " .. و" بأننا خير أمة أخرجت للناس " و" بالرسالة المنقذة للعالمين " .. والمتون التاريخية شاهد على الكثير من "دمويّتنا" ...كما سوانا  من الحضارات .. ولم يعصمنا " "التدين" من سفك الدماء ولك في "كتاب المحن "لأبي العرب التميمي ما يكفي  من الشواهد . وفي سيرة الحاكم بأمر الله _ رغم مبالغات المؤرخين-  ما يغني .  سيقول قائل : هذا ليس من الإسلام الحقيقي في شيء " "ولا من "الايمان الحقيقي في شيء " و" الدين منه براء " إلى غير ذلك . . فهل أنّ مسلمي اليوم أعْرف بدينهم من " الأوائل " ...؟ ماهي صورة " الذات النبوية " الكريمة عند أهل
" الحديث" مثلا  والتي يقدمونها  دون وعي منهم  ..كما ورد الأمر مثلا
في " كتاب الباهر في حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالظاهر والباطن" "للإمام السيوطي . " أرهبتني " فعلا تلك ..الصّورة التي  وردت فيه عن
الرسول الكريم .وليس صدفة أن تنتهي مسرحية " الرهيب الأغلبي يصرخ الحاكم بأمره : " أين المؤذن أريد صلاة لي وحدي َ".

2
 لستُ باليَائس من التّونسيات والتّونسيين  بعدُ
·          
 حين يصيبنا اليأس فعلا من " اللهث " وراء السعادة " والتي يمكن أن تعني الإنبساط مع الذات .. بعقد عاطفي مع النفس ... نكون فعلا قد شرعنا فبي الإحتفاء بالذات  في ضيافة الوجود .. لذلك طلبت من الأصدقاء أن يمدحوا لي ذواتهم .. من أجل كنس غبارات الكراهية المسربة والمترسبة في ذواتنا , أقصد كاتارسيس  _ تطهيري عاطفي مع ذواتنا بذواتنا دون عون أو عطف خارجي ..نظل نلهث وراءه  ..بحثا عن الإعتراف بنا .. فلنعترف بانفسنا أولا .. ولا يتم ذلك إلاّ بالجهر في ذواتنا .. الشخصية والحميمة ... فلنكن كراما حقا مع ذواتنا حتى بالاعتراف بحماقاتنا .. و"بظلالنا " التي نخفيها بشموسنا اليومية الوهمية كما وهم  الحبّ كما السعادة كما الصفح والتسامح . . يتطلب  كما كل القيم النبيلة " الشجاعة الخلاّقة " وليس التهور الخنّاق ضد  حرية الذات والآخرين. انه وان كان لليأس بعض فضيلة صحيّة كما نبهنا الشاعر الطِّرماح فاني لست باليائس من التونسيات والتونيسيين  بعد كل شئ ورغم كل شئ .
 3
لستُ باليَائس من التّونسيات و التّونسيين   بعدُ
من بين الغنائم الحبرية التي وصلتني هذا المكتوب التونسي لذات حبرية تونسية  خالصة  .. تكتب بشغف الحرائر الموجوعات ... تكتب بألق الحبر الحرّ وحرفيا على جداري الإفتراضي .انها حسيبة هرابي التي لا تعرفني غير نصّ ولا أعرفها غير نصّ أما الشخص فلا  . تكتب حرفيا  هذه الشهادة منها عليها تقول :  
"هذا نصّ المدح مادُمتَ قد فتحت المجال لعنان "غوغائنا"...انتظرتُ أن يبادر غيري فلم يفعل ذلك أحدٌ....و البادئ في عرفنا أكرم و في رواية أخرى أكثر لؤما....

أمّا أنا فكارثة اذا كتبت و كارثة اذا بقيت صامتة...لي كل ما ليس لهن و أكثر... أجل...لي مجازي ينضب أحيانا فيصطخب في ذهني مدّ الخواطر و يتعسّر مخاضي و يغدق أحيانا فيضَ مفردات فأحصد الشهقات....
لي أيضا حرفي أتوكّأ على إشباعه و تضعيفه فيسند قامتي من إعيائي أحيانا و يتلوّى تحت ثقل خطرفتي أحيانا فيوقعني على وجهي....
لي أيضا معانيّ ألدها أيائل جبل فتقفز على راحتي أحيانا و تحتبس عند أناملي فيخرس قلمي أحيانا....
لي أيضا ذكرياتي تطل من ثقوب الذاكرة فتطفو تفاصيلها على سطْح يومي أحيانا و تذْوي من أمامي وقودَ نسيان يستعر أحيانا...
لي أيضا نشيجي في ظلمة ليلي أغذيه بزفرات حلم اندثر أحيانا و أعدمه أحيانا ليغزو القزح ليلي و المساءات...
لي أيضا فرحي أجهش به على مرآى و مسمع من الوجع أحيانا و أرصفه على رفوف الارجاء أحيانا...
لي أيضا أسراري الصغيرة الموغلة في البياض و لي خطاياي الغبية الجديرة بجحيم "دانتي"...
لي أيضا أمنيات مهدورة أريقها أحيانا على عتبات بلاَهَتي و أُوَشْوشها أحيانا للنجوم...
لي أيضا وجعي ينخر الكبد...يقتات من النسغ...يبري الروح فتذْوي كفتيل.... 
لي بقية خطوط صورة لفتاة ريفية بلون زهري ...فتاة صدقت يوما الكتب و الأغنيات...
لي أيضا مدد من تعويذات جدتي لازلت أرتق بها ما تقدّم من العمر و ما تأخر...
لي أيضا خمس و ثلاثون خيمة بلا عماد سكنتها و لفظتني ...
لي أيضا تجاعيدي تحصي نكساتي و لا أحصيها...أحتفي بها و تذروني بقايا امرأة خرساء...
لي أيضا أحمر شفاهي و مرود كحلي و عدّة الادعاء أحتمي بها فتمنحني اللجوء الى مجرّة تقيني نبش "هم" في تفاصيل الأشياء....
لي أيضا جغرافيا جسد تنوء بعض خرائطه استنزافا و يظل بعضها دغلا منسيا....
لي أيضا سطوة حضوري توقد الأنواء و لي جليد غيابي يضطهد كلّ اغراء أو عزاء...
لي أيضا شبقي يتمرّد على أناي حين تجتاحني و حشة الروح فينتفض على الوصايا
و الكبرياء....
لي خيباتي و هزائمي و تاريخ طويل من الانكفاء....
لي أيضا وطن يُغتصب كلّما داهمتنى حمّى وجعه صارت بداياتي سقيمة سمجة....
لي عرش مملكة و أشباح و بداية حكايات...
لي اعيائي من طول الابحار ولي مواسم احتفاء بالجرح...
لي فنجاني لم يشبع زوابع...
و لي فراشة زرقاء.." . ياله من تدفق حبري رائع.. 
ألم أكتب بأني   لستُ باليَائس من التّونسيات والتونسيين بعدُ
4
كلام شهرزاد لا يُملُّ وانْ طالَ فهو يطيل العُمر وهو فعلا أطال أعمار شقيقات  أنوثـتها ... من البطش الطائش للذكورة الفاشلة في تحمُّل  ذكورتها ... فكان تبذير أعناق النساء  خوفا من قبل  شهريار نفسه  من تلك الهاويّـــة..هاوية مواجهة الفراغ حين ينفرد بنفسه ...
 "اخذت من شهرزاد الذكاء ومن بلقيس حسن التدبير ومن جولييت الوله ومن ولادة الشعر ومن ليلى الحب اللانهائي ومن عبلة التضحية ومن امي الحزم والرشاقة والدلال والغنج .انا السمراء الذي ضاع في حبها قيس ،ذات الجدائل السود مثل المخمل ،انا التي ان فتحت فاها اسرع حبيبها يجمع شهد كلماتها ويلعق. انا جمع من كل هؤلاء النساء انا انا المتيمة بحب قيسون وسمرقند ..." هكذا كتبت السيدة سنية الدريدي بن حسين .


سلام .... ووردة  للغائبات والغائبين 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث