شَذَرَاتٌ شَارِدَةٌ
الكاتب
الحُر سَليم دُولَة
انْتَحَارُ حِمَار ..مَنْ ؟
"ولست بمفراح إذا الأمْر سَرًنيِ
وَلاَ جَازِعُ مِنْ صَرْفِهِ المتَقَلِبِ "
هكذا قال السيد الشاعر
رأيت
في المنام حِمَارًا ..فَفَكًرْتُ
في "كتاب الأزمنة والأمْكِنة " و مَا أنَا عليه من " انهيار "
في النَهَار.
النَهَارُ
نَهَارُ "الكُل".. نهار الْجَمِيِعِ ولِكُلِ ليْله وليْلاَهُ ..الْنَهارُ
مِيقات التَعَاقد و الإلْزامَات والالتزامَات وحَمْل الأقْنِعَة سَعْيَا لكَسْب "آداب الكياسة" للظفر بغنائم تلك " التعاسة " التي تفطنت إليها الحكمة العفوية الحذرة في
توصيفها لأحوال الجمع والحشود : "لكل ابليس في جيبه " وحين يحين الليل تنفلت من ذواتنا " مزارع
الحيوانات " وتسقط أقنعتنا قناعا ..قناعا .يعود مكبوتنا نشيطا بصحة جيدة لم
يعد مقهورا صَاغرا ذليلا ومَدْحُورًا وحِينَ اليَقْظة
نَنْدَهِشُ لِتْلك " الشُعوب " و" القبائل " التي تَسْكنُنَا
. فهل نعرف ذواتنا ؟ أية كهوف نسكنها وتسككنا رغم "حداثتنا"
و" ما بعد حداثتنا " " و"مَا بَعْد بَعْد حداثتنا"؟ رأيتُ في "منامي "..منذ يومين تونسيين
حمارا ينتحر. نعم حمار
ينتحر في"ساحة حقوق الإنسان
" .هالني ما رأيت إذ كيف لحمار أن "ينحر"
نفسه وهو المنسوب إلى الغباء والغفلة .كيف أمْكَن لِهَذا " البهيم" الأشْهَب تَحْويل حَافِرَهِ إلى مَا يُشْبِهُ
الأصَابِع الْقَويَة لقَصًاب مَاهِر جَزارٌ بنْ جَزَار ويُمْسِكُ بِنْصْل سِكًين هي أشْبَه بالْسيْفِ
ويَوُجِههَا نَحْو نَحْره بين الْحُشُود فتُشَخِبُ
الدِمَاءُ مِنْ عُنُقِه فَيَعْتَصِرُ قلبي
كما اعتصر قلبي وأنا أشاهد عند الغروب أسْرَابَ الغِربَانِ تُحَوِمُ في سَمَاءِ
مدينه السلام بغداد آخر مرة .أنهض على عطش أشرب ماء أعود إلى النوم فيعود ينتحر
الحمار . تُشخِبُ الدماء من عنقه يعصف بي قلبي ..أطلب ماء أشرب وأسلمني إلى النوم
فيعود ينتحر الحمار أمام ذهول الحشود في تلك الساحة عينها إياها فأذهل وأنشده أكثر
اذ تبعث نهقة موحشة كأنها كلمة انجليزية مكسرة من واحد كبير الرأس من بين الحشود
تلك الحشود وقد اتخذت أسنانه منوال أسنان الحمار وهو بتحسس حياء أنثاه ويحملني السؤال : كيف أمكن لهذا الكائن أنْ يَنتحر على " جَحْشِيَتِه " المُطْمَئِنًةِ ويًكْسِرَ
مَقَام بهيميته الباذخة ويفعلها بنفسه كما لو أنه شاعر حالم مَكْسُورُ الخَاطر كما
كان حال خليل حاوي هاله ما يحدث من موت اعتباطي شنيع في الجغرافيات العربيةو في
العالم .أو لعله غضب من " حيَل
" الاستفتاء الذي حاد عن جوهره اذ أصبح مناسبة ديمقراطية فاحشة الشرعية للإستغباء
الجماعي وان كان الاستفتاء في الجوهر تشريكا ومشاورة وتقديرا للْرَأْي وتبجيلا للْحِكْمةَ الْمِشْوريَةِ تَلاَفيَا
للاسْتِبْدَادِ اٌلْذي أكَل الْشُعُوبً " نَيئَةً" و" مَشْويَة
" لقُرونِ طِوال مِمَا تُعُدون مِمَا جَعَل َ"لِسَانَ الْعَرَبِ "
المَكِين يُسَمِى السَادَة "الأمُراءَ بالآكلينَ والرَعِيَةَ بِالْمَأكُوُلينَ
" . لم أرغب العودة إلى النوم طلبتُ كَمَا عادتي النجدة من الموسيقى و كما
العادة السيدة فيروز لم تكن بخيلة بجودها النغمي .فكرت في إعداد قهوة والعودة الى مخطوط رواية
" أحلام البراعم " للشاب حكيم عبادة ..وسرعان ما عدلت عن الفكرة وأخذت أبحث
في الآوراق القديمة عن " تفسير الأحلام " وتعبير "المشاهدات"
الليلية ..أنا الكائن الليلي الذي لم يعد كائنا
ليليا الا مع الكتابة والكتب بحثا عن بعض "الطرائد" مما اقتنص قلمي من
أوراقي غير أنه من باب " التربية " سأقدم مقام "الحمارة"في
" تفسير الأحلام " على مقام السيد "الحمار " :" الحمارة
_ في – المنام امرأة وخادم دنيئة(..)فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته(..)فان كانت في المنام تحته فحملها
منه وان ولدت في المنام ما لا يلده جنسها فالولد لغيره (..)ومن ولدت حمارته جحشا
فتحت عليه أبواب المعاش ..._كما_ أن الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه "
اذا
كان هذا مقام السيدة الحمارية الأولى ..في المِخْيال التعبيري المنامي . فاي مقام
يحتله السيد الحمار ؟ تقول الأوراق القديمة ضمن ماتقول :
"..فاذا
كان الحماركبيرا فهو رفعة وان كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا وان كان جميلا فهو
جمال لصاحبه وان (...) كان مهزولا فهو فقر صاحبه...
ومن
جمع روث الحمارازداد ماله .ومن صار حمارا مات بعض أقربائه. ومن نكح حمارا قوي جده
.ومن رأى كأن الحمار نكحه أصاب مالا وجمالا لا يوصف لكثرته ...."
أية
خيبة ..آخر هذا الليل . لم أجد " تفسيرا
" جامعا مانعا حول انتحار الحمار .ولم أعرف من هو صاحب " النهقة
"العجيبة ولا تلك الأسنان الغريبة
لكن يبدو اني عرفت سر الذين استثروا بعد أن كانوا فقراء . الأكيد أنهم
وقعوا للسيد الحمار :
"من راى كأن
الحمار نكحه أصاب مالا وجمالا ..."وهو أبلغ اشهار سياسي ممكن .
أليس
كذلك يا وطن ؟
ملاحظة
اذا تعمد بعض " المصلحين
"الصحافين التدخل " في هذا النص ..لتحريفه عن قصد أو عن غير قصد
كأن
تكون الجملة الصحيحة والتي هي " ..من باب التربية سأقدم مقام الحمارة ( الأتان )...على مقام
السيد:
الحمار ..."
لتصبح الجملة " سأقدم مقام الحمارية المنصوص
عليها أعلاة ...لكن خارج نصي ...والا سيدركه ..الحمار ..لكن دون أن يكون ذلك مجلبة
للمال والجمال ..ههه هههه
سليم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire