vendredi 24 janvier 2014

العَهْد "الوَرْدِي" ... بين اُلْرّدَى والتّرَدّي


تُونس::



العَهْد      "الوَرْدِي"     ... بين  اُلْرّدَى والتّرَدّي




اشارة  أولى :
" ليس أدعى إلى الفساد ولا أجْلب للشرّ من الـمُـفاخَرة وليْس على ظهْرها إلاّ فخور ..."
المقريزي : " كتاب النّزاع والتخاصم "

اشارة ثانية :
الأحلام تُبْنَى والكَوابيس تُعَادُ
مواطن تونسي  شوارعي
v   

ما من ماض "ذهبي" في حياتي الشخصيّة لآسف عليه ... وأثق في مستقبل   الإنسانية ... التونسيّة  دون تبذير تفاؤلي .
·  
توغل الليل التونسي  في بعضه ... و أنا ألاحِقُ ..
" الحوارات  السياسية "  في قنواتنا  التلفزيّــة ... والعربية   والعالـميّة  وأقارن الأحوال بالأحوال .. أفرح حينا وحينا أحزن ... فأراقب نفسي بصرامة  لئلا يتملّكني الغضب فيمرض قلبي لأيام ... و أخْرى   وما يليها فأكْره نَفْسي
و" الثورة " و" الديمقراطية " و" الحريّة " وكل العمليات الحسابيّة والشّعر والإشهار والنثر و الرواية ... وسيّر الملوك والسّلاطين   والأمراء  وذِكر الجِهات و الجهويات والمجلس التأسيسي  وكتابة الدستور الذي كدت أفرح أيّما فرح بولادته العَسيرة  .. أتدرّب على حكمة التّحكم في الذات  لضمان شرط أساس من شروط الحرية .. تدبير الأهواء و الإنفعالات  التي يمكن تجتاحك وتعصف بك .. وأقول لي إن من يكره نفسه لا أظنّه   يـُحبّ   أحدا   لا الله  ولا خلقه ولا ثقة له لا بنفسه ولا بعقله ولا بـربّه أصلا ...  وأقول   لي :
" هل نحن شعب يحبُّ نفسه " ؟  ثم اسلمتني لأوراقي الشخصية وما خطّت يمين بعض التونسيين مثلي عند ثمانينات القرن الفالت من أعمارنا الجماعية وتاريخ البلاد المتقلّب  وأردّد بيني وبيني متواليات من الشذرات الحكيمة وأحيانا أخرى أغنّيها:
"  لم يمل الى الغضب إلا من  أعياه سلطان الحُجّة " .صَادق صدقتَ يا عبد الله بن العباس ." ان ابتكار المعاني خطر " صادق دقت أيـّها الأعْرابي .
" القمع أن تقمع الآخر بالكلام حتى تتصاغر أليه  نفسه " .صادقة صدقت أيتها الأعرابية.
" المُلْكُ يبقى مع الكُفر ولا يبْقى مع الظلم ".. أغُلقتُ كتاب " الجراحات والمدارات " ...
" سياسة نامه أو سيّر الملوك "  وقلت لي ما تقول العقول بلغة العرب :"هنا  مربط الفرس " . يا لعلاقة حرية الفْكْر بحرية التَّكفير  .يا لعودة ثقافة الجارّ والمجرور . يا لتكرار ادعاءات المنقذين من الضّلال و" المُفْصحين بالأحْوال والمُوصلين لذِي العِزّة والجَلالِ "  .طار بأطيار خيالي القرائي الى تخوم القرن 15 الميلادي لتحط عند كتاب السيوطي : " العُرف الوَرْدِي فِي أخبار المَهْدي " .
" قد حاول كثير من المدعين استغلال هذه العقيدة فادّعوا زورا وبهتانا أنّهم (( المهدي المنتظر )) المَوعود بهِ على لسان الرسول( صلى الله عليه وسلم) وقد اختلفت أغراضهم في ذلك فقد ادّعاها بعضهُم وغرضهم  إفْسَادُ الدّين  وإهلاك الحرث والنسل وبعضهم ادّعاها طلبا للملك والسلطان وحرصا على الدنيا وبعضهم لُبس عليه الأمر لخفّة عقْله أو أثر عليه اجتهاده في العبادة والزهد " وأكثر من ذلك ينبهنا السيوطي الى ظاهرة " فبركة " مثل هذا " المَهدي " على طريقة " الشيوخ المودرن " : اذ يقول " وقد أُدّعيتْ المهدية ( عقيدة المهدي المنتظر ) لأناس لم يدّعوها  لأنفسهم إدّعاها لهم أتباعهم ومـُحبوهم والمُغَالون فيهم  ..."

·  
ما من ماض "ذهبي" في حياتي الشخصيّة لآسف عليه ... وأثق في مستقبل   الإنسانية ... التونسيّة  دون تبذير تفاؤلي
·  
عُدْت الى  جراحاتي ومَداراتي  ألعق  جرحي النرجسي :
ان ما يعنيني شخصيا وأعتبره من المسائل الفورية واللحظية والآنية و الراهنيّة انما تكوين وتشكيل وتربية " ميتا_ مثقف " يمارس النقد الجذري الراديكالي لكل السلط "المعرفية " و"الدينية " و"السياسية "بلا هوادة دون خوف من جميع أشكال الموت المادي الرمزي كما يمارس هذا " الميتا _ مثقف " نقد أسلجته النقدية باستمرار من أجل ألا يصادر الحقيقة كما يفعل خصومه لأن ذلك هو " كفر الكفران " بالمعنى اللغوي للكلمة التي تحيل على " التغطية والحجب ". وهل بإمكان واحد من الخلق أن " يجب الله " لينصب أحدُ خلقة "  نفسه  الذود " عنه ..؟  يا لكم  نحسن .. ونتقن ونتفنن في تحويل سجلات الصراع ..من من صراعات أرض _ أرض  الى صراعات  ملائكة
و شياطين ... وهو الوجه الكالح من الحروب التى خاضها البشر ضد البشر حين جعلوا " المقدس " الديني أو " المقدس الدنيوي " هو المَدار والمِحرار والبَوصلة . فهل ثمة من عنف تم في التاريخ البشري الطويل والعامر بالأنين والعويل أعْنَفُ  منْ ذلك العنْف الذي يتم باسم "المُقدس "  . كم ننسي أن كل شئ قابل للتقديس بما في ذلك " الإله الكروي " و" طقوسه " .. لأن مدار " العقيدة " في هذا الدين هي " المدورة " والمدور والدائرة تحيل على الخلود والأبدية ..والأزلية أصلا .
·  
ما من ماض "ذهبي" في حياتي الشخصيّة لآسف عليه ... وأثق في مستقبل   الإنسانية ... التونسيّة  دون تبذير تفاؤلي
·  
حين نقارن أنفسنا بما كنا عليه ( دون حنين نوستالجي مرضي للماضي ) أثناء ما يسمى ظلما بعصور الإنحطاط وفي ما يتعلق بالثقافة بالذات نجد أوضاعنا سائرة نحو نمو الندهور في اتجاه فلاحة الجهل المُدَولن ( جهْل برعَاية الدّولة الفاضلة ) :
الدولة لدينا – نحن العرب _ أصبحت تمارس تبذير الذكاء تشرف على مدارس ومعاهد وكليات وجوامع لإنتاج ما يمكن لي تسميته "الأميّة العالمة " أو " الجَهل المثقف " أو " الأميّة الثقافية " : غياب مطلق للتفكير النقدي . غياب مطلق لقضايا الوطن الكبير مع تنمية فظيعة للأنانية المتوحشة  التي تدعو الى الفضيحة ... فغدونا هذه المرة شعوبا ... وقبائلا سائرة إلى الإستعمار الجديد بأسنانها بانخراطنا الكلي في المجتمع الإستهلاكي _ الهلاكي . فمزيد من الإستهلاك .. مزيد من نمو التدهور ...مزيد من "التّكفير" و"ثقافة التكفير" . مزيد من شطر " الشّعب " و" الأمة " والعالم "  الى جغرافيا
"  إيمان و"كُفران "  والموعد بعد أربعة آلاف يوم أيها الوطن الجميل . يا "لللصوصيّة " السريّة .. و الإستحواذ على أفئدة الخلق باسم احتكار الحَق والحقيقة .. كما لو أنْ ليست لهذه الجُغرافيات الكونية والمحليّة   من ذاكرة . قد تختفي " الأمم " وتعود بعد آلاف    القرون ...حصْنها  الحَصين ودِرعها المتين ثقافتها ... النّاقِدة  المُتحفزة للحياة وليست ثقافة
" فتاوى القتل والتفنّن   في الشّدْخِ  والتّعْذيبِ .
" وإني أعْذر العوام وأمثالهم العارين من الحِكمة أن يغْلطوا في تدابيرهم الفاسدة ويخْفى عليهم وجْهُ الصّواب فيروموا الحلّ بمَا يُفْسد بما يُخالف الواجب لخفَاء القوانين العلميّة عليهم وأما أن يجْمع الواحد بين حِكْمة العُلماء وتَدابير الجهّال فهو أعْجَب العجب " .هكذا يقول الحكيم الطغرائي في
" حقائق الاستشهاد " .آن الأوانُ لنقْطع مع ثقافة الرّدى والتردّي   قال صاحبي . قلت آن .
·  
ما من ماض "ذهبي" في حياتي الشخصيّة لآسف عليه ... وأثق في مستقبل   الإنسانية ... التونسيّة  دون تبذير تفاؤلي
اذا لم نقو جميعنا بألواننا الإيديولوجية المتعدّدة على وضع حدّ "لحرث السماء" فانني أجدني مضطرا لتَرْدِيد لازِمَة الشاعر الإرلندي العظيم  سويفت   صاحب " رحَلات جليفر " بكل ما أُتيتُ من قوّة أحْبلة صَوتيّة وفي كلّ الأمَاكن العُموميّة – من جديد _ أُردّدُ بمرَحٍ طُفولي :
" كلّ من يستطيع أن يُنتج سُنبلتين من القمْح أو نَصليْن منَ العُشب في مَكان كانَت تنْموا فيه سنبلة واحدة أو نصْل عشْب واحِد يستْحق من الإنسانيّة جزاء أوفى من الجَزاء الذي تستحقه  طُغْمة السيّاسين مُـجْتـَمعينَ ويؤدي لبلاده خدمة ألزم من خداماتهم " .
عبارة كان  يعشقها الحبيب   القائد  الشّهيد شُكري بلْعيد . رحم الله كل الشهيدات والشّهَداء . ..
سلام ...  و   وردة




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

محرك البحث