حين اسْتَـل مِنْهُمْ اُلْكُرْسِي كُلُ وَرعٍ وتــَقْوَى
( الآن ... لا سَمْعٌ ...ولا طَاعة ... أيها الغامض .. الكابوسي )
سليم دولة
تونس ... حبيبتي كم بي من اُلْرًغْبَةِ أنْ أُعَاتِبَ اخْــوتي ..
بِحْكَمَةِ اُلْفَراشِ وَاُلْوَرْدِ غَيْرَ أنً :
شَرُ بعض إخْوتي يَدْخُلُ قلبيَ مِنْ بَابِ الخَيْر
( الآن ... لا سَمْعٌ ...ولا طَاعة ... أيها الغامض .. الكابوسي )
سليم دولة
تونس ... حبيبتي كم بي من اُلْرًغْبَةِ أنْ أُعَاتِبَ اخْــوتي ..
بِحْكَمَةِ اُلْفَراشِ وَاُلْوَرْدِ غَيْرَ أنً :
شَرُ بعض إخْوتي يَدْخُلُ قلبيَ مِنْ بَابِ الخَيْر
ثُم يَنْقــلِبُ ..فأتحَسَسُ عُــنُقِي ..
كَمْ منْ جُرعَة مْنْ التِرْياقِ تَلْــزٌمُني ..
يا خزافة روحي...
من جَسَدِي . كَم من جُرْعَةٍ ؟
كان يُمْكِنُ صِيَاغَةَ" دُسْتُورٍ عَتيدٍ " في فضَاء شَهْر واحِدٍ لاَ غيْر ...وغَير ذَلك مُمَاطلةٌ ..واسْتِحلاءٌ للْسُلطة وجُوعٌ تَاريِخِي إلى اَلْوجاهة الفَشْفَاشَةِ وقِلَةِ اُلْخيْرٍ وَسُوءُ تَقْديرٍ وتَدْبيرٍ ... أو كلها مجتمعة .وما أصْدق "السًلفَ الصالح " الذي أدرك حقيقة "السلف الطالح " ..حين كتب بالمِدَادِ الأحْمَر اُلْقَانِـــي " السلطة حُلوة الرضَاع مرة الفِطام " وهو مايدركة الجماعة ولا يقدرون على مقاومته .. إنه وهج شُمُوسِ الكَراسِي الذي بسُلْطانِ البَصَرِ والبَصيرةِ ... فَما أشَد رَغْبَة شُيوخِنَا اُلْــــرَغَابِيب إلى الرضاع في الوقت الضائع من العمر ..وما أعمق ماورد في كتاب
" رجوع الشيخ الى صباه " من حكاية حَوْل زاهدة مَخْدوعَة حين اعترفت صادقة بعد اغتصابها . إعتَرفَتْ حَرْفيًا بقولها لسيِدِها السلطان متحدثة عن مغتصبها :
" حين استله مني
تقصد عضو مغتصبها ) اسْتل مَعَهُ كُلَ وَرَعِي وتقواي " .. والهاؤلاء " كم كانوا ورعين جدا كما الحملان حين الحَملات الانتخابية وحين تمكنوا من الكرسي بعد أن "تمسكنوا" وكل على طريقته تمكن منهم حب الكرسي و استل منهم اٌلْكُرسِي وكل حَسَب طاقته على الطمع .. استل منهم كل وَرَعِهِمْ ...وتقواهم. كنت قد كتبت ضد مُعَذبهم ومشردهم الإستبدادي ..النوفمبري .. باعتبار أنهم اخوتي من لحم الأرض التي هي أرضي ..وأن الدم التي يجري في عروقهم هو دمي وان كانوا قد طالبوا ذات سنة بدمي ... كتبتُ ضِدَ مُغْتَصِبهم حرفيا " كم تُصْبعُ الكَراسي العُقول فَيصَاب أصْحَابها من ساسة التَعَاسَة بِداءِ اُلْضَبُعِ والأيامُ تُتَداوَلُ دُوَل دُوَلٌ " . حَذارِ من ... اُلْطمع ..وطول الأماني ..".والانبساط بالقوة" التسمية الأخرى للسلطة التياهة ..
2
تونس ... حبيبتي كم بي من اُلْرًغْبَةِ أنْ أعاتب اخوتي
بحكمة الفَراشِ وَاُلْــــــــوَرْدِ ...
إن كل من يزعم انتساب خطابه السياسي الى مؤسسة" الخلافة "..أو حتى امكانية تَحْيينها الآن وهنا ... في الحاضر أرى أنة يُمارس الإستغباء المَاكر "للحس الشعبي" خاصة اذا كان عارفا بالتاريخ عامدا الى تزييفه وتزويره ..اذ أن " رُويسا " واحد لحُزيْبٍ "سياسي ديني" .. أو "مدني "يملك من المال والقنية( الممتلكات ) ما لم يملك الرسول الكريم وخلفاء الرسول الكريم مجتمعين.. ولكم ما ورد في المتون القديمة حول " زهديًة الخلافاء " لغلبة " الديني الحقيقي " الأخروي على سيَرهم ..وأخلاقهم البعيدة على الطمع .. أما " اخوتي " في التراب قد غلبتهم
الإنتهازية الدنيوية عليهم فتلعثموا ...في بلاغهم التطميني للشعب الذي لايَطْمَئِنُ كما تلعثموا في سلوكهم العملي وتاهوا في خطاباتهم أيًمَا تِــيهِ ....فحق على أغلبهم النقد القرآني " للمنافقين " ومن هم من جماعة " ألهاهم التكاثر " المتحالفين سريا مع " هامان وجنوده " حتى ... مططلوا مدة صياغة دستور لا يستأهل
كل هذا اللغط ... بين " العلمانيين " و" الايمانيين " .. والصراع الفتاك بين أهل " الحداثة " وأهل " القدامة " ...وما تعرفون .. الذي يمكن أن يَفْتِك "بالسلم العام".. يا للطمع .. فكم من المفيد الإصغاء إلي " الأوراق القديمة " يعود هذا المكتوب الى ما يزيد عن الستة قرون :
"
..فأما خلافة الأربعة الأول، وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، رضي الله عنهم، وعلي بن أبي طالب، عليه السلام، فإنها كانت أشبه بالرتب الدينية من الرتب الدنيوية في جميع الأشياء، كان أحدهم يلبس الثوب من الكرباس الغليظ، وفي رجله نعلان من ليف، وحمائل سيفه ليف ويمشي في الأسواق كبعض الرعية، وإذا كلم أدنى الرعية أسمعه أغلظ من كلامه. وكانوا يعدون هذا من الدين الذي بعث به النبي، صلوات الله عليه وسلامه. قيل: إن عمر بن الخطاب جاءته برود من اليمن ففرقها على المسلمين، فكان نصيب كل رجل من المسلمين برداً واحداً، وكان نصيب عمر كنصيب واحدٍ من المسلمين ، قيل ففصله عمر ثم لبسه وصعد المنبر فأمر الناس بالجهاد، فقام إليه رجل من المسلمين وقال: لا سمعاً وطاعة، قال : لم ذلك؟ قال: لأنك استأثرت علينا، قال عمر: بأي شيء استأثرت؟ قال: إن الأبراد اليمنية لما فرقتها حصل لكل واحد من المسلمين برد منها، وكذلك حصل لك، والبرد الواحد لا يكفيك ثوباً، ونراك قد فصلته قميصاً تاماً، وأنت رجل طويل، فلو لم تكن قد أخذتَ أكثْر منه لما جاءك منه قميص، فالتفت عمر إلى ابنه عبد الله وقال: يا عبد الله أجبه عن كلامه، فقام عبد الله بن عمر وقال: إن أمير المؤمنين عمر لما أراد تفصيل بُرْده لم يكفـه، فناولته من بُردي ما تمَمَــه به، فقال الرجل: أما الآنَ فَالسًمْع والطاعَة .
وهذه السير ليست من طُرُزِ مُلوك الدُنْيَا وهي بالنبوات والأمور الأخروية أشبه."
...
• .. ألا تستحق مثل هذة " الوثيقة " التأمل النقدي مستحضرين سيرة " القادة الروحيين " المَكْذُوبينَ .."الهاؤلاء" من هنُا وهنَاك ..الذين يقَدمون أنْفسهم وكل على طريقته عَلَى أنَه " المُرشد " الوحيد الروحي الأوحد للثورة " والرأس المفكرة الوحيدة ..الممسكة بشروط امكان الانقاذ من الضلال .. والمسكوت عنه في " خطابهم " لعموم الشعب " "لقد سكتم حين كنا في المحن والسجون ... وأنتم كنتم تنعمون.. الآن ادفعوا بالتي هي أحسن ...بلا تلبك ولا تَرَدد ..ولا تململ ..ولا نريد منكم عقولكم ..لقد فكرنا لكم وعوضا عنكم .. ولا حاجة لنا بكلامكم : نريد منكم السمع والطاعة... " كم يعنى شيوخ ساستنا بالقضايا الكبرى" قاصمة الظهر" ..ويغفلون عن " شياطين التفاصيل " وهي معضلات الحياة اليومية للمنهكين من مزاولة الحياة اليومية أصلا .._ وأنا واحد منهم _ وذلك بفعل نارات أسعار كل شئ تقريبا باستثناء "الإنسان التونسي" ..الذي يباع" للأغيْارِ " بأبْخَس الأثْمَان ..حتَى أصْبح " الضَحك " كما الفرحُ امتيازا جنونيا أو عفوية طفولية ..
•
لقد ورد في كتاب " الغصب " للكرابيسي
هذا الحكم :
"إذَا غَصَبَ دَابَّةً فَقَطَعَ يَدَهَا أَوْ رِجْلَهَا ، فَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهَا غَرَّمَهُ كَمَالَ الْقِيمَةِ .
وَإِنْ كَانَتْ مِمَّا يُؤْكَلُ لَحْمُهَا غَرَّمَهُ النُّقْصَانَ إنْ شَاءَ وَأَمْسَكَ الْعَيْنَ ، وَإِنْ شَاءَ ضَمَّنَهُ كَمَالَ الْقِيمَةِ وَالدَّابَّةُ لَهُ .
وَالْفَرْقُ أَنَّهُ فَوَّتَ مُعْظَمَ مَنَافِعِهَا حَيَّةً ، وَلَمْ يُفَوِّتْ مَنَافِعَهَا مَذْبُوحَةً ، فَق
َدْ فَوَّتَ بَعْضَ مَنَافِعِهَا وَبَقِيَ الْبَعْضُ - فَلَهُ أَنْ يُضَمِّنَهُ النُّقْصَانَ ، كَمَا لَوْ قَطَعَ أُذُنَهَا .
وَلَيْسَ كَذَلِكَ إذَا كَانَتْ دَابَّةً لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهَا ؛ لِأَنَّهُ فَوَّتَ جَمِيعَ مَنَافِعِهَا ؛ لِأَنَّهَا لَا تَصْلُحُ لِلرُّكُوبِ وَالْحَمْلِ عَلَيْهَا وَلَا لِلْأَكْلِ ، فَصَارَ كَمَا لَوْ قَتَلَهَا وَلَوْ قَتَلَهَا غُرِّمَ كَمَالَ قِيمَتِهَا ، كَذَلِكَ هَذَا...""
اذا كان الأمر كذلك أيتها الأوراق " الحكيمة "
فما حكم الغَصْب في شأن وطن بأكْمله تاريخًاوجُغْرافيَا وديمُغْرفيا ... باسْم احْتـــرام "مٌقدس" مَكْذوب على الله ورسوله ..أصلا ؟.
تكتسحني الآن بهجة غامضة للفرح ...
ذات صباح كنت في الطريق الى التدريس اعترضني صبي جميل وقال لي حرفيا " عمي أنا انحب انبوسك .." فانحنيت له .. وسرعان ما انطلق كالمهر .. فلم تفارقني ملامحه ... وكلما اشتد بي الحزن وأكره تونس وروحي والعالم ترجعني ملامح ذلك الطفل التونسي من بن عروس الى بعض سكينتي .. فشكرا لك أيها الطفل ..ما حييتُ وشكرا لأهلك الذين لا يعرفونني ولا أعرفهم ..
للوطن ...الذي أنجبك ..شكرا
وحين قصصت " الواقعة " في قاعة الأساتذة ..بكت واحدة من السيدات زميلاتي وسرعان ما اخفتْ دموعها .. فأصابني الخجل من دموعها.. فقلتُ لي لا تحزن ..القادم رغم القاتِم سَوفَ يَكُون أجْمل ..رفقا بهشاشة اخوتك ..فهم إخوتك .. وانْ فعلوا ... مَا فَعَلوا ..
كَمْ منْ جُرعَة مْنْ التِرْياقِ تَلْــزٌمُني ..
يا خزافة روحي...
من جَسَدِي . كَم من جُرْعَةٍ ؟
كان يُمْكِنُ صِيَاغَةَ" دُسْتُورٍ عَتيدٍ " في فضَاء شَهْر واحِدٍ لاَ غيْر ...وغَير ذَلك مُمَاطلةٌ ..واسْتِحلاءٌ للْسُلطة وجُوعٌ تَاريِخِي إلى اَلْوجاهة الفَشْفَاشَةِ وقِلَةِ اُلْخيْرٍ وَسُوءُ تَقْديرٍ وتَدْبيرٍ ... أو كلها مجتمعة .وما أصْدق "السًلفَ الصالح " الذي أدرك حقيقة "السلف الطالح " ..حين كتب بالمِدَادِ الأحْمَر اُلْقَانِـــي " السلطة حُلوة الرضَاع مرة الفِطام " وهو مايدركة الجماعة ولا يقدرون على مقاومته .. إنه وهج شُمُوسِ الكَراسِي الذي بسُلْطانِ البَصَرِ والبَصيرةِ ... فَما أشَد رَغْبَة شُيوخِنَا اُلْــــرَغَابِيب إلى الرضاع في الوقت الضائع من العمر ..وما أعمق ماورد في كتاب
" رجوع الشيخ الى صباه " من حكاية حَوْل زاهدة مَخْدوعَة حين اعترفت صادقة بعد اغتصابها . إعتَرفَتْ حَرْفيًا بقولها لسيِدِها السلطان متحدثة عن مغتصبها :
" حين استله مني
تقصد عضو مغتصبها ) اسْتل مَعَهُ كُلَ وَرَعِي وتقواي " .. والهاؤلاء " كم كانوا ورعين جدا كما الحملان حين الحَملات الانتخابية وحين تمكنوا من الكرسي بعد أن "تمسكنوا" وكل على طريقته تمكن منهم حب الكرسي و استل منهم اٌلْكُرسِي وكل حَسَب طاقته على الطمع .. استل منهم كل وَرَعِهِمْ ...وتقواهم. كنت قد كتبت ضد مُعَذبهم ومشردهم الإستبدادي ..النوفمبري .. باعتبار أنهم اخوتي من لحم الأرض التي هي أرضي ..وأن الدم التي يجري في عروقهم هو دمي وان كانوا قد طالبوا ذات سنة بدمي ... كتبتُ ضِدَ مُغْتَصِبهم حرفيا " كم تُصْبعُ الكَراسي العُقول فَيصَاب أصْحَابها من ساسة التَعَاسَة بِداءِ اُلْضَبُعِ والأيامُ تُتَداوَلُ دُوَل دُوَلٌ " . حَذارِ من ... اُلْطمع ..وطول الأماني ..".والانبساط بالقوة" التسمية الأخرى للسلطة التياهة ..
2
تونس ... حبيبتي كم بي من اُلْرًغْبَةِ أنْ أعاتب اخوتي
بحكمة الفَراشِ وَاُلْــــــــوَرْدِ ...
إن كل من يزعم انتساب خطابه السياسي الى مؤسسة" الخلافة "..أو حتى امكانية تَحْيينها الآن وهنا ... في الحاضر أرى أنة يُمارس الإستغباء المَاكر "للحس الشعبي" خاصة اذا كان عارفا بالتاريخ عامدا الى تزييفه وتزويره ..اذ أن " رُويسا " واحد لحُزيْبٍ "سياسي ديني" .. أو "مدني "يملك من المال والقنية( الممتلكات ) ما لم يملك الرسول الكريم وخلفاء الرسول الكريم مجتمعين.. ولكم ما ورد في المتون القديمة حول " زهديًة الخلافاء " لغلبة " الديني الحقيقي " الأخروي على سيَرهم ..وأخلاقهم البعيدة على الطمع .. أما " اخوتي " في التراب قد غلبتهم
الإنتهازية الدنيوية عليهم فتلعثموا ...في بلاغهم التطميني للشعب الذي لايَطْمَئِنُ كما تلعثموا في سلوكهم العملي وتاهوا في خطاباتهم أيًمَا تِــيهِ ....فحق على أغلبهم النقد القرآني " للمنافقين " ومن هم من جماعة " ألهاهم التكاثر " المتحالفين سريا مع " هامان وجنوده " حتى ... مططلوا مدة صياغة دستور لا يستأهل
كل هذا اللغط ... بين " العلمانيين " و" الايمانيين " .. والصراع الفتاك بين أهل " الحداثة " وأهل " القدامة " ...وما تعرفون .. الذي يمكن أن يَفْتِك "بالسلم العام".. يا للطمع .. فكم من المفيد الإصغاء إلي " الأوراق القديمة " يعود هذا المكتوب الى ما يزيد عن الستة قرون :
"
..فأما خلافة الأربعة الأول، وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، رضي الله عنهم، وعلي بن أبي طالب، عليه السلام، فإنها كانت أشبه بالرتب الدينية من الرتب الدنيوية في جميع الأشياء، كان أحدهم يلبس الثوب من الكرباس الغليظ، وفي رجله نعلان من ليف، وحمائل سيفه ليف ويمشي في الأسواق كبعض الرعية، وإذا كلم أدنى الرعية أسمعه أغلظ من كلامه. وكانوا يعدون هذا من الدين الذي بعث به النبي، صلوات الله عليه وسلامه. قيل: إن عمر بن الخطاب جاءته برود من اليمن ففرقها على المسلمين، فكان نصيب كل رجل من المسلمين برداً واحداً، وكان نصيب عمر كنصيب واحدٍ من المسلمين ، قيل ففصله عمر ثم لبسه وصعد المنبر فأمر الناس بالجهاد، فقام إليه رجل من المسلمين وقال: لا سمعاً وطاعة، قال : لم ذلك؟ قال: لأنك استأثرت علينا، قال عمر: بأي شيء استأثرت؟ قال: إن الأبراد اليمنية لما فرقتها حصل لكل واحد من المسلمين برد منها، وكذلك حصل لك، والبرد الواحد لا يكفيك ثوباً، ونراك قد فصلته قميصاً تاماً، وأنت رجل طويل، فلو لم تكن قد أخذتَ أكثْر منه لما جاءك منه قميص، فالتفت عمر إلى ابنه عبد الله وقال: يا عبد الله أجبه عن كلامه، فقام عبد الله بن عمر وقال: إن أمير المؤمنين عمر لما أراد تفصيل بُرْده لم يكفـه، فناولته من بُردي ما تمَمَــه به، فقال الرجل: أما الآنَ فَالسًمْع والطاعَة .
وهذه السير ليست من طُرُزِ مُلوك الدُنْيَا وهي بالنبوات والأمور الأخروية أشبه."
...
• .. ألا تستحق مثل هذة " الوثيقة " التأمل النقدي مستحضرين سيرة " القادة الروحيين " المَكْذُوبينَ .."الهاؤلاء" من هنُا وهنَاك ..الذين يقَدمون أنْفسهم وكل على طريقته عَلَى أنَه " المُرشد " الوحيد الروحي الأوحد للثورة " والرأس المفكرة الوحيدة ..الممسكة بشروط امكان الانقاذ من الضلال .. والمسكوت عنه في " خطابهم " لعموم الشعب " "لقد سكتم حين كنا في المحن والسجون ... وأنتم كنتم تنعمون.. الآن ادفعوا بالتي هي أحسن ...بلا تلبك ولا تَرَدد ..ولا تململ ..ولا نريد منكم عقولكم ..لقد فكرنا لكم وعوضا عنكم .. ولا حاجة لنا بكلامكم : نريد منكم السمع والطاعة... " كم يعنى شيوخ ساستنا بالقضايا الكبرى" قاصمة الظهر" ..ويغفلون عن " شياطين التفاصيل " وهي معضلات الحياة اليومية للمنهكين من مزاولة الحياة اليومية أصلا .._ وأنا واحد منهم _ وذلك بفعل نارات أسعار كل شئ تقريبا باستثناء "الإنسان التونسي" ..الذي يباع" للأغيْارِ " بأبْخَس الأثْمَان ..حتَى أصْبح " الضَحك " كما الفرحُ امتيازا جنونيا أو عفوية طفولية ..
•
لقد ورد في كتاب " الغصب " للكرابيسي
هذا الحكم :
"إذَا غَصَبَ دَابَّةً فَقَطَعَ يَدَهَا أَوْ رِجْلَهَا ، فَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهَا غَرَّمَهُ كَمَالَ الْقِيمَةِ .
وَإِنْ كَانَتْ مِمَّا يُؤْكَلُ لَحْمُهَا غَرَّمَهُ النُّقْصَانَ إنْ شَاءَ وَأَمْسَكَ الْعَيْنَ ، وَإِنْ شَاءَ ضَمَّنَهُ كَمَالَ الْقِيمَةِ وَالدَّابَّةُ لَهُ .
وَالْفَرْقُ أَنَّهُ فَوَّتَ مُعْظَمَ مَنَافِعِهَا حَيَّةً ، وَلَمْ يُفَوِّتْ مَنَافِعَهَا مَذْبُوحَةً ، فَق
َدْ فَوَّتَ بَعْضَ مَنَافِعِهَا وَبَقِيَ الْبَعْضُ - فَلَهُ أَنْ يُضَمِّنَهُ النُّقْصَانَ ، كَمَا لَوْ قَطَعَ أُذُنَهَا .
وَلَيْسَ كَذَلِكَ إذَا كَانَتْ دَابَّةً لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهَا ؛ لِأَنَّهُ فَوَّتَ جَمِيعَ مَنَافِعِهَا ؛ لِأَنَّهَا لَا تَصْلُحُ لِلرُّكُوبِ وَالْحَمْلِ عَلَيْهَا وَلَا لِلْأَكْلِ ، فَصَارَ كَمَا لَوْ قَتَلَهَا وَلَوْ قَتَلَهَا غُرِّمَ كَمَالَ قِيمَتِهَا ، كَذَلِكَ هَذَا...""
اذا كان الأمر كذلك أيتها الأوراق " الحكيمة "
فما حكم الغَصْب في شأن وطن بأكْمله تاريخًاوجُغْرافيَا وديمُغْرفيا ... باسْم احْتـــرام "مٌقدس" مَكْذوب على الله ورسوله ..أصلا ؟.
تكتسحني الآن بهجة غامضة للفرح ...
ذات صباح كنت في الطريق الى التدريس اعترضني صبي جميل وقال لي حرفيا " عمي أنا انحب انبوسك .." فانحنيت له .. وسرعان ما انطلق كالمهر .. فلم تفارقني ملامحه ... وكلما اشتد بي الحزن وأكره تونس وروحي والعالم ترجعني ملامح ذلك الطفل التونسي من بن عروس الى بعض سكينتي .. فشكرا لك أيها الطفل ..ما حييتُ وشكرا لأهلك الذين لا يعرفونني ولا أعرفهم ..
للوطن ...الذي أنجبك ..شكرا
وحين قصصت " الواقعة " في قاعة الأساتذة ..بكت واحدة من السيدات زميلاتي وسرعان ما اخفتْ دموعها .. فأصابني الخجل من دموعها.. فقلتُ لي لا تحزن ..القادم رغم القاتِم سَوفَ يَكُون أجْمل ..رفقا بهشاشة اخوتك ..فهم إخوتك .. وانْ فعلوا ... مَا فَعَلوا ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire