mardi 5 mars 2013

كتاب : ديلانو شقيق الورد




كتاب : ديلانو شقيق الورد
الجنس الأدبي: شعر
الطبعة الأول: 2008
المعرف الدولي للكتاب: 
جميع الحقوق محفوظة لسليم دولة
لا يمكن بأية حال من الأحوال استغلال هذا الكتاب دون إذن خطي كتابي مثبّت من قبل صاحب الأثر
يسحب من هذا الكتاب 2200 نسخة
منشورات: فتى نيربا 8649350 9 ( 0216) S.Ms

FATA –NIRBA

.

مَا قَبـلَ الفَاتحَـة:
نَصٌّ التَّنبيهَات

1
تَنبيهٌ جَمَاليٌّ:
مَن لم يَكن مَوْجُوعًا مِنَ الخَلْقِ... عَاطِفِيًا
لا يَقْرَبُ هذَا الكِتَاب !
2
تَنبيهٌ طبيٌّ: 
مَنْ كَانَ رَهِيفَ القَلْبِ مِنَ الخَلْقِ أَنْصَحُهُ لِوَجْهِ الحِبْرِ تَجَنُّب هَذَا الكِتَاب !

3
تَنْبيهٌ شِعْرِي:
هَذَا الكتَابُ في الصَّفَاءِ الشَّعْرِي الخَالصِ المُخْلِصِ لِلذَّاتِ ومَنْ لمْ يُعْجِبهُ فَقَد كُتِبَ لِسِواهُ ! 

4
تَنبيهٌ أَخلاَقي:
مَنْ يُعَانِي مِنْ "فَائِضٍ أَخْلاَقِي" لاَ يَمَسَّ هَذَا الكِتَاب !

5

تَنبيهٌ سِيَاسِي:
مَن به فَائضُ انْتِهَازِيّةٍ مُزْمِنَةٍ فِي الزَّائِدَةِ الدُّودِيّةِ فَلْيَعِدَّ حَبْلاً منْ أَعوَادِ الثِّقَابِ !

6
تَنْبيهٌ رَقَابِيّ ذَاتِي:
لَنْ أَحْذِفَ فَاصِلَةً وَاحِدَةً مِنْ هَذَا الكِتَاب.. كَلَّفَ ذَلِكَ مَا كَلَّفَ !

7

تَنبيهٌ عِشْقِيّ: 
مُنِعْتَ منْ طَلَبِ يَدَيْهَا... أُطلُبْ رِجْلَيْهَا... أَيُّها العَاشِقُ
بِلاَ ندَمٍ!
8

هَذَا الكِتَابُ فِي السِّيَاحَةِ العَاطِفِيّةِ !

9

هَذَا الكِتَابُ للتَّدَرُّبِ عَلَى حُرِّيَةِ الجَوَلاَنِ بَيْنَ المَجَرَّاتِ. رَغْمَ قَوَانِينِ الجَاذِبِيّةِ والحَتْمِيَّاتِ المِيكَانِيكِيّةِ !

10 

هَذَا الكِتَابُ فِي التَّمْيِيزِ بَيْنَ الكِتَابَةِ بالحِبْرِ والكِتَابِةِ بِالدَّمِ !

11

هَذَا الكِتَابُ فِي جَنْي ثِمَارِ أَلَذِّ الخَسَارَاتِ !

12
تَنبيهٌ أُنثَوِيّ:
هَذَا كتَابهَا ، حُقَّ لهَا القَولُ: للأنثَى حقّ الذَّكَرَيْنِ في
الحبِّ !

13

تَنبيهٌ عَسْكَرِيّ مِنَ الشاعر« بَوَالُو»:
«
عَضَّ عَلَى قَلبِكَ، كُنْ عَرَبيًّا» 

14

تَنبيهُ النُّعُومَةِ:
هَذَا كتَابُ: طَارَ فِي هَوَى الذِّينَ أُحِبُّهُم عُنُقِي !

إهْـدَاء

إلَى "سَليلَة الكَاهنَة" رَئيسَةُ تُونس القَادمَة.. وَإن عَلَى غَير عَجَل.. أَرفَعُ هَذَا المَكتُوبَ باسم العَذبَةِ "ديلاَنوُ" والمُعَذَّبُ "شَقيقُ الوَرد" عَسَى أَن تَتَعَهَّدَ رُوحَ حَفيدهَا بالرُّخَامِ العَاطِفِيِّ!

سَليم 
(
نَزيلُ الدّيَار التُّونُسيَّة)

شَذَرَةُ الفَاتحَة الأُولَى

«
الإنسَان يُحْشَرُ يَومَ القيَامَة مَعَ مَن أَحَبَّ»
ابن عَرَبي: «كتَابُ الوَصَايَا»

شَذَرَةُ الفَاتحَة الثانيَة

«
فَحٌبُّكِ أنسَاني الشَّرَابَ
وبَرْدَهُ 
وحٌبُّكِ أَبكَاني بكُلِّ
مَكَانِ
وَحُبُّكِ أنسَاني الصَّلاةَ فلَمْ أَقُمْ 
لرَبّي بتَسبيحٍ 
ولاَ بقُرآنِ»
الصَّالحي الدِمَشْقِي 
«
بَسطُ سَامِعِ المُسَامِرِ في أخبار مَجنُون بَني عَامرَ» 

شَذَرَةٌ شَيطَانِيَّة ضدّ الشيَاطين

«...
مَنْ يَعْرِفُ عَنْ تَجْرِبَةٍ تلكَ القُشَعريرَة الخَفيفَة
التي تَنشُرُهَا مِشْيَةُ العَقل المجنَّحَة في كُل العَضَلاَت»
نيتشة: «أفُول الأَصنَام»

1

-
أَينَ قَلبكَ
(
وَعَدْتَنِي بالحبّ أمْ تَوَعَدّْتِني
بالغياب).؟
(
هَل يَصلُ صَوتُهَا إلَى المَجَرَّاتِ 
وَيَرْشُو برِقَّتهِ الكَوَاكبَ،

ويُرقِصُ قُطْعَانَ الغُيُومِ وَطَيَّاتِ السَّمَاواتِ،
هَمْهَمَتْ رُوحِي من تَحْتِ رُخَامهَا وَنَادَيتُهَا)
-
عَلَى يَسَارِ الكرَةِ الدمَويَّةِ يَقَعُ
قَلْبِي !
والبلاَد؟ هنَاكَ؟
(
الجَامعَاتُ. الجَميلاَتُ. الجَوَامعُ. الشوَارعُ. المَكتَبَاتُ. البَارَاتُ.الفُصُولُ. الصّيدَلياتُ. حَرَكَةُ الجَوَلاَنِ العَاطفيِّ. الشعَرَاءُ. وَكُلُّ الكَائنَاتِ)
-
تُسَرّحُ شَعرَهَا
(
عندَ حَلاَّقٍ مُخَنَّثٍ
تَتَعَهَّدُ تَجَاعِيدَ وَجْهِهَا والعُنُقْ) !

-
أَينَ تَمضي؟
(
إنّي أَسمَعُك وَلاَ تَرَاني وَلاَ أَرَاكَ)
وَحْوَحَتْ رُوحِي
وحَمْحَمتِ الكَواكِبُ جَاراتِي الجَمِيلاَت)
-
تُضَيّقُ مَا بَينَ خُطَاهَا في اتّجَاه العَريس القَديم!
قُلتُ لَهَا وَأَنَا أَتَهَجَّى
الوُرَيْقَةَ الأَخِيرَةَ قُبَيْلَ
الآخِرةِ مِنْ 
«
كِتابِ الغَيْبِ
فِي أَمْرِ لَوَاحِقِ 

الأعْضَاءِ والجَوَارحِ
وأطْرَافِ الجَسَدِ الزَّكِي ...»
(
نَزَفْتُ قَلِيلاً)
-
كُونِي أُمّةً
أو ذَاكرَةَ خَزَفٍ جَرِيحٍ
فُستَانَ لَذَّةٍ سِريّةٍ،
لأمٍّ عَزْبَاءْ
خَاتَمَ أَمَةٍ حُرّةٍ!
أو شَجَرةَ فُسْتُقٍ في قفصَةَ
نَسِيَتْ جُذُورَهَا!
كُونِي سيّدًا

حُرًّا
حَقِيقِيَّا
يَصْعَدُ خَشَبَةَ المِقْصَلَة
بلاَ أَسفٍ منهُ عَلَى الدُّنْيَا
غَيْرَ قَلَقِهِ عَلَى أُمّةٍ
أَحْوالهَُا مُتَقَلْقِلَةٌ. !
هَل يَصلُكِ المَفْجُوعُ
صَوْتِي
من فِرَاقِ اللّحْمِ
الآدَمِي مِنْ بَينِ شَتَاتِ
العِظَامِ

المُهْمَلةِ
فِي
صَحرَاءِ
الرُّوحِ
الهَاملَةِ.

هل يَصلُكِ المفجُوعُ بوَجَعِ
النايَاتِ 
(
أَخذتُ أتَشَمَّمُ طَعْمَ الكَلمَاتِ)
وَمَا لاَ تَشتَهي شَهْوَةُ الحِبْرِ 
أن تُسَمِّي عندَ قَارعةِ

النّصِ الأَثِيرِي 
اللّولَبِي
الفَوْضَوِي
الأَنيقِ
لِلإنتِحَارِ رَقصًا
وَرَقصًا
أَيْضًا
وَحَتى
رَقصًا
عَلَى الرَأْسِ السُّقْرَاطِي ! 

2

جَمَعتُ شَتَاتَ أَمْرِي..
(
حَصَادَ هَشيمٍ كُنتُ، حُبَيبَاتِ نَبَقٍ لمَ يَتَحَسَّسْ وُجُودَهَا العَنـْزُ، نَبتَةَ حُمّيضَةٍ اشتَهَتهَا امرَأَةٌ 

حُبلَى، أَو أَيّ شَيء كَهَذَا، شُقَيفَةَ طِينٍ مَثَلا كُنتُ فِي أَرْضِ "الفَالِتَةِ"، تمَيمَةً قُدَّتْ منْ رَأسِ هُدْهُدٍ تَمَرَّغَ ،،،
في الرمَادِ فَوَقَعَ، جِلدَ حَيةٍ غَيَّرَتْ ثوبَهَا، سُفيفَةَ طينٍ تَعْرِفُ العَذَارَى سِرَّهَا، وَبَرَ جَمَلٍ تُلاَطِفُهُ السُّحَيْراءُ، الطِفْلُ الذِي كُنتُ يُسَمُّونَهُ:
"
الفَرخَ الإِيطَالِيَّ")
نَهَضَ.. 
نَهَضتُ..
ذَاتَ..
صَباحٍ..

تُونِسِيٍ _ كُسْمُولُوجِيّ

(
المِيقَاتُ مِيقَاتِي
وأَنََا سَيِّدُ زَمنِي وحَرَكَاتِي
عِندَ السَّاعَةِ الرّابعَةِ منَ اليَومِ الرّابَعِ منَ الأَلفيةِ الرَّابعَةِ أَبوُسُ تُرَابَ الكَواكِبِ وأَجْرِي سَبْقًا)
أُرَاهنُ الانتصَارَ عَلَى ظِلِّي وَذَاكرَتِي
كَمَا تَشتَهي شَهوَتي إن مُتُّ ثَانيَةً لَنْ أَمُوتَ بغُصَّتي. قَوَاديسُ مَائِي بيَدِي، النُّجَيمَاتُ فَوانِيسِي والمَجَرَّاتُ رَفيقَاتِي.

مُمْطِرًا
نَهَضْتُ
طَرِبًا
خَفيفًا
مُنْدَفعًا
نَظِيفًا
لَطِيفًا
مُبْتَهِجًا
نَهَضْتُ

هَائِجًا
لِلْفَرَحِ
كَجَمَلٍ شَرُودٍ،،

(
أَذكُرُ أَنِّي فُطِمْتُ عَلَى حَليبِ النُّوقِ،
كَانَت الناقَةُ مَهْرِيةً، سَمحَاءَ كَخَالَتي فَاطمَة الزهرَاءَ)
كَغَزَالٍ
نَطََّ
لِلتَّوِّ
مِنَ الذّاكِرَة

يَعْدُو
عندَ
السَّاعَةِ
الرّابعَةِ
منَ اليَومِ
الرَّابع
مِنَ الأَلفيةِ
الرَّابِعَةِ
نَهَضَ..
نَهَضتُ.

3

وَدَّعَ الرُّخَامَ وَوَدَّعتُ، سِرْبَ فَرَاش وقَعَ عَلَى شَجَرَةِ لَوزٍ مُفْرَدَةٍ أَوْرَاقُهَا نَاعِمَةٌ، لمَ يَكُنْ لِي حِذَاءٌ كَانَ سَيْري عَلَى سُيورٍ مِنْ مَطَّاطِ السَّيّدِ 

مِيشْلاَنْ، تَخَفَّفتُ من ثِقَلي قَالَ المُتَوَغّلُ فِي عَقْلِهِ مِنَ الأَهْلِ)
تَجْتَاحُهُ
وَتَجْتَاحُني رَقْصَةٌ دُيونُوزُوسِيّةٌ
لم تَكْتَسِحْنِي
مُنذُ افتَتَحْتُ أَختَامَ القيَامَةِ العَاطفيةِ
مَعَ أنثَى البَدْوِ
وَجَاذبيّةِ عِطْرِ "السِّخَابِ"
وَرَوَائحِ التوَابلِ
وَجُغرَافيَا البِلاَدِ.

وَقلتُ للأَصدقَاء
وَلآخَري البَدَوي وَلخَلقٍ منَ الفَلاَسفَةِ
وعَبيدِ اللّحظَةِ
«
عَلَيكُم
بكتَاب الصَّدَاقَةِ وَالصَّديقِ
لاَ تَكُونُوا أَصدقَاءْ
كَفَى/ كَفَى
يَكفي/كَفَى»

تَخَفَّفْتُ من ثِقَلِي
وَقُلتُ للإخوَة وَلأُنثَى الجِدَارِ

«
عَلَيكُم:
برَسَائِلِ إخوَانِ الصَّفَاء
كَفَى/كَفَى
يَكفي/كَفَى»

تَخَفَّفْتُ من قَلَقِي
وَقُلتُ للّغَةِ:
«
عَذَّبَتني عُذُوبَةُ المَجَازِ
وطَقْطَقَةُ عِظاَمِ الصَّرفِ وحِيَلُ النَّحْوِ
وَكِيميَاءُ الإِعْرَابِ وَنَذَالَةُ الأَعْرابِ الجُدُدِ
مَعَ أَحرَارِ العَرَبِ

ومَا لاَ يُسَمَّى،
كُونِي لَغْوًا أيّتُهَا الّلُغَةُ
كَفَى/كَفَى
يَكفي/كَفَى

تَخَفَّفتُ من وَهَنِي
عَلَيْكِ
وَعَلَى جُغرَافيَا البلاَدِ
وَنَهْدَيْهَا..
اللَّغْوُ»!

(
مَا أَجمَلَ أَن يَلْغُو بكَ نهدٌ فَوضَويٌّ جَامِحٌ آخِرَ الليلِ.. تَتَهَجَّى صَفَحَاتِ كتَابِه السِرِّي بِلسَانٍ مُتَلَعثمٍ: عَاجزٌ عَنِ القَوْلِ. قَادِرٌ عَلَى الفِعْلِ. قَالَ المُتَوَغّلُ)!

وَقُلتُ لِلرَّبِ:
أَهْلاً
أَهْلاً
لَم يَعُدْ لِي منَ الأَهْلِ
أهْلٌ

«
لتَكُن.. "رَبًّا"
(
حَبِيبِي)
وَتَأَمَّلْنَا
منَ العَليِّ
الأَعْلَى
وَكَفَى
كَفَى/كَفَى
يَكفي/كَفَى

تَخَفَّفْتُ مِنْ ثِقَلِي»!

وَقُلتُ للنَّارِ:
«
اكتَوَيتُ 
وَمَا كَفَى

وَقَلتُ للأُمَّةِ:
«
قَتَلْتِني
وَاحدًا
وَاحِدَةً
وَمَا كَفَى»

قُلتُ للجديَانِ وَللخرفَـانِ وَلهَوَائشِ «عَمْـرةَ» ولسَوَائمِ «المَنْسيَّةِ»
«
أَنتِ أَيَّتُهَا الضّبَاعُ
أَنتِ أَيّتُهَا الأَنعَامُ
أيهَّا الحِمَـارُ الحَكيـمُ. أَيّتُهَا الأَطيَارُ القَوَابِعُ – القبّراتُ. أيّتُها السُّليْحَاتُ. أيّتُهـا الزُّريْعاتُ. أيّهـا البُغَاثُ. أيُّهَـا الخَروفُ «الأغشَى»، ويَـا أمّـهُ «النّجْدِي»، وَيـا خَالَتَه «البرقيّ»،ويَا عَمَّتَهُ «الغَشوَاءَ»، يَـا ابنَ عَمّه «الأدرَعَ»، وَيَـا أُختَهُ «الصَّرْدِيَّ»، يَـا عُقَـابَ عَمْرةَ. يَـا فـرَاخَ 

الحَجَلِ في «قِطّيسْ». أنتَ أيهَا «السَّبَطُ» و«المثنَانُ» وَ«الدّريَاسُ» و«البَاقلُ» و«الحَرملُ» و«الحَدَجُ –الخلنجُ».
يَا شُجَيراتِ اللوزِ
والفُسْتُقِ والزَّيَاتِينِ.
مَا تَبَقّى لِي مِنَ الأَهْلِ
وإخوَةِ العُشْبِ 
"
وَسِدرَة الأَغوَاثِ"
(
سَلاَمي من رُوحِي الشَّارِدَة إلَى الشّنْفَرَى صعلوك الشعراء
عَبْرَ صَحَارَى هَذه الكَوَاكِبِ الشَّاهِدَةِ).

"
عَلَّمُوا لاَميةَ العَرَب"
وَتَعَلَّمُوا !
وَتَذَكَّرُوا:
"
أُدِيمُ مِطَالَ الجُوعِ حَتَّـى 
أُمِيتَهُ
وأَضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحًا
فَأَذْهَلُ
وأَسْتَفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلاَ
يَرَى لَهُ
عليَّ مِنَ الطَّوْلِ امرُؤٌ
مُتَطَوِّلُ".

قَد تَنفَعُ
الذِّكْرَى
الخَاسِرِينَ
وَالمَجدُ
للمُتعَبَاتِ
وَالُمُتْعَبينَ!.

4

دِيلاَنُو

"
أَيقُونَةُ الدُّنيَا"
قاَلَ صَاحِبِي.

ابنَةُ نِينَوَى
سُرَّ مَن سَمِعَ 
قُلتُ لي.
هَل يَصلُكِ صَوتِي
من بَين حُفَيفَاتِ
وُرَيقَاتِ أَشجَارِ شَتَاتِي 
المُهْملَةِ،
المَوجُوعَةِ،
بفِرَاقِ اللَّحمِ الآدَمِي
ونَصِّ ذَنبِ
الغَزَالِ الأَنيقِ

وَبُكَاءُ النايَاتِ
عَلَى فِراقِ القَصَبِ !

(
خَاتَمُكِ الّذِي أَلبَستِنِيهِ في "سَاحَةِ الفِردَوسِ"
طَارَ به غُرَابُ الغُرفَةِ السادسَةِ عَشَرَةَ منْ نُزْلِ «فكتُوريَا الكَبير»
هَل تَذكُرينَ فَجرَ الوَاقعَةِ
وَتَحَالُفَ الغِرْبانِ معَ الغُرابِ ؟ !
قَالَ المُتَوَغلُ في عَقلهِ منَ الأَهلِ
وَقُلتُ: لي

لَبستُ «كِسوَةَ آَل العَباسِ» يَـا ابنَةَ هَارُونَ قَتَلَنِي النَّوَى.
فَاضَتْ رُوحِي عَلَى مَنْ ذَهَبَ
وَلَيسَ عَلَى الذَّهَبِ.. )

مُنذُ دَهرِ انقلاَبِ الكِنَايَاتِ،
وَالإقَامَةِ في المَجَرّاتِ
تُرَاقِصُنِي مَنَامَاتُ اجتيَاحِ
الطيَّاتِ السّرّيَةِ للمُغْلَقِ التَّاريخِيِّ 
وَالعُواءُ العَلَنِيُّ عندَ أبْوابِ المُدُنِ

هَل يَصلُكِ صَوتِي من صَحَارَى
"
وَا حَرَّ قَلبَاهُ"
يَـا بنتَ أُختِ أُمِّي الغَريبَة
لَولاَ بَعض الإكسير النَّكَدي
المَورُوث عَن تَاريخ السُّلاَلَةِ وَالحَيَاءِ البَدَوِي
وَصَايَـا مُعلِّمَاتِي ومُعَلِّمِيَّ
الشرَفَاءُ منْ أسَاتِذَتِي
(
الشَّخصيَاتُ الوَطَنيةُ الساميَةُ في الوَطَنِ)
وَتَعَاليمُ جَدَّتي

لَفَعَلْتُهَا

وَخَرَجتُ أَمَامَ كَائِنَاتِ السَّمَاءِ
عَارِيًا
من "بَـابِ الفَلَّةِ" إلَى "البَابِ الجَديد"
أو "باب المعظّم" فِي العراقِ
أَو "بَاب السّور" بقَصْرِ قَفصَةَ
أَوْ أَيَّ بابٍ عندَ شَوِارِعِ بَغْدَادَ الشَّعْبِيةِ
أَوْ "بَاب الطُوبِ" بنِينَوَى:
يَفتَحُ عَلَى ضَريحِ أبِي الأنْبيَاءِ:
يُونُسُ المقَرفِصُ فَوقَ رَبوةٍ عَاليةِ الهِمّةِ
كَهمَّةِ الأَحرَارِ 
وَ "الحَرَائِرِِ" مِنْ أهلِ العرَاقِ!

أَو "بَابِ البنَاتِ"
(
أَهْلاً) !
أَو بَابِ السَّمَاوَاتِ
(
أَصْلاً) !
بَعدَ سَلامِي..
عَلَى شيتٍ عَليهِ السلاَمُ
لَفَعَلْتُهَا وخَرَجتُ منَ اللّغَـةِ
كَمَا وَلَدَتْنِي بنتُ أحمدَ أمِّي
(
يَحدُثُ لأُمةٍ أن تَخرُجَ من التاريخِ بسَاقَينِ إلَى السَّقفِ مَشيا عَلَى الرَأْسِ)
أمِّي الرائعَة بشَهَادَةِ ميلاَدِهَا وأفعَالِهَا

أَنَـا الذَّكَرُ
بشَهَادَةِ أُنثَايْ التي 
لمَ ْ
أَلتَقِ
بِِهَا 
بَدنًا
أَبَدَا
(
لمَ يُسَلِّمْ غَيرُ عُضْوٍ وَاحدٍ فيمَا أَعلَمُ، عَلَى غَيرِ عُضْوٍ وَاحدٍ ممَّا لَدَيهَا من غَابَاتِ الأَعْضَاءِ)
وَالعُهدَةُ عَلَى الرَّاوِي
وَالمدينَةُ الغَاليةُ

وَحُراسُ الأَحلاَمِ المُهَرَّبَةِ من الشعَرَاءِ
قَالَ المتَوَغلُ في عَقلَهِ من الأَهلِ
وَقُلتُ لي: 
لاَ تحََُدِّثُوني عَن أُنثَى طَيرٍ تُونُسيةٍ
ولا عن "عنقاءِ مُغرِبٍ"
بَعدَ وَحيدِ القَرنِ المُقبلِ:
لِسَمِيّ إلهِ الحَرْبِ وَالحُبِّ السِرِّي:
مَارسُ _ آذارُ الجَبَّارُ لا يُميِّزُ بينَ الحُبِّ والحَرْبِ
كَمَا لاَ يُمَيِّزُ سوَاهُ بَينَ:
النَّظْمِ والظُلْمِ 
و الشِّعْرِ

والعُهرِ اللُّغَويّ
ولاَ بَيْنَ
دُمُوعِ العَاشقِ وَدُمُوعِ السُّلتيَاء
(
تَقَدَّسَ مَاءُ الشَّعِيرِ
وَتَقَدَّسَتْ حِكْمَةُ الرِّفْقِ بالقَوَاريرِ) ! 
قَالَ وَاحدٌ منَ الأَهلِ تَوَغَّلَ في عَقلهِ.
وَقُلتُ
لِي
وَلِي
وَلأَهْلِي الطيبينَ
عِنْدَ "بَابِ العَسَلِ" 

5

أنَـا
Moi 
أنََـايْ 

Mon moi
ذَاتِي
كُلُّ ضَمَائري الحَاضِرَةِ وَالغَائبَة 
Tout mon être
(
كَينُونَتي رُبَّمَا كُلهَا) 
être - Peut
لمَ تَشهَد يَومَ ميلاَدي أَبَدا 
أَعْنِي
أَنّي 
لَم أَكُن حَاضرًا

يَومَ
وُلدتُ
تَمَامًا 
(
مَا أَجمَلَ هَذَا التَّمَامِ)
تَمَامًا
كَمَا أَنِّي الآنَ لَسْتُ بالكَائِنِ
في هَذَا الَمكَانِ
إلاّ عَلَى سَبيلِ الإِسْتِعَارَة والكِنَايَة،
وَالجُودِ
الحِكَائِي
الجُحَائِي 

(
النثرُ وَحدَهُ يَليقُ بالحُزن العَالي أَحيَانا)
وبَيْضُ غُرَابِ الحكَايَةِ
يَا شَقيقَ الوَردِ 
يَا دُرَّةَ الأَكوَانِ
يَا كِتَابَ النَّدَى
يَا سرَّ الأقحُوَانِ
أَنِّي
لَنْ
أَحْضُرَ
عُرْسَ
أَعضَائِي
بدَمِي...
لَحظَةَ مَوْتي شَأنٌ يَعْني سِوَايْ:
"
الوَارثُ"
"
النَّاشرُ"
"
مُوزّعُ الكُتُبِ"
"
سرّاقُ المخْطُوطَاتِ "،
وَأُمّي احتمَالاً
إمرَأَةٌ تَعتَقِدُ سرّا أَنّي أَحْبَبتُهَا
"
حَفَّارُ القُبُورِ"
طِفْلٌ قَادَهُ فُضُولُهُ الطُّفُولي إلَى جِهَتي
"
ذئَابُ العَائلَة"
وَ"سَيّدُ القُطْنِ وَالزَّعْفَرَانِ" !

(
هَل يَسْمَحُ لِي الأَصدقَاءُ أَن أُرَاسلَهُم من فَلَوَاتِهَا
مَا أَبعَدَ الدّنيَا، مَا أَقرَبَ الآخرَةَ،
يَا أَبنَاءَ القيَامَةِ الوَطَنيّة) !
(
رَقَصَتْ عَلَى يَسَاري تلكَ النُّجَيمَةُ الضَّاحِكة من قُبَّعَةِ التّشي غيفَارَا). 

َيا شَقيقَ الوَردِ:
يَقُولُ القَائلُ اللاَّمَرْئِي:
يَقُولُ أَصْحَابُ الجُدْرَانِ

(
وَيَا لَكَمْ يَقُولُونَ حَولَ مَا قُلتُ
وَمَا لمَ أَقُلِ )

يَقُولُونَ «وَجَدَهَا:
"
المَجنُونُ" 
"
الكَافرُ"
"
الماَرِقُ"
"
المُرْتَدُّ"
"
مُحَرِّضُ الطلَبَةِ"
"
حمَارُ نيتشَه"

"
مُفسِدُ التّلاَمِيذِ"
"
عَاشقُ الُمتَصَوفَةِ"
"
مُرَوّجُ مَاركس"
"
لَقيطُ الجَنُوبِ"
"
نَاصرُ الشُّعَرَاءِ أَعدَاءِ الأَنبيَاءِ!"
"
صَدِيقُ المُرَاهِقِينَ"
الّذِي..
وَالّذِي..
"
قرَّدَ الإِنسَانَ"
وَالّذِي نَشَرنَـا فِي الإبَّانِ صَحَائِفَ

ذُنُوبِهِ في "الصِّحَافَةِ"
وَحَكَمْنَا عَلَيه بمَا حَكَمَتْ به الحُكَمَاءُ 
في شَأنِ الرّدَّةِ» !

مُدنٌ، أسمَالُ مُدُنٍ، فِيلُوفُوبِيَّةٍ تَأكُلُ تَاريخَهَا
تَخَافُ الحُبَّ
والنَّدَى
تَستَطِيبُ قَسْوَةَ عَادَاتِهَا السِّرّيَةِ !
(
تَقَدَّسَ فُقَهَاءُ مُدُنِ البَعُوضِ وَالمَقْرُوضِ، سُلاَلةُ
الشَّريفَاتِ، 
الحَابيَاتِ،

الُمتَضَرِّعَاتِ
المُستَزيدَاتِ،
منَ الشَّبَقِ الإِلَهِي
وَفَضَائِلِ الحِزْبِ الحَاكمِ
ولْيُمْسِكُوا ظِلِّي 
في مَنَاطقِ الذُّل!
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقلهِ منَ الأَهل!
وَقُلتُ لِي...

6

دِيلاَنُو

أَلَقُ الغِيَابِ

يَا شقيقَ الوَردِ
يَا دُرَّةَ الأكْوانِ
يَا كِتابَ النَّدَى
يَا سرَّ الأقْحُوانِ
يَا شَاهِدِي
لاَ تَمُتْ حِينَ المَوتُ
صَغِيرَا
رَاقِص الرَّدَى
"
وانْتَفِضْ كَمَا العُصْفُورِ بَلَّلَهُ المَطَرْ"
وَتَسلّ،،
"
بِلَوْلاَ"
وَانْهَضْ بُعيْدَ عُرْسِكَ السَّمَائِي

إِنْ شِئْتَ قَلِيلاً
قَلِيلاَ
تَصَفَّحْ وُجُوهَ الَّذِينَ
تُحِبُّ
هَلْ تَرَى مَنْ تُحِبْ؟ !
كَاتِبٌ وَمَنْ كَتَبْ؟ !
يَا شَقِيقَ الوَرْدِ
يَا شَاهِدِي أُشْهِدُكَ
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ مِنَ الأَهْلِ
وقُلْتُ لِي:

"
يَا سَيّدَةَ العُشْبِ:
أَحْبَبْنَاكِ
وأَحْبَبْنَاكِ
أَحْبَبْنَاكِ
أَشْيَاؤُنَا..
عِظَامُنَا..
مَا فَِيهَا..
وَمَا يَلِيهَا..
قُدَّتْ مِنْ خُيُوطِ
مَطَرِ سَمَاكِ

"
وَحَقِّ فَاطِمَةَ الزّهْرَاءِ"
طَابَ ثَرَاكِ!
أَحْبَبْنَاكِ،
سَلِمَتْ حِمَاكِ مِنْ مَرَضِ "المُرَاكِ"!
وَدُمُوعِ العُشَّاقِ
أَحْبَبْنَاكِ،
لِمَاذَا قَادَنِي 
_
كَمَا الأُمَّةُ _
هَوَاكِ/ وَدِيلاَنُو...
إِلَى الهَلاَكِ؟ ! 

خُذِي لَحْمَكِ
وَمَا تَحْتَهُ..
وَمَا تَحْتَ تَحْتِهِ..
وَمَا يَلِيـهِ..
وَاسْمَكِ..
وَالرُّوحَ
ورُوَيْحَ الرُّوحِ وَحَوَاشِيهِ.
أُتْرُكِينِي أَمْضِي فِي كُسْمُولُوجِيَا الأَكْوَانِ بِلاَ ذاَكِرَةٍ.

يَاسَيِّدَةَ التَقَلُّبِ
القَلْبُ مُتَصَدِّعَةٌ أَرْكَانُهُ
لاَ أَظُنُّهَا بَعْدَ الآنَ تَصْمُدُ
وَالبُنْيَانُ _ وَإِنَْ أُحْكِمَ _ إِذَا لَمْ يَتَعَهَّدْهُ صَانِعٌ _وَمَنْ غَيْرُ الشَّعْبِ صَانِعٌ_ لاَ بُدَّ يَوْمًا يَتَهَدَّمُ. حَبَِيبَتِي سِرُّ جُنُونِي وَكِتَابُ غُرْبَتِي أَحْرَقَ اللهُ عُشْبَ عَيْنَيْكِ وَمَا يَلِيهِ -سَلِمْتِ وَسَلِمَتْ عَيْنَاكِ- إِنِّي وَإِنِّي فِي هَوَاكِ مِنْ أَهْلِ الأَحْوَالِ وَلَسْتُ مِنْ أَصْحَابِ التَّحَوُّلِ، وَمَنْ لَمْ يُعْجِبْهُ مَا قُلْتُ فَلَهُ مَا لَمْ يَزِنْهُ حَبِيبِي الخَلِيلُ عَلَى وَزْنِ "التّفَوْعُلِ" قَالَ المُتَوَغِّلِ فِي عَقْلِهِ وَقُلتُ لِي: مَنْ 
وُلِدَ فِي الهَرْيَةِ كَمَا مَرَاحِ الغَنَمِ مَعَ الجِيَادِ وَالإِبِلِ لَنْ تُخِيفَهُ زَوَاحِفُ الحَانَاتِ وَحِنَاشُ القُصُورِ المَوْرُوثَةِ
بالجُبْنِ !

تَخَفَّفْتُ مِنْ ثِقَلِي!
رُعَاةُ غَنَمٍ 
صُنَّاعُ قِـيَمٍ
هَلْ العَطَبُ فِي السُّلاَلَةِ؟!
إِلَى الوَرَاءْ!
إِلَى الوَرَاءْ! 

إِلىَ مَا وَرَاءِ الوَرَاءْ!
بَوْلُ جَمَلٍ !
تُرَابُ زُرْزيْحَاءَ!

قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ
مِنَ الأَهْلِ حِينَ مَرَّ بي مَعَ
أَسْرَابِ أَطْيَارِ وِحْشَتِي
وَقُلْتُ لِي
وَ لِي...

7

دِيِلاَنُو

حَفِيدَة نِيرْبَا الجَمِيلَةِ
تَلَبَّسْتِ بِرُوحِي

حُبُّكِ،
أَلْبَسَنِي حُبُّكِ
"
كُسْوةَ آلِ العبَّاسِ" 
حَبِيبَةُ حُبَيْبَاتِ الرُّوحِ
هَلْ أَبَاحَ لَكِ السَيّدُ المسِيحُ سَفْكَ دَمِي
قُدّامَ عوالِمِ العَالَمِ اللاَّمَرْئِي؟ !
شَقِيقَ الوَرْدِ 
يَا صَاحِبي

عَلَى أَرَائِكِ فِكْرَةِ الوَطَنِ
المُوَزَّعِ بَيْنَ الأَحْزَابِ، 

فِي سُوقِ السَّوَائِمِ
الّلُغَوِيَّةِ،
وَالإيدْيُولُوجِيَّةِ
وَالدَّوَابِّ،
وتُحَيْتَ الجَنَاحِ الأَيْسَرِ
مِنَ البُرنُسِ الخَلدُونِي
فِي سُرَّةِ العَاصِمَةِ السَّاكِتَةِ
مِنَ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ
يَنْحَرُ شَاعِرٌ نَفْسَهُ
وتُرَاقِصُ يَرَقةٌ تُونُسِيَّةٌ
فِكْرَةَ الحُرِيَّةِ !

دِيِلاَنُو

"
كَمَنْجَاتُ"، 
الكُذَيْذِيبةُ الحُلْوةُ
أُخْتُ هُدَى _ هِيلْدَا
السَّاقِطَةُ الرَّائِعَةُ "إِينُوزَاتْ"
انْقَطَعَ تَيَّارُ الكَهْرَبَاءِ العَاطِفِي
بَيْنِي أَنَا الأَذَارِيُّ
وَبَيْنَ التُّرَابِ 
وَالوَطَنِ الّذِي جَرَحَنِي 
وَنَشِيدِنَا القُرْبَانِي
وَأَهْلِِي
بِنْتُ أَحْمَدَ
أُمِّي
يَا أُمَيْمَة
أَدْمَنّا الغِيَابْ
لَكِ مِنْ دَمِي السَّلامُ!
فَلْتُغْلَقْ كُلُّ الصَيْدَلِيَّاتِ العَاطِفِيةِ!
مَرَّ طَائِرٌ أَوْدَعَ كِتَابَ عُنِقِهِ عُنُقِي
رَدَّدَتْ الكَوَاكِبُ مَا أَسَرَّ لِي بِهِ المَقْدِسِي

"
أباحَتْ دَمِي إذْ بَاحَ قَلْبِي
بِحُبِّهَا
وَحَلَّ لَهَا فِي حُكْمِهَا
مَا اسْتَحَلَّتِ
وَمَا كُنْتُ مِمَنْ يُظِهُرُ السِرَّ
إِنَّمَا 
عَرُوسُ هَوَاهَا فِي ضَمِيرِي
تَجَلَّتِ
فألقتْ على سرِّي أشعةَ
نُورِهَا
فَلاَحَتْ لِجُلاَّسِي خَفَايَا 
طَوِيَّتي

سَقَوْنِي وَقَالُوا لاَ تُغَنِّ وَلَوْ
سَقَوا جِبَالَ حُنينٍ مَا سَقَوْنِي
لَغَنَّتِ".
طَارَ فِي هَوَى الذِينَ أُحِبُّهُمْ عُنُقِي
أَنْشَدَ المُتَوَغِّلُ فِي قَلْبِهِ
وَأَنْشَدْتُنِي
يَا شَقِيقَ الوَرْدِ
إِخْوَةُ أَصْحَابِ الجُدُرَانِ
أَسْرَابُ الجَرَادِ الإنْسِيّ
مَا أَشْبَهَ الشَّبِيهَ 
بِلاَ شَبِيهِـهِ!

"
دِيِلاَنُو"
"
تُوِنِسُ"
"
دَادَا"
"
بَغْدَادُ، بَغْذَاذُ، بَغْذَادُ، بَغْدَاذُ"
"
رَامَ الله" 
"
ابْن حُورِيَّة"
(
غَزَالُ الوَقْتِ الفِلِسْطِينِي)

أجْمَلُ النّساءِ لَكْ ! 
أجْمَلُ الخمور لَكْ !

أجْمَلُ الخمورِ لَكْ ! 
أجْمَلُ النساءِ لَكْ !
قلتَ لِي وقلتُ لَكْ
حينَ كنتُ أُوَدِّعُكْ
لم نَكُنْ لِنَتَهَجَّى «كتابَ الغَيْبِ الغَبِيِّ»:
إِخْوَتُكَ سَيَأْكُلُونَ
إِخْوَتَكْ !
إِخْوَتِي سَيَأْكُلُونَ
إِخْوَتِي!
وإِخْوَتِي سَيَأْكُلُونَ
إِخْوَتَكْ !
و إِخْوَتُكَ سَيَأْكُلُونَ
إِخْوَتِي
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي حِبْرِهِ لِلْمُتَوَغِّلِ فِي حُبِّهِ
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي حُبِّهِ لِلْمُتَوَغِّلِ فِي حِبْرِهِ
وأنَا سآكُلُنِي...بِي
قالَ آخرٌ مرَّ بِغُيومِ وِحْشَتِي يُخَاطِبُ غَيْمَةً وشجرةَ لوزٍ مُرٍّ لمْ تَكُنْ أَوْرَاقُهَا نَاعِمةً - وإِنْ ذَبَحَنِي إِخْوَتِي أَبْنَاءُ تُرَابِي و غُيُومِي ولُغَتِي فَهُمْ بَرَاءٌ مِنْ دَمِي-...مَسَّنِي عُوَاءُ «الذِّئْبِ الأَنْجِليزِي»...أَخَذْتُ أعْوِي وَأَعْدُو... أَعْدُو وأعْوِي... أوْ أَيَّ شيءٍ كَهَذَا... مُمْسِكًــا

بِعُنُقِي...أَجُرّنِي إلَى وَجْرِ ذِئْبٍ لم يَكُنْ غَيْرَ بَيْتٍ لِوَاحِدٍ مِنْ إِخْوَتِي... !
أَيْقَظَنِي صَوْتُ «الوَاجِبِ السُّقْرَاطِي»
غَيّرْتُ الدَّرْسَ الافْتِتَاحِي منْ: «فِتْنَةِ الفَنِّ وارْتِيَادِ التُّخُومِ» إلَى:« جَمَالِيَّاتِ اليُتْمِ فِي الوَطَنِ وَفَضَائِلِ السَّكْتَةِ العَاطِفَيَّةِ بَيْنَ الإِخْوَةِ وَالإِخْوِةِ قُدَّامَ العَالمَِ»

مَا أَشْبَهَ المُنتصِرْ
بِالمنكسرْ!

مَا أشبهَ الحَيَّ
بِالمُحْتَضَرْ !

دِيِلاَنُو

وَرْدَةُ جُرْحِي الشَّرْقِي فِي
قَلْبِي المَغْرِبِي
يَا أَحْلَى لَحْنٍ أُوبِيرَالِي
(
تَائِهٌ يَقْتَاتُ مِنْ جَوَاذِبِ حَرَكَاتِ الكَوَاكِبِ)

أَنَا الّذِي
فَعَلْتُهَا
بِِي: الرَّأْسُ
رَأْسِي
والأَعضاءُ، أَعْضَائِي
(
مِدادِي مِنْ دَمِي)
وأَشْتَاقُ رَاسِي
أنْ
لنْ
أُحَنْجِجَ حَوْلَ مَا كانتْ تحَُنْجِجُ 
حولَهُ اللغةُ،

تَمَسُّهُ
ولا تُسَمِّيِهِ
(
مَا هذَا الذي ارتسمَ في الخَلَوِيِّ منكَ ؟
أيهَا الشَّريدُ الوحيدُ في فَلَواتِ السَّماواتِ
عندِ السَّاعةِ الرابعةِ
منَ اليومِ الرَّابعِ
منَ الأَلْفيةِ الرَّابعةِ
منْ مِيقاتِ الكَواكبِ
تماسكْ، أيّهَا المتُمَاسِكُ) !

المِيقاتُ مِيقاتِي
وَأنَا:
سيّدُ سَكنَاتِي:
أبُوسُ تُرابَ الكَواكِبِ
وأجْري سَبْقًا:
أُراهِنُ الانتصارَ عَلىَ 
ظلِّي وذاكرَتِي:
كمَا تَشْتَهِي شَهْوتِي!

تخفّفتُ من ثقلِي
وأشتاقُ رَاسِي:
أنْ
لاَ
رَئِيسَ
لِي
سِوَى
رَاسِي.
أنا سيّدُ خُطَايَ رغمَ انكِسَارِي،
أنا شَتَاتُ الرُّوحِ في صَحارَى العَرَبِ
أنا المُتَمَاسِكُ،

مَشِيئََتِي سِرُّ أَسْرَارِ إرَادَتِي،
(
لَدغتْنِي "حيّةُ الحَيِّ " شُفيتُ -سَليمًا- مِنَ العَطَبِ "إنّ الأفاعِي وإنْ لاَنَتْ مَلاَمِسُهَا، عِنْدَ التَقَلِّبِ فِي أَنْيَابِهَا العَطَبُ" يا غُرَابيَّ السِّحْنَةِ.. يا شَاعرَ الحِكَمِ)

هُوِيَّتِي
يُتْمِي لِأُمِي وأَبِي 
لَذَّتِي، 
حِبْرِي،

وحماقاتُ 
«
أُمَّتِي»
لِي.

تخفّفتُ منْ 
أَلمَِي! !
قَالَ المُرْتَبِكُ فِي أَطْوَارِهِ مِنَ الأَهْلِ
وَقُلْتُ لِي

8

قَرْطَاجُ
(
أهلاً )
يَا قَرْطَاجْ
(
أهلاً وأهلاً)

يا كُذَيْبَةَ جُلَيْدَ
الثَّوْرِ الأَنِيقِ
(
كَانَ أَهْلُكِ يُعَاقِبُونَ سَيّءَ الحَظِّ)
أنَا
لَسْتُ
سَيّءَ
الحَظِّ،
أنَا الذِي 
فَعَلْتُهَا
بِي !

«
أيُّ شَعْبٍ هَذَا الذِي يَصْلُبُ
الأُسُودَ» !
سَلاَمِي إلَى تَارِيخِ السُّلاَلَةِ
والجميلةِ صَلاَمْبُو
والمجدُ لِفلُوبَارْ
وأَكْثَرُ مِنْ سَلاَمٍ عَلَى شَاعرِ
قَصِّ أجْنِحَةِ الحَمَامِ
وَتمَامُ السَّلاَمِ عَلَى نَبتةٍ
في «عَمْرَةَ» اسمُهَا: "التِّقُفْتُ"
وجَارَتُهَا: «التَّالِمَةُ»!

قالَ المُتَوغِّلُ
المَوْجُوعُ فِي سُوَيْدَاءِ 
قَلْبِهِِ...
وقُلْتُ لِي

دِيِلاَنُو

شَقيقَ الوَرْدِ
أَهْلي الطَيّبِينَ
لِلْغُرْبَةِ الأُخْرَى

ذِكْرَى
أمّةٍ وحَسَبٍ يضيعُ في السُّحُبِ

آسِفٌ _ أسَفِي
عَلَى عُشْبٍ طَيِّبٍ
(
سِيرَتُهُ عَطِرَةٌ)
شَجَرٌ مُكَابِرٌ
أَشْيَاءُ شَوَرِاعٍ
صُّوَرُ مَرَابِعٍ
(
بابُ السُّور، كدّالةُ، الرّوشَنُ، حومة الشُّقْران، الشوامِخُ، أَوْلاَدُ الجِيعَانِ، زَاوِيَةُ العَكَارِمَة)

كُجَّاتُ الطُّفُولَةِ،،
حَكَايَا الجَدّةِ الجَمِيلةِ،،
تَنْسَى أَحْيَانًا كَمْ مِنْ رَكْعَةٍ رَكَعَتْ فِي صَلاَتِهَا
تَوَعُّدُ أمٍّ بِكَسْرِ الفَاعِلِ
عِطْرُ خَالَةٍ لَمْ تَلِدْ
كِسْرةُ مِلّةٍ
(
لاَزَمَتْنِي مِنْ طُفُولَتِي إلىَ بَغْدَادَ)

وأَشْباحِ لُعَبْ !
لاَ وَلاَ آهٍ وَاحِدَةٍ عَلَى
حِبْرٍ يَوْمِيٍّ يُراقُ

نَشِيدُ جَنَازَةٍ
أَصْدِقَاءُ مِدَادٍ
إِِخْوةُ تُرابٍ 
أَغْلَبُ
جُلِّهِمْ
كَالعَطَبِ
(
سَلاَمِي)!

يَا شَقِيقَ الوَرْدِ
الكُلُّ والذلُّ
وَكُلُّ الذُلِّ

وَذُلُّ الكُلِّ
بِاسْمِ الحَقِيقَةِ يَحْتَرِفُ
الكَذِبَ.
(
كَذَّابٌ عَلَى كُذيْذِبٍ عَلَى كُذيْذِيبٍ
عَلَى كُذُبْذُبٍ عَلَى كُذَيْذِبَانٍ)
(
سَلاَمِي)!

يَا شَقِيقَ الوَرْدِ
يَا دُرَّةَ الأَكْوَانِ
يَا كِتَابَ النَّدَى 
يَا سِرَّ الأُقْحُوَانِ

صَادِقٌ صَدَقْتَ
حِينَ قُلْتَ لِي:
(
قُرْبَ المَسْرحِ البَلَدِي فِي سُرّةِ العَاصِمةِ السَّاكِتةِ مِنَ البَحْرِ المُتَوسطِ)
"
لا تُحْرَسُ مُغلّقةُ الأَبْوَابِ مِنْ سِرّهَا

إِلْيَلَّ لَيْلُهَا الدُنْيَا
خَانَهَا قَيْسُهَا
مُغتصَبَةٌ هيَ الأرْضُ
أَحْرَسُ حُرّاسِهَا
خَنّابُهَا"

قُلتُ وَمَا خَنّابُها؟

(
ما أشدَّ ضِيقِي
بهؤلاءِ الرِّفاقِ
ذَوِي العَنَاصرِ الوَاهِيةِ)
-
مَنْ يَخْتَلِجُ فِي مِشْيَتِهِ كالسَّارِقِ
افْتَحْ عَلَيْهِ «لِسَانَ العَرَبِ» 
يا ابنَ تُرابِي
ولُغَتِي! !

9

دِيلاَنُو

يا نَغْمةً
مُغرقةً

فِي
السّرِّيَةِ
يا حَفِيفَ
رُوحٍ 
مُوزَارِيٍّ
فِي
أداءٍ
أُرْكَسْترَالِي
إِخْوَتي فِي السَّوَائِلِ
والتُّرَابِ 
والطِّينِ

ومَا لاَ يُسَمَّى
أُحَاصِرُ جَاهِزِيَّتِي لِلاِنْتِحَارِ الفَوْرِيّ
بَرًّا،
وَدَمْعًا،
بَحْرًا،
وَحِبْرًا
هَلْ يُجِيبُ مَقْطُوعُ الرَّأْسِ عَنْ،
سِرِّ
قَطْعِ رَأْسِهِ؟
هَلْ أَسْتَفْتِي أَعْضَائِي

نَثْرَهَا
فِي كُلِّ
جُغْرَافِيَاتِ أُمَّتِي،
وأُسْتَشَارُ فِي اللّعِبِ
بِرُؤوسِ
أَخَواتِي
وإِخْوَتِي
وأَخُونُ رِفْقَتِي
وأُؤرِّخُ لِرَذِيلَتِي

(
بَعْدَ سَلاَمِي عَلَى
ابنِ حَزْمٍ
الحَكِيمِ
الأَنْدَلُسِي) !

أنَا
الَّذِي
فَعَلتُهَا
بِي !

مَرَّ طَائرٌ أَلقَى كتابَ عُنقِه
عَلَى عُنقي
"
إِبْني 
كَبِدِي
يَا وَلَدِي
يا مَنْ
حِينَ تَخُونُنِي
الدُنيَا
يُغسِّلُني
ويُعِدُّ 

لي
كَفَني
يبُوسُ
الأرضَ
الَّتي
يُودِعُني
حِينَ
يُودّعُني"
أنشدَ المتوغّلُ في شِغافِ قلبهِ 
فَأَرْبَكَنِي.

أنا سِرُّ حَمَاقَاتِ الجَمَاعَةِ وَنِظَامِ تَعَدُّدِ
الإِنَاثِ... وإِثْبَاتِ البُعُولَةِ...
وَبَهْجَةِ الرُّعَاةِ الرُحَّلِ،
غَيْبُوبَةِ الأَعْضَاءِ...
عِنْدَ فَجْرٍ
شَبَقِيٍ...
أَوْ أَيِّ شَيْءٍ كَهَذَا
أَنَا وَدِيعَةُ السُّلاَلَةِ فِي مُفْتَرَقِ طُرُقِ الوَجْدِ... إِلىَ الهَاوِيَةِ .
أَنَا تَفَتُّتُ حُصَيَّاتِ حَبَّاتِ الحُبِّ الأَزَلِي... عِنْدَ أَوْرَاقِ

شَجَرِ
النِسْيَانِ
التَّنَاسُلِي
وَتَمَرُّدِ الأَيرُوسِي
أَنَا مَحْوُ الأَيَّامِ القَادِمَةِ عَلَى غَفْلَةٍ مِنْ غَرِيزَةِ أَكْلِ العَدَمِ
أَنَا شَهْوَةُ البَقَاءِ... تُقَاوِمُ
عَادِيَاتِ الأَلمَ ِالكَوْنِي...

سَلاَمِي أَيُّهَا الإِيكُولُوجِيّ العَاطِفِيّ!
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ حِينَ مَرَّ بِي 
وَبِي
فِي غُيُومِ
وِحْشَتِي
وَقُلْتُ ...
لِي

دِيلانُو

يَا حَرَائِقَ 
حَدَائِقَ
شَوْقٍ
فِي
دَمِي..
يَا حَدَائِقَ
حَرَائِقَ
شَوْقٍ

فِي
ذاَكِرَتِي..
لَكِ أَنْ تحُِبِّينِي قَلِيلاً
أَصْبَحْتُ أَشُكُّ
بِأَنَّ الأَرْضَ تَدُورُ،
وأَنَّ بَارِيس عَاصِمَةُ فَرَنَْسَا
وأَنَّ ابْنَ خَلْدُونَ
وُجِدَ أصْلاً،،
وأَنَّ تُونُسَ فِي شَمَالِ أَفْرِيقِيَا !

دِيلاَنُو
يَا ضَياعَ
رُوحِي
فِي
"
شَارِعِ المُتَنَبِّي"
يَا جُرْحًا
نَازِفًا
فِي قَلْبِ النَّرْجِسِ
تَلَبَّسَ حُبُّكِ
بِلَحْمِي،
وَدَمِي

حَتَّى أَنِّي أَسْمَعُ
وَسْوَسَةَ شَيْطَانِهِ
فِي
عِظَامِي
أَنْسَى إِسْمِي
واِسْمَ أُمِّي
وَ
يَوْمَ وُلِدْتُ
وَ
جِهَاتِ البِلاَدِ / مِنَ البِلاَدِ

دِيلاَنُو

وَحْوَحَ القَلْبُ مِنِّى هُنَا
فِي المَغَارِبِ
(
بَيْنَ تُفَيْصِلاَتِ الكَوَاكِبِ)
شَوْقًا إِلَيْكِ
هُنَاكَ فِي المَشَارِقِ 
فَرَأَيْتُنِي ذَاتَ فَجْرٍ تُونِسيّ
أَطِيرُ، أُلاَحِقُ أُنْثَى طَيْرٍ

(
لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُ لَوْنَ الطَّائِرِ
وَجُلّنارَ الحُلْمِ
رَأَيْتُنِي فِي المَنَامِ ذَاكَ الطَّائِرَ
يَبُوسُ أُنْثَى حَجَلٍ
لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُ أَيَّ العَيْنَينِ بُسْتُ)
فَطَارَتْ بِي عَلَى عَجَلٍ !

10

دِيلاَنُو !

بِنْتُ أُخْتِ أُمِّي

«
أُرَيْنِبُ الشِّيحِ»
كَمَا تَقُولُ أُمِّي
«
مَقْصُوفَةُ الرَّقَبةِ»
(
سَلاَمَتُكِ)!
«
أَنْفُ كِليُوبَترا»
(
مَا أَجْمَلَكِ) !
حَبِيبَتِي...
جُغْرَافِيَا آلاَمِي
حُبَابَةُ قَلْبِي،،
وَكِتَابُ لَذَّّتِي 

أَجْمَلُ «أُكْذُوبَةٍ» نَهَارِيَّةٍ مِنِّي
عَلَيَّ،
"
قُرَيْدَةَ العُشِّ"
"
أُوَيِْخِرَ العُنْقُودِ"
طَرِيقِي الجَمِيلُ
إِلَى الهَاوِيَةِ،،،
أَنَا المُتَدَهْوِرُ فِي هَوَاكِ
بِأَمْرِ إِلَهِ التَّصَحُّرِ العَاطِفِيّ!

«
دُرَّةُ قَلْبِي»
(
يَشُدُّنِي الحَنِينُ إِلَيْكِ، أَتَلَعْثَمُ فِي خُطَايْ، أُرَكِّبُ أَرْقَامَ الغِيَابِ، 

أَرَاكِ،
لِأَرَاكِ،
لاَ بُدَّ أَنْ أَرَاكِ،
لَأَرْشُوَنَّ مَلاَكَ المَوْتِ وَالرَّقْصِ الأَخِيرِ 
بِكُلِّ اللُّغَاتِ).

أَوْرَادُ الوَرِيدِ مِنِّي،
قُبَيْلَ خَاتِمَتِي
وُريْقَتِي الأَخِيرةُ 
قَبْلَ آخِرتِي 
أَرْسُمُهَا فِي الهَوَاءِ
مَحْوًا أُحِبُّكِ
أَمْحُوهَا فِي غَيْبُوبَةِ
ذُهُولِي
صَحْوًا أُحِبُّكِ

يَا سَلِيلَةَ سُلاَلَتِي 
يَا سِرَّ كِتَابِي الصَّبْغِيّ
إِذَا أَتَاكِ خَبَرُ عُرْسِي
بِدَمِي
لاَ تَبْكِي عَلَيّ
رَقَصْتُ مَعَ أَهْلِي هُنَا
وَهُنَاكْ..
(
قَبْلَ أَنْ يَلُفّنِي الكِتَابُ الكَوْنِّي)
مَعَ «مُقَدّمَةِ» ابْنِ خَلْدُون
رَقَصْتُ،
وَرَقَصْتِ بَيْنَ صُفَيْحَاتِ كُتُبِي

مَعَ «نُزْهة أَلبَابِ» التِّيفَاشِي القَفْصِيّ
مَعَ بُروسْت "الزَّمَنِ الضَّائِعِ"
مَعَ بَلْزَاك «الكُومِيدْيَا البَشَريّةِ»
مَعَ «مناماتِ الوهرانيّ» رَقَصْتُ
رَقَصْتُ
مَعَ "الهَوَامِلِ وَالشَّوَامِلِ"
مَعَ «حُوشِي الكَلاَمِ»
مَعَ «مُدَوّنَاتِ البيانِ»
مَعَ سَتْنَدَالِ "الأَحْمَرِ والأَسْوَدِ"
مَعَ "فَنِّ الهَوَى" الأُوفِيدِي
رَقَصْتُ مَعَ لُغَتِي...

وَالمَجْدُ لِي...
وَ«لإِسْمِ الوَرْدَةِ»
وَلِـ«لِسَانِ العَرَبِ»
وَلِمَدَامْ بُوفَارِي
وَفُصُول الجَحِيم الرمبوي
وَ«بَانَتْ سُعَادُ» !

كَفَى/كَفَى
يَكْفِي/كَفَى
تخفّفتُ من عِلَلِي.

آنَ لِي الآنَ أَنْ
أَتَمَدَّحَ بِي
وَأُقِيمَ وَلِيمَتِي
بَيْنَ أَعْضَائِي
(
لَحْمِي /عِظَامِي /دَمِي)
وَأَسْكَرَ بِكُلِّ السَّوَائِلِ
(
عَلَّنِي وَلَعَلَّنِي)
(
عَلَّنِي وَلَعَلَّنِي)

الخَمْر سِرٌّ 
فَاعْرِفْ
مَعَ مَنْ تَهْتِكُهُ 
يَا ابْنَ كُرُومِي وَعِنَبِي
شُكْرًا لِلأُمِّ التِي أَنْجَبَتْ!
شُكْرًا للأَرْضِ التِي أَنْبَتَتْ!
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ.
-
اشْرَبْ ،،،
-
شَرِبْنَا وفَاضَتْ بِمَاءِ مآقِينَا 
-
اشْرَبْ :
-
الوَطَنُ احْلَى 
-
اشْرَبْ الوَطَنُ احْلَى مِنَ الأحْلَى
وَرَفِيفُ أجْنِحَةِ الرُوحِ
-
في حَدَائِقِ الحَيَوَانِ الأعْلَى:
أنْقَى ،
وأنْقَى،
يَا سَوَائِلَ «مَاغُونْ» 
يَا كَواعِبَ «حَنَّبَعل»!
يَا رَذَاذَ «قُصُورِ مُرْنَاقْ»!
يَا مَاءَ «السُّلْتِيَاءْ»!
يَا دِمَاءَ «صَلاَمْبُو» !

يَا "قَصْرَ مَارّيا" !
يَا جَوَارِيهِ !
يَا أُحُيمِراتِ «سَانْ أُوغستين»!
مُوتُاتِيسْ 
mutatis
مُوتَانْدِيسْ 
mutandis
تَطْلَعُ شَمْسٌ أُخْرَى
لِنَهَارٍ آخَرَ !

(
عَلىَ كُلِّ أحْوالِ الفَتَى شَرِبْتُها
يا صَنّاجَةَ العَرِبِ) !

خَمْرَةُ الله الحَلاَلِ حَرَامٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ:
ما خُنْتُم وَطَنًا
وخَذَلْتُمْ أُمَّةً
واغْتَلْتُمْ لُغَةً
وكَفّرْتُم مُفَكِّرا
واغْتَبتُمْ شَاعِرًا
وَحَكَّمْتُمْ فَتْوَى الجَحِيمِ
فِي حَكِيمٍ

وجَرَرْتُمْ أُنْثَى إِلَى مَا 
تَحْتَ السَّريرِ،،

(
الحَيَاءَ
الحَيَاءَ
القَلِيلَ مِنْ كِيمياءِ الحَيَاءِ
حُرُوبُ «الكَوَائِن» القَادِمَةِ مِنْ أَجْلِ السَّيدِ 
المَاءْ 
يَا إِخْوَةَ «الرِّفْقِ بِالقَوَارِيرِ» !!

فَأَهْلاً بِالأَهْلِ..
أَهْلاً..
بِكُلِّ خَلِيلٍ
(
عِنْدَ سُرَّةِ المُتَوَسِّطِ)
أَهْلاً..
فِي «الكَدَّالَةِ» 
أَوِ «الكَرَّادَةِ»
فِي سَاحَةِ الجَلاَءِ
أَوْ فِي سَاحَاتِ الشُّهَدَاءِ
أَهْلاً بِأَعْضَائِي /وَأَعْدَائِي
وَاحِدًا..

وَاحِدًا..
أَهْلاً بقَِلْبِي
أَهْلاً بِذَاكِرَتِي
أَهْلاً..
بِـي
إِيـَّايْ
إِيـَّايْ
أُحَيِّي..
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ مِنَ الأَهْلِ:
وَقُلْتُ لِي:
هَذَا نَشيدُ وَطَنِي العُضْوِيّ:
يَا خَالِقَ الخَلْقِ والخَلاَئِقِ
يَا مُدْمِنَ العَفْوِ إِلاَّ فِي مُعَامَلَتِي
سَلامي لأَبيِ الطَيّبِ!
«
إذَا غَامَرْتَ فِيشَرَفِ مَرُومِ
فَلاَ تَقْنَعْ بِمَا دُنَ النُجُومِ 
فَطَعْمُ المَوْتِ فِي أمْرٍ حَقِيرٍ
كَطَعْمِ المَوْتِ فِي أمْرٍ عَظِيمِ 
يَرَى الجُبَنَاءُ أنَّ العَجْزَ عَقْلٌ
وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئِيمِ
وَكُلُّ شَجَاعَةٍ فِي المَرْءِ تُجْنِي
وَلاَ مِثْلُ الشَجَاعَةِ فِي الحَكِيمِ
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ 
قَوْلاً
صَحِيحَا
وَ آفَتُهُ 
مِنَ الفَهْمِ 
السَّقِيمِ 

يَا سَيّدَ السَوَائِلِ
فَعَلَتْهَا الزّوَائِلُ بِي
وَبِأُمَّتِي ،
بِالفُقَرَاءِ إلَى العَدْلِ فِي الكَوْنِ
المُضْطَرِبِ !
يَا مُحرّكَ المُتَحَرِّكَاتِ
والسَّوَاكِنِ
يَا ربَّ الصَّوامِتِ والصَّوَائِتِ
يَا ربَّ الموائِعِ والكَثَائِفِ
يَا رَبَّ المُرَبَّعَاتِ وَالدَّوَائِرِ
يَا رَبَّ الأَحْرُفِ وَالأَنْغَامِ
يَا رَبَّ المَخْرُوطَاتِ وَالأَرْقَامِ
يَا رَبَّ القَارَّاتِ

وَالمَجَرّاتِ
يَا رَبَّ "سَادَاتِ" العَالَمِ 
وَالزَّوَاحِفِ !
اِقْرَأْ كِتَابَ الكَونِ بقوَّةٍ
وَخُذْ أَمْرَ المَوْجُوعِينَ
والمَوْجُوعَاتِ
بِلينٍ ! !
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي رَقْصَةِ الأَلَمِ الخَالِصِ
وَقُلْتِ لِي
وَلِي...

11

أُخْرِجُني عندَ هَذَا المِيقَاتِ مِنَ الزَّمَنِ الإسْكَافِي الكَوْنِيّ واسْطَبْلِـهِ اللُّغَوِي وأَسْكَرُ بِي يـا سَيّدَ الكَوارِثِ ، لا سيـدَ لِي ، هـل يُزْعِجُكَ الأمرُ؟

هلْ تُغْضِبكَ حِكمةُ الجَمْرِ؟ مَا أجْمَلَ حِذَاءَكَ، حِذَاؤُكَ أَجْمَلُ منْ رَأْسِكَ تَرَوّسْ عَلَى كُلِّ البَقَرِ... عَلَى كُلِّ الشَّجَرِ، علَى الجبَّانَاتِ، عَلَى الجَمَادِ، عَلَى النَّبَاتِ، عَلَى صُخُورِ كُلِّ الجِبَالِ، علَى الغُيُومِ، عَلَى الزُّيُوتِ، عَلى الشطْآنِ... عَلَى النَّخِيلِ، علَى الثّكَنَاتِ، لا تَتَروّسْ عَلَى بَعْضِ البَشَرِ، مَا أَجْمَلَ حِذَاءَكَ يَا ابْنَ أُمِّكَ، حِذَاؤُكَ أَجْمَلُ منْ رَأْسِكَ، لاَ تَتَرَوَّسْ عَلَى أَيِّ بَشَرٍ...ولاَ حتّى البَقرْ، الزَّيتونُ لاَ، الفُسْتُقُ لاَ، النَّخِيلُ لاَ، الشُّطْآنُ لاَ، صُخُورُ 

الجِبَالِ لاَ، الغُيُومُ لاَ، الزُّيُوتُ لاَ... بَغْدَادُ مَا سَقَطَتْ. بَغْذَاذُ تَرَنَّحَتْ.
بَغْدَادُ تَتَشَمَّسُ فِي تَفَاصِيلِ ظِلِّهَا... أَهْلُهَا أَعْرَفُ بِطُقُوسِ سِرِّهَا وَرَقْصِ وَجَعِهَا السُّلاَلِي!
الَّذِي
سَقَطَ
هُوَ 
قَلْبِي

"
نَزَلَ البَلاَءُ،
زَالَ الحَيَاءُ"

مَا أَجْمَلَ حِذَاءَكَ يَا ابنَ " محََارِ أُخْتِكَ"، حِذَاؤُكَ أَجْمَلُ مِنْ رَأْسِكَ، "نوْرَزْتَ"
أَهْلَكَ
بِرَأْسِ
الحَبِيبِ، الصَّابِرِ، المُصَابِرِ، الجَمِيلِ
الحَبِيبِ، العَنِيدِ، الجَمِيلِ، الشَّهِيدِ
يَوْمَ العِيدِ "هَايْ المَرْجَلَة"... 
عِيدُكَ صَارَ مِنَ الأَمْسِ…وَكَانَ… وَلِي فِي الغَدِ عِيدٌ، الأَيَّامُ تُتَدَاوَلُ وَالتَّوَارِيخُ حَفَّاظَةُ المَوَاعِيدِ: الحُرُّ حُرٌّ بِرَغْمِ المُّرِّ مَعَ المُرِّ وَتَنَادِي سُلاَلَـةِ العَبِيـدِ لِلْعَبِيـدِ ! مَا أَجْمَلَ حِذَاءَكَ، 
حِذَاؤُكَ أَجْمَلَ مِن رأسِكَ يَا ابْنِ "كُسِّ أُخْتِكَ" سُوءُ الأَدَبِ مَعَ المَحْقُورِ ابنُ الحَقِيرِ ، تَمَامُ الأَدَبِ، تِلْكَ حِكْمَةُ أَحْرَارِ العَرَبِ "هَايْ المَرْجَلَة !؟"
سَلاَمِي مِنْ كُلِّ أَعْضَائِي، لأُمَرَاءِ وَمُلُوكِ وجَنْدَرْمَاتِ الأُمَّةِ فَتَحْنَا لَكُمْ عَلَى حِسَابِنَا الحِبْرِي 

بِاسْمِ كُلِّ الشُّعُوبِ المَوْجُوعَةِ- حِسَابًا مَتِينًا جَدَِيدًا فِي الخَرَابِ الجَدِيدِ !

بَغْدَاذُ تَتَشَمَّسُ فِي تَفَاصِيلِ ظِلِّهَا.. تَرَنَّحَتْ... أَهْلُهَا أَعْرَفُ بِطُقُوسِ سِرِّهَا..

الذِي
سَقَطَ
هُوَ 
قَلْبِي
يَا أَرْضًا أضَاعَتْنِي وَأُخْرَى تَغْتَالُ رُوحَ المُتَنَبِّي
قالَ المتوغلُ في عَقْلهِ وقُلْتُ لِي
وَقَعَ الوَاقِعُ عَلَى 
المُسْتَعَارِ
طَاحَ الجِدَارُ عَلَى
السِّتَارِ

تَخَفَّفْتُ مِنْ وَجَلِي
وَمِنْ قَلَقِي
تَخَفَّفْتُ مِنْ أَلمَِي
وَمِنْ ثِقَلِي
تَخَفَّفْتُ مِنْ عِلَلِي
غَنَائِمِي مِنْ أَهْلِي وَأُمَّتِي... هَزَائِمِي.
أَنَا لاَ أَبْكِي عَلَيَّ... قَذَفْتُ بِِي وَِبي خَارِجَ المَشْهَدِ اللُّغَوِي، أُشْرِفُ مِنْ عَلْيَاء جُبَيلِ الرُّوحِ عَلَى قُطْعَانِ وِحْشَتِي وَإِنْ كَانَ لِي وَبِي صَلاَبَةُ الصَّوَّانِ، دَهْشَةُ الرَّسَّامِ فِي حَضْرَةِ المتََخَيَّلِ، رِقَّةُ أَجْنِحَـةِ الفَـرَاشِ، حَيْرَةُ المُلَحِّنِ الخَلاَّق أَمَامَ نَصِّهِ... 
اِرْتِبَاكُ الرِّوَائِي عَنْدَ تَمَرّدِ شُخُوصِهِ، اِنْزِلاَقُ صُورَةٍ مِنْ الكَامِيرَا خَارِجَ المَشْهَدِ، هَشَاشَةُ الرّخَامِ العِشْقِيِّ! خَرَجْتُ بِي مِنِّي خَارِجَ مُقْتَضيات المناظر!

رَبِحْتُ
كُلَّ خَسَارَاتِي
المُدَوَّنَةِ
بِدِمَاءِ الوَرِيدِ 
لِلسَيِّدَةِ الوَرْدَةِ
"
فِي كِتَابِ 
تُونُسَ
الكَوْنِي
للخَرَاجِ
العَاطِفِيّ" !

دِيلاَنُو
يَا حَفِيفًا
لَذِيذًا
حَفَّ
بِرُوحِي
الحَافِيةِ

أَصْبَحْتُ أَشُكُّ

بِأنَّ الأرْضَ تَدُورُ
وَأَنَّ بَارِيسَ 
فِي بِلاَدِ "الغَالِ"
وَأَنَّ ابن خَلْدُونَ
هِنديٌّ أَحْمَرْ،
وأَبَاهُ "الثَّوْرُ الجَالِسُ": 
"
يُوتَانْكَا تَاتَنْكَا"
أَقْسَمَ بِاسْمِ أَبِي الأَلْوَانِ:

"
أَنَا
لاَ
أَبِيعُ
الأَرْضَ 
التِي 
يَمْشِي
عَلَيْهَا
الإِنْسَانُ"!!
أَصْبَحتُ أَشُكُّ أَنَّ أَفْرِيقِيَا فِي قَارّةِ أَمْرِيكَا.

وَأنَّ قَفْصَةَ 
بِنِيكَارغْوَا..
وَأَنَّ صَفَاقُسَ
فيِ أزْيلانْدَا..
وَأَنَّ تَطَاوينَ
فِي الكَرَايِيبْ..
أَصْبَحْتُ أَشُكُّ
فِي أَيّ العُصُورِ أَنَا
أَحْيَا..
(
عِينِـي)
وَهَلْ كُنْتُ قَدْ عِشْتُ 

أَصْلاً !
أَرَى مَاذَا؟
أَرَى؟
هَلْ أَرَى؟ 
مَاذَا أَرَى؟
تَخَفّفتُ مِنْ بَصَرِي !
مِنْ قَذَائِفِ الصُّوَرِ !
أَرَى مَكْتُوبًا عَلَى لِحَافِ نُجيْمَةٍ بَقيَتْ سَاهِرَةً إِلَى القَائِلَة:

أَمْرِيكَا:
جُنَّ مَنْ سَمِعَ؟
الهِنْدُ:
طَرِبَ مَنْ تَأَمَّلَ
الصِينُ:
ذُهِلَ مَنْ شَاهَدَ
آسِيَا:
رَقَصَ مَنْ تَخَيَّلَ
فِلِسْطِينُ لِوَحْدِهَا
كَانَ مَا لاَ يَجِبُ أَنْ يَكُون

تُونِسُ:
بَيَاضُ الوَرَقَةِ
أَجْمَلُ مُعَلَّقَةٍ لِلبُكَاءِ
عَليَّ،
وَعَلَيْكَ الرَّقْصُ
(
لاَ أَسْتَطِيعُ خِيَانَةَ التُّرَابِ رَغْمَ العَذَاب).. قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ
وَقُلْتُ لِي
بَغْدَاذُ لِوَحْدِهَا
ذَابَ مَنْ عَشِقَ!

دِيِلاَنُو

تَلَبَّسَ حُبّكِ 
(
عِينِـي)
بِلَحْمِي
وَدَمِي
حَتَّى
أَنِّي
أَسْمَعُ
وَسْوَسَةَ شَيْطَانِهِ فِي عِظَامِي
وَ
أَنْسَى إِسْمِي
وَ
يَوْمَ وُلدْتُ،
(
وَمَا لَنْ أَذْكُرَ فِي كِتَابِي)

دِيلاَنُو

يَا وَحْوَحَةَ رُوحِي بَيْنَ المَجَرَّاتِ
حُبّكِ
يَخْنَسُ لِي حُبّكِ تَحْتَ وِسَادَتِي 

(
عينِـي)
يَعبَثُ بِي فِي مَنَامِي
أُمَزِّقُ لِحَافَ فِرَاشِي
تَفِرُّ مِنِّي 
(
عِينِـي)
ثِيَابِي
تُبَسْمِلُ حِيطَانُ غُرْفَتِي
أُكَلِّمُ خَلْقًا مِن الأَهْلِ
فِي عِدَادِ الغِيَابِ 
أُطَبْطِبُ عَلَى جُدْرَانِ الجِيرَانِ

هَلْ أَنَـا
الحَاضِرُ
(
عِينِـي)
أَمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَصْحَابِ؟!

كَمْ مِنْ مَرَّةٍ قُلتُ: 
لِي
بِلاَ
نَدَمٍ
مِنِّي
عَلَيَّ

سَأُتْلِفُنِي فِي بَيْدَاءِ
بَارٍ
وَأَعُودُ بِلاَ
بِي
لاَ أَيْنَ
وَلاَ حَيْثُ،
أَعْضَاءٌ
بِلاَ جَسَدٍ
عَلَى آخِرِ صَوْتٍ لإِدِيتْ بِيَاف..
تُشْعِلُ النَّارَ فِي الحُبِّ
القَدِيمِ وَالذِكْرَيَاتْ

أَوْ أَيَّ شَيءٍ كَهَذَا
«
وَ..يَا مَالَ الشَّامِ »!
أَوْ أَيَّ شَيءٍ كَهَذَا
"
طِيرْ طَايِرْ
يَاطِيرْ طَايِرْ
أَعْطِينِي بُوسَهْ
مِنْ عِينَكْ
أَعْطِينِي بُوسَهْ
مِنْ عِينَكْ
ارْجَعْلِي

آشْ بِينِي وَبِينَكْ
طِيرْ طَايِرْ 
يَا طِيرْ طَايِرْ! "
أَوْ أَيَّ شَيْءٍ كَهَذَا
"
سَلّمِلِي عَلِيهْ 
بَوّسِلِي عَينِيهْ
سَلَّمْ"
أَوْ أَيَّ شَيءٍ كَهَذَا

"
أَنَا
عَا
شِ
قْ
يَا
مَ
وْ
لاَ
تِي "
هَا إِنِّي أَتَدَهْوَرُ بِي، وَبِي لَذَّةُ الخُطافِ حِينَ انْتِظارِ المَطَرِ... وحَنِينِ العَنَاصِرِ إِلَى العَنَاصِرِ

"
آشْ لُونْ دَمِّي يَجْرِي
يَا دِيِلاَنُو
آشْ لُونْ عُمْرِي يَجْرِي
يَا دِيلاَنُو
أَوْرَاقُ شَجَرِي تَذْبلُ 
تَذْبُلُ
يَا دِيلاَنُو
هَا إِنِّي أَتَدَهْوَرُ بِي
وَبِي...
حَنِينُ العَنَاصِرِ إِلَى العَنَاصِرِ
"
لاَ حَمَلَتْ رِجْلاَكَ يَا جَمَلُ"

أَوْ أَيَّ شَيءٍ كَهَذَا

أَنَا ابْنُ تُونُسَ البَّارُ...
لِأُتْلِفَنِي فِي بَيْدَاءِ بَارٍ
«
أَنَا أَذُوبُ
مَعَ السَّوَائِلِ
إِذَنْ أَنَا
مَوْجُودْ»
«
أَنَا عَاشِقٌ
إِذَنْ
أَنَا مَفْقُودْ»
وَ
«
أَنَا
عَا
شِ
قْ
يَا
مَ
وْ
لاَ
تِي»
إِنَّ غُيُومِي غُيُومٌ 
وَلَنْ تُمْطِرَ هَذَا المَسَاءْ !
وَ
«
أَنَا
عَا
شِ
قْ
يَا
مَ
وْ
لاَ
تِي»

بَارْ "البُولِيرُو":

(
لأُرَاقِصَ كُلَّ السَّوَائِلِ)
بَارْ "البُوسْفُور":
(
لأَغْرَقَ فِي المِياهِ البَعِيدَةِ)
بَارْ "العَجْلَةِ":
(
لِيدُورَ الزَّمانُ كمَا تَشْتهِي شَهْوَتِي)
بَارْ "الطَّائِرِ الأَزْرَقِ":
(
لِيَطِيرَ بَعِيدًا.. بَعِيدًا.. بِذَاكِرَتِي)
وَأُخُونُنِي
بِي 
وَبِي

يَا لَذَّةَ المَعْرِفَة
يَا اِغْتِرَابِي وَغُرْبَتِي

أَنَا زَوْجُ
مَكْتَبَتِي
وَمَكْتَبَتِي زَوْجَتِي
أَشْتَاقُهَا وَتَشْتَاقُنِي
أُمَرِّرُ أَنَامِلِي عَلَى شَفَتَيْهَا
تَكَادُ تَعَضُّني كَمَا قُطَيْطَةُ طُفُولَتِي.
أُبَادِلُهَا الإِعْجَابَ بِالإِعْجَابِ
وَحَيَوَاتُ الخَلْقِ كِتَابُ !

أَنَا الرَّاسِخُ فِي الكُتُبِ
أَنَا جَوَّابُ البَارَاتِ
أَقْتَاتُ مِنْ أَعْشاَبِ وِحْشَتِي
أَنَا يَتِيمُ أُمَّتِي وَابْنَتِي 
دُرّتِي
أَنَا بَكّاءُ آخِرِ
اللَيْلِ
جَوَادٌ جَرِيحٌ 
جُرْحُ بَغْدَادَ
وَأَخَوَاتِهَا وَخِيَانَةُ دَمِي لِدَمِي
يَنْزِفُ منْ خاَصِرَتِي

أَنَا الذِّي فَعَلْتُهَا
ِبي
آخِرُ القَولِ !
لَكُمْ الجَمَالُ وَالجَمِيلاَتُ
وَشُعَرَاءُ "الدَمْعَزَةِ "
وَشَوَاعِرُ الشَّعْرَةِ المِنْسِيّةِ
فِي الإِبِطِ
أَوْ أَيَّ شَيْءٍ كَهَذَا
دَامَ عِزُّكُمْ، أُعَزِّيكُمْ، دَامَ عِزُّهُمْ، "يُؤَرِّخُونَ لِلرُّوحِ" فِي إِسْطَبْـلاَتِ الأَحْزَابِ المُزَيْنَكَـة،
حُزُنُهُمْ وَإنْ كَانَ نَثْرًا فَهوَ مَوْزُونٌ مُقَفَى 
وَحُزْنُكَ 
يَفيضُ عَلى بُحُورِ الخَلِيلِ !
يَا " سَيِّدَ النَّوَازِلِ "
«
حَشَّاشُونَ وَحَشَّاؤُونَ رَدِيئُونَ وَيَحْشُونَ فِيهِ»، قَالَ الشَّاعِرُ ابنُ الشَّوَارِعِ التُونسي فِي تَدَهْوُرِهِ اللُّغَوِي النَّاعِمِ يُؤَرِّخُ لِلرَّذِيلَةِ زَمَنَ الإِحَنِ يـا « كِتَابَ المِحَنِ»... لَكُمْ مَا يَمِيلُ مَعَ السَّيدِ المَالِ حَيْثُ يَمِيلُ كَمَا الأَرْدَافُ النَّاعِمَةُ...
أَوْ أَيَّ شَيْءٍ كَهَذَا

لِي
وَلِي
المُنْعَطَفَاتُ.

أَنَا الشَّاعِرُ بِالخَرَابِ المُبِينْ وَاللذَّةِ القَاتِلَةْ: تَصْفِيةُ الحِسَابِ الحِبْرِيّ العَسِيرِ مَعَ الذَّاكِرَةِ، يَحْيَا الخَيَالُ، يَحْيَا الخَيَالُ، تَحْيَا الأَنْغَامُ وَالأَلْوَانُ، يَحْيَا الذَّهَابُ إِلَى شَفِيفِ التُّخُومِ، إِلَى القَصِيِّ الأَقْصَى مِنْ جَنُوبِ الجُنُونِ
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ وَقُلْتُ لِي
شَيْئًا كَهَذَا!
وآخِرَ آخِرِ اللّيلِ حَانَةٌ وَحَانَةٌٌ وأُخرَى وَمَا يَلِيهَا...
بَيْدَاءُ بَارٍ وَرَيْحَانَةٍ، أَوْجَاعٌ تُونِسِيَّةٌ تَحْتَ تَحْتِ اللَّحْمِ... وَأَبْعَدَ مِنْ تَحْتِ تَحْتِ العِظَامِ ، ذَاكِرَةٌ لاَ تَرُومُ الفِطَامَ عِنْدَ هَذَا الفَجْـرِ 

الآبِقِ... لأَخُونَنِي بِي... اِحْذَرْ سَحَابَهُمْ اللُّغَوِي. غَدَّارُونَ وَ مَغْدُورٌ بِهِمْ يَدُورُونَ مَعَ الدُّولاَرِ حَيْثُ يَدُورُ. أَوْ أَيَّ شَيْءٍ كَهَذَا!
وَهَذَا ...
يَا ضِيَاعَ كِتَابَاتِي وَكُتُبِي فِي "نَهْجِ الدَبَّاغِينْ"!
يَا لجَوُعِي إِلَيْكِ بَيْنَ أَهْلِي عِنْدَ
فَجْرِ القَرْنِ الوَاحِدِ وَ العشْرِين!

12

دِيِلاَنُو

يَا حَنَانًا
يَحْضُنُ

الدُنْيَا
وَيَغْتَالُنِي
يَا إِشْرَاقَةَ
اليُتْمِ
السَّابِحِ
فِي دَمِي
فِي المَدِينَةِ القَدِيمَةِ الأَزَلِيّةِ
قُرْبَ جَامِعِ «صَاحِبِ الوَقْتِ»
عِنْدَ المُنْعَطَفِ الأَوَّلِ مِنْ «نَهْجِ المِحْرَابِ»،

سَقَطَ قَلْبِي
تَمَلَّيْتُ شِغَافَهُ،
جَيّدًا
وَ
أَوْدَعْتُهُ /حَرْفَ "البَاءِ" مِنْ 
"
لِسَانِ العَرَبِ"
وَدَعَوْتُ،،
لِنِسَاءِ الكَونِ بِالعِشْقِ
(
عِينِـي)
وَدَعَوْتُ عَلَى نِسَاءِ

قَفْصَةَ
وَالقَصْرِ
وَعَمْرَةَ
وَتُونُسَ
وَنِينوَى
بِحُمَّى
«
حَاءِ»
الحُبِّ،،
(
عِينِـي)

يَا شَقِيقَ الوَرْدِ
يَا دُرَّةَ الأَكْوَانِ
يَا كِتَابَ النَّدَى
يَا سِرَّ الأُقْحُوَانِ

يَحْدُثُ لِلْمُوسِيقَى أَنْ تَنَامَ فِي 
"
شَارِعِ حَشَّادَ" وَحْدَهَا
وَيَحْدُثُ
لِي
أَنْ
أَنَامَ

بِلاَ أَعْضَاءْ..
(
قَتَلْتَنِي بِعَثْرَةٍ مِنْ لِسَانِكَ
يَا صَاحِبِي) !

دِيلاَنُو

يَا رَعْدًا
نَاعِمًا
يُدَمْدِمُ
فِي دَمِي
يَا بَرْقًا
يَأْخُذُ بَصَرِي
وَلاَ يُبْصِرُنِي

لِلنَّايَاتِ
كَمَا لِلكَمَنْجَاتِ
أَوْجَاعٌ
وَلِي: فِتْنَةُ الذُّهُولِ
عَنِ الخَلْقِ التُّونِسِي
(
عِينِـي)
وَعنْ جَسَدِي
خَاوٍ

القَلْبُ مِنِّي
عِنْدَ بَيَاضِ الوَرَقِ
وَيَحْدُثُ مَا يَحْدُثُ
يَحْدُثُ...
لِلْمُوسِيقَى أَنْ تَنَامَ فِي
"
بَابِ السُّورِ" 
وَحْدَهَا
وَيَحْدُثُ لِي 
أَنْ أَنَامَ
مَعَ كَائِنَاتٍ
بِلاَ أَسْمَاءْ
كَفَى/كَفَى
يَكْفِي/كَفَى

تَخَفّفتُ مِنْ ثِقَلِي
سَئِمْتُ بَرْدَ الأَلْقَابِ
وَحَرَارَةَ الرُّتَبِ
(
عِينِـي)
"
آكُو"
إِنْ ثَمَّةَ..
"
مَاكُو"
(
عِينِـي)

قَانُونٌ تُونسي،
أَوْ كَوْنِيّ يَمْنَعُنِي مِنْ
أَنْ أَمْدَحَ وَأَتَمَدَّحَ
بِاسْمِي،
وَأَنْ أَمْحُوَ لَقَبِي
وَأُرْجِعَ: 
"
العَزَاءَ لِعَزَائِهِ"
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ
وَقُلْتُ لِي
يَا شَقِيقَ الوَرْدِ
يَا دُرَّةَ الأَكْوَانِ

يَا كِتَابَ النَّدَى
يَا سِرَّ الأُقْحُوَانِ
سَئِمْتُ مُرَّ الصَّبْرِ
(
عِينِـي)

ثَمَّةَ..
إِنْ ثَمَّةَ..
لَيْسَ ثَمَّةَ..
مِنْ قَانُونٍ تُونِسي
أَوْ كَوْنِيّ يَمْنَعُنِي مِنْ 
أَنْ أَمْدَحَ وَأَتَمَدَّحَ

بِرَئِيسَةِ البِلاَد التُونِسِيّة
(
عِينِـي)
عِنْدَ السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ
مِنَ اليَوْمِ الرَّابِعِ
مِنَ الأَلْفِيَّةِ الرَّابِعَةِ
(
تَوَّجَهَا أَبْنَاءُ العُشْبِ 
وَبَنَاتُ العُشْبِ سَيِّدَةَ الشَّعْبِ)
وَأَنْ أَقُولَ لَهَا:
«
سَلِيلَةَ الزَيَاتِينِ
جَازِيَةَ الوَقْتِ الجَمِيلِ

حَبيبةَ حُبَيْبَاتِ الرَمْلِ 
خُذِيهِ..
تَمَلِّيهِ..
جَيّدًا..
وَضَعَِيهِ..
أَنَّى شِئْتِ..
وَكَيَْفَمَا شَاءَتْ لَكِ الأَقْدَارُ
حِكْمَةُ الرُّخَامِ
وَإِرَادَةُ المُؤَرِّخِ
بُوسِيهِ أَوْ عَضِّيهِ..
(
عِينِـي)
مَزِّقِيهِ..
لِيُرَفْرِفَ أَوْ لِيُفَرْفِتَ
قَلْبِي
أَوْ عَلَمُ البِلاَدِ !

حَطََّ طائرٌ أَزْرَقٌ أَنِيقٌ عَلَى كَتِفِي
وَقّعَ بِمِنْقَارِهِ عَلَى عُنُقِي..
(
وَقَعَ الوَاقِعُ عَلَى
المُسْتَعَارِ
طَاحَ الجِدَارُ عَلَى السِّتَارِ
أُرْجِعُ الاسْمَ
إِلَى المُسَمَّى
وَالفَارِسَ الرُّخَامِيَّ إِلَى الجَوَادِ
وَالجَوادَ إِلَى المَكَانِ
سَاعَةُ اليَمِينِ تَمِيلُ 
قَلِيلاً.. 
قَلِيلاً..
إِلَى اليَسَارِ
وَيَدُ اليَسَارِ إِلَى مَا بَعْدَ الجِدَارِ
ثَمَّةَ يَقَعُ
المُعَلَّقُ
قَلَبِي
عِنْدَ 
غَالِيَتِي 
الغَائِبَةِ: 
مُعلَّقَةُ 
الفُتُوَّةِ 
والحبِّ
عِنْدَ العَربِ) !

كَتَبَ المُؤَرِّخُ السَّجِينُ عَلَى جِلْدِهِ
طَاحَ الجِدَارُ عَلَى السِّتَارِ
يَا أَبْنَاءَ أَخَوَاتِ البَارْ

أَلاَ تُحِبُّونَ الرّئِيسَاتْ 
يَا أَبْنَاءَ الأُمّهَاتْ ؟ ! 
قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ.
وَقُلْتُ لِي:
لاَ أَطْلُبُ الغُفْرَانَ العِشقِيَّ مِنْ أَحَدْ
قَالَ طَائِرٌ عَابِرٌ مَرَّ بِي:
وَأَنَا الأَعْلَمُ
بِي
وَبِي
كَيْفَ شَقَقْتُ
"
كِتَابَ دِيلاَنُو شَقيقَ الوَرْدِ"

مِنْ لَحْمِي وَدَمِي
أَنَا الأَوْلَى بِحَمَاقَاتِي
حَمَاقَاتِي أَوْلَى 
بِي
سَلاَمَِي لِشُهَدَاءِ 
الحُبِّ
وَالحِبْرِ 
وَالحُرِّيَةِ
أَرْضُ بِلاَدِي أَوْلَى
بِجُثَّتِي

عُشْبَةٌ
نَمْلَةٌ
نَغْمَةٌ
رِيشَةٌ
سُحَّيْرَةٌ
نَحْلَةٌ
أَوْ أَيُّ شَيْءٍ كَهَذَا..
وَكُلُّ مَا يَعْرِفُ السَّيدُ الإِيكُولُوجِي
مِنَ العَيْشِ حَيًّا طَائِرَا
بَيْنَ مَجَرَّاتِ الكَوَاكِبِ

أَهْلاً
بِكَ
أَهْلاً
بِي
عِنْدَ سَيِّدَةِ المُتَوَسِّطِ
يَا شَقِيقَ الوَرْدِ
يَا دُرَّةَ الأَكْوَانِ
يَا كِتَابَ النَّدَى
يَا سِرَّ الأُقْحُوَانِ

قَلْبِي وَأَرْضِي بَيْنَ أَصَابِعِي
آلَ
مآلِي
إِلَى النَّعِيمِ
أَوِ الدَّمَارِ
أَوِ الإِقَامَةِ فِي البَرْزَخِ
الأَمْرُ وَأَمْرُ الأَمْرِ شَأْنِي الشَّخْصِي، الجِسْمُ جِسْمِي، وَالأَعْضَاءُ أَعْضَائِي، وَالحُرْقَةُ حُرْقَتِي، تَخَفَّفْتُ مِنْ جَحِيمِ «الخَلْقِ» اليَوْمِيِّ وَمِنْ مَوَاعِظِ النَّكَدِ، القَلْبُ قَلْبِي، وَالرَأْسُ رَاسِي، وَلاَ رَئِيسَ لِي سَوَى رَاسِي

إِلَيْكَ بِكَ عَنِّي، يَا غُرَابَ القِيَامَةِ... يَا رَأْسَ فَتَاوَى الخِيَانَةِ، هَلْ وُلِدْتَ نَبِيًّا " مَسْرُورًا، مَخْتُونًا، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى الأَرْضِ، شَاخِصًا بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ" إِلَيْكَ بِكَ عَنِّي يَا إِمَامَ الكَوَارِثِ!

إِلَى الوَرَاءْ!
إِلَى الوَرَاءْ! 
إِلَى مَا وَرَاءَ الوَرَاءْ!
بَوْلُ جَمَلِ!
تراب زُرْزيْحاءَ !

قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ
وَقُلْتُ لِي:
اِحْذَرْ سَحَابَهُمْ اللُّغَوِي. غَدَّارُونَ وَ مَغْدَورٌ بِهِمْ يَدُورُونَ مَعَ الدُّولاَرِ حَيْثُ يَدُورُ. أَوْ أَيَّ شَيْءٍ كَهَذَا!

قَالَ المُتَوَغِّلُ فِي عَقْلِهِ
وَقُلْتُ لِي:
سَلاَمِي إِلِى حَكيمِ
"
مَعَرَّةِ النُعْمَانِ"

كُلُّ عَاشقٍ يَسِيرُ حَتْمًا إلى حَتفِهِ

بِقَلْبِهِ
كُلُّ إنسَانٍ أَعْرَفُ 
بشمسِ أرْضِهِ

أَهْلاً بِكَ..
أَهْلاً بِهَا..
أَهْلاً بِي..
فِي نُهُوضِنَا العِشْقِي

سَلاَمِي

لكُلِّ حُرٍّ
لَمْ يَزْحَفْ
عَلَى لَوْنِ حِبْرِهِ
سَلاَمِي لِكُلّ
ِ طَائِرٍ
لَمْ يَتَنَكّرْ
لِلَوْنِ رِيشِهِ 
رَغْمَ يُتْمِهِ العَاطِفِي. !

13

جَمَعْتُ شَتَاتَ أَمْرِي:

حَصَادَ هَشِيمٍ كُنْتُ، حُبيباتِ نَبَقٍ لَمْ يَتَحَسَّسْ وُجُودَهَا العَنْزُ، نَبْتَةَ حُمَّيضَةٍ اشْتَهَتْهَــا امْرَأَةٌ حُبْلَى أَوْ أَيَّ شَيءٍ كَهَذَا، شُقَيْفَةَ طِينٍ مَثَلاً فِي أَرْضِ الفَالِتِةِ، تَمِيمَةً قُدَّتْ مِنْ رَأْسِ هُدْهُدٍ تَمَلْمَلَ فِي الرَمَادِ فَوقَعَ، جِلْدَ حَيَّةٍ غَيّرَتْ ثَوْبَهَا، سُفَيفَةَ طِينٍ تَعْرِفُ العَذَارَى سِرَّهَا، خُزَيْفَةً تَغْمُزُ مِنْ مِزْهَرِيةٍ نابُليةٍ، آجُرّةً بَابِليّةٍ، شَكْلاً هَنْدَسِيًّا فِي كُسْوَةٍ بَرْبَرِيةٍ، كَسْرَةَ حَرْفٍ في اللَّهْجَةِ السَّاحليّةِ يُرفعُ فِي العَربيّةِ، تَأْنِيثَ مُذَكَّرٍ فِي اللِّسَانِ البَدَوِي، «طَرْقًا» غِنِائِيًّا مِنَ الشَّمَالِ الغَرْبِي التُونِسيِ « يَا خِيلْ سَالِمْ بَاشْ رَوَّحْتُولي آه يا س...ا...ل...م » ، مَوَّالاً عِرَاقِيًّا يَأْتِي مِنْ زَمَنِ مَا قَبْلَ الحِصَارْ: بُكَاء«جِلْجَامِشْ» المُرَّ عَلَـى فِرَاقِ «أَنْكِيدُو» الحُرّْ أَوْ أيَّ شَيءٍ كَهَذَا.. وَبَرَ جَمَلٍ تُلاَطِفُهُ السُّحَيْرَاءُ، وُريقَةً تَسَلّلَتْ سَهْوًا رُبَّمَا مِنْ كِتَابِ «زَهْرِ العَرِيشِ فِي تَحْرِيمِ الحَشِيشِ» وَأُخْرَى تَدَهْوَرَتْ مِنْ « كِتَابِ الجِرَاحَاتِ وَالمَدَارَاتِ» تتحرّشُ بِهَا الرِّيحُ.. ذِكْرَى قُبْلَةٍ مِنَ طَالِبَةٍ سَقَطَتْ فِي حَوَادِثِ السَّيْرِ العَاطِفِي لِجَهْلِهَا قَوَانِينَ الجَولانِ الجَامعِي أَوْ أَيَّ شَيءٍ كَهَذَا..
«
رَايْ-بُورْ- شَابُو» وَشْمُ كِتَابَةٍ عَلَى أَحَدِ جُدُرَانِ مَدِينةِ بَابِلْ، 
«
عُشْتَارْ لاَ مَارْسُو عُشْتَارُ حَامِيَةُ جُيُوشِهَا »
أَوْ أَيَّ شَيءٍ كَهَذَا..الطِفْلُ الَّذِي كُنْتُ يُسَمُّونَهُ الفَرْخَ الإِيطَالِي! 

14

نَهَضَ
نَهَضْتُ ذاتَ صَبَاحٍ تُونِسي أَبُوسُ تُرابَ الأرضِ.. أجري سَبْقًا، أُرَاهنُ احتضانَ ظِلِّي وذَاكِرتِي كَمَا تَشْتَهي شَهْوتِي، لِأُعِيدَ القلبَ الموجُوعَ إلىَ واجِبِهِ العَاطِفِيّ ! !

دِيلاَنُو

هَذَا كِتَابُكِ،
وَمَكْتُوبُ وَقَائِعِ وَقْعَتِي، شُكْرًا لِلأَرْضِ التِي أَنْبَتَتْ، شُكْرًا لِلأُمِّ التِي أَنْجَبَتْ، شُكْرًا لِلأَنَامِلِ التِي كَتَبَتْ مَا كَتَبَتْ، شُكْرًا لِلأَشْجَارِ وَالأَطْيَارِ التِي أَوْدَعَتْنِي مَا أَوْدَعَتْ، أَنَا شَقِيقُكِ وَأَنْتِ شَقِيقَتِي:
فِي الحُبِّ
وَاليُتْمِ
وَالمِحْنَةِ
دِيلاَنُو
«
دِيُونِيزُوسْ» فِي ذِمَّتِي كَمَا أَوْصَيْتِنِي إِنْ مِتُّ ثَانِيَةً
لَنْ أَمُوتَ – دِيِلاَنُو- بِغُصَّتِي!!
وَضَعْتُ قَلْبِي عِنْدَ مِقْلاَعِ طُفُولَتِي وَأَدَرْتُهُ جَيِّدًا كَمَا أَدَارَتْنَا الحَيَاةُ 
وَأَدَارَنِي حُبّكِْ 
بَيْنَ المَجَرَّاتِ !
أَلْقَى طَائِرٌ كِتَابَ عُنُقِهِ عَلَى عُنُقِي وَهْوَ فِي اتِّجَاهِ الشَّمَالِ:
«
هَلْ يُعْجِبُكِ
أَنْ أَتَصَفَّحَ بِلِسَانِي 
كِتَابَكِ السِرِّي: أُعِيدُ تَرْتِيبَ الفَوَاصِلِ بَيْنَ الكَلِمَاتِ
يُعَابِثُ غَليظُ أصَابِعِي
رِقّةَ حوَاشِيهِ
وَلاَ تُمْطِرِي؟
هَكَذَا أَنَا
يَا أُمَّ الفَواجِعِ
قاَلَ ذَكَرُ الكَوَاكِبِ
«
لأنثىَ كَوْكَب تُنَبْنِبُ من حَرَائِقِ اللّّّذّةِ »! 
وَقَّعَ طَائِرٌ آخَرُ بِمِنْقَارِهِ عَلَى عُنُقِي وَهْوَ فِي اتَجاهِ الجَنُوبِ وَأَسَرَّ لِي بِمَا يُشَرِّدُهُ مِنْ سِرِّ 
حُزْنِهِ.. «حُرِّيَةُ الحُبِّ وَالحُبِّ لِلأَحْرَارِ 
وَالسِِّيكُوتَا CiCuta وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ الشَوْكَرَانُ لِلأَشْرَارِ
تَحَسّسْتُ عُنُقِي وَأَجْهَشَ بِالنَّدَمِ عَلَى عُمُرِي قَلَمِي! 
رُوحِي سَقَطَتْ 
(
فِي أَرْضِ تُونُسَ )
بَينَ غَفْوَتَينِ منْ صَفْحَة
من «كتَاب الأغَانِي » !!
سَلاَمِي أَيُّهَا الشَّمَالِيّ 
سَلاَمِي أَيُّهَا الجَنُوبِيّ.
صَبَاحُ الخَيْرِ 
صَبَاحُ الحِبْرِ الحُرِّ
يَا أَحْلَى طَائِرٍ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث