كُتِبَ
أمَام المسرح البَلدي التُّونسي
(تونس ذات فجر )
حين كنتُ في أرْضِ تُــونس ... مَرَرْتُ قُـــرْبَ حَياتي!
--- ١ ---
حينَ كنْتُ حَيَّا ..
كنْتُ... وكَانَ أنْ كُنْتُ أثِقُ
بـِحِكْـمَةِ اُلّْدَّمْعِ
يـَا اُبنَ
حَبَّاتِ
هَذي الأرْضِ.
(...)
قبَلَ انْ يـُخْلَقَ اُلْـخَلْقُ ،
قبْل أنْ تـَرْقُــصَ فِكْرَةُ اُلْصَّلْصَالِ
عِشْقًا لــتُشَكِّـلَ
شَكْـلَ
اٌلْكَائِنَاتِ صَانِعَاتْ اُلـْحـُروبِ واُلْـــزيـجَاتِ
اُلْعَجــِـيبَةِ
و اٌلأشيَاء عنْدَ هَذا اُلْــمَدَى
اُلْدَّامي.
كنتُ أَرَى أنيَّ أرانـِيَ قَدْ مَرَرَتُ
قُــرَيْــبَ
قُرْبَ حَيَاتِــيَ أَلْــهُو بأبْجديَّة اُلْأشْياء
بـِخِفَّة مُتَاحَةٍ
لَـمْ تـَكُنْ مِنــَّةً مِنْ حَاذِقٍ أَوْ صَانـِـعِ
تـَـغْــيرٍ أَوْ "مَصْرفي" يتـــَاجِرُ
بــِعَواطِفِ اٌلْـمَخْلوقَاتِ اُلْوديعَــة .
( لكل ربَّــهُ . لِكُل نَشوتُه وحُزنُه .
لكُلٍ مِيقَاتُه .لِكُلِّ أجْراس قيامته
.)
"لا تفْسدَّن عَلَى اُلْـخَلْق مَواقيتَــهم "
قَال اُلْسَّديـِمُ اُلـْـرَّاقِــصُ
لِأعْضَائي .
قَالَتْ سلاما .
قلتُ حينَ كُنْت في أرْضِ تُــونُسَ
" حيوانا حيا"...
كنت قد مَرَرْتُ قـُـرْبَ حَيَاتـِي .
--- ٢ ------
حينَ كُنْتُ هُنَاكَ حيَّا رَأَيـتــُني كَأنـي كنْتُ أرَانـيَ قَـدْ غَــفَوتُ في
" مصْمُودَة " غابَة اُلْعَائِلـةْ ..
ثُّـمَّ قَدْ صَحَوْتُ عَلي فِكْرَةِ اُلْإيــقَــاعِ
تـَـجمَّدَتْ
فسَالَتْ أرْواحُ اُلْكَائنَاتِ منْ كل حَدْبٍ وصَوْبِ
سَالَتْ أرْواحُ اُلْكَائِنَاتِ
من كُل جُرْحِ وَرْدٍ تَسيلٌ روحلٌ.
منْ كُل
جُرْحِ قَلْبٍ تَسِيلُ روحُ .
من كل
َجُرحِ خدٍّ تسيلُ روحٌ
عَلى غيْر اياعٍ.
وَرَأيتُ رُوحيَ تَسيلُ :
لم أعْرفَها لَوْلاَ أنَامِلَــهَا
( لم أرَ أرَواح الشَّعَراء تَسيلُ
ربما شَاهدْتُ شَبحًا قلتُ لَه:
تَسَمَّى :مَن أنْتَ هُنَا ؟
فَقَال:
"أنا اُبْــنها" واخْتفى .
لم أرَ أوارحَ اُلسَّاسَةِ تَسيلُ .
ربـَّمـَا شَاهْدْتُ شبَحًا .
قلتُ:
له تَسَمَّــــى مَنْ أنْــت هُــنَا ؟
فقال :
" أنا
مـُـحَرِّرُهَا .. ومِـحْرارهُا... هَلْ جِئْتَ من جِـهَةِ اُلـْمـاءْ أمْ
مِنْ صَـحَاريـهَا .. كَيْفَ هـيَّ
أحْوالها "؟
أخذتني غُصَّةُ غَامِضَة لـَمْ ينْتَــظِرنِي .
رَكَبَ غـَمَـامَةً واُخْتَــفي .
هتَفتُ فِي اُلأنْعَامٍ أنَا مِنْكِ ...
هتَفَتْ بـيَ الأنْعَامُ أنْتَ مِنِّــيَ
هتفتُ في اُلْأَنـْـغَامُ أنَا مِنْكِ يَا أنْغَامُ
!
هتَفَتْ بيَّ الأنْغَام أنْتَ مِنِّي .
وسَلَّمَتْني لغَفْوةِ رَقْصٍ
مَسَّني طَرَبُ اُلْوُجُودٍ
( ذهَلْتُ عَنْ اُلْـمَوْجوداتِ
أعْـجَبتني فِكْرَةُ اُلــذُّهُولِ)
لاَ بيتٌ هُنَا لَا عَسَسٌ. لاَ عَسْكَرٌ هنُا
ولَا أمْريكا
تعَسْكِر في "بابل ".
لا انتخاباتٌ هُنَا ولَا " كـُونْداليزا " ,لا رئيس
هنا ةلا مرؤوس. وانْ كان
ثـَمَّةَ ثُوم وخيار وبصَل
لا شرابٌ هنَا مَكْذُوب/ وَ لا مَشروبٌ عَلي اُلْانـْخاب
ولا مُعَّمر اُلْقَذَّافي .
لا تسولٌ سَوائِليٌ هُـنَا
لا صَحَافَةٌ
ولا بيتٌ للشِّعرِ
ولاَ دَارٌ للمُحَـامـِي
ولاً أخْرى للصُّحُفي
كمْ يُعْجِبني اُلْتشرَّد في مَـجَازاتِ
اٌلبِلاَدِ
السعيدة:
"الأخْتُ الشقيقة لليَـمَنِ اُلْسَّعيدِ"
كم.كان يعجبني
العُشاق في تونس
(حين كنتُ حيَّا... وحينَ مَـمَرْتُ مِنْ
هُنَاك
قُرْبَ حَيَاتـِي )
بِــاُلـُحُبِّ
يقتُلونَ
اُلـحَقيقَــة
في
اُلْـحَدائِق
اُلْعُموميَّة
( لا تشرُّد في اُلْعَواطِف .الآن
هنُا سُيولة
ألأشياء :
لا شئ يُــبْكِي. لا بَاكِ ولاَ مَبْكـيٌ عليْه.
اُلـْمَبْكي منْه ماتَ هُنَاك .
هنُا
لاَ اباًء
للشُّعُوب هُنَا لقمْعِها و لاَ
شيوخ . لا فَتَاوَى هنا ولاَ بَلاوى هُنا..
كلٌ يعْبُد ربَّه اُلْـحَبيب أو يعَاتِبه على عِلَّةٍ في
خِلْقته عَلى طريقته . ولا يغضب الله على
خلقه .
ولاَ أُمهات هنا . الأبوةُ تَقادم
عهْدُها
بِأمْر ربَّـها . مَا إرْهَابٌ للسَّماءِ هُنَا . لا شَريفَاتٌ ولاَ عَاهرات !
لا كَفرانٌ هُنا و لاَ غفرانٌ
لا مُضاربات بورصة في اُلْعواطف
" الوطنية " :
طاعون الأقلية لذَبْـحٍ اُلْأَغْلبيَّة
لا مَعَني للوجٌود والعَدَم
هُنا
وهنَا لاَ مَعْنى لِلنَّدَم
لاَ عِصَاباتٌ لقَطْع اُلـمـاءْ
لا
لصُوص لَقطْع الكَهْرباءْ
لا جمارك هنا لتفتيش تفاصيل
الثياب اُلْعاطفيَّة
لا ممات مُعْلَنٌ
لا حَياة سريَّة
لاأمهات شرْعياتْ
لا أمُهات عازباتْ
لا أبجدية فاسِدَة كما البَّرلـمانات ..
لا عَواطِف زائدة علي اللُّزوم .
لا نَكْد وطني هنا ..
ولا " باعث قنوات "
لا تبذير في المحبة اُلْـجَامـِحةْ
لا ثقافة ،
لا سخافة ،،
لا مُسْتشار
لا مِنشَار
(...)
حين كنتُ حيا في كتاب الكينونة ،
صادفَ أن التقيت مُسَوَّدات حَياةٍ
كائنات ...كائنات
!
(...)
لا ممالك هنا ، لا جمارك ،لا وزارات لا
حقارات ، لا رياسة ، لا وراثة ، لا تعاسة ، لا وشَّامين لا عرَّافين ،،
لا بصَّارين هنا
لا مضاربين
بحب الله
والوطن !
هنا
لا مبَاهاةٌ بالمَالِ
والجَمال
والكتُب اُلِتي تًحْت اٌلْسُّرَرْ !
لا قرضاوي هنا
ولا الدُّيك الافرنجي:
سَاركوزي
ولا "قَطَرْ " هنا .
حين كنتُ حيَّا كنتُ أراني أمُر قُرْب حَياتي
اسلَّـم
منْ بعيدٍ عَلي اُلْإسم الشَّامل لكل
الكائنات: الحياة .
هل حقا كنتُ حيا أصْلاً وهلْ حقا مرَرَتُ من
تونس أصْلا .. لأمُرَّ قرب حَياتي .
حينَ كنْتُ حَيَّا ..
كنْتُ... وكَانَ أنْ كُنْتُ أثِقُ
بـِحِكْـمَةِ اُلّْدَّـمْعِ
يـَا اُبنَ
حَبَّاتِ
هَذي الأرْضِ.
كُتِبَ
أمَام المسرح البَلدي التُّونسي
(تونس ذات فجر )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire