mercredi 28 novembre 2012


                           شذَرَاتٌ شَارِدَة
الكاتِبُ الحُر:سَليِمْ دُولَةْ


الزَحْف الأحْمَرُ... يَزْحَفُ عَلَى حَكِيم " الزًحْفِ الأخْضَرِ"



...
"قد سَوًسْتَ أمْرَ بَنِيكَ حتًى ... تَرَكْتَهُمْ أدَقُ مِنَ الطًحِينِ "
الشًاعِرُ الهَجًاءْ :الحُطيئة 
v                    

لا أريدُ أنْ أزْحَف حِبْريا وَلاَ حَرْبيا وَلاَ حُبِيًا.. 
 عَلَى أحَد.وأعْرِفُ الدِيمُقراطيًة َالمُدجَجةَ بالصَواعِق النَوويًة  وليْسَ
من شِيًمي التًشفِي(كما أوصاني أبي الأرستقراطي الراسخ في النِعْمَةِ ) وَلاَ مِنْ هِوَايَاتِي الثابِتَة مُلاَعَبَة الزَوَاحِف(كَمَا أوْصَتْنِي أُمِي البدويًة الأبية ) وبي حُزْنٌ عَلَى مآل الحكام المَغْدُورينَ والغدًارينَ و المَنْحُورِينَ والمَسْمومينَ والمَخْلوعِين والمُغْتَالينَ والمُحَاصَرينَ والمُمْحُو نينَ كُلُهمْ وإنْ بنَسَب مُتَفَاوِتَة بداء" العَرَبْ".  داءُ كَلَبِ السُلْطَة التَيًاهَةِ المُسْكِرَة حتى سَكَراتِ المَوْت  .وإنْ كُنْتُ أعْشق اللًعِب مَعَ " لِسَانِ العَرَبِ "
زحف يَزْحَفُ زَحْفَا ..والزًاحِفُ اسمُ فَاعِل .والمَزْحُوفُ من أجْلِه فِعْلٌ يَقْتضِي ..ضِمْنَ مَا يَقْتضِيهِ الثأر التاريخي للحُريًة والكَرَامَةِ الإنْسَانيًةِ عند الذَوَاتُ الأهْليًة كما تَقْتضِيه ما يُمْكن لِي تَسْميتُه " الامْبِرْيَاليَة البيتْرومَانيًة  -العَابِرة للقَاراتِ  كَمَا يُسَمِيهَا المُفَكِر الأُرْكَسْتَرالىِ  النَبِيل ادْوَارِدْ سَعِيدْ -  البيترومانيا هذا الشغف المرضي بالبترول والذي ..هو " زيت الصخر ".مَرَض الأزْمِنَة الحديثة و القادمة .أيضا ..وأيضا :
 المَزْحُوفُ عليه اسمْ مَفْعُول به  ..مَبْنِي للمجهول – وهو هنا معلوم - يقتضيه اسم "جحا الصًحراء"..مجنون العائلة العالمية _ إذ لابُد للسيدة العائلة العالمية من مجنون و العقيد مُعَمَر ألقذافي هُو هَذا المَجْنُون. الذي اتَخَذ لهُ إيقاعا آخر من الزًحْف وِفْقا للميراث اللُغَوي : " زَحَفَ الرًجُلُ إذا انْسَحَبَ عَلَى إسْتِهِ ومنْه الحَديثُ :يزْحَفُونَ عَلَى أسْتَاهِهُم (على مؤخراتهم ) .تَقُول الحِكْمَةُ :" شر البلية مايُضْحك "   _ولست أضحك _.. إذ كيف للحكيم الإيكولوجي الأخضر صانع " النَهْر الصِنَاعِي العظيم "  والمُبشر ب"عصر الجماهير " لا يُبَارِك " "الزحافات  "الجماهيرية عليه من كل الجهات والجبهات .يبدو أن الحِكْمَةَ هذه المَرة أعوزت " حكيمنا " الحكيم " كما في كل مَرة .كان عليه أن يبتهج بنجمة فلق صبح الثورة التونسية  مثلا ..لا أن يُصوب إليها سهام حقده انتصارا لحذاء عسكري مثله  ويتوعدها بغيوم "حبوب هلوساته "ورعوده ."أمين القومية العربية " يُحْزِنُه أنْ يَري " فلسفته الرَعَويَة "  تَنْتصر عليه . انه فعلا "عصر الجماهير" المُعَطًلة عنْ الحياة وأسباب الحياة والمُعَطًشَة قسْرا إلى قطيرات  ندى من إكسير الحرية .الجماهير المقهورة والمهدورة الطاقات بسلاح هو أصلا مُمًول من مَالها .. ومَحْقُورَة هذه الجماهير.. بتاريخ أمة لا يعرف مآلها إذا بقيت مفاتيح مصائرها بأيدي غزاتها و جًهَلٌوتِها  وجَهَالَاتِهَا السرية والمُعلنة المُرشحة نفسها دائما للقبض على "مقاليد الرياسة " . إذا كانت  السياسية يمكن أن تعني ضمن ماتعنيه " فن التعاطي مع المُمْكِن من أجل سعادة مُمْكِنَة  لأكبر عدد مُمْكِنِ"-وفقا لهذا التعريف الإجرائي الذي يَخُصُني- فان المتحكمين لسنوات طوال في رقابنا وفي جيوبنا وفي حركات جولان أطيار أحلامنا وأفكارنا قد زادوا و زايدوا وزادوا على ما أوصاهم به هذا المستشار المنشار  في  الأمر السياسي  أو الشأن الثقافي.مستشار الفتك والعار.الفتك بكل من يخالفهم الرأي: فكرا وسياسة..واستبصارا حضاريا .إن الجماهير وفقا للمنظور الاستبدادي لاتزيد عن كونها حشودا في أحسن الحالات والأحوال "حيوانات اصطبلات " أو " جرذان جحور " فهي والبكموات سواسية " كأسنان الحمار ".نعم" سواسية كأسنان الحمار" وفق عبارة الدُمْيَري  ...لا تستأهل هذه" الحُشود "غير الإقامة الإرادية أو القهرية في المحتشدات.
ليس للقهر والقمع  هوية وليس للاستبداد جنسية ولا هو بِنْيَةٌ ذهْنيَة خاصة ولا خالصة دائمة وثابتة مَرة واحدة والى الأبد بمنتظم حضاري دون سواه ولا بمرجعية ثقافية دون سواها والقول بالتفاوت بين طبيعة و طبائع الثقافات والحضارات التي يروج لها بعض المنتسبين زورا إلي" التنوير العقلاني" أو "التنوير ألعرفاني" أو"الإشراق الرًباني" إنما هي مسوغات نظرية لتبرير الأنظمة الجارحة ..والنُظم الاستبدادية والقضاء على حدائق الاختلاف الجميلة والسًمْحاء . أريد أن أدافع عن أطروحة واضحة ضد مروجي الوعي السياسي المزيف والوعي الحضاري الزائف.ماهي هذه الأطروحة ؟
v                    
v                  معمر ألقذافي ليس ظاهرة ليبية .ولاصدام حسين ظاهرة عراقية ولا هتلر ظاهرة ألمانية ولا بنيتو ميسوليني ظاهرة إيطالية ولا حسني مبارك ظاهرة مصرية ..ولا زين العابدين ظاهرة تونسية .إنهم جميعا "ظواهر ثقافية" وفقا للميراث الانطروبولوجي الشامل لمفهوم الثقافة . أقصد استشراء ثقافة الانصياع والخضوع والحنوع  .و"البيعة"  والمُبايَعة والإمًعيَة والنَعَميَة " (نعم ..نعم نعم)وغياب النقد. استشراء ثقافة :" شد مشؤؤؤؤمك لئلا  يظفر بك الأشوم " كما تقول الحكمة" الإمتثالية  خَزًانَة الخَوْف والاْنتِهَازيَة .. ثقافة الولاء والتأييد ..واقتناص الفرص الفردية على حساب المصلحة الجماعية ..وتنمية فيروسات الجهوية الفتاكة على حساب المفيد الوطني هي المَعين الذي كانت دائما تتغذي منه كل النظم والمنتظمات الاستبدادية على مر التاريخ الإنسي ...وهي لا تفعل ذلك ..الا في غياب فكر الممانعة النقدي الحروهو التسمية الأخرى لليقظة ضد الغفلة . والإبداع الخلاًق ضد الإتباع الخنَاق لما يجعل الحياة جديرة بالحياة  والدِرايَة العَذْبَة المُبْدعَة  ضد الرواية المُعذبة للخيال والذاكرة .أربعون عاما تزيدُ هي مدة حكم " الحكيم الأخضر " معمر ألقذافي .. فمن " عمًر هذا المُعمر "؟ عشرون سنة تزيد هي فترة حكم زين العابدين. فمن زيًن هذا الزين ؟ . من هتلر ذاك الهتلري ؟ من مَوْسَل  ذلك المِيسُوليني ؟ من ستْلن ذلك  الستالين ؟ تماما كما كانت الحكمة القديمة قد تساءلت عن أسباب فرعنة فرعون .
v                  لقد ورد في متن حكيم حقيقي حر-قام الاستبداد باغتياله غيلة _وهو صاحب كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد "ما يمكن تدوينه على بوابات المُدن العربيًة الإسْلاميًة كما كنتُ أحلم دائما :
v                   "وهكذا طول الألفة (العادة..)قلب في فكرهم الحقائق وجعل عندهم المخازي مفاخر(...) وقبول الإهانة تواضعا والرضا بالظلم طاعة (..) والشهامة شراسة وحرية القول وقاحة وحب الوطن جنونا"
v                   
v                  ما أجمل أن يكون الواحد والواحدة من الخلق حرا وحرة   وما أروع أن يكون الإنسان دائما يساويه  في حله وتِرْ حَالِهِ في قوَتِه وحين هشاشته ..وإنْ لمْ يكن له من زمانه–مثلا-غير دفتر خسارته الجَمًة.
v                  انه وان كان" يحدث للوطن أنْ يَكُون أميًا " كما يَنُصُ على ذلك بِغُصُة جَارحَة  نَصُ " ذاكرة الجسد" للرائعة أحلام مُسْتَغَانِمي فان الاسْتِبداد السيَاسي هو التسْمية  الدقِيقَة والمُطابقة لتلك  الأميًة الحضارية الشًامِلَة  التي تُصِر عَلَى أن تُسَمِى  السقوط نُهوضًا والعُبوديًة حُريَة والإجْرامَ احْتِرَامًا .وهل ثمة من إجْرام أكثر من إجرام المتاجرة بالوطن و تعطيل مَلَكَات التَفْكير النَقْدي التأسِيسي للمُمْكِن التَعَايُشي الجَمَالِي السَوِيِ  فِي الوَطَنِ  المُنْفتح بسَمَاحَة المُقْتَدرِ عَلَى الكَوْن الذي نَحْنُ فيه مُفْردَةُ مِنْ مُفْرَدَاتِ " أوديسا"  سرْديَات الوُجُود .
v                  كَمْ نَنْسَى أنًهُ: " ثمة شئ نَنْسَاهُ فِي زَحْمَةِ التًسَابُقِ عَلَى حَفْظِ الجُمَلِ الثًوْريَة الجَميلَة .هَذَا الشئ هُو الكَرَامَة البَشريَة .ليْسَ وَطنِي دائِمًا عَلَى حَق ولَكِنِي لاَ أسْتَطيعُ أنْ أمَارِسَ حَقًا    حَقِيقيًا إلاَ  فِي وَطَنِي " (محمود درويش)                                            . آه ياوطن .                                                      
سليم دولة (الكاتب الحُر)
v                                                                        

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث