samedi 16 août 2014

اسرائيل ماضية في إحاطة نفسها "بدويلات من غبار "

اسرائيل ماضية في إحاطة نفسها "بدويلات من غبار "
و فلسطين  لوحدها... تحصّن المكان و الكـــيَان
(جرّبوا حُكـم اُلْرئيسات.. علّنا نُــحررها اُلْبـلاد ... ألا تحبّونَ   اُلْـرئيسات   يا أبْـنـَاء
و بنًات اُلْأُمّهات..؟)

اشارة من ادجار موران :
«  il faut donc introduire de la reconnaissance. »
« au péril des idées.les grandes questions de notre temps »
Edgar Morin et T.Ramadan
(PRESSES du châtelet mai 2014)
غَابـيّـــةٌ هي القِراءة عنْدي وكِتَابَـتِـي غابيّةٌ ... تَعْرف حِكْــمَةَ الحَــطّابين في التّجْوال بينَ الأجَمـاتِ   ولا تحبّذُ أي دليلٍ سياحِي للقَراءة العاطفيّة لأحوال العَصْر و أوحاله   .
أعْرب الفيلسوف _ عالم الإجتماع والأنتروبولوجي_ الكبير ومفكر الفِكْر الـمُركّب ومنْ كُنتُ قد أطْلَقْتُ عليه في سياق سابق " مُفكّر المُراوحَات العَذبة " وهو ادجار موران . عبّر عن يأسه من " حل مُطابق
وعادل " للقضية الفلسطينية " والتي يجب أن تكون قضية كونية . عبّر عنْ يأسه  على أقل تقدير في الراهن و وفْق مُعطيات الحاضر الجَغراسياسي- الحضاري  المحلّــي والعالمي . إسرائيل تريد للفلسطينيين " دولة مثقوبة  بالمستعمرات كما قطعة الجُــبن " كما كتب ذلك ريجيس دوبري بكل شجاعة  في رسالة "الى صديقه الإسرائيلي" (2010) .لا بدّ في رأي الحكيم  من تحوّلات عميقة  وجذريّة لزحزحة القضية وحلحلتها نحو الحل النهائي .. لا بدّ  منْ أحْداث كبرى لتغيير مجرى  الوقائع . إن القوّى التي كان بإمكانها التصّرف في مـَجرى الأحْداث قد تراجعت وانسحبت : براك اوباما قد حاول ثم احـْجَــم نهائيا و أروبا   عاجَزة على أن نفعل شيئا.والبلدان العربية في صراع  مع بعضها البعْض  وباختصار أنها فُرصة الظفر " بالخبز المقدس " بالنسبة لإسرائيل . وأكثر من ذلك انّ تفكّك دوّل الجوار الكبرى كما العِراق أو سورية  يغذّي الحُلم الإستراتيجي الإسرائيلي بأن تكون مُـحاطة بدُويلات  هي كيانات من غُبار في حالة من الصراع  الدائم بين بعضها البعض ...
ويستدرك الحكيم  ضد اليأس . مهما كانت درجة اليأس والخيبة من الأوضاع  فإنّه لا يجب علينا كف الوقوف إلى جانب المطحونين... واُلإنتصار لهم  كما  الإنتصار للفلسطينيين (ص183) ويقول في مكان آخر من "الكتاب_ الحوار" مع السيد طارق رمضان  "إن المشكل الأساس في العلاقة بالآخر إنما مسألة الإعتراف . كل إنسان بما هو إنسان في حاجة أساسية لأن يكون موضع اعتراف والإعتراف هو من الحاجات الأولية التي  نجدها لدى أطفال الضواحي كما لدى المقهورين والمهانين من مثل الفلسطينيين " ( ص 35)
نعم هكذا " شاء" لنا التّاريخ أن تكون فلسطين  وأهل فلسطين   موضِع مُقارنة  بالضواحيي  والأطفال _ غَشَاشير الضواحي . ضواحي المدن الكسموبوليتية  كما لندن أو باريس ... رغم احترامي للنوايا الطيبة  لإدجار موران "حكيم المراوحات العذبة" لقد عذّبتني المقُــارنَة. ثم أنه وصف دون أن يشخّص  بما يكفي ولامس المشكلة ثم سكت . كم كان سيفان هسل واضحا وجارحا في كتاب " فلسطين خيانة أروبية "  والذي رحل عن العالم دون أن يرى الكتاب منشورا    .يقول صاحب كتاب " الفردوس المفقود "
( الكتاب الرابع من الجزء الثاني ) :
" أنت أيها الـمُرائي الماكِــر ..تريــدُ أنْ تَبْدو الآن نـصيرا للحُريّــة ؟ ألم تَكُن أسْبق الـــجَميع تــزلّـفا وخُشوعا وخُضوعـًـا (...) ألم تـَـكُن تَــفْـــعَل ذلك أمَلا في ( ...)  أنْ تَقْــــعُد مَقْعــدَ الـحُكْم ؟
أصْغ إلي نُصحي هــذا : ارْحل من هُنَا وعُد إلى حيث كنت " .لقد أكلت فُصولَ  كتاب "  امتحان الأفكار : الأسئلة الكبرى لزماننا 1 "الله ...والرجال والنساء .
2العلم والضمير..العقيدة والعقل والحدس والمعرفة.
3معنى الكلمات : التاريخ ..الهويّة...  الإصلاح .. الإيطيقا  والشّعبويّــة.
4إعادة التّفكير في العالم :المغامرات السيئة للديمقراطية .
5 من الحميـمي إلى الكوني.
6المسألة الفلسطينية .
7 في البَحْث عن شِرعَاتٍ جديدةٍ .
8"أصُولية " قُلتَ ؟ .
9 الإندماج .. القانون . الإختراق ... والعفو".
مع المقدمة الدقيقة والشيّقة التي كتبها كلود _ هنري دي بور الذي أعدّ "الحوارات " بين موران وطارق رمضان  ..  و أدارها بتدخل زوجة ادجار موران السيدة صباح عبد السلام .وبقيت عبارة لبتر سينغر تطوف بي :" من المؤسف أن الفلسفة لا تحيا دوما وفق ما يقتضيه دورها التاريخي .فالفلاسفة كائنات بشريّة يخضعون لكل التصورات المسبقة في المجتمع الذي ينتمون إليه.قد يفلحون أحيانا في الإفلات من قبضة الإيديولوجبا السائدة لكنهم غالبا ما يصبحون المدافعين الأكثر حذقا عنها ". تذكرتُ "فلاسفة تونس" والتحوّل النوفمبري . وقلت لي : يا للتاريخ . منْ ضحيّة منْ " الأميرُ " أم " الفيلسوف " ..؟
الشيء الموجع  - بعد قراءة الكتاب _ والذي بقي حاضرا في ذهْني ووجداني   ينْقَحُ   وينْبحُ كما  كَلْب اُلـجـُرحِ السّائب    هو أنّ فلسطين لوِحْدها  تحصّن الكيان الكوني الحٌـــرّ  باللّحم والعَظم والشرّايين ... وبأشلاء الأمهات والأطفال ... وإسرائيلُ ماضيةٌ في إحاطة نفسها "بدُويلاتٍ منْ غُبار "  وأنّ ذاكرتي لم تَـهْجَع من الوَجع اُلْـمُستدام في أرض  الشّـــآم   وماذا عن أرض نفسي ؟  استوى  الإيقاع .هل اُستوى  اُلايــقاع ؟ لمن يعُدّ بعْض "التوانسة " حُروبهم  وعلى أرض بلادهم ...؟  أم أنهم  نَسَوا حين أنْسُوهم أنّهم  هم أنفسهم  من أهْلها هذه البلاء  ويحاربون أهلهم بالوكالة  عن أعداء شعبهم وأرضهم وعِرضهم .. لقد ورد في كتاب رشارد نيد ليبو" لماذا تتحارب الأمم.(ص208)
" يمثل كُل مِنَ "الإنْتِقَام" و "تثبيتُ اُلْمَكَانَة"  وفي حَالاَتٍ كثيرةٍ الإثنين معا دافِعًا للحَرْبِ و يُعَزِّزُ كُلُ منْهُمَا اُلْآخَر كَمَا فَعَلا عَلى مَا يَبْدُو فِي اُلْحَرْبِ اُلْهُولنْديَّة اُلْتِي خَاضَها لويس الرَّابعِ عشَر واُلْغَزْو اُلْأَنْجْلو_أمريكِي للعِراق... ".  سلاما  ... وانْ اقْتضَى الأمْر حَــربا أيـّها" الأشِقّاء اُلْأغْراب" . تذكّرتُ حكمة  الصّاحب النّاصح
"اقتُل نفْسَكَ لأُحبَّــــك أكثْر "
الألم هو ابنها الرّوح
وهيً   أمُــهُ   و  مرْضِعَــتُه
كـَـما في   اُلْرِوايات    اُلٌبُوليسيَة
( التي   لم يكْتبها تُونسي)
(...)

أيهَا الألم اُلْـــمُقيم لكَ أن تنْـــتَسبَ . دَعْ عنْك اُلْأقْــنِعَة
لاَ تكن زائرا ثَــقيل اُلْمَجَازاتِ عَلى قَلْبِي
وذاكــرتي..
أيها   اُلْألمُ:
كن شفوقًا .. قليلاً . شَربتُ لك
كُلَ   كَاسات  اُلْــَمُر المُعَــتَّق بلَــذَّةٍ  باذِخَة اُلْأوْصَاف ..
هَذا اُلْمـــسَاءْ
كُــــنْ رجُلا أوْ   شَاعِــرا :
أو رئيسا مُروّسا عليينا بشرعيّة  الأقليّة الواثبَة
ما هي آخرتُها مَـــــعَك ..؟
هل أقتُل نفسي عِرقًا   بِعْرقٍ   لأقتلك ولا
أنْتَـــحِرُ .
أنا لا أقتلُ "صَاحبي " واُلْـحَياةُ حُلوة
وأكبر من كُل  المراثي .
نَبَهَنْي شَاعِرُ يقول أنَّـــه يُحبُّــني
( حينَ آويْتُه من تَشَرده القِطَطي و اُلدَوارجُ عَلى جِسْمَهِ )
بأنَّ سَقْفَ بَيْتي   يَصْلَح  لِلْإنتحَار
تذكْرتُ الآنَ حكْمةَ اُلْـــسَمْسَار اُللُغــوي:
" اقتل نَفْسك لِأحبَّـــكَ أكــثْر "
(....)
( كَم يحِـــبُّ اُلْجَمَاعة اُلمَشي فِـــي اُلْجَنازاتِ )
وكِتابة اُلمراثي    اُلْـــــرَّثَة ...
في هِجَاء اُلْـــذَّاتِ   ومَديــــحِ
اُلْكأس   التِّي   تـَرقُصُ   عَلى   أنْـــــخَابِ
اُلْأمْوات ..
نــِكايةً بالأحْياءْ."
غابية هي قراءاتي  وغابية هي كتابتي :" دعني القي عليكَ نظرةً أخيرة  أيها السّور  الذي يأوي هذه الذئاب المفترسة(...)  وأنتم أيها الفتيان عليكم بالتمرّد والعِصْيان .ويا أيها العَبيد و المدْعُوسون دَحْرجوا شيوخ المجلس عن مقاعدهم الوثيرة لأنهم تمرّغوا في أوْحَال الجشَع ... هيّا اسْتلموا دَفةَ التّشريع بدلا عنْهم (...) وأنتم أيها الخَدم المغبونونَ استولوا على أرزاق سادتكم لأنـّهم عصابةٌ من لصوص يـنْهبون الأموال بالجُملة تحت سِتار القانون " . هكذا  كان يحرض تيمون الاثيني الشباب لأنقاذ أثينا المريضة ببعض أهلها من "عبيد الجاه والسلطةو المال" يحرضهم  قبل أن "ينتحر "  وبشهادة شكسبير  ويوصي بأن يكتب على قبره  وبالشمع الأحمر  وعند شاطئ البحر :" هنا يرقد المسكين الذي فارق الحياة . لا تبحثوا عن اسمي لئلا يصيبكم الطاعون ... هنا يرقد تيمون الذي كره جميع الأحياء .. أيها المارون من هنا   إلعنُوني كما يحْلو لكَم  لكن اعْبروا ولا تتوقفوا أمام قبري " قلت لي  بماذا عسى أن يوصي الرؤساء العرب بأن يكتب على قبورهم وقد خانوا فلسطين ... وأهلها .. كما العراق وليببا وسوريا ..؟ .
لقد توغلتُ بالليل .. وتوغّل بي إلى حُدود الفَجر فأخَذْتُ أقلّب مَسألة " الإستعمار " .
فقلتُ لي : الإستعمار كان دائما ظاهرة ذكوريّــة وإن كانت أفاعيل نون النّسوة غير غائبَة عنْها وفي أحايين كثيرة هي من قَدَحَت صوّانها ... فَلماذا لا نـجّربُ " حكم النساء "تكريما لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا .. وريحانات أرواحنا وتحيّة تاريخية وجمالية في لفْتَةٍ حَضاريّة   حتى لمن خرّبنَ " حيواتنا "   وكتبتُ شِعَارا تَعْبويّا ضِدّ نفسي العَضبيّة والشهوانية الجامِـحَةِ  : كتبتُ " جرّبوا حُكـم اُلْرئيسات.. ألا تحبّونَ اُلْـرئيسات يا أبْـنـَاء
و بنات اُلْأُمّهات..؟ انا مُنْسَجِمٌ مع حِبري أحْيانا اذْ كنتُ أهديتُ " كتاب ديلانو شقيق الورد " ( تونس 2008 وفلسطين 2012) وفق الصياغة التالية :
"إلَى "سَليلَة الكَاهنَة" رَئيسَةُ تُونس القَادمَة.. وَإن عَلَى غَير عَجَل.. أَرفَعُ هَذَا المَكتُوبَ باسم العَذبَةِ "ديلاَنوُ" والمُعَذَّبُ "شَقيقُ الوَرد" عَسَى أَن تَتَعَهَّدَ رُوحَ حَفيدهَا بالرُّخَامِ العَاطِفِيّ"
.سلامٌ   إن أمكن السّلام ووردة(نَزيلُ الدّيَار التُّونُسيَّة-- سليم)


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث